أبوظبي – الوطن:

استشرفت دراسة اقتصادية متخصصة، أصدرها قسم الدراسات الاقتصادية في مركز تريندز للبحوث والاستشارات، مستقبل التحول إلى الذكاء الاصطناعي في منطقة الخليج، كما تعرض التجربة الخليجية في هذا الإطار والجهود المبذولة لتطوير ريادتها في مجال الذكاء الاصطناعي، وتحلل أيضاً الإطار النظري والمفاهيمي للذكاء الاصطناعي، وتتناول أهم الانعكاسات الاقتصادية للتحول المتسارع لتقنيات وتطبيقات الذكاء الاصطناعي.

وترى الدراسة، التي تحمل عنوان: «التحول إلى الذكاء الاصطناعي ملاحظات على التجربة الخليجية»، أن استخدام الذكاء الاصطناعي والتقنيات التكنولوجية الحديثة أصبح واقعاً يساهم في تغيير حياة البشر، مشيرة الى انه على الرغم من الفرص والتغييرات الإيجابية التي ستُحدثها هذه الثورة التكنولوجية؛ حيث تطوُّرُ أساليب الإنتاج، وزيادة الإنتاجية، وزيادة الرفاهية، وتيسير حياة المواطنين، فإن هناك مخاوف لدى البعض إزاء هذه التطورات؛ نظراً للشعور بالقلق من أثرها «اللاإنساني» نتيجة توقّع حدوث معدلات بطالة مرتفعة بسبب إحلال الآلات محل العمالة، أو عدم قدرة العمالة على التأقلم مع ظروف العمل الجديدة.

 

بيانات موثوقة

وتوصي الدراسة بإتاحة الوصول إلى مصادر البيانات الموثوقة، حيث يعد أحد أهم المتطلبات الأساسية للبحث الجيد والابتكار في مجال الذكاء الاصطناعي، ولكن لا تزال العمليات الحالية للوصول إلى معلومات القطاع العام غير واضحة وغير منظَّمة، ومع وجود مخاوف تتعلق بجودة البيانات والأمن وإساءة استخدامها المحتمَلة، يمكن أن تساعد الممارسات الأفضل في مجال البيانات المفتوحة في التخفيف من المخاطر المذكورة، ولكنها تتطلب تكيّفاً دقيقاً مع السياق المحلي لدول مجلس التعاون الخليجي.

 

استثمار مستدام

وأكدت أن مشاركة أصحاب المصلحة تعد شرطاً للتكامل الفعال والشامل للذكاء الاصطناعي في مختلف قطاعات الاقتصاد، في حين أن الجهود الحكومية من أعلى إلى أسفل تجب مواجهتها بمبادرات من القاعدة إلى القمة من القطاعين العام والخاص والمجتمع المدني، لخلق أوجه تعاون مختلفة، بحيث تجعل الاهتمام والاستثمار الحاليين في الذكاء الاصطناعي مستدامَيْن.

وذكرت أن التطورات الأخيرة والسريعة في أنظمة الذكاء الاصطناعي تتطلب تدخلات تنظيمية من قبل صانعي السياسات لتحقيق التوازن بين الفوائد المتوقَّعة للمجتمع والتهديدات والمخاطر المحتمَلة، في حين أن التدخلات التنظيمية غالباً ما تستلزم تنفيذ قوانين صارمة ومُلزمة قانوناً، في حين أن المناهج القائمة على الحوافز، مثل تلك القائمة على آليات إصدار الشهادات، يمكن أن تقدم حلولاً سريعة ومرنة لإدارة المخاطر.

 

«كره التكنولوجيا»

وكشفت الدراسة عن أن هناك بيانات أولية تشير إلى تزايد عدد الأشخاص الذين أصبحوا «كارهين للتكنولوجيا»، مع مخاوف من الاستيلاء على وظائفهم بواسطة الروبوتات وبرامج الذكاء الاصطناعي الأخرى، وأصبحت هناك حاجة ملحة إلى مزيد من البحث حول هذا الموضوع، لاسيما في ضوء برامج التوطين المتنوعة للقوى العاملة في دول مجلس التعاون الخليجي.

وطالبت بضرورة تكييف النظم البيئية المحلية لتوفير المرونة الكافية وتحفيز الشركات على توسيع تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاعاتها، حيث لعبت المناطق الحرة دوراً حيوياً، في مدن مثل دبي، في جذب الشركات التكنولوجية الرائدة، وبالتالي، يمكن للمناطق الحرة أن تلعب دوراً مشابهاً لإنشاء نظام بيئي صديق للذكاء الاصطناعي.

 

المساواة بين الجنسين

وتعتقد الدراسة أن الشمولية، لاسيما إدراج المرأة في عملية تبني الذكاء الاصطناعي، عامل مهم في ضمان التطوير الناجح للذكاء الاصطناعي ونشره وحوكمته، وبينما تتنافس الحكومات على السلطة في الثورة الصناعية الرابعة، فإنها بحاجة إلى قوة عاملة تتمتع بالمهارات والقدرات لمطابقة متطلبات سوق العمل والمنافسة على مستوى عالمي؛ لذلك يجب أن تتبنى الاستراتيجيات الوطنية للذكاء الاصطناعي تعميم مراعاة المنظور النوعي، الذي يأخذ في الاعتبار المساواة بين الجنسين على جميع مستويات صنع القرار.

 

 


المصدر: جريدة الوطن

إقرأ أيضاً:

وزارة العمل تستشرف مستقبل الموارد البشرية في ظل التحولات العالمية

مسقط- الرؤية

نظمت وزارة العمل بالتعاون مع شركة الرؤى المتحدة للاستثمار، صباح أمس الإثنين، ندوة حول مستقبل الموارد البشرية؛ وذلك تحت رعاية الشيخ محمد بن غالب الهنائي مستشار وزير العمل لتخطيط الموارد البشرية، بحضور جمع من المسؤولين بالوحدات الحكومية والأكاديميين والمستثمرين.

وقال علي الغافري مدير عام بمعهد الجودة لخدمات التدريب إن هذه الورشة تهدف إلى إنشاء منظومة جديدة في قطاع الموارد البشرية، وإيجاد الحلول لموضوع الباحثين عن عمل. وأضاف الغافري أن الهدف من هذه الندوة يتمثل في مواكبة التطور وتهيئة موارد بشرية من الشباب العُماني ليكونوا قادرين على صناعة المستقبل تماشيًا مع رؤية "عُمان 2040".

وتطرقت الندوة إلى الاستراتيجيات الموائِمَة للموارد البشرية المرتبطة بتحقيق الأهداف الوطنية للتنويع الاقتصادي والاقتصاد القائم على المعرفة والممارسات المستدامة، إضافة إلى دمج المبادئ البيئية والاجتماعية والحوكمة في ممارسات الموارد البشرية، وتعزيز الوعي البيئي، وتعزيز المسؤولية الاجتماعية وأهمية تطبيقها.

وناقشت الندوة مفهوم تطور توقعات الموظفين في معالجة ديناميكيات بيئات العمل المتغيرة، وإعطاء الأولوية لرفاهية الموظفين، وخلق ثقافة الشمولية لمواكبة المتغيرات العالمية.

وبحثت الندوة عدة محاور منها: دور الموارد البشرية في رؤية "عُمان 2040" في بناء قوى عاملة مُستدامة ومُزدهرة، وتأهيل القوى لاستشراف تقنيات المستقبل وأنسنة قطاع الموارد البشرية لبناء موارد بشرية ذات ممارسات مستدامة على المؤسسة والمجتمع والبيئة، واشراك الموارد في استراتيجيات الإنجاز والتحفيز، وكذلك القيادة بهدف تطوير الموارد للمساهمة في التغيير.

مقالات مشابهة

  • الأمين العام للأمم المتحدة: الذكاء الاصطناعي يساعد في دفع عجلة التنمية المستدامة
  • ثورة “GPT-4o”: فرص ومخاطر التطبيقات الجديدة للذكاء الاصطناعي
  • فيرتف تطلق مركزاً رقمياً جديداً للذكاء الاصطناعي
  • مورو و”اس ايه بي” (SAP) يوقعّان اتفاقية لتعزيز اعتماد قطاع الأعمال في الامارات لتقنيات الذكاء الاصطناعي
  • احتجاز طالب حاول الغش باستخدام الذكاء الاصطناعي .. فيديو
  • العلماء: دبي نتاج رؤية ممتدة للمستقبل أرساها محمد بن راشد
  • Apple Intelligence.. أول محاولة لآبل للذكاء الاصطناعي
  • وزارة العمل تستشرف مستقبل الموارد البشرية في ظل التحولات العالمية
  • دراسة جديدة تكتشف الميكروبات والجينات المؤثرة في المواد الكيمائية الضارة
  • 1000 مسؤول وخبير في «خلوة الذكاء الاصطناعي» بمتحف المستقبل