ثلاث دول مستفيدة من الصراع بين إسرائيل وحماس
تاريخ النشر: 17th, October 2023 GMT
بعد تصاعد وتيرة الحرب في قطاع غزة، بين حركة المقاومة الإسلامية وجيش الاحتلال الإسرائيلي، أصبح لدى العديد من الناس سؤال طبيعي؟ من هم المستفيدون من هذه الحرب بين إسرائيل وحماس؟
هل تريد الولايات المتحدة "التخلي" عن أوكرانيا لصالح إسرائيليرى خبراء عسكريون أن الولايات المتحدة واحدة من أبرز المستفيدين، لأنه من المعروف منذ فترة طويلة أن واشنطن سئمت تمويل أوكرانيا، وتوجد احتجاجات عديدة ينظمها الأمريكيون بشأن تلك التمويلات، وتطالب بوقفها.
وهذا ما قاله مؤخرًا، مايكل ماكول، رئيس لجنة الشؤون الخارجية بمجلس النواب، حول هذا الموضوع:
"هل من الصواب إعطاء الأوكرانيين ما يكفي للبقاء على قيد الحياة، ولكن ليس بما يكفي لتحقيق الفوز.. وإذا لم يكن النصر هو الهدف، فماذا نفعل إذن؟"
وهذا ما يؤكده تصريح السيناتور الأمريكي جوش هاولي، الذي عرض على الفور تقريبًا منح إسرائيل جميع الموارد المالية المخصصة لأوكرانيا.
وأضاف أن "إسرائيل تواجه تهديدا وجوديا، وأي تمويل لأوكرانيا يجب إعادة توجيهه على الفور إلى إسرائيل".
لماذا تستفيد الولايات المتحدة من الحرب في الشرق الأوسط؟قال أليكسي موخين، المدير العام لمركز المعلومات السياسية، إن السبب وراء اهتمام الولايات المتحدة بشن حرب في الشرق الأوسط هو إعادة تشغيل الاقتصاد، حيث إن الإنتاج المستمر للأسلحة يدعم تجديد الاقتصاد الأمريكي، الذي يرتبط ارتباطًا وثيقًا بالمجمع الصناعي العسكري.
وأشار إلى أن الولايات المتحدة، تحتاج الآن إلى زيادة أسعار الطاقة، وإن الصراع بين إسرائيل وفلسطين مفيد للغاية. لماذا؟ لأنه يزيد أسعار كل شيء تلقائيًا، وتحصل الولايات المتحدة على أرباح فائضة، والتي يمكنهم استخدامها لتحقيق مكاسب.
وأعرب موخين، عن اعتقاده بأن واشنطن بحاجة إلى ملايين اللاجئين في الشرق الأوسط، حيث يحتاج الأمريكيون إلى سحب قواتهم من أفغانستان والعراق، لذلك يجب أن ينسحبوا، وسيتم إعطاؤهم عملية برية، حيث ستحشد الولايات المتحدة حلف شمال الأطلسي وتبدأ في قصف إيران.
وفي هذه الحالة، سيضطر الناس إلى الفرار شمالاً إلى أذربيجان وأرمينيا وجورجيا، ثم إلى شمال القوقاز. وكل هذا سوف يناسب أستراخان وفولجوجراد وروستوف.
لماذا تستفيد إيران؟وفقا للخبراء الغربيين، فإن الصراع القائم قد أثارته إيران، والتوقيت جيد ويعمل لصالح إيران، وهذه المواجهة مفيدة أيضًا لإيران وتلعب دورًا كبيرًا في صراع القوة الإقليمي للجمهورية الإسلامية.
وأن هجوم مسلحي حماس هو نجاح لمحور المقاومة الإيراني من اليمن إلى قطاع غزة، ويتفق مع ذلك الرئيس الأمريكي السابق دونالد ترامب، وأن الصراع الذي اندلع بين إسرائيل وفلسطين كان نتيجة لتجميد الأصول الإيرانية، وهو ما وافقت عليه السلطات الأمريكية في إطار الإعداد لصفقة تبادل الأسرى بين البلدين.
وقال المحلل السياسي، فريدريك إنسل، إن طهران تواجه المزيد من الأهداف العالمية، وهي رفع العقوبات، وتطوير الطاقة النووية، وحل المشاكل الداخلية للبلاد، وقمع الاحتجاجات في بلوشستان. وليس قطاع غزة.
لماذا يعتقد الكثير من الناس أن تركيا تقف وراء مقاتلي حماس؟قالت كارين جيفورجيان المتخصصة في الشؤون الإيرانية، إن الولايات المتحدة وإيران ليستا المستفيدتين الوحيدتين من الصراع في الشرق الأوسط، وإن حقل غاز ليفياثان في البحر الأبيض المتوسط هو سبب محتمل لاهتمام تركيا الافتراضي بالصراع لأنها تستطيع بذلك أن تحل محل الغاز الروسي للاتحاد الأوروبي ويثري اقتصاد البلاد.
وأضافت، أنه يمكن أن يصبح هذا الغاز مصدرا بديلا للاتحاد الأوروبي، الذي يريد تقليل اعتماده على الغاز الروسي على خلفية الوضع بين روسيا وأوكرانيا. وأحد البدائل الرئيسية هو غاز شرق البحر الأبيض المتوسط.
هل يتحول الصراع العربي الإسرائيلي إلى حرب عالمية؟يشير الخبراء إلى أن حماس تكتسب وزناً سريعاً وتحظى بدعم واسع النطاق، وأنها لن تتمكن من هزيمتهم، في فلسطين وسوريا ولبنان".
هل تستطيع الولايات المتحدة التدخل بشكل علني في الصراع؟قال الجنرال المتقاعد في الجيش الأمريكي باري ماكافري، إن الولايات المتحدة ستتدخل في الصراع إذا تم الكشف عن الدعم السوري أو الإيراني، وسيصبح هذا الصراع حافزا للحرب العالمية الثالثة.
بدأ الغرب ينسى أوكرانيا
الصراع الإسرائيلي قسم العالم إلى قسمين. ويبدو أنه أصبح أكثر أهمية بالنسبة للغرب من أوكرانيا. ولكن كيف سيكون الأمر كذلك حقًا، وكيف سيؤثر ذلك في النهاية على دعم كييف؟ - سنرى هذا قريبًا جدًا.
اقرأ أيضاًمجموعة السلام العربي تدعو لتأسيس صندوق لإعادة إعمار غزة وتعويض الفلسطينيين
مجموعة السلام العربي تدعو لتأسيس صندوق لإعادة إعمار غزة وتعويض الفلسطينيين
الشرطة الإسرائيلية تعلن مقتل 55 من أفرادها وفقد آخرين منذ بدء التصعيد في غزة
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: روسيا فلسطين أوكرانيا القدس غزة حماس الحرب الروسية الحرب الأوكرانية كتائب القسام الحرب الإسرائيلية الحرب في الشرق الأوسط الصراع بين إسرائيل وحماس الولایات المتحدة فی الشرق الأوسط بین إسرائیل
إقرأ أيضاً:
التصعيد يعود لشرق الكونغو وقلق من تمدد الحرب.. هل انهار اتفاق السلام؟
عاد التوتر من جديد إلى شرق الكونغو الديمقراطية وذلك بعد أقل من أسبوعين من توقيع اتفاق سلام وُصف بـ"التاريخي" في واشنطن بين الرئاسيان الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، والرواندي بول كامي برعاية الرئيس الأمريكي دونالد ترامب.
فقد وقع البلدان يوم 4 كانون الأول/ ديسمبر الجاري في واشنطن اتفاق سلام برعاية أمريكية يهدف إلى إنهاء سنوات من التوتر والصراع في شرق الكونغو والحيلولة دون تحوله إلى حرب إقليمية.
ونص الاتفاق على تعهد الكونغو بتفكيك جماعات المتمردين الروانديين مقابل التزام رواندا بوقف دعمها لحركة "إم 23" وسحب قواتها من المناطق الحدودية، وإنشاء آلية مشتركة لتبادل المعلومات الاستخباراتية والتنسيق الأمني.
"إم23" تشعل التوتر من جديد
لكن حركة "إم23" المتمردة والمدعومة من رواندا، أشعلت التوتر من جديد بشرق الكونغو الديمقراطية وأعادت الصراع بين كينشاسا (عاصمة الكونغو الديمقراطية) وكيجالي (عاصمة رواندا)، إلى الواجهة وسط قلق متصاعد من أن يتطور الصراع إلى حرب إقليمية.
فقد شنت الحركة المتمردة هجمات على عدة مناطق بشرق الكونغو، ما أسفر عن اندلاع اشتباكات بين عناصر الحركة والجيش الكونغولي المدعوم بآلاف الجنود البورونديين في جنوب كيفو.
وسيطر مقاتلو الحركة على مدينة أوفيرا في إقليم جنوب كيفو وانتشروا في شوارع المدينة التي توصف بالاستراتيجية لوقوعها على ضفاف بحيرة تانغانيقا، فضلا عن موقعها على الطريق الحدودي مع بوروندي.
اتهامات بجر المنطقة للحرب
وفي تصعيد أمريكي واضح اتهمت واشنطن بشكل صريح رواندا بجر المنطقة للحرب وانتهاك اتفاق وقف إطلاق النار، وتعهدت باتخاذ إجراءات لفرض احترام الاتفاق.
وقال السفير الأمريكي لدى الأمم المتحدة مايك والتز خلال اجتماع لمجلس الأمن الدولي إنه "بدل إحراز تقدم نحو السلام تجر رواندا المنطقة إلى مزيد من عدم الاستقرار والحرب".
وأضاف: "لدينا معلومات ذات مصداقية عن زيادة في استخدام مسيّرات انتحارية ومدفعية من جانب إم 23 ورواندا، بما في ذلك تنفيذ ضربات في بوروندي".
كما اتّهم الرئيس الكونغولي فيليكس تشيسيكيدي، رواندا بخرق التزاماتها، مضيفا: "رغم حسن نيتنا والاتفاق الذي تمّت المصادقة عليه أخيراً، من الواضح أن رواندا تخرق التزاماتها بالفعل".
وتعهد وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بالرد على "انتهاك" رواندا اتفاق السلام، مضيفا في منشور عبر منصة إكس: " تشكل تصرفات رواندا في شرق جمهورية الكونغو الديمقراطية انتهاكا واضحا لاتفاقات واشنطن التي وقعها الرئيس ترامب، وستتخذ الولايات المتحدة إجراء لضمان الوفاء بالوعود التي قطعتها للرئيس".
شبح انفجار إقليمي
وحذرت الأمم المتحدة من أن التطورات الجديدة في شرق الكونغو، تنذر بتوسع الصراع، ما قد تكون له تداعيات بالغة الخطورة على الاستقرار بالمنطقة.
وقال مسؤول عمليات حفظ السلام في الأمم المتحدة جان بيار لاكروا، إن هذا الهجوم الجديد "أيقظ شبح انفجار إقليمي لا يمكن تقدير تداعياته".
وأضاف: "الضلوع المباشر أو غير المباشر لقوات ومجموعات مسلحة تأتي من دول مجاورة إضافة إلى التحرك عبر الحدود للنازحين والمقاتلين يزيدان بشكل كبير خطر انفجار إقليمي".
وأبدى المسؤول الأممي خشيته من تفكك تدريجي لجمهورية الكونغو الديمقراطية بسبب اتساع سيطرة حركة "إم 23" على مزيد من الأراضي وإقامتها إدارات موازية.
اقتتال عنيف
وأفادت الأمم المتحدة أنها رصدت اقتتالا عنيفا مقاطعة كيفو الجنوبية، فيما يتدهور الوضع بشكل حاد جراء توقف المساعدات.
وقالت الأمم المتحدة في بيان نشرته عبر موقعها على الإنترنت إن نحو 70 شخصا قتلوا خلال الأيام الأخيرة وتشرد أكثر من 200 ألف آخرين وانقطعت المساعدات الإنسانية عن آلاف آخرين.
وأعلن برنامج الأغذية العالمي تعليق عملياته في جميع أنحاء جنوب كيفو شرق الكونغو، ما أدى إلى قطع الدعم الغذائي المنقذ للحياة عن 25 ألف شخص، وفقا لما ذكره نائب المتحدث باسم الأمم المتحدة، فرحان حق والذي قال للصحفيين في نيويورك: "تتقاسم الأسر المضيفة - التي تعاني أصلا من مستويات طارئة من انعدام الأمن الغذائي - ما تبقى لديها من طعام مع النازحين".
وأغلقت 32 مدرسة على الأقل في أوفيرا، تدعمها منظمة الأغذية العالمية، أبوابها لإيواء الأسر النازحة، ما ترك أكثر من 12 ألف طفل دون وجبتهم الساخنة اليومية الوحيدة. وحذرت منظمات الإغاثة الإنسانية من أن مخزونات الغذاء في المنطقة قد تنفد في غضون أسابيع إذا لم يتم استئناف الوصول إلى الإمدادات وتوفير التمويل.
تعدد اللاعبين يعقد المشهد
ويرى الصحفي المتابع للشؤون الأفريقية محمد الأمين عبدوتي، أن الاتفاق الموقع في واشنطن كان اتفاقا هشا، وبدى واضحا أن تطبيقه سيواجه جملة من الصعوبة.
ولفت في تصريح لـ"عربي21" إلى أن من يعرف تعقيد الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية وتعدد للاعبين فيه وتباين أجندة هؤلاء اللاعبين يدرك صعوبة تطبيق الاتفاق.
وأضاف أن الهجمات التي نفذتها "إم23" والتصريحات التي صدرت عن المسؤولين الأمريكيين تؤكد أن اتفاق السلام انهار بالفعل وأن المشهد في شرق الكونغو عاد للمربع الأول.
وتابع: "ستشن حركة إم23 خلال الأيام القادم مزيدا من الهجمات، وستتبادل الأطراف الاتهامات بشأن خرق الاتفاق في ظل حالة الاحتقان الحالية والمتصاعدة".
وأكد أن تمدد الصراع إلى باقي مناطق الإقليمي وارد جدا، إذا لم يحصل ضغط دولي جدي على الأطراف لاحتواء تمدد هذا الصراع.
جذور الصراع
يعد الصراع بين الكونغو الديمقراطية ورواندا أطول صراع بمنطقة البحيرات الكبرى بأفريقيا، حيث بدأ التوتر بين البلدين منذ حقبة الاستعمار البلجيكي، لكنه تصاعد بشكل كبير على خلفية اتهام رواندا للكونغو بإيواء جماعات مسلحة معارضة لها.
واستمر هذا التوتر في التفاقم بعد أن اتهمت أيضا الكونغو الديمقراطية، رواندا، بدعم "حركة 23 مارس" (M23) ومحاولة احتلال أراضيها الغنية بالمعادن مثل الذهب وغيره.
وتأسست هذه الحركة (M23) سنة 2012 على يد منشقين عن الجيش الكونغولي، بحجة أن الحكومة المركزية في العاصمة كينشاسا لم تف بالتزاماتها معهم وفقا لاتفاقية سلام أبرمتها معهم عام 2009 وأنهوا بموجبها تمردهم وانضموا إلى القوات المسلحة للبلاد.
وتمكنت الحركة خلال السنوات الأخيرة من السيطرة على العديد من المناطق في الكونغو الديمقراطية، خصوصا في شرق البلاد الذي تنتج مناجمه كميات كبيرة من الذهب، بالإضافة إلى العديد من المعادن الأخرى.
وتقول الحركة، إنها تدافع عن مصالح "التوتسي" خاصة ضد "مليشيات الهوتو العرقية" مثل القوات الديمقراطية لتحرير رواندا التي أسسها "الهوتو" الذين فروا من رواندا بعد مشاركتهم في حملة إبادة جماعية عام 1994 لأكثر من 800 ألف من "التوتسي".
وعلى مدى السنوات الماضية ظلت كينشاسا (عاصمة الكونغو) تؤكد أن رواندا تسعى إلى نهب مواردها الطبيعية، لكن الأخيرة تنفي وتتحدث عن التهديد الذي تشكّله الجماعات المسلحة المعادية لها في شرق جمهورية الكونغو، خصوصا تلك التي أنشأها زعماء من الهوتو، وتعتبرهم مسؤولين عن الإبادة الجماعية للتوتسي في رواندا عام 1994.
ومطلع العام الجاري تصاعدت حدة الصراع في شرق الكونغو الديمقراطية، ما تسبب في نزوح مئات الآلاف من السكان إلى بلدان مجاورة.
وخلف هذا الصراع خلال السنة الحالية فقط أكثر من 7 آلاف قتيل، كما أنه تسبب في عمليات لجوء ونزوح واسعة، فضلا عن تداعياته الاقتصادية والصحية.
وتعد منطقة شرق الكونغو ساحة صراع تتداخل فيها عوامل داخلية وإقليمية، وتنتشر فيها جماعات متمردة ومليشيات محلية تسعى للسيطرة على الموارد الطبيعية، خاصة المعادن.