نظمت مستشفى الصحة النفسية وعلاج الإدمان بمدينة دمياط الجديدة عددا من الفعاليات، تزامنًا مع اليوم العالمي للصحة النفسية، منها عقد ندوة حول أهمية الاستثمار في الصحة النفسية، وحاضر خلالها الدكتور محمد المهدي استاذ الطب النفسي، وحضرها عدد من أعضاء من مجلسي النواب والشيوخ والقيادات التنفيذية وقيادات القطاع الصحي والمجتمع المدني، وتخللها فقرات فنية قدمها أطفال إحدى مؤسسات رعاية ذوى الهمم.

مبارة كرة قدم

وقالت الدكتورة شيماء البشبيشي، مدير المستشفى لـ«الوطن»، إنه على هامش الاحتفال تم تنظيم مباراة في كرة القدم، بمشاركة واسعة من الشباب الذين رفعوا شعار اليوم العالمى للصحة النفسية، وأيضًا مشاركة المرضى وذويهم، كما عُقدت مناقشات بين قيادات المستشفى والتنفيذين والمجتمع المدني، لبحث سبل تحسين الخدمات المقدمة للمرضى بأفضل السبل، وتفعيل الدور المجتمعي لاستكمال مراحل التشغيل داخل المستشفى.

إضاءة الفنار بالاخضر

وفى إطار احتفال المحافظة بهذا اليوم، أُضيئ فنار اللسان بمدينة رأس البر باللون الأخضر، وذلك لنشر أهمية الاستثمار في الصحة النفسية، لما لها من أثر على حياة الموطن وقدرته على العمل والإنتاج.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: اليوم العالمي للصحة النفسية وزارة الصحة والسكان محافظة دمياط

إقرأ أيضاً:

كيف تحول الموسيقى والفن إلى علاج لتعزيز الصحة النفسية في العراق؟

بغداد- ياسمين أحمد، شابة عراقية، كانت تعيش في كنف الظلام، لم يكن ظلام الليل يخيفها فحسب، بل ظلام الاكتئاب الذي خيّم على حياتها سنوات، فالأرق، والخوف من الوحدة، وكراهية الحياة، وتمني الموت للخلاص من العذاب، كانت كلها مشاعر تصف بها ياسمين معاناتها اليومية.

عندما اقترح عليها طبيبها المعالج ممارسة هواية العزف والموسيقى للخروج من هذه الحالة، قابلت الفكرة بالرفض التام و"اعتبرتُها نوعا من السخرية مني أو محاولة لإشغالي بأمور تدفعني إلى تجاوز حالة الاكتئاب والعزلة التي أعيشها"، هكذا تصف ياسمين رد فعلها الأولي للجزيرة نت، فلم تكن لديها رغبة في الالتزام بمواعيد التدريب في مدرسة الموسيقى، والتي كان يفترض حضورها ثلاث مرات في الأسبوع.

اقرأ أيضا list of 2 itemslist 1 of 2ما إدمان التسوق؟ وكيف تصمد أمام العروض والخصومات؟list 2 of 2سلامة نفسيةend of list

لكن بفضل تشجيع شقيقتها الكبرى التي وعدت بمرافقتها والتدرب معها، بدأت في الحضور المنتظم، حيث تحول الأمر تدريجيا إلى نوع من التسلية.

في الشهرين الأولين، لم تشعر بتغيير كبير في نمط نومها، حيث ظل لا يتجاوز ساعتين يوميا، ومع ذلك، بدأت عزلتها تتلاشى تدريجيا بفضل اختلاطها ببعض المشاركات في دروس الموسيقى، وانشغالها بالنظر إلى الأماكن العامة أثناء الذهاب والعودة.

العراقية رنا جاسم تخصصت بالمعالجة بالموسيقى (مواقع التواصل الإجتماعي) الليل لم يعد مصحوبا بالكوابيس

التحول الحقيقي بدأ يتضح مع مرور الوقت، فلم تعد ياسمين معزولة وصامتة خلال الليل كما كانت تفعل سابقا، حيث بدأت تبحث عبر هاتفها عن طرق لتطوير عزفها، أو تعزف على جهاز الأورغ الصغير الذي اشترته، وتقول ياسمين: "فكان الليل لا يمثل لي كابوسا بل تحول إلى تسلية".

إعلان

هذه الخطوة الصغيرة كانت بداية تغيير جذري في علاقتها بالظلام والخوف.

بعد أربعة أشهر من الالتزام بمدرسة تعليم الموسيقى في بغداد، وتطور مهاراتها بشكل كبير، بدأت ياسمين ترى الحياة مختلفة، "أصبحت أرى الحياة جميلة ولدي طموحات بالتطور"، تقول ياسمين إنها بدأت تخرج دوريا لحضور حفلات الموسيقى والفن، وتختلط بالناس، مما انعكس بوضوح على حالتها النفسية.

التحسن المستمر سمح لها بتقليل الأدوية المهدئة تدريجيا، وصولا إلى استقرار نومها وتجاوز تلك المحنة التي لازمتها أكثر من خمس سنوات، حيث تختتم ياسمين قصتها: "بدأت أرى الحياة جميلة وتستحق أن نعطيها أفضل ما لدينا، فالموسيقى هي الوجه الجميل لهذه الحياة".

قصة ياسمين أحمد شهادة على قوة الفن والموسيقى حتى في العلاج، ما خلق دعوة للتفكير في العلاجات البديلة والبحث عن الشغف الكامن بداخلنا للتغلب على أصعب التحديات.

ويُعد العلاج بالموسيقى والفن من الوسائل غير التقليدية التي تكتسب أهمية متزايدة في معالجة بعض الحالات النفسية، وغالبا ما يُصنف هذا النوع من العلاج على أنه علاج تكميلي يدعم العلاجات الأساسية، حيث تدمجه بعض المراكز المعنية برعاية الأيتام والفئات المتضررة ضمن برامجها التأهيلية والنفسية.

كلية الاداب بجامعة بغداد تنظم ورشة لمناقشة العلاج بالموسيقى لاضطراب الكلام ولغة الإشارة (مواقع التواصل الإجتماعي) أدوات للتعافي النفسي والتعبير العاطفي

المدربة رنا جاسم، أكدت أن الموسيقى والفن يمثلان وسائل تعبير غير لفظية حيوية، تمكن الأفراد من إطلاق مشاعرهم المكبوتة بأمان، مشددة على أن العلاج بالفن والموسيقى يلعب دورا تكميليا وعميقا في عملية الشفاء النفسي ويستخدم في كثير من برامج العلاج النفسي الحديث.

جاسم قالت للجزيرة نت، إن العديد ممن مروا بصدمات نفسية أو يعانون من اضطرابات عاطفية يجدون صعوبة في التعبير عن مشاعرهم بالكلمات، وهنا تبرز أهمية الفن والموسيقى.

إعلان

وأوضحت، "يعمل الفن والموسيقى عبر آليات نفسية متعددة تساهم في التفريغ العاطفي والتنظيم العاطفي، كما تشجع على الاندماج في اللحظة وإعادة سرد التجربة، كل هذه الآليات تجعل منها أدوات علاجية قوية لمواجهة الضغط النفسي والمشاعر المؤلمة".

كما قالت إن العلاج بالموسيقى يعد أداة فعالة في دعم الأفراد الذين مروا بصدمات نفسية، حيث يؤدي دورا مهما في إعادة التواصل مع الذات وتخفيف الأعراض النفسية مثل القلق والاكتئاب، ويساهم في بناء الشعور بالسيطرة وتعزيز الاسترخاء والتنظيم العصبي ويفتح قنوات للتعبير.

أما عن النظرة الاجتماعية لهذا النوع من العلاج أوضحت جاسم، أن تبني هذه العلاجات قد يواجه تحديات مثل عدم المعرفة أوالمفاهيم الخاطئة أو الوصمة الاجتماعية، معترفةً بحاجة العلاجات الجديدة لأدلة قوية مبنية على البحث العلمي لإثبات فعاليتها وسلامتها قبل تبنيها على نطاق واسع.

جاسم أكدت أن الفن والموسيقى يسهمان أيضا في تنمية المهارات، والثقة بالنفس، وخلق شعور بالانتماء للمجتمع، من خلال الفعاليات الفنية الجماعية كما يمكن استخدامهما في الاحتفال بالهوية والثقافة.

العلاج بالموسيقى والفن يهدف إلى اكتشاف الذات وتحسين التكيف النفسي والاجتماعي (شترستوك) نهج علاجي شامل

من جانبه، أكد مختص العلاج النفسي والعصبي الدكتور عباس جمعة حمدان السوداني، أن العلاج بالفن والموسيقى يمثل أسلوبا معتمدا وفعالا، يعتمد على الوسائط الفنية كوسيلة للتعبير عن المشاعر والصراعات النفسية، تحت إشراف معالج مؤهل ومتخصص.

السوداني قال للجزيرة نت، إن هذا النوع من العلاج لا يتطلب امتلاك مهارات فنية مسبقة، ويهدف أساسا إلى اكتشاف الذات وتحسين التكيف النفسي والاجتماعي، مضيفا: "الغاية ليست إنتاج عمل فني جميل، بل التحول النفسي" ويُستخدم هذا العلاج مع الأفراد أو المجموعات في سياقات متنوعة تشمل الإدمان، التوحد، الاكتئاب، والصدمات النفسية، وغيرها.

إعلان متى يكون الفن مفيدا ومتى يجب الحذر؟

شدد السوداني على أن العديد من الحالات النفسية تستفيد خاصة من العلاج بالفن والموسيقى، ومنها:

اضطرابات ما بعد الصدمة (PTSD) الاكتئاب والقلق التوحد واضطرابات النمو اضطرابات الأكل الإدمان وإعادة التأهيل الفصام واضطرابات الذهان (في مراحل مستقرة) كبار السن ومرضى الخرف

مع ذلك، نبه السوداني إلى وجود حالات لا يُنصح فيها بهذا النوع من العلاج أو يجب الحذر الشديد عند استخدامه، مثل:

نوبات الذهان الحادة الاضطرابات الانفصالية الحادة الاضطرابات السلوكية العنيفة غير المنضبطة حال رفض المريض للعلاج شروط نجاح العلاج بالموسيقى والفن

لتحقيق أقصى استفادة من العلاج بالفن والموسيقى، أكد السوداني أهمية عدة شروط أساسية:

إشراف مختص مؤهل ومعتمد لضمان تطبيق العلاج بفعالية وأمان. اختيار الوسائط المناسبة بما يتناسب مع عمر المريض وحالته. توفير بيئة آمنة وداعمة خالية من الأحكام المسبقة. الدمج ضمن خطة علاجية شاملة بحيث لا ينفصل عن العلاج النفسي أو الدوائي عند الحاجة.

وعن دمج العلاج في الفن والموسيقى ضمن خطة علاجية شاملة، أوضح مختص العلاج النفسي والعصبي أن الأمر يبدأ بتقييم أولي متعدد التخصصات، يليه تحديد أهداف علاجية واضحة، واختيار نوع العلاج الإبداعي المناسب لكل حالة، ثم تنسيق الجلسات مع العلاجات الأخرى والمتابعة والتقييم المستمر.

العلاج المستقل والمؤهلات المطلوبة

أشار السوداني إلى أنه في بعض الحالات الخفيفة أو الوقائية، مثل القلق البسيط، يمكن أن يكون العلاج بالفن والموسيقى هو العلاج الوحيد.

وشدد على أن ممارسة هذا العلاج تتطلب حساسية أخلاقية عالية، والتزاما كاملا بكرامة المريض وخصوصيته، وموافقة واعية ومستمرة، ووضوحا في حدود الدور العلاجي.

وعن مؤهلات المعالجين، أكد مختص العلاج النفسي والعصبي، أن المعالج الذي يستخدم الموسيقى أو الفن كوسيط علاجي يحتاج إلى تدريب متخصص إضافي، يجمع بين الخبرة النفسية والمهارات الفنية في إطار علمي ومنهجي، مضيفا أن "هذا تخصص مستقل وله اعتراف أكاديمي ومهني في دول عدة".

إعلان

مقالات مشابهة

  • كيف تحول الموسيقى والفن إلى علاج لتعزيز الصحة النفسية في العراق؟
  • عبد الغفار: قريبا بناء نظام صحي رقمي متكامل يواكب التطور التكنولوجي
  • تنظيم يوم علمي حول البيئة والمجتمع المدني بين الوكالة الوطنية للأمن الصحي ووزارة البيئة
  • توقعات بزيادة الطلب العالمي على النحاس بأكثر من 40% حتى عام 2040.. والتقرير يشدد على أهمية الاستثمار في التعدين وإعادة التدوير لتلبية احتياجات الاقتصاد الأخضر
  • الشروع فى حصر الخسائر بمستشفى الضمان بمدينة الأبيض بعد قصف المليشيا المتمردة
  • "تيك توك" في مرمى العلم: أكثر من نصف نصائح الصحة النفسية مُضلّلة
  • في اليوم العالمي لمكافحة التدخين… سوريا مستمرة بالتوعية بمخاطره وتشجيع الأفراد للإقلاع عنه
  • غارديان: جل مقاطع فيديو الصحة النفسية على تيك توك مضللة
  • محافظ دمياط ورئيس جامعة المنصورة يفتتحان مشروعات خدمية بمدينة رأس البر
  • الكشف على ٦٠٨ مواطنًا خلال اليوم الأول للقافلة الطبية بمدينة المستقبل بالإسماعيلية