حمى الضنك تفتك بـ بنجلاديش .. والسبب التغير المناخي
تاريخ النشر: 21st, October 2023 GMT
حصدت حمى الضنك أرواح أكثر من ألف شخص خلال الأعوام الأخيرة في بنجلاديش، في أسوأ تفش على الإطلاق لهذه العدوى الفيروسية في تاريخ هذه الدولة الآسيوية.
وتدفع ارتفاع درجات الحرارة المرتفعة التي سببها التغير المناخي، في الانتشار الحالي لحمي الضنك في بنجلاديش وفق ما ذكرت شبكة "سي إن إن" الأميركية.
وللمرة الأولى جرى الإبلاغ عن حالات إصابة بهذه الحمى الفيروسية خارج المناطق الحضرية في البلاد.
ومنذ يناير 2017، توفي 1017 شخصا في بنغلاديش من الفيروس الذي ينتقل للبشر عند تعرضهم للسعات البعوض الحامل لهذه العدوى.
ومن بين هؤلاء أكثر من 100 طفل.
وارتفع عدد المصابين بالفيروس إلى أكثر من 208 آلاف حالة، وفقا لبيانات المديرية العامة للخدمات الصحية في البلاد.
وتعد حمي الضنك متوطنة في الدولة التي تقع جنوبي اسيا، لكن حالات العدوى تتفاقم في موسم الرياح الموسمية، بين يوليو وسبتمبر.
لكن هذا العام شهد ارتفاعا في أعداد المصابين بحمى الضنك قبل بدء الموسم بوقت طويل، إذ قفزت الأرقام منذ نهاية أبريل الماضي.
ويقول علماء إن موسم الرياح الموسمية الذي يشهد حرارة أكثر دفئا مصحوبة بهطول غزير وغير منتظم للأمطار، ينشئ بيئة مواتية لتكاثر البعوض الذي يحمل حمى الضنك.
وضغط تدفق المصابين بالعدوى على النظام الصحي في البلاد، وتواجه المستشفيات نقصا في أعداد الأسرّة والطواقم المطلوبة للعناية بالمرضى.
المصدر: صدى البلد
إقرأ أيضاً:
تغير المناخ يزيد من خطر انتشار عدوى فطرية قاتلة
حذر باحثون من أن تأثير تغيير المناخ، وتحديدا ارتفاع درجات الحرارة، سيُسهم في انتشار نوع من الفطريات القاتلة التي تصيب الملايين من البشر سنويا.
وجمع باحثون من جامعة مانشستر في المملكة المتحدة المعلومات التي خلصت لها الدراسات حول تأثير التغيير المناخي على انتشار العدوى الفطرية القاتلة. ونُشر البحث في "مجلة الفطريات"، وكتب عنه موقع ديلي ميل.
تأثير التغير المناخي على العدوى الفطريةتُشكل حرارة الجسم المرتفعة لدى الثدييات حاجزا طبيعيا ضد الفطريات، بيد أن التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة يسهم في تكيف بعض الفطريات مع بيئة أكثر دفئا، مما يزيد من قدرتها على النمو والتكاثر داخل جسم الإنسان.
وتُظهر الأبحاث الحديثة أن فطر "الرشاشيات الدخناء"، الموجود بالفعل في المملكة المتحدة، قد ينتشر إلى أجزاء واسعة من شمال أوروبا وآسيا والأميركيتين، بل وقد يصل إلى القطب الشمالي خلال 75 عاما، مما قد يعرّض نحو 9 ملايين شخص إضافي لخطر العدوى.
وتُشير الدراسات الحديثة إلى أن فطر "الرشاشيات الدخناء" قد يطور مقاومة للأدوية، نتيجة الإفراط في استخدام مضادات الفطريات -خاصة "الأزولات"- في الطب والزراعة. وبما أن الفطريات تتكاثر بسرعة، فإن تكرار تعرضها لهذه الأدوية يعزز ظهور سلالات أكثر سمّية تُعرف بـ"الفطريات الخارقة".
إعلان
كيف تبدأ العدوى الفطرية؟
توجد الفطريات في البيئة من حولنا، في الهواء، والتربة، والماء، وعلى الأسطح. في العادة، لا تسبب ضررا للأشخاص الأصحاء، لكن في بعض الظروف قد تُحدث عدوى. تُنتج بعض أنواع الفطريات جسيمات صغيرة تسمى "الأبواغ" تطلقها في الهواء لتتكاثر، تشبه إلى حد كبير بذور النباتات.
تطفو الأبواغ في الهواء لمسافات بعيدة، وتنمو لتصبح فطرا جديدا عندما تجد بيئة مناسبة. تستطيع بعض أنواع الأبواغ تحمل ظروف قاسية (كالحرارة الشديدة أو الجفاف) حتى تجد مكانا مناسبا للنمو. عندما تطلق الفطريات هذه الأبواغ في الجو، يمكن أن يستنشقها الإنسان دون أن يشعر، خاصة في الأماكن المغلقة أو الرطبة.
وحين تصل هذه الأبواغ إلى الرئتين، قد تبدأ بالنمو داخل الجسم، مما يؤدي إلى التهابات تنفسية خطيرة، خاصة إذا كانت المناعة ضعيفة.
وداء الرشاشيات عدوى تنتج عن استنشاق أبواغ فطر الرشاشيات. لا يُصاب معظم الناس بالرشاشيات، غير أنها قد تُسبب أعراضًا خفيفة إلى شديدة لدى فئات سكانية معينة، مثل الأشخاص الذين يعانون ضعفا في جهاز المناعة أو أمراض الرئة.
يُسبب داء الرشاشيات أنواعًا مختلفة من العدوى، بما في ذلك أمراض الرئة المزمنة والالتهابات واسعة الانتشار. تتراوح الأعراض بين الخفيفة والشديدة. يعتمد العلاج على نوع العدوى، وعادةً ما يشمل دواءً مضادًا للفطريات، وفقا للمراكز الأميركية للتحكم بالأمراض والوقاية.
خطر صحي يتصاعد مع تغير المناخفي ظل التغير المناخي، لم تعد الفطريات تهديدا بيئيا هامشيا، بل أضحت خطرا صحيا متصاعدا. فقد أسهم ارتفاع درجات الحرارة في توسيع انتشار الفطريات جغرافيا، وزاد من عدد الأشخاص المعرضين للإصابة، وساهم في ظهور سلالات أكثر فتكا ومقاومة للعلاجات، نتيجة التكيف مع البيئة الجديدة.
تُنذر هذه التحولات بواقع صحي مقلق، يتطلب استجابة علمية وصحية عاجلة: من خلال تعزيز أنظمة المراقبة، وتحسين أدوات التشخيص، وزيادة الاستثمار في البحث حول العلاقة بين المناخ وصحة الإنسان.
إعلان