سيناء، وما أدراك ما سيناء.. هنا نتوقف طويلًا ونفتح صفحات كتاب التاريخ الممتد لتحكي لنا عن أرض الفيروز، وما تعنيه لكل مصرى على قيد الحياة.. ليست مجرد أرض ولكنها لوحة فنية رسمها الأجداد والآباء بدمائهم الزكية، فخرجت إلى النور كأبدع ما يكون.. اسمها سيناء المصرية المرويَّة بعطر الدم المصري الطاهر والمذكورة في كتاب الله يا سادة.
أيام عصيبة تمر على الأشقاء في غزة بل وعلى كل جموع الشعوب العربية، وعلى كل مَن لديه ذرة من الإنسانية في قلبه وسط تعنت إسرائيلي فج بمنع وصول المساعدات إلى شعب فلسطين الأعزل المحاصَر تحت القصف والجوع والعطش ونقص الغذاء والأدوية من أجل إجبارهم على ترك
أرضهم قسرًا ودون إرادة منهم. وسط كل هذا يأتى الموقف المصري الواضح منذ بداية الأحداث وهو دعم الأشقاء في دفاعهم المشروع عن أرضهم وكشف زيف المخططات الرامية إلى تهجيرهم منها، لا لتهجير أهل غزة إلى الجنوب في فلسطين الأبية، هكذا أعلنها الرئيس المصرى، وهكذا خرجت جموع المصريين في مظاهرات حاشدة في كل محافظات مصر منددة بالعدوان ودعوات التهجير وترك
الأرض العربية لمَن لا يستحقها، لا نغلق بابنا في وجه أحد، ولكن حين يحمل الأمر في ظاهره الرحمة وفي باطنه العذاب فلا حديث عن المواربة، لن نقتل القضية إلى الأبد.لن يترك أهل غزة أرضهم إلى أى مكان آخر سوى أرض فلسطين الحرة.
العالم يترقب في قلقٍ خشية اتساع دائرة الصراع، وهنا يأتى دور العقلاء وحكماء الأرض أن يوقفوا ما يحدث في غزة فورًا، وأن يشرع العالم شرقًا وغربًا في البحث عن صيغة نهائية لهذه القضية التى طال أمدها حتى صارت أقدم احتلال واستعمار على وجه الأرض. لا بديل عن حل إقامة الدولتين دون قيد أو شرط، فلا الشعوب سترضى ولا الحكومات سترضخ، العدل والسلام وتعويض الناس عن الدمار الذي لحق بهم هو الحل الأمثل حتى لا تدخل المنطقة بأسرها بل وربما يدخل العالم كله في حرب ضروس يخسر فيها الجميع. أوقفوا الحرب الدائرة وأنصفوا المستضعفين قبل أن ينفجر الموقف، أوقفوا الحرب قبل أن ينفد رصيد ضبط النفس لدى الملايين الغاضبة، لتكن أحداث غزة الأخيرة هي نقطة فاصلة في تاريخ هذا الصراع الأزلي، فالبديل هو عدم استقرار كل دول المنطقة وشعوبها، وهو ما لا يصبُّ في صالح أى طرفٍ مهما كانت قدراته ومهما طال الزمن. المجد لفلسطين، وتحيا مصر، وسلامًا لأرض الفيروز.
المصدر: الأسبوع
إقرأ أيضاً:
شهيد الشهامة.. طالب جامعة سلمان أنقذ زميله وغرق على شاطئ النجوم بطور سيناء
أنقذ زميله بالجامعة عندما شاهده يغرق وضحي بحياته لإنقاذه
انه الطالب عبد الله الباز بالفرقة الثانية بكلية الطب جامعة سلمان الدولية الذي انقذ زميله محمد حمادة الطالب بالجامعة وغرق بعد انزلاقه في منطقة دوامة وتيارات مياه.
وكان لقي طالب مصرعه غرقًا بمدينة الطور بجنوب سيناء، خلال نزوله للسباحة وشاهد زميله يغرق علي شاطئ النجوم .
وتلقت مديرية أمن جنوب سيناء، بلاغًا يفيد بغرق الطالب عبدالله الباز، طالب بالفرقة الثانية كلية الطب البشري بجامعة الملك سلمان، خلال نزوله للسباحة بعد أن انزلق في منطقة عميقة بشاطئ النجوم بعد إنقاذ زميله.
وعلى الفور جرى الدفع بفريق إنقاذ لانتشال الجثة، ونقلها إلى مستشفى الفيروز العام.
وجرى تحرير محضر بالواقعة، وأخطرت النيابة العامة لتولي التحقيق.

وقال علي حمادة، رئيس مدينة طور سيناء، إنه جرى تسليم الجثة لذويه، ونقلها إلى مسقط رأسه بكفر الشيخ، مؤكدًا أنه اخترق المناطق المسموح النزول فيها، وتعمق داخل المنطقة الخطر والغير مسموح النزول فيها، وذلك على الرغم من وجود علامات تحذيرية بها.
ونعت جامعة الملك سلمان، ببالغ الحزن والأسى الطالب، وتقدمت بخالص التعازي والمواساة إلى أسرته سائلين الله عز وجل أن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جناته.

طباعة شارك جنوب
سيناء غرق طالب شهيد الشهامة انقذ جامعة سلمان