احتفلت غرفة تجارة وصناعة البحرين أمس بتدشين كتاب «النخبة التجارية البحرينية في الهند: بين نهاية القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين»، بحضور محافظ العاصمة الشيخ راشد بن عبدالرحمن بن راشد آل خليفة ورئيس الغرفة سمير ناس وسفير الهند لدى البحرين فينود ك. جاكوب، ومجموعة من الكتاب والإعلاميين والمهتمين. وأكد رئيس غرفة تجارة وصناعة البحرين، سمير ناس، على أهمية هذا الكتاب الذي يسلط الضوء على تاريخ العلاقات التجارية بين البحرين والهند بالذات في بداية القرن العشرين والذي انتعشت وازدهرت فيه تجارة اللؤلؤ، حيث إن الكتاب يبرز الدور الحقيقي الذي لعبهُ أجدادنا البحرينيون في بناء العلاقات التجارية بين البحرين والهند على مدى السنين الماضية، إذ كانت التجارة والتعليم والصحة والإدارة أركانًا أساسية في هذه العلاقات، ويساهم الكتاب في أيضًا فهمنا للتبادل الاقتصادي التاريخي بين البلدين ومساهمته في التنمية الحالية.

وأعرب رئيس الغرفة عن امتنانه للجهود المبذولة في عملِ الكتاب، والذي يُعدُ خطوة مهمة في تاريخ التوثيق والتدوين للعلاقات التجارية بين مملكة البحرين وجمهورية الهند، كما أن الكتاب سيكون أداة قيمة للباحثين والمُهتمين في مجال تاريخ التجارة بين البحرين والدول الأخرى، وأضاف أن غرفة تجارة البحرين ملتزمة بتعزيز العلاقات التجارية والثقافية مع الدول الأخرى والصديقة لمملكة البحرين. من جانبه أكد عضو مجلس الإدارة ومؤلف الكتاب، يوسف صلاح الدين على العلاقات الوثيقة بين عرب الخليج عامة والبحرينيين خاصة مع الهند التي كانت تمثل ركيزة النشاط الاقتصادي للمنطقة وكانت بوابة التمازج الحضاري بين الشعبين الصديقين. وأشار إلى أن هذا الكتاب هو أول عمل توثيقي يجمع سيرة وتجربة مجموعة كبيرة من الوجوه الاقتصادية والتجارية التي عملت وسكنت بصفة دائمة أو موسمية في الهند في فترة ازدهار تجارة اللؤلؤ، وبين أن الكتاب يعطي صورة شاملة عن موضوع العلاقات البحرينية الهندية في مستوياتها الاجتماعية والاقتصادية والتاريخية والتجارية والثقافية والسياسية عبر التاريخ، مع التركيز على القرن التاسع عشر ومنتصف القرن العشرين. وحول عملية إعداد الكتاب وجمع المصادر والمصاعب التي اكتنفت ذلك، قال صلاح الدين إن الكتاب اعتمد على السرديات التي تم تناقلها من الأجداد إلى الآباء ومن الآباء إلى الأجيال اللاحقة وهكذا، حيث تم تدوينها وتوثيقها وتسليط الضوء عليها، وأضاف صلاح الدين أن الكتاب يسلط الضوء على التجار النخبة الذين شهدوا بداية ازدهار حقبة تجارة اللؤلؤ في بداية القرن العشرين. من جانبه أشار الباحث والمؤلف الدكتور وسام السبع، إلى بواعث كثيرة تقتضي التفكير في الكتابة حول موقع الهند في عقل وقلب ووجدان الإنسان العربي والخليجي بشكل عام والبحريني بشكل خاص، فبالنظر إلى المسار الاجتماعي والتاريخي والتجاري الحافل بالتفاصيل والأحداث وخاصة منذ القرن التاسع عشر إلى منتصف القرن العشرين الماضي، والذي يعد العصر الذهبي لتجارة اللؤلؤ، حيث شكلت التجارة مع الهند شريان الحياة لأهل الخليج بكل ما تحمله الكلمة من معنى، فقد كان اللؤلؤ يمثل ركيزة النشاط الاقتصادي للمنطقة، وكانت الهند السوق العالمي الأبرز لتسويق ما تجود به خيرات الخليج العربي من نفائس الجواهر البحرية وهي اللآلئ. وأوضح أن الكتاب يُعدُ من الصفحات المضيئة التي تم العمل عليها والتي توثق لتاريخ البحرين التجاري، وإسهامات المملكة ورجالاتها، وأشار إلى أن الكتاب يوضح البُعد التاريخي والاقتصادي للعلاقات التجارية بين البحرين والهند.

المصدر: صحيفة الأيام البحرينية

كلمات دلالية: فيروس كورونا فيروس كورونا فيروس كورونا القرن العشرین التجاریة بین بین البحرین أن الکتاب

إقرأ أيضاً:

الحرب على غزة تهدد العلاقات التجارية بين إسرائيل وأوروبا

القدس المحتلة – تتصاعد التوترات التجارية بين إسرائيل وأوروبا بشكل غير مسبوق، في ظل استمرار الحرب على غزة وتفاقم تداعياتها الإنسانية، إذ تبحث كل من بريطانيا والاتحاد الأوروبي في خطوات قد تؤدي إلى تجميد أو إلغاء اتفاقيات تجارية قائمة مع إسرائيل، في تطور ينذر بعواقب اقتصادية وخسائر محتملة تقدَّر بعشرات المليارات من الدولارات.

وفي تطور لافت، أعلنت وزارة الخارجية البريطانية تعليق المفاوضات بشأن اتفاقيةِ تجارة حرة جديدة مع إسرائيل، مشيرة صراحة إلى حكومة بنيامين نتنياهو، في موقف يعكس أبعادا سياسية واضحة تتجاوز الجوانب الاقتصادية.

ويأتي القرار البريطاني في توقيت حساس، إذ كانت الاتفاقية تمثل لإسرائيل فرصة لتعزيز علاقاتها التجارية مع واحدة من أبرز القوى العالمية، لاسيما بعد خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي. وعلى صعيد أوروبي أوسع، أعلنت مفوضَة الشؤون الخارجية في الاتحاد الأوروبي أن التكتل سيناقش مستقبل اتفاقية التجارة مع إسرائيل.

ورغم أن هذا التوجه أثار قلقا في الأوساط السياسية والاقتصادية داخل إسرائيل، فإن أي تعديل جوهري في الاتفاق القائم مع الاتحاد الأوروبي يستلزم إجماع الدول الأعضاء الـ27، علما أن 17 دولة فقط أبدت حتى الآن تأييدها لإعادة النظر في الاتفاق، مما يقلل من احتمالات التغيير الفوري، لكنه يعكس تحولًا تدريجيًا في المواقف الأوروبية تجاه إسرائيل.

إعلان ضغوط دولية وتحذيرات داخلية

تأتي هذه التطورات على وقع تزايد الضغوط الدولية على إسرائيل، خصوصا بعد تعثر مفاوضات صفقة تبادل الأسرى نتيجة تشدد موقف حكومة نتنياهو. وفي الداخل الإسرائيلي، تتصاعد الأصوات المطالبة بمراجعة شاملة للمسار العسكري والسياسي في غزة، وسط تحذيرات من تراجع الدعم الدولي وتآكل فاعلية العمليات العسكرية.

وتعد بريطانيا من الشركاء التجاريين المهمين لإسرائيل، فقد بلغت صادرات إسرائيل إلى بريطانيا (باستثناء الماس) في عام 2024 نحو 1.28 مليار دولار، مقارنة بـ1.8 مليار دولار في عام 2023، بحسب صحيفة "غلوبس" الاقتصادية، وتشكل الكيميائيات والأدوية نحو ثلث هذه الصادرات، وهي قطاعات حيوية للاقتصاد الإسرائيلي.

في المقابل، تستورد إسرائيل من بريطانيا ما قيمته نحو 2.5 مليار دولار، بما يعني أن المملكة المتحدة تحقق فائضًا تجاريًا يبلغ 1.3 مليار دولار لصالحها.

أما على مستوى الاتحاد الأوروبي، فهو الشريك التجاري الأكبر لإسرائيل بعد الولايات المتحدة. ففي عام 2024، بلغت صادرات إسرائيل إلى الاتحاد نحو 15.9 مليار يورو، مقابل واردات أوروبية بنحو 26.7 مليار يورو، تتصدرها المواد الكيميائية والآلات.

ثمن باهظ محتمل

يحذر خبراء اقتصاديون من أن استمرار الحرب في غزة قد يترتب عليه ثمن اقتصادي باهظ لإسرائيل. ويرى محللون أن اتفاقية التجارة مع بريطانيا، التي كانت تعد إنجازًا إستراتيجيًا، قد تتحول إلى رمز لفشل سياسي واقتصادي، لا سيما مع الحديث المتزايد عن مقاطعة محتملة تهدد نحو 13.5% من الناتج المحلي الإجمالي الإسرائيلي.

وفي الداخل الإسرائيلي، تتزايد الدعوات إلى صياغة مقترحات سياسية جديدة لإنهاء الحرب وتفادي تداعيات خطيرة على الاقتصاد والمكانة الدولية.

مقاطعة آخذة في الاتساع

يقول كبير المحللين الاقتصاديين في صحيفة "كلكليست" الإسرائيلية أدريان بايلوت إن هذه التطورات لا تقتصر على البعد السياسي، بل تنذر بـ"ثمن اقتصادي يتجاوز 76 مليار دولار"، مع خطر تآكل ما يصل إلى 13.5% من الناتج المحلي الإجمالي.

إعلان

ويضيف أن اتفاقية التجارة الحرة مع بريطانيا، التي كانت مرشحة لأن تصبح نموذجًا يحتذى به، تواجه الآن خطر التجميد أو الإلغاء، مؤكدا أن التصعيد العسكري في غزة، إلى جانب ما تسميه بعض الدول الأوروبية "انتهاك القانون الإنساني الدولي"، دفع شركاء غربيين إلى إعادة تقييم علاقاتهم مع إسرائيل، خصوصا على الصعيد الاقتصادي.

ويرى بايلوت أن الاتفاقيات التجارية التي كانت ركائز أساسية للاقتصاد الإسرائيلي، تحولت إلى أوراق ضغط بيد الأوروبيين، في خضم أزمة تتسع يوما بعد يوم، ويشير إلى أن استمرار الحكومة الإسرائيلية على نهجها الحالي، مع تصاعد العزلة الدولية، يضع البلاد أمام تحد خطير قد يمس ليس فقط بالمؤسسات، بل بالمجتمع الإسرائيلي بأكمله.

ويحذر من أن إسرائيل باتت على مفترق طرق سياسي واقتصادي، مشددا على أن غياب المراجعة السياسية للمسار الحالي قد يؤدي إلى تراجع طويل الأمد في مكانتها الدولية.

فقدان ثقة المستثمرين

من جهته، يرى إيتان أفرئيل، رئيس تحرير صحيفة "ذَ ماركر"، أن الاستمرار في السياسات الحالية تجاه غزة قد يؤدي إلى فقدان الأصول الإسرائيلية المالية لقيمتها السوقية، ويضيف أن الاتهامات المتزايدة لإسرائيل بـ"ارتكاب انتهاكات أخلاقية وسياسية" تقوض ثقة المستثمرين، لافتًا إلى أن صندوق الثروة السيادي النرويجي بدأ بالفعل بيع استثماراته في شركات إسرائيلية.

ويشير إلى أن النقاش الأخلاقي والاقتصادي حول الحرب في غزة يكاد يغيب في الداخل الإسرائيلي، بينما بدأت تداعياته بالظهور خارجيًا، مع تحركات نرويجية وأيرلندية ويابانية لتقليص الاستثمارات، في وقت يدرس فيه الاتحاد الأوروبي إلغاء اتفاقية التجارة، وتعلّق فيه بريطانيا تحديث الاتفاق وتستدعي السفير الإسرائيلي.

ويخلص أفرئيل إلى أن هذه التحركات تشير إلى عزلة اقتصادية متنامية، وأن الأسواق قد تبدأ في تسعير هذه العزلة من خلال خصومات على الأسهم الإسرائيلية وعوائد مرتفعة على السندات، وهو ما سينعكس سلبًا على الاقتصاد.

إعلان

ويحذر من أن السيناريو الجنوب أفريقي إبان نظام الفصل العنصري قد لا يكون بعيدا، إذا استمرت السياسات الحالية، مشيرا إلى احتمال انخفاضات حادة في قيمة العملة، وخصومات تفوق 30%، ورسالة واضحة للمستثمرين بأن الاستثمار في دولة متهمة بجرائم حرب قد يتحول إلى مخاطرة كبرى.

مقالات مشابهة

  • غرفة سوهاج التجارية تنظم ندوة موسعة لشرح الحزمة الأولى من التيسيرات الضريبية
  • الحرب على غزة تهدد العلاقات التجارية بين إسرائيل وأوروبا
  • غرفة سوهاج التجارية تنظم ندوة لشرح الحزمة الأولى من التيسيرات الضريبية
  • غرفة سوهاج التجارية تنظم ندوة موسعة للتعريف بالتيسيرات الضريبية الجديدة
  • تجارة عمان تتحرك لحماية حقوق التجار في قضية الباخرة المحترقة
  • تجارة عمّان تتحرك لحماية حقوق التجار في قضية الباخرة المحترقة ASL BAUHINIA
  • غرفة تجارة صنعاء: إعفاء المشاريع الصغيرة خطوة استراتيجية نحو اقتصاد شامل ومتين
  • غرفة تجارة الأمانة ترحب بقرار إعفاء المشاريع الصغيرة والأصغر من الرسوم
  • غرفة تجارة وصناعة طرطوس تنتخب رئيسها ومكتبها التنفيذي وتؤكد دعمها مسيرة النهوض بسوريا
  • تعليمية وتدريبية للشباب في إيطاليا