أشادت رئيس الاتحاد النسائي الأردني العام لانا كريشان بالتجربة المصرية في تمكين المرأة والشباب، مؤكدة أن مصر لديها تجربة رائدة في فتح الآفاق في مختلف المجالات والمواقع أمام المرأة والشباب.
وقالت كريشان - في حوار لمدير مكتب وكالة أنباء الشرق الأوسط بعمان - إن مصر لديها تجربة قديمة وكبيرة ولديها تاريخ في دخول المرأة في مجال العمل العام، مشيرة إلى أن المرأة المصرية تعيش عصرها الذهبي في عهد الرئيس عبد الفتاح السيسي.


وأشارت إلى أن الرئيس السيسي أعطى للمرأة المصرية مكانة كبيرة في العمل العام والمجتمع منذ أن تولى القيادة، موضحة أن المرأة المصرية لعبت دورا كبيرا خلال كافة الأزمات التي مرت بمصر منذ عام 1919.
وأوضحت كريشان أن المرأة المصرية وصلت حاليا إلى العديد من المناصب القيادية في مصر ومراكز صناع القرار، مؤكدة أن التجربة المصرية أصبحت نموذجا يحتذى به في العالم العربي.
وكشفت رئيس الاتحاد النسائي الأردني العام أن الاتحاد حريص على تبادل الخبرات والتعاون مع الجهات المصرية المهتمة بشأن المرأة والاستفادة من التجربة، مؤكدة أن العلاقات المصرية الأردنية تاريخية ومتجذرة في مختلف المجالات.
ونوهت بأن الاتحاد وكونه عضوا في الاتحاد العربي العام للمرأة يعمل على التواصل مع كافة الهيئات والاتحادات العربية وفي مقدمتها مصر من أجل تبادل الخبرات والتعاون الوثيق بينها، مشيرة إلى أن المرأة الأردنية قطعت شوطا كبيرا في العمل العام.
ولفت لانا كريشان إلى أن الاتحاد النسائي الأردني العام لديه استراتيجية تهدف إلى الارتقاء بالمرأة الأردنية وتنطلق من توجيهات العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني بشأن ضرورة تمكين المرأة والشباب في مختلف المجالات، مؤكدا أن الاتحاد يعمل في هذا الإطار وحريص على تنفيذه.
وقالت "إن الاتحاد لديه عدة أهداف ومنها العمل على دمج المرأة في عملية التنمية الاجتماعية والثقافية والبيئية والسياسية والاقتصادية وإعداد البرامج التدريبية والمشروعات والتأهيلية لتثقيف المرأة وتدريبها كعضو أساسي في بناء الأسرة ومواطنة مشاركة في التنمية بكافة أشكالها".
وأضافت "أن تكوين القيادات النسائية وتأهيلها وتدريبها وتوعية المرأة بحقوقها وواجباتها وتمكينها من ممارسة حقوقها في كافة المجالات وبناء قيادات نسائية وتمثيل المرأة الأردنية في المؤتمرات الوطنية والعربية والدولية، والقيام بالدراسات والأبحاث الخاصة بالمرأة على المستويين الوطني والقومي والعمل على تشجيعها تعد من أبرز أهداف الاتحاد النسائي الأردني العام".
وأردفت "ان الاتحاد يولي من خلال تبنيه لبرنامج بناء القدرة المؤسسية للفروع والجمعيات النسائية الأعضاء فيه كل اهتمامه لتفعيل دور هذه الجمعيات في كافة فروعه بمحافظات المملكة وخاصة في الأماكن الريفية ومناطق البادية".
وشددت على أن الاتحاد يعمل وباستمرار على تحديد الاحتياجات في هذه المناطق واتخاذ التدابير اللازمة بتقديم الدعم المالي والفني وتنفيذ برامج ومشاريع وأنشطة موجهة لكافة الفئات لتخفيف الأعباء التي تواجهها من نقص في الخدمات المقدمة إليها وبالأخص قطاع المرأة والطفل فيها، مؤكدة أن الهدف هو تنفيذ توجيهات العاهل الأردني في هذا الإطار.
وبشأن الخطط التي يقوم بها الاتحاد سنويا.. قالت رئيس الاتحاد النسائي الأردني العام إن خطة الاتحاد تتضمن سنويا مجموعة من البرامج والمشاريع والأنشطة والتي يعمل الاتحاد على تنفيذها وفق موارده وإمكاناته المتاحة، مشيرة إلى أنه يتم التركيز على نوعية البرامج التوعوية والتدريبية والتأهيلية التي تساعد في تنمية وتطوير الكوادر البشرية النسائية، والتي تؤثر على حياة المرأة وأفراد أسرتها اجتماعيا واقتصاديا ومعيشيا.
وكشفت كريشان أن الاتحاد يبذل المزيد من الجهود من أجل تطوير الإطار التشريعي لحقوق المرأة والقضاء على الممارسات والأفكار المعيقة لتطورها وتفعيل مشاركتها أكثر في الحياة العامة بعد أن أثبتت جدارتها في شتى المجالات.
وحول دور الاتحاد بشأن توعية المرأة بمختلف القضايا.. أوضحت رئيس الاتحاد النسائي الأردني العام، أن الاتحاد يقوم بعمل العديد من اللقاءات والاجتماعات وورش العمل وعبر فروعه في مختلف المحافظات لتوعية المرأة والفتيات بمختلف القضايا الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، لافتة إلى أن الاتحاد حريص دائما على التواصل مع المرأة في كافة محافظات ومراكز وقرى الأردن.
وشددت على أن الاتحاد على تواصل مستمر ودائما أيضا مع كافة مؤسسات الدولة الأردنية وخصوصا الجهات المختصة بالمرأة والشباب من أجل التعاون معها وتنفيذ أهداف الاتحاد، والتي تعد جزءا لا يتجزأ من استراتيجية المملكة وتوجيهات الملك عبدالله بشأن المرأة والشباب. 
وحول الخطط الاستراتيجية التي يمتلكها الاتحاد من أجل المساهمة في خطة التحديث الاقتصادي والسياسي والإداري التي وضعها العاهل الأردني العام الماضي.. قالت كريشان إن الاتحاد، الذي تشرفت برئاسته منذ شهور قليلة، يعمل مع كافة أجهزة الدولة من أجل تنفيذ خطة التحديث الملكية، مشيرة إلى أن الاتحاد عقد عدة ورش ولقاءات استهدفت المرأة في القطاع الاقتصادي باعتباره ملفا مهما من ملفات خطة التحديث.
وتابعت أن الاتحاد يقوم أيضا بعمل لقاءات ومنفتح على المرأة والشباب من أجل المشاركة في العمل الحزبي والسياسي باعتباره هدفا استراتيجيا يؤكده الملك عبدالله الثاني دائما، موضحة أنه ومنذ تأكيده في خطاب العرش مؤخرا على عقد انتخابات برلمانية العام المقبل على أساس حزبي ويعمل الاتحاد على وضع خطط وآليات من أجل تأهيل المرأة والشباب لهذه الانتخابات والمشاركة في الأحزاب.
وطالبت كريشان المرأة الأردنية بضرورة التعاطي والتعامل مع المتغيرات وتتخذ من الاتحاد والهيئات المختصة بشأن المرأة وسيلة من وسائل التواصل.. مؤكدة أن الفرصة حاليا كبيرة ومضمونة بضمانة ملكية التي إعلانها العاهل الأردني في خطاب العرش لشباب وفتيات الأردن بشأن مستقبله في صناعة القرار وتحقيق أحلامهم.
وعن الهيكل التنظيمي للاتحاد كشفت كريشان أن الاتحاد يعد من المؤسسات الأهلية القديمة في الأردن وتأسس كهيئة أهلية نسائية تتمتع بالشخصية المعنوية وفقا للقانون الأردني عام 1981 ويضم في عضويته الجمعيات والأندية والهيئات الاجتماعية النسائية، والتي وصل عددها حتى الآن إلى 200 جمعية موزعة على محافظات المملكة 12، مشيرة إلى أن الأميرة بسمة بنت طلال الرئاسة الفخرية للاتحاد النسائي الأردني العام فيما يشرف على سير العمل في الاتحاد لجنة تنفيذية منتخبة مكونة من عشرين عضوة.
 

المصدر: البوابة نيوز

كلمات دلالية: تمكين المرأة مصر المرأة الأردنیة المرأة والشباب العاهل الأردنی أن الاتحاد أن المرأة المرأة فی فی مختلف من أجل

إقرأ أيضاً:

أمينة السعيد.. امرأة بقامة وطن كسرت الصمت وكتبت تاريخ المرأة في الصحافة المصرية

في زمن كانت المرأة فيه تُحاصر بين جدران الصمت والتهميش، خرج صوت أمينة السعيد ليقلب الموازين، لا بصرخة غاضبة، بل بكلمة صادقة وموقف حاسم، لم تكن مجرد كاتبة أو صحفية، بل كانت مدرسة في التنوير، جسدت بقلمها ووعيها الحاد صورة المرأة المصرية القوية، الطامحة، والمتمردة على كل أشكال الإقصاء.

 

على مدار عقود، أسهمت أمينة السعيد في صياغة وعي نسوي جديد، وكانت من أوائل من فتحن الأبواب المغلقة أمام النساء للحديث، والكتابة، والمشاركة في الشأن العام، في إطار ذلك، يرصد الفجر أبرز محطات أمينة السعيد تزامنًا مع ذكرى ميلادها

نشأة شكلتها القيود وغذّتها الأحلام

 

وُلدت أمينة السعيد عام 1914، ونشأت في بيئة محافظة بصعيد مصر، وتحديدًا في محافظة أسيوط، منذ طفولتها، أدركت أن هناك ظلمًا ممنهجًا يُمارس ضد الفتيات، حيث يُفرض عليهن الحجاب مبكرًا، ويُمنعن من التعليم والاختلاط، لكنّها لم تستسلم لتلك التقاليد، بل حولت إحساسها بالرفض إلى دافعٍ للتمرد والبحث عن أفقٍ أوسع للحرية.

خطواتها الأولى في دروب النضال النسوي
 

في سن الرابعة عشرة، التحقت بالاتحاد النسائي المصري بقيادة هدى شعراوي، والتي شكّلت وعيها النسوي والسياسي، لم تكن عضويتها شكلية، بل كانت بداية حقيقية لرحلة نضال طويلة ستخوضها لاحقًا في عالم الصحافة والفكر، كانت تلك الخطوة الأولى نحو بناء شخصية قوية ومثقفة تُدرك حجم التحديات التي تواجه المرأة المصرية.

تجربة جامعية شكلت وعيها التحرري

 

كانت أمينة من أوائل النساء اللاتي التحقن بجامعة فؤاد الأول (جامعة القاهرة حاليًا)، في وقت كان وجود فتاة في الحرم الجامعي مثار استغراب ورفض، درست الأدب الإنجليزي، وخاضت معركة رمزية برفضها ارتداء الحجاب التقليدي، ومارست الأنشطة الجامعية بحرية، لتصبح رمزًا للمرأة المثقفة التي تفرض حضورها بثقة وتميّز.

انطلاقتها في عالم الصحافة

 

بعد تخرجها، شقت أمينة طريقها في الصحافة، بداية من مجلات "كوكب الشرق" و"آخر ساعة"، ثم التحقت بمجلة "المصور" التابعة لمؤسسة دار الهلال، كانت موهبتها وقوة شخصيتها كفيلتين بأن تفرض اسمها وسط بيئة مهنية يهيمن عليها الرجال، لكن محطة التحول الكبرى كانت عام 1954، حين أسندت إليها رئاسة تحرير مجلة "حواء"، أول مجلة نسائية تصدر عن مؤسسة صحفية كبيرة.

"حواء".. منصة للنضال والتغيير

حولت أمينة مجلة "حواء" من مجرد مجلة نسائية تقليدية إلى منبر نسوي صلب، يناقش قضايا التعليم والزواج والحقوق السياسية للمرأة، ويطرح أفكارًا جريئة غير معتادة في ذلك الوقت، كانت المجلة بمثابة مساحة حرّة لتأكيد مكانة المرأة كعنصر فاعل في بناء المجتمع، لا مجرد تابع أو كائن هامشي.

أول امرأة تتولى رئاسة "دار الهلال"

 

في عام 1976، وصلت أمينة السعيد إلى قمة جديدة في مسيرتها، عندما أصبحت أول امرأة تتولى رئاسة مجلس إدارة مؤسسة دار الهلال العريقة، بذلك دخلت التاريخ الإعلامي من أوسع أبوابه، وأثبتت أن المرأة قادرة على إدارة كبرى المؤسسات الصحفية بنفس الكفاءة والحسم اللذين يتمتع بهما الرجال.

مواقف فكرية صلبة وجرأة بلا حدود

 

عرفت أمينة السعيد بمواقفها الجريئة، فقد كانت من أشد المدافعات عن إلغاء المحاكم الشرعية، ومناصِرة لحقوق المرأة في العمل والتعليم والمساواة الكاملة، لم تتردد في مواجهة رجال الدين والتيارات الرجعية، وكانت تعتبر أن معركة المرأة ليست فقط في نيل الحقوق، بل في كسر الأفكار التي تقيدها وتُبرر التمييز ضدها.

نتاج أدبي يُعبّر عن هموم المرأة

 

كتبت أمينة السعيد عددًا من الروايات والكتب التي تناولت فيها قضايا المرأة من منظور اجتماعي وإنساني، مثل رواية "الجامحة" و"أوراق الخريف" و"وجوه في الظلام".

 

 استخدمت الأدب كوسيلة أخرى للبوح، وكشفت من خلاله عن عالم المرأة الداخلي، وصراعها مع القيود الاجتماعية.

التكريم والرحيل 

كرّمها الرئيس جمال عبد الناصر بوسام الاستحقاق، كما حصلت على عدد من الجوائز والتقديرات المحلية والدولية، ورغم أن  رحيلها في 13 أغسطس عام 1995 مرّ بهدوء، فإن أثرها ظل حاضرًا في ذاكرة الصحافة والحركة النسوية، كاسم لا يمكن تجاوزه في أي حديث عن تاريخ المرأة المصرية.

إرثها باقٍ في كل صوت نسوي حر

 

أمينة السعيد لم تكن مجرد صحفية، بل مؤسسة وملهمة، مهدت الطريق لأجيال من النساء اللواتي أردن أن يكتبن، يتحدثن، ويُحدثن فرقًا، إرثها لا يزال حيًا في كل صوت نسوي يطالب بالحرية، وفي كل فتاة قررت أن تقول "لا" للقيود باسم المعرفة والحق والمساواة.

مقالات مشابهة

  • أمينة السعيد.. امرأة بقامة وطن كسرت الصمت وكتبت تاريخ المرأة في الصحافة المصرية
  • عمرو سعد لـ الفجر: المشروع x فيلم كبير ويارب يكون مكسب للسينما المصرية
  • الاتحاد الأردني للكرة الطائرة يوقع اتفاقية شراكة مع بنك الأردن
  • قدوة.تك: عندما تصنع التكنولوجيا حكايات تمكين المرأة في مصر
  • وزير الاتصالات يفتتح فعاليات الاحتفالية السنوية لمبادرة قدوة. تك: مستقبل تمكين المرأة فى عصر التحول الرقمى 2025
  • عاجل | الاتحاد الأردني للسلة يقدّم أجهزته الفنية ويعلن عن مفاوضات مع مدرب عالمي
  • اليوم العالمي للمرأة في القطاع البحري.. تمكين وإسهام في مستقبل مستدام
  • الأمن العام الأردني : بلاغ عن حقيبة مشبوهة في عمّان
  • تجربة رائدة.. "سدايا" تستعرض التحول الرقمي بالمملكة في إكسبو اليابان
  • “العودات: تمكين المرأة في الأردن ركيزة أساسية للإصلاح السياسي والتنمية