لم يكنِ العرب (إذا اتحدوا) وفي مقدمتهم مصر وفلسطين أقوى تمسكًا بالحق والتزامًا بالقانون الدولي أكثر مما هم فيه الآن. تعالوا نرجع إلى أصل الحكاية وبداية النشأة القذرة ومَنْح مَن لا يملك أرضًا لمَن لا يستحقها. فبناء على وعد الإنجليز للعرب بتحقيق استقلالهم ونيل حريّتهم وافق العرب واشتركوا معهم في الحرب العالمية الأولى ضد العثمانيين، وبعد فوز الحلفاء نَقَضَ الإنجليز وعودَهم للعرب وكانتِ الخيانة الكبرى وبداية المأساة.
ففي مايو ١٩١٦ عَقَد الدبلوماسيان البريطاني «مارك سايكس» والفرنسي «فرانسوا جورج بيكو» بمصادقة روسيا وإيطاليا اتفاقًا سريًّا عُرِف بمعاهدة (سايكس-بيكو)، بموجبها تم تقسيم الوطن العربي بين فرنسا وبريطانيا وتحديد مناطق نفوذ كل منهما فيما تم انتزاعه من الدولة العثمانية التي كانت تسيطر على تلك المنطقة. ثم أعلنت بريطانيا في ٢ نوفمبر ١٩١٧ «وعد بلفور» بموجب رسالة وزير خارجيتها «آرثر جيمس بلفور» إلى اللورد «دي روتشيلد» أكثر الأثرياء اليهود بالسماح ليهود العالم أن يكون لهم وطنٌ قوميٌّ في فلسطين. وفي ٥ مايو ١٩٢١ أتمّ الحلفاء تقسيم غنائم الدولة العثمانية بموجب معاهدة (سان ريمو) بين فرنسا وإنجلترا. وتُرِكَتِ الصهيونية تُمَهِّد لمشروع دولتها تحت حماية بريطانيا التي سمحت بقيام العصابات الصهيونيِّة المسلحة في فلسطين لتصفية العرب العُزَّل من السلاح. وفي ٢٢ مارس ١٩٤٥ عُقِد ميثاق الجامعة العربية الذي نَصَّ في ملحق خاص بفلسطين على أنه منذ نهاية الحرب العالمية الأولى سقطت عن البلاد العربية المنسلخة من الدولة العثمانية (ومنها فلسطين) ولاية تلك الدولة. وترى
الدول المُوقِّعَة على هذا الميثاق أنه نظرًا لظروف فلسطين الخاصة وإلى أن تتمتع بممارسة استقلالها فعلًا، يتولى مجلس الجامعة أمر اختيار مندوب عربي فلسطيني للاشتراك في أعمال المجلس. ونظرًا لنفوذ الدول الاستعمارية في الشرق الأوسط، لم تكن حالة الدول العربية تسمح لها بالتدخل في أمر فلسطين التي تُغْتال قوميتها من الاستعمار والعصابات الصهيونية التي ارتكبت قبل قيام دولة إسرائيل خلال الفترة من ١٩٣٧ إلى ١٩٤٨ مذابحَ جاوزت سبعين مذبحة استُشهِد خلالها أكثر من ٥٠٠٠ شهيد وآلاف الجرحى، أذكر بعضها: مذبحة بلدة الشيخ في ديسمبر ١٩٤٧، مذبحة يافا في يناير ١٩٤٨، ومذبحة دير ياسين في أبريل ١٩٤٨. وفي مايو ١٩٤٨ قرر زعماء اليهود في تل أبيب تشكيل برلمان يمثل الشعب اليهودي وإعلان قيام دولة إسرائيل وفتح باب الهجرة إليها أمام كل يهود العالم، وفي اليوم التالي اعترفت أمريكا بها، وتوالت اعترافات معظم الدول. في مايو ١٩٤٨ ارتكبت إسرائيل مذبحة القنطورة، ثم مذبحة اللِّد والرملة يوليو ١٩٤٨. أصبحت إسرائيل عضوًا بالأمم المتحدة ١٩٤٩. (نكمل لاحقًا بيان جرائمها ومَن يدعم مخططها التوسعي الاستعماري)
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
مذبحة غزة تتواصل: 70,366 شهيدًا 171,064 منذ بدء العدوان
وأوضحت وزارة الصحة الفلسطينية بقطاع غزة، في التقرير الإحصائي اليومي لعدد الشهداء والجرحى جراء العدوان الإسرائيلي على القطاع، أن المستشفيات استقبلت خلال الـ24 ساعة الماضية شهيد و 6 إصابات.
ولفتت إلى أنه منذ وقف إطلاق النار في 11 أكتوبر الماضي بلغ إجمالي عدد الشهداء بنيران جيش العدو 377، وإجمالي الإصابات 987، وإجمالي الشهداء الذين تم انتشالهم 626.
وأكدت أن عدداً كبيراً من الضحايا لا يزالون تحت الركام وفي الطرقات، حيث تعجز طواقم الإسعاف والدفاع المدني عن الوصول إليهم حتى اللحظة.