أكد وليد عادل، المسئول المصرفى ورئيس إدارة تحصيل وتسويات التجزئة المصرفية بأحد البنوك المصرية، أن القطاع المصرفى أكبر القطاعات فى الاقتصاد المصرى، والحكومة تعمل على تطويره دائماً، وإصلاحات القطاع المصرفى أسهمت فى تعزيز الشفافية والاستقرار المالى والابتكار.

وقال «عادل»، خلال حواره مع «الوطن»، إن استراتيجية الشمول المالى أحد أهداف التنمية المستدامة التى وضعتها الأمم المتحدة، وإن الشهادات الدولارية فرصة مناسبة للاستثمار المضمون، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة غير المسبوق.

. وإلى نص الحوار:

كيف ترى دور القطاع المصرفى فى مصر؟

- يُعتبر القطاع المصرفى واحداً من أكبر القطاعات بالاقتصاد المصرى، ويلعب دوراً حاسماً فى دعم التنمية الاقتصادية وتمويل الأفراد والشركات، كما يتمتّع بثقة المستثمرين والعملاء، وشهدت السنوات الأخيرة إصلاحات مهمة فى القطاع المصرفى، بهدف تعزيز الشفافية وتعزيز الاستقرار المالى وتعزيز الابتكار وتحسين خدمات العملاء، وتم تبنى إجراءات لتعزيز رقابة البنك المركزى على البنوك وتعزيز الإطار التنظيمى للقطاع المصرفى، كما تم تعزيز المراقبة المصرفية والمعايير واللوائح المصرفية لحماية حقوق المستهلك ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وماذا عن استراتيجية الشمول المالى؟

- استراتيجية الشمول المالى هى مفهوم يهدف إلى توفير الخدمات المالية للجميع، بغض النظر عن ظروفهم الاقتصادية أو الاجتماعية، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تمكين الأفراد والأسر ذوى الدخل المنخفض والشرائح الضعيفة من الحصول على الخدمات المالية الأساسية، مثل الحسابات المصرفية، والقروض الصغيرة، والتأمين، وغيرها، وتُعد استراتيجية الشمول المالى أحد أهداف التنمية المستدامة، التى وضعتها الأمم المتحدة.

ويُعتبر الوصول إلى الخدمات المالية الأساسية حقاً إنسانياً يسهم فى تعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، فعندما تتحقق للأفراد والأسر الفقيرة إمكانية الوصول إلى الخدمات المالية، يمكنهم تحسين إدارة أموالهم وتوفيرها، واستثمارها بشكل أفضل، والحد من مخاطر الفقر والتشرّد، وتعزيز فرصهم الاقتصادية.

وما الأدوات المهمة لتحقيق الشمول المالى؟

- تعتبر التكنولوجيا الرقمية والابتكارات المالية مثل الهواتف الذكية والتطبيقات المصرفية عبر الإنترنت والتكنولوجيا المالية الناشئة، أدوات مهمة لتحقيق الشمول المالى، فهذه التكنولوجيا تُسهّل وتوسّع وصول الأفراد إلى الخدمات المالية دون الحاجة إلى الوصول للفروع المصرفية التقليدية، وبشكل عام تعتبر استراتيجية الشمول المالى أداة قوية لتعزيز التنمية الاقتصادية والاجتماعية، وتحسين جودة حياة الأفراد والمجتمعات.

وكيف ترى دور الشهادات الدولارية المطروحة مؤخراً من البنوك؟

- الشهادات الدولارية فرصة مناسبة للاستثمار المضمون، خاصة مع ارتفاع أسعار الفائدة غير المسبوق على المدى المتوسط، خاصة مع الانخفاض الملحوظ فى أسعار المعدن الأصفر، وكذلك حالة الركود الملحوظة فى الاستثمار العقارى.

هل تعتقد أن البنك الفيدرالى الأمريكى سوف يقوم برفع الفائدة هذا العام مجدداً؟

- مع استمرار الحرب الروسية - الأوكرانية وزيادة تكلفة المشاركة غير المباشرة للولايات المتحدة الأمريكية، وكذلك ازدياد حدة التضخّم بالولايات المتحدة، أتوقع ارتفاعاً آخر وإن كان طفيفاً لأسعار الفائدة خلال العام الحالى.

حدّثنا عن جهود الجهاز المصرفى لدعم المرأة.

- الجهاز المصرفى يلعب دوراً مهماً فى دعم المرأة وتعزيز شموليتها المالية، ومن أبرز الجهود المبذولة من الجهاز المصرفى توفير الخدمات المالية للمرأة، مثل فتح الحسابات المصرفية وتوفير البطاقات الائتمانية والودائع والقروض.

ويهدف ذلك إلى تمكين المرأة من إدارة أموالها وتحقيق أهدافها المالية الشخصية والمهنية، والتمويل النسائى من خلال برامج القروض النسائية، ويتم توفيرها بشروط ميسّرة وفائدة منخفضة، لتشجيعها على بدء أعمال تجارية خاصة بها أو توسيع الأعمال الحالية، والتعليم المالى والتوعية لدى النساء وتقديم برامج التدريب والتثقيف المالى، التى تساعدهن على فهم المفاهيم المالية الأساسية وتعلم كيفية إدارة الميزانية الشخصية.

واتخاذ القرارات المالية الصائبة، وتعزيز المشاركة النسائية فى القطاع المصرفى فى صناعة الخدمات المالية، ويتم ذلك عن طريق تشجيعها على العمل فى المجالات المصرفية والتمويل وتوفير فرص تدريب وتطوير للنساء العاملات فى هذه الصناعة، كما يعمل الجهاز المصرفى على إقامة شراكات وشبكات مع المنظمات والمؤسسات النسائية والمجتمع المدنى لدعم المرأة من خلال هذه الشراكات، لتوفير الدعم والموارد والخبرات لتعزيز دور المرأة فى القطاع المصرفى وتمكينها مالياً.

القضاء على السوق السوداء

التطورات التكنولوجية والابتكارات المالية تؤدى دوراً كبيراً فى تقليل نطاق السوق السوداء على المدى البعيد. وأتوقع نهاية السوق السوداء مع زيادة دخول الاستثمارات الأجنبية المباشرة للداخل مع عودة وجود وفرة فى العملات الأجنبية داخل الجهاز المصرفى وعودة عجلة الإنتاج والاستثمار، مما يسهم فى انتعاش الحالة الاقتصادية والاجتماعية للمجتمع ككل.

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الاقتصاد

إقرأ أيضاً:

لأول مرة.. الرقابة المالية تصدر إطارا تنظيميا لإدارة برامج الرعاية الصحية

أصدرت الهيئة العامة للرقابة المالية، برئاسة الدكتور محمد فريد، أول إطار تنظيمي شامل لمزاولة نشاط إدارة برامج الرعاية الصحية (Third Party Administrator – TPA) في مصر، بهدف دمج هذا النشاط ضمن منظومة الخدمات المالية غير المصرفية ورفع كفاءة الخدمات التأمينية، وتعزيز الثقة في السوق، وذلك ضمن استراتيجية الهيئة الهادفة لتعزيز الحوكمة وتنظيم سوق التأمين والرعاية الصحية.

وتضمن القرار رقم 229 لسنة 2025 الإطار التنظيمي الجديد متطلبات الترخيص ورأس المال، والمعايير الفنية لإدارة المطالبات الطبية، والمعايير التكنولوجية والأمنية الحديثة.

من جانبه أكد الدكتور محمد فريد، رئيس الهيئة العامة للرقابة المالية، أن القرار خطوة مهمة لتنظيم نشاط إدارة برامج الرعاية الصحية في مصر، إذ سيساهم في رفع كفاءة الخدمات بما يضمن تقديم رعاية صحية متطورة وآمنة للمواطنين.

وخدمات إدارة برامج الرعاية الصحية هي نشاط إداري متخصص يقوم به طرف ثالث نيابة عن شركات التأمين، لإدارة وتشغيل منظومة الرعاية الصحية للمؤمن عليهم، ولا يحق للشركة المديرة إصدار وثائق التأمين أو تحمل المخاطر المالية للتغطية نفسها.

تفاصيل القرار

وأضاف: "إصدار الإطار التنظيمي الشامل يضمن الرقابة الكاملة والشفافية على هذا النشاط.. هذه الخطوة تؤكد التزامنا بتعزيز الاستقرار والانضباط في السوق، وتقطع الطريق أمام أي ممارسات غير منظمة".

وأوضح رئيس الهيئة، أن هذه الضوابط الاستباقية تهدف إلى حماية أموال وحقوق المتعاملين من أي تعارض مصالح محتمل، وتضمن أن يتم اتخاذ القرارات داخل الشركات بناء على النزاهة والمصلحة العامة.

الرقابة المالية تصدر موافقات على تأسيس شركتين بأنشطة الصناديق العقارية وتأسيس الشركاتالرقابة المالية: نمو نشاط التأمين في مصر خلال 9 أشهر

واشترط القرار أن تكون الشركات الراغبة في ممارسة النشاط شركة مساهمة مصرية ذات غرض محدد، مع الالتزام برأس المال المصدر والمدفوع البالغ 20 مليون جنيه على الأقل. كما تلتزم الشركات بالتقدم بطلب الترخيص خلال ثلاثة أشهر من قيدها بالسجل التجاري، مرفقًا بمستخرج السجل التجاري، بيان تشكيل مجلس الإدارة والمسؤولين التنفيذيين ودراسة جدوى فنية ومالية لخمس سنوات.

وتصدر الهيئة قرارها بشأن طلب الترخيص خلال 30 يوما، ويلزم على الشركة البدء في ممارسة النشاط خلال 6 أشهر من الترخيص، قابلة للتمديد لمرة واحدة.

ووفقا للقرار فإن الشركات القائمة قبل تطبيق قانون التأمين الموحد ملزمة بالتقدم للحصول على ترخيص مؤقت وفقًا لقرار الهيئة رقم 90 لسنة 2025، على أن تُنهي توفيق أوضاعها قبل 10 يوليو 2026.

وأخضعت الهيئة النشاط ذاته لضوابط إضافية للشركات التي تدير برامج الرعاية الصحية ذاتية التمويل منها الحصول على موافقة مسبقة من الهيئة، تقديم وثيقة تأمين مسؤولية مدنية لا يقل الحد الأدنى لها عن 5 ملايين جنيه، وفصل الحسابات عن عقود إدارة برامج الرعاية الصحية ذاتية التمويل.

وحدد القرار شروط عضوية مجلس الإدارة، ومنها الاستقلالية وحسن السمعة والمؤهل المناسب، مع خبرة لا تقل عن 5 سنوات للرئيس التنفيذي في التأمين أو الرعاية الصحية، واجتياز مقابلة الهيئة، وأن تكون الأغلبية غير تنفيذية، مع تمثيل للمرأة، بشرط توافر خبرات في التأمين أو الرعاية الصحية أو الاكتواري أو المجالات القانونية أو المالية أو تكنولوجيا المعلومات، كما تم حظر الجمع بين منصبي رئيس المجلس والرئيس التنفيذي.

ويلزم القرار الشركات بتوفير هيكل تنظيمي متكامل يشمل مسؤولين في المطالبات، الموافقات الطبية والمالية، تكنولوجيا المعلومات والتحول الرقمي، المراجعة الداخلية، الالتزام، شكاوى العملاء، ومكافحة غسل الأموال وتمويل الإرهاب.

وتلتزم الشركات بإدارة الوثائق الطبية بدقة وحياد، مراجعة المطالبات والتحقق من التغطية قبل الإحالة لشركات التأمين، مع فصل الحسابات لكل شركة تأمين، الحفاظ على سرية البيانات وضمان أمن المعلومات، والحصول على موافقة الهيئة قبل التعاقد مع أي جهات خارجية.

ويحظر على الشركات وفقا للقرار، بيع أو تسويق أو التوسط في إصدار أي وثائق تأمين، ممارسة أي نشاط تأميني أو تحديد أقساط أو اشتراكات أو تحصيلها من العملاء، الاحتفاظ بمبالغ تسوية المطالبات أقل من المستلمة، أو أي تصرف قد يؤثر على قرار المؤمن له في اختيار شركة التأمين، ونشر بيانات غير مطابقة للبيانات المقدمة للهيئة.

ويلزم القرار الشركات بإمساك سجلات تفصيلية تشمل الوثائق، جداول المزايا، العقود مع شركات التأمين ومقدمي الخدمات، المخالصات والضمانات، شكاوى العملاء والدعاوى القضائية، وأرصدة الحسابات لكل شركة تأمين والبرامج ذاتية التمويل، والاحتفاظ بها لمدة لا تقل عن 5 سنوات.

وتلتزم الشركات عند الاستعانة بجهات خارجية لتطوير أو تشغيل البرامج الرقمية، تلتزم الشركة بالتحقق الكامل من استيفاء الاشتراطات الفنية والتكنولوجية، وإخضاع البرامج لاختبارات تشغيل دقيقة تحت إشرافها، مع تحمل المسؤولية الكاملة عن المخاطر التشغيلية. كما يجب أن تمتلك الشركات خطة واضحة لتوريد وتشغيل البرامج عند الاعتماد على أطراف خارجية.

طباعة شارك الهيئة العامة للرقابة المالية منظومة الخدمات المالية الحوكمة سوق التأمين الرعاية الصحية

مقالات مشابهة

  • «تنظيم الخدمات المالية في أبوظبي العالمي» تسلط الضوء على التمويل المستدام
  • مسؤول إسرائيلي: لا مستقبل لحماس في غزة والمنطقة ستكون منزوعة السلاح
  • أحمد موسى: مصر أصبحت منصة سياحية كبرى والعائد قد يصل لـ19 مليار دولار
  • المالية توقف التعيينات والترفيعات والعلاوات ونقل الخدمات
  • رئيس مدينة سفاجا يعقد اللقاء الدوري للمواطنين
  • مصطفى: نعمل على الحوكمة المؤسساتية لقطاع الصحة لنصل إلى الاستدامة المالية
  • لأول مرة.. الرقابة المالية تصدر إطارا تنظيميا لإدارة برامج الرعاية الصحية
  • محافظ الإسكندرية: تكثيف القوافل الطبية لإيصال الخدمات الصحية للمواطنين البسطاء
  • وكيل صحة أسيوط: عام 2025 شهد نقلة نوعية فى مستوى الخدمات المقدمة للمواطنين
  • خبير مصرفي: الدولار سيظل متاحًا.. والسياسات النقدية تؤتي ثمارها