طوفان الأقصى لتطهيرالاِنسانية من جرائم النازية
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
بقلم/ محمود كامل الكومى
لم تكن النازية تتوخى الإبادة الجماعية للبعض دون البعض, طالما ان هناك وعد بالمقاومة, في مجابهتها تتجلى بكل الأساليب الوحشية وانعدام الإنسانية , لافرق بين دين المقاوم ولا جنسيته ولا لون بشرته.
فالمقام الذي يقع بين يدى النازي يشوى جسده قبل إعدامه, والبلاد المحتلة إن لم تنطو تحت جناح الصليب المعقوف , صار لأهلها فقأ العيون مع أنغام بلا شجون .
وقبل النازي , كانت الصهيونية تخطط لدولة عنصرية وتضمر ,كيف تُخَمِر لذلك. أوحت ل هنري كامبل بانرمان رئيس الوزراء الانجليزى فى 1905 ان يجمع بعض الدول الغربية في مؤتمر ليبحثوا موقع أمتنا العربية الفريد والغني والأستراتيجى والفاقد قدراته على اختيار قيادة صلاحه . وانتهوا الى أنه يجب أن يصنع جسم غريب يفصل المشرق العربي عن المغرب العربى.
هذا الجسم الغريب له ثلاث أهداف :
1-أن يفصل الشرق عن الغرب
2- ان يكون ولائه للغرب
3-أن يجعل المنطقة فى حالة لا توازن – حتى لا يتحقق للمنطقة الأستقرار الذي يولد النهضة – وهم يريدون أمة عربية لا تنهض ابدًا وهذا هو المهم .
استغلت الصهيونية الناشئة هذا المؤتمر,وقدمت نفسها كجسم غريب يحقق أهداف المؤتمر , وسوغت نفسها لتحقيق عدم استقرار المنطقة بتدريب كوادرها على الأجرام وأساليب العنف , ومن الناحية الأقتصادية صار النصب والاحتيال لنهب المال والثروات طريق الصهيونية لتحقيق الآمال فى وطن عنصرى يجمع كل يهود الشتات , فكان التوافق لتحقيق الجسم الغريب فى الوطن العربى , وصار وعد بلفور وزير خارجية بريطانيا باعتبار فلسطين وطن لليهود .
وليصير الوعد حقيقة كانت الحرب العالمية الثانية وجرائم هتلر التى اكتسبها من الصهاينة فصارت النازية وليدة الصهيونية , وكانت الأفران التى اخترعتها الصهيونية , صياغة سينمائية لما دار فى عقل عتاة الصهاينة , مدعين ان هتلر جمع اليهود , وقام بشوائهم فى أفران شديدة الانصهار , مما استدر عطف أوروبا ,وصار وعد بلفور حقيقة تخلي بمقتضاها الانتداب الإنجليزي عن فلسطين , لتعلن الدولة العبرية غصبها لأرضنا الفلسطينية , وتصير الجسم الغريب الذى يحقق عدم الاستقرار, لحظتها قام المستوطنون وعصابات الارجون والأشترن بتذبيح الفلسطينيين وتشريدهم وتهجيرهم خارج فلسطين وفى سبيل ذلك طبقوا كل أجرام النازي وطوروه على الفلسطينيين.
وصار عدم استقرار المنطقة العربية بحروب إسرائيل المستمرة على مصر وسورية والأردن ولبنان . ومازال المسلسل مستمر بعد قرن من الزمان, يشيطن المنطقة العربية ويخلق عدم الاستقرار ويصنع الدمار والفساد ,وعمالة الحكام فى كل مكان من أرضنا العربية , وإذا لاح فى الأفق زعيم عربى ( كجمال عبد الناصر) يرى أن الصراع مع إسرائيل صراع وجود , ثارت الحرب عليه من كل أرجاء الغرب الأمريكى , وأوكلت لإسرائيل زعزعة الأستقرار فى بلدة , ومن ورائها الغرب الأمريكى بأساطيله وقواعدة التى تحاصر عالمنا العربي حتى تفقد الشعوب العربية ثقتها فى من رفع رايتها النضالية, كي تستسلم لمخططات الصهيونية والإمبريالية عن طريق حكام مدبلجين صهيونيا يحكمون البلاد العربية.
والآن ومع تصاعد الثورة الفلسطينية وعملية طوفان الأقصى في غزة من أجل عودة الشعب الفلسطيني الى أرضه ,تُخرج - من علمت النازية الجرائم ضد الانسانية , وابادة الشعوب ونهب أرضها وثرواتها - قرون استشعارها وموارج نيرانها الشيطانية , بإصدار وزير الحرب الصهيوني تعليماته لإبادة شعبنا الفلسطيني فى غزة عن بكرة أبيه , ليصنع نكبة جديدة أملا فى تهجير أهل غزة الى الجنوب , وقضم أرض فلسطين الغزاوية , ليعيث فيها فسادًا قطعان المستوطنين.
ويستعيد نتنياهو أجرام السنين وتعاليم مرشدى النازي بوضع الفلسطينيين فى إفران من نار زمهرير , فصدرت الأوامر الى طائرات إسرائيل تقصف غزة وتقتل الأمنين أطفال وشيوخ ونساء , ويتعالى صراخ الرضيع حين تحال غزة الى آتون نار يقضى على الزرع والحجر ,ويبيد البشر وكل من انتفض يحاول أن يسقى شربة ماء لشهيد , أو ينقذ طفل صغير, ليؤكد حكام الكيان الإسرائيلي أنهم تفوقوا على النازية وصاروا أعداء الانسانية جمعاء , وسط صمت مريب من حكام العرب رغم انتفاضة الشعوب الغربية, التى صارت تدرك حقيقة الصهيونية النازية , وقوانين معادة السامية التى شرعت من أجل فناء الإنسانية .
والأمل معقود على شعب فلسطين الثائر ليخلص البشرية , من هذه الدولة العنصرية.
*كاتب ومحامى - مصرى
المصدر: سام برس
إقرأ أيضاً:
عامان على طوفان الأقصى| أرقام الإبادة في غزة تفضح فظائع الاحتلال.. ومحلل يكشف
أصدر المكتب الإعلامي الحكومي في غزة تقريرا شاملا يكشف حجم الكارثة الإنسانية والدمار الشامل الذي ألحقه الاحتلال الإسرائيلي بقطاع غزة.
التقرير الذي تضمن أرقاما صادمة، يسلط الضوء على سياسة ممنهجة استهدفت الإنسان الفلسطيني ومقومات الحياة كافة، في جريمة وصفت بأنها إبادة جماعية موثقة بالأرقام والشهادات.
ومن جانبه، يقول الدكتور جهاد أبو لحية، أستاذ القانون الدولي والنظم السياسية، إن طوال العامين الماضيين، تكشف الوجه الحقيقي للاحتلال الإسرائيلي أمام الرأي العام العالمي.
وأضاف أبو لحية- خلال تصريحات لـ "صدى البلد"، أن توثيق الجرائم المروعة التي ارتكبتها قوات الاحتلال، وانتشار الصور والفيديوهات القادمة من غزة، ساهم في إحداث وعي عالمي متزايد، وهذا الوعي، المدعوم بحراك شعبي متواصل، دفع منذ عدة أشهر بعض الحكومات الغربية إلى إعادة النظر في مواقفها المنحازة تقليديا لإسرائيل.
وأشار أبو لحية، إلى أن وفقا لبيانات مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية (OCHA)، وتقارير منظمات حقوقية دولية مثل هيومن رايتس ووتش والعفو الدولية، فإن حجم الخسائر البشرية والمادية في غزة كان كارثيا:
- أكثر من 67.000 شهيد، أغلبهم من النساء والأطفال وكبار السن.
- أكثر من 170.000 جريح، من بينهم ما يزيد عن 10.000 حالة بتر.
- نحو 20.000 مفقود، يعتقد أن كثيرين منهم ما زالوا تحت الأنقاض أو في المعتقلات الإسرائيلية.
- انهيار شبه تام للقطاع الصحي، بما في ذلك تدمير مستشفيات محورية مثل الشفاء والقدس وناصر.
- تدمير آلاف المدارس والجامعات ودور العبادة والمراكز الثقافية، إضافة إلى البنية التحتية الأساسية.
- وفاة ما لا يقل عن 340 شخصا جوعا، نتيجة الحصار المطبق ومنع إدخال الغذاء والدواء والوقود.
وتابع: "تشير هذه الأرقام إلى أن العدوان استهدف بشكل مباشر مقومات الحياة اليومية للشعب الفلسطيني، في تجاوز فاضح لكل القوانين الإنسانية، وبعيدا تماما عن مزاعم "استهداف الأهداف العسكرية".
وأكمل: "في بداية الحرب، قدمت عدة دول غربية، إلى جانب الولايات المتحدة، دعما صريحا لإسرائيل، سواء عبر التسليح أو الدعم اللوجستي أو السياسي.. لكن مع استمرار العدوان واتساع رقعته، خرجت الملايين في مظاهرات عارمة في مختلف العواصم الغربية، منددة بالإبادة ورافضة لممارسات الاحتلال".
وأردف: "في فرنسا وبريطانيا وهولندا وإسبانيا، برزت دعوات سياسية قوية تطالب بوقف تصدير السلاح لإسرائيل، وفي برلين ومدريد ولندن وباريس، تحولت المظاهرات الأسبوعية إلى حدث منتظم ضاغط، طالب بوقف المجازر وتجويع المدنيين، كما بدأت بعض الحكومات الأوروبية بمراجعة مواقفها، سواء من خلال تخفيف خطابها السياسي المؤيد لإسرائيل، أو من خلال فرض قيود على صفقات السلاح، وهذا الحراك الشعبي لم يقتصر على الناشطين أو فئات محدودة، بل امتد ليشمل نقابات، وأحزاب سياسية، وبرلمانيين، وحتى أكاديميين وفنانين، مما زاد من الضغط على صناع القرار في الغرب لتغيير مواقفهم".
واختتم: "لقد أظهر هذا التحول في السياسات الغربية أن الرأي العام العالمي بات فاعلا حقيقيا ومؤثرا في صياغة المواقف الدولية.. فبفضل الإعلام المستقل، ومنصات التواصل الاجتماعي، والجهود الجبارة للنشطاء في توثيق الجرائم، أصبحت الحقيقة أوضح، ولم يعد بالإمكان تجاهلها أو تبريرها.. ما يحدث هو بداية لتحول أكبر في فهم الشعوب لما يجري في فلسطين، وإدراكهم أن صمت حكوماتهم أو دعمها للاحتلال يجعلها شريكة في الجريمة".
وسوف نرصد لكم، حصيلة الإبادة الجماعية الإسرائيلية في غزة بالأرقام بعد عامين على طوفان الأقصى وفقا لـ المكتب الإعلامي الحكومي في غزة:
- 730 يوما على الإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المدنيين في قطاع غزة
- 90% نسبة الدمار الشامل الذي أحدثه الاحتلال في قطاع غزة
- %80 من مساحة قطاع غزة سيطر عليها الاحتلال بالاجتياح والنار والتهجير
- أكثر من 200 ألف طن من المتفجرات ألقاها الاحتلال على قطاع غزة
- 76639 مجموع أعداد الشهداء والمفقودين منذ بدء الإبادة الجماعية
- 9500 منهم شهداء مازالوا تحت الأنقاض، أو مصيرهم مازال مجهولا
- أكثر من 20000 طفل استشهدوا خلال الحرب
- أكثر من 450 طفلا رضيعا ولدوا واستشهدوا خلال حرب الإبادة الجماعية
- 254 من الصحفيين قتلهم الاحتلال الإسرائيلي
- بلغت الخسائر الأولية في القطاعات الحيوية أكثر من 70 مليار دولار
- دمر الاحتلال أكثر من 670 مدرسة وقتل أكثر من 13 ألفا و500 طالب وطالبة
- أعدم الاحتلال 193 عالما وأكاديميا في القطاع