الثورة نت:
2025-10-20@19:14:34 GMT

‏قِمَّةُ العارِ العربي!

تاريخ النشر: 22nd, October 2023 GMT

كان المتوقع أن تخرج قمة القاهرة للسلام على الأقل بقرار يقضي بفتح معبر رفح وإدخال المساعدات إليه دون توقف، لكن التوقع كان مبالغاً فيه بشكل خيالي، والقمة انتهت دون أن تخرج حتى ببيان ختامي يعبر فيه عن الحد الأدنى مما يجب قوله وليس فعله، أي بإدانة الإجرام الصهيوني بحق المدنيين في غزة..لكن ذلك لم يحدث، بل حاول الأوروبيين المشاركون في القمة إنهاءها ببيان يدين المقاومة.


ولهذا استحقت قمة القاهرة للسلام أن تسمى قمة العار العربي، فلم يكن العرب بحاجة لقمة يتداعون لها فقط ليعجزوا عن إصدار بيان إدانة، وقد أحسنت الجزائر التي رفضت المشاركة من البداية فيكفي أن يظل العار وراء الحجب وليس في قمة عربية.. إنها قمة العار بالفعل، لخَّصت الواقع الذي يمر به النظام العربي الرسمي وجسَّدت هوانه وضعفه، وجعلت الغرب يزيد في تنمره واستئساده بمحاولة فرضه لبيان كاد أن يُصدر باسم القمة يتضمن إدانة للمقاومة الفلسطينية وهي بالتأكيد ستكون إدانة للشعب الفلسطيني ولكل مقاومته المشروعة في مواجهة المحتل الصهيوني الغاصب.
والحقيقة أن هذه الجرأة ما كانت لتحدث لولا ضعف مواقف زعماء هذه الأنظمة تجاه الجرائم الصهيونية من اليوم الأول.
لا لبس في عدالة قضية الشعب الفلسطيني وفي أن مظلوميته أكبر مظلومية إنسانية وفي عدالة حقه وحقوقه وفي أنه يدافع عن نفسه، ولا لبس في إجرام الكيان الصهيوني وتوحشه وطغيانه وتعديه وأنه يرتكب جرائم إبادة وحشية ويقتل الأطفال والنساء ويتمادى في إرهاب وإبادة شعبنا الفلسطيني في غزة، ومع ذلك تفرّق رؤساء العرب عن هذا الحق وعجزوا في التعبير عن أقل موقف، في المقابل احتشد رؤساء أمريكا وحكومات الغرب الكافر لدعم الإجرام الصهيوني ودعمه وتسليحه وتذخيره وتحركوا حتى في مواجهة كل من يفكر في التضامن مع غزة وأهلها الأخيار.
إلى مستوى فصل وتوقيف كل من يُبدي تعاطفاً مع غزة من عمله، إذ قامت (بي بي سي) بتوقيف مذيعين وصحفيين وفصلهم بسبب تضامنهم/ كما أوقفت صحيفة نيويورك تايمز أفضل رسَّاميها عن العمل لأنه تضامن مع غزة..وهلم جرا!
وبينما يهرع مسؤولو الغرب وامريكا إلى تل أبيب واحداً تلو الآخر لدعم الكيان الصهيوني، يقوم بعض زعماء الأنظمة العربية بتحريك أبواقهم وذبابهم للتحريض على المقاومة وتشويهها وشن حملات إعلامية عليها..وهذه خطيئة لا تفسير لها إلا أن هؤلاء الحكام المنافقين باتوا أقرب إلى الصهاينة منهم إلى المقاومة بل إلى الأمة الإسلامية وشعوبها.
سيكتب التاريخ أن حرباً فاصلة نشبت بين أعداء الأمة والبشرية اليهود والغرب وأمريكا وبين أبطال غزة المدافعين عن كرامة الأمة كلها، وسيكتب بأن قادة النظام العربي الرسمي إزاء هذه الحرب وقفوا بين خائن متصهين، وبين مخذول جبان خانع، وبين متفرج محايد والتاريخ لن يرحم أحداً..ولن ينسى التاريخ أن هؤلاء أنفسهم حشدوا جيوشهم وقواهم قبل تسعة أعوام للحرب على الشعب اليمني وشنوا القصف والحرب والحصار على شعب عربي مسلم بادعاء حماية الأمن القومي العربي.. فيما هم لم يفعلوا شيئاً لحماية الأمن القومي العربي حين لم يحركوا ساكناً أمام العدو الصهيوني..
يأتي هذا الهزال والضعف بينما تشتغل الماكينة الإعلامية لمملكة العدوان السعودية بقوة في التحريض على حركة المقاومة حماس وتشويه قادتها، وتشتغل الماكينة الإعلامية لدويلة الإمارات في تسويق السردية الصهيونية والتناغم مع إعلام بني صهيون بشكل واضح وبتجاهل شبه كامل للجرائم الوحشية التي يرتكبها العدو الصهيوني، أو بالتعاطي معها أحياناً في سياق توصيفها كمستجدات يومية للحرب وربطها بما يقوله الصهاينة من أنها عمليات مستمرة على غزة.
والخلاصة..
كما كشفت هذه الحرب عوار الغرب وانحرافه وفضحت زيف القيم الإنسانية التي يتشدق بها وكشفت بالشواهد الواضحة عن إجرام أمريكا برعاية الكيان الصهيوني وتسليحه ودعمه لارتكاب جرائم الحرب والإبادة ودورها في تسليح وتذخير هذه الحرب الوحشية، ستكشف أيضاً عجز ووهن وَضِعَة حكام العرب الذين باتوا أسارى لأمريكا والصهاينة إما أولياء لهم أو خانعون، وتبرز في المقابل مواقف أحرار الأمة ومجاهديها وقادتها الحقيقيين..
بئس ما يفعله الزعماء هؤلاء جميعاً..هذا الهوان والذلة ليس له سابقة..هذه الخيانة والتآمر من بعض الزعماء العرب مع الصهاينة لا سابق له..ومعه يصبح القول بأن المسار الوحيد لنصرة غزة وردع العدو الصهيوني هو تحرك الشعوب العربية والإسلامية وأحرارها ومجاهديها ومحور مقاومتها.
هذه الدماء الطاهرة التي تسيل في غزة ليس لها ثمن إلا إزالة الكيان الصهيوني وتحرير فلسطين كل فلسطين.. والله المستعان.

المصدر: الثورة نت

كلمات دلالية: الکیان الصهیونی

إقرأ أيضاً:

إعلام الأسرى الفلسطينيين: العدو الصهيوني فشل في كسر إرادة الأسرى رغم مقطع الفيديو

الثورة نت /..

أكد مكتب إعلام الأسرى الفلسطينيين، اليوم السبت، أن العدو الصهيوني فشل في كسر إرادة الأسرى رغم تعمّده نشر مقطع إذلال للأسرى في محاولة لتشويه صورة النصر الفلسطيني.

وقال المكتب، في بيان، إن مقطع الفيديو الذي نشره العدو لأسرى محررين قبيل الإفراج عن محرري الدفعة الثالثة من صفقة طوفان الأحرار، وأظهر فيه الأسرى محنيّي الظهر ومكبّلين، يمثل جريمة انتقام ممنهجة وانتهاكًا صارخًا للقانون الدولي الإنساني.

وأضاف أن “العدو الإسرائيلي فشل في كسر إرادة الأسرى، إذ قابل كل انحناءة جسدٍ شموخُ كرامةٍ لا يُكسر”.

وذكر أن الأسرى خرجوا من السجون مرفوعي الرأس، رافضين الاعتذار أو الندم، ومؤكدين أن المقاومة شرفٌ لا يُعتذر عنه، لافتاً إلى أن مقطع الفيديو الذي أراد العدو من خلاله إذلال الأسرى، تحوّل إلى وثيقة فخرٍ لصمودهم وكشفٍ لضعف سجّانيهم.

ودعا “إعلام الأسرى” المؤسسات الحقوقية إلى التحرك الفوري لمحاسبة العدو الإسرائيلي على سياسات الإذلال والتعذيب المتصاعدة منذ السابع من أكتوبر2023.

مقالات مشابهة

  • شهيدان برصاص العدو الصهيوني في حي التفاح شرق مدينة غزة
  • الكشف عن تفاصيل صادمة لدول الغرب… كوريا الجنوبية تسعى لتصبح رابع أكبر قوة دفاعية في العالم
  • بقيادة مؤمن سليمان.. الشرطة العراقي يستضيف الاتحاد السعودي في دوري أبطال آسيا
  • من الإخوان إلى داعش.. الإسلام السياسي في خدمة الغرب
  • العدو الصهيوني يعتقل 20 مواطنًا من الضّفة
  • استطلاع: 53% من الفرنسيين يشعرون بـ«العار» من الأوضاع السياسية
  • إعلام الأسرى الفلسطينيين: العدو الصهيوني فشل في كسر إرادة الأسرى رغم مقطع الفيديو
  • غدًا.. انطلاق قمة الاستثمار العربي الإفريقي بالقاهرة بمشاركة دولية واسعة
  • “الأورومتوسطي” يطالب بفتح تحقيق حول الأصول الأوروبية التي دمرها الكيان الصهيوني في غزة
  • ترامب: الولايات المتحدة بحاجة لكثير من الأسلحة التي ترسلها لأوكرانيا