محللون وخبراء يجيبون.. كيف قلبت طوفان الأقصى المزاج العام في إسرائيل ضد نتنياهو؟
تاريخ النشر: 20th, October 2023 GMT
يتفق خبراء ومحللون على أن معركة "طوفان الأقصى" أحدثت زلزالا سياسيا وصدمة كبيرة داخل إسرائيل، جعل المزاج العام ينقلب على رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، ويميل نحو ما يعرف بـ"حزب المعسكر الرسمي" بقيادة بيني غانتس.
وحسب استطلاع للرأي أجرته صحيفة معاريف الإسرائيلية، فقد رأى 48% من الإسرائيليين أن غانتس هو الأكثر أهلية لتولي رئاسة الحكومة في الوقت الحالي، مقابل 28% لصالح نتنياهو.
وفي قراءته لنتائج هذا الاستطلاع، أشار الخبير بالشأن الإسرائيلي الدكتور مهند مصطفى -في المحطة التحليلية اليومية للجزيرة والخاصة بالتطورات الدامية الجارية في غزة- إلى أن موضوع الأمن هو العامل الأهم في تفكير الإسرائيليين، وبعد معركة طوفان الأقصى سقطت أسطورة الأمن لديهم، ولذلك باتوا يعتقدون أن المعسكر الرسمي هو منقذهم الأمني، مؤكدا أن الإسرائيليين يرون أن هجمات المقاومة الفلسطينية تهدد أمنهم ووجودهم أيضا.
ومن جهته، قال الخبير العسكري والإستراتيجي اللواء فايز الدويري إن نتنياهو هو صاحب كتاب "مكان تحت الشمس" وهو العقيدة الإسرائيلية الجديدة التي تربط الأرض بالعقيدة، وهو أمر خطير، وهو أيضا لا يعترف بوجود شعب فلسطيني ولا دولة فلسطينية، وحدود فلسطين هي حدود وعد بلفور.
ولم يستطع نتنياهو -يضيف الدويري- بعقيدته هذه أن يحمي الشعب الإسرائيلي، متوقعا أن يتوجه هذا الأخير بسبب الضربة التي تلقاها من المقاومة الفلسطينية نحو اليسار.
ويذكر أن نتنياهو يحاول استثمار واقع ما بعد طوفان الأقصى، مستفيدا من إعلان قيادات معارضة ضرورة التوحد في مواجهة ما جرى، لكن أصواتها ارتفعت تحملّه مسؤولية ما وصف بالإخفاق الكبير، بل تدعوه إلى الاستقالة.
"دافع انتقامي لدى الإسرائيليين"
وبشأن ما أظهرته نتائج استطلاع صحيفة "معاريف" من أن 65% من المستطلع عن آرائهم يؤيدون عملية برية واسعة النطاق في قطاع غزة، قال الخبير بالشأن الإسرائيلي إن الدافع الانتقامي من غزة وحركة المقاومة الإسلامية (حماس) هو الذي يحرك الإسرائيليين، ولذلك يدعمون موقف الجيش والحكومة، رغم عدم وجود أي أفق سياسي واضح.
وأضاف أن فكرة الحرب يتم تمريرها دون نقاش موضوعي وعقلاني لنتائج وتداعيات هذه الحرب، مشيرا إلى أن أي احتجاج أو أي موقف أخلاقي يطالب بوقف الحرب يتم قمعه.
ومن وجهة نظر الخبير العسكري فايز الدويري، فإن نتيجة الاستطلاع تثبت أن شعب إسرائيل لا يزال يؤمن بأن حكومته قادرة على حمايته، بالنظر إلى أن إسرائيل خاضت 7 حروب، وانتصرت فيها بشكل أو بآخر.
وفي قراءته للمشهد الإسرائيلي على ضوء معركة طوفان الأقصى وتداعياتها، ركز الكاتب والمحلل السياسي الإسرائيلي، يوآب شتيرن على سياسة نتنياهو وفشلها الذريع -كما قال- من الناحية السياسية والاستخباراتية، مؤكدا أن نتنياهو يرفض إعلان مسؤوليته عن هذا الفشل، ويرفض التحدث للصحفيين.
وقال إن نتنياهو يبعد عن نفسه المشاكل ويتهم الآخرين، واصفا أسلوبه بالسيء جدا، وطالب بمحاسبته وبأن يستقيل من منصبه.
وخارج الموضع الإسرائيلي الداخلي، تحدث الخبير العسكري الدويري عن الخطوة التي أقدمت عليها كتائب عز الدين القسام، الجناح العسكري لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) بإطلاق سراح محتجزتين أميركيتين لـ"دواع إنسانية" استجابة لجهود وساطة قطرية.
وقال إن حركة حماس تقدم مقاربة إنسانية على العالم أن يلتقطها، مؤكدا أن أبو عبيدة المتحدث باسم كتائب القسام كان قد تحدث في كلمته الأخيرة عن الجنسيات الأخرى من الأسرى الذين تحتجزهم الكتائب، وقال إنهم ضيوف، وسيطلق سراحهم في الوقت المناسب.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: طوفان الأقصى
إقرأ أيضاً:
خبيران: مقتل أبو شباب يكشف هشاشة الرهان الإسرائيلي على المليشيات في غزة
#سواليف
أكد خبيران فلسطينيان أن #مقتل #العميل #ياسر_أبو_شباب، زعيم إحدى المليشيات التي اعتمد عليها الاحتلال الإسرائيلي في قطاع #غزة، يشكّل ضربة قاصمة للمشروع الأمني الإسرائيلي الهادف إلى إنشاء “مناطق خضراء” تديرها مليشيات غير نظامية، ويزيد من تعقيد معضلة “اليوم التالي” للحرب.
الصحافة الإسرائيلية تتساءل عن جدوى الاعتماد على #المليشيات
أوضح الخبير في الشأن الإسرائيلي، علاء الريماوي، أن الصحافة العبرية تناولت الضربة التي تعرضت لها مليشيا “أبو شباب”، وطرحت تساؤلات جدية حول جدوى الاعتماد على مجموعات غير منضبطة ولا تمتلك “شرعية اجتماعية” داخل قطاع غزة.
وقال الريماوي إن مقتل أبو شباب – سواء على يد المقاومة أو نتيجة خلافات داخلية – كشف هشاشة المشروع القائم على المليشيات في غزة، وأظهر أنه ما زال يثير كثيرًا من الترددات داخل أروقة الأمن الإسرائيلي.
مقالات ذات صلةوبيّن أن إسرائيل اعتمدت على هذه المليشيات في وظيفتين أساسيتين: الأولى استخبارية تتعلق بالبحث عن #الأنفاق ومقاتلي #المقاومة، خاصة في #رفح وخان يونس، والثانية تنفيذ مهام خاصة لا يستطيع الجيش القيام بها، مثل الدخول إلى الأنفاق وعمليات التصفية والاختطاف.
وأضاف أن لمليشيا أبو شباب ثلاثة أدوار رئيسية: الدخول في مناطق الاشتباك، تنفيذ عمليات خاصة كالتصفية والخطف، وإعطاء المناطق التي ينشطون فيها صفة “النموذج الأمني”.
وأكد أن المشروع كان أمنيًا بامتياز، بعيدًا عن أي بعد اجتماعي أو سياسي، مشيرًا إلى أن محاولات رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لتسويق فكرة تغيير بيئة غزة عبر الاعتماد على المليشيات سقطت عمليًا مع مقتل أبو شباب، الذي أثبت عدم إمكانية التعويل على هذا النموذج لتوسيع دائرة السيطرة الإسرائيلية.
وكشف الريماوي أن الحادثة أطلقت تكهنات إسرائيلية بشأن “ضرورة التفكير الجدي في إيجاد مظلة سياسية لإدارة قطاع غزة”، سواء عبر السلطة الفلسطينية أو من خلال صيغة حكم مدني مدعوم من حركة “حماس”.
المقاومة تتكيف.. ونهاية أبو شباب نصر معنوي واستخباري
من جانبه، رأى الخبير العسكري نضال أبو زيد أن مقتل أبو شباب ومساعده يؤكد قدرة المقاومة على التكيف مع البعد الأمني في غزة.
وقال أبو زيد إن العملية، بغض النظر عن تفاصيلها، “مدبرة من قبل المقاومة”، وقد يكون هناك عناصر تابعة لها منخرطة داخل جماعة أبو شباب بانتظار الفرصة المناسبة.
وأضاف أن “مقتل أبو شباب يمنح المقاومة دفعة معنوية كبيرة في ظل الضربات الأخيرة التي تعرضت لها”، مشيرًا إلى أن توقيت العملية يحمل بعدًا استخباريًا مهمًا، إذ تزامن مع مناقشة الكنيست لموازنة الدولة وإعلان نتنياهو إقالة رئيس الموساد وتعيين مدير مكتبه السياسي مستشارًا عسكريًا.
ولخّص أبو زيد الأمر بالقول إن “المنظومة الاستخبارية الإسرائيلية اهتزت” بعد عجزها عن حماية أحد أبرز عملائها في القطاع.
يُذكر أن أبو شباب ظهر سابقًا في تسجيل مصور أكد فيه أن مجموعته تسيطر على مناطق “تحررت من حماس”، وتعمل بالتنسيق مع السلطة الفلسطينية لتوزيع المساعدات وحماية المدنيين.
وأبو شباب، المولود عام 1990 في #رفح جنوب قطاع غزة، ينتمي إلى قبيلة الترابين، وكان معتقلًا قبل 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023 بتهم جنائية. ووفق مصادر في غزة، فقد اعتقلته الأجهزة الأمنية عام 2015 بتهمة تجارة وترويج وتعاطي #المخدرات، وحُكم عليه بالسجن 25 عامًا.