صراحة نيوز- حسن محمد الزبن

في الوقتِ الذي يقرُ فيهِ ” جو بايدنْ ” الرئيسِ الأمريكيِ أنْ تخوضَ البارجاتُ العسكريةُ وحاملاتُ الطائراتِ والغواصاتِ عبابَ البحارِ باتجاهِ الشرقِ الأوسطِ لنصرةِ دولةِ ” إسرائيلَ ” الكيانُ صهيونيٌ المدللِ ، الذي تراهُ الشعوبُ العربيةُ الحرةُ أنهُ كيان مسخٌ منبوذٌ لا يمكنُ التوافقُ معهُ بأيَ شكلِ منْ الأشكالِ بسببِ مسلسلاتِ الاضطهادِ ضدَ العربِ في فلسطينَ ، والتدخلاتُ غيرُ المبررةِ في الشؤونِ العربيةِ ، ولا تحملُ في ثناياها إلا الخبثُ والمكرُ ، وأطماعَ الدولةِ اليهوديةِ منذُ زرعها في الجسمِ العربيِ ، ولا يفاجئنا زعيمُ أمريكا العظمى حين يكتبُ على منصةٍ ( إكسْ ) ، في منشورِ لهُ يومُ الأحدِ الموافقِ 15 / 10 / 2023 م ، أنهُ تحدثَ إلى رئيسِ السلطةِ الفلسطينيةِ محمودْ عباسْ بخصوصِ المساعداتِ الإنسانيةِ لقطاعِ غزةَ ، وأنهُ يعملُ معَ الشركاءِ في المنطقةِ لضمانِ وصولِ الإمداداتِ الإنسانيةِ إلى المدنيينَ في غزةَ ؛ فالموقفُ والمنشورُ بحدِ ذاتهِ بشكلهِ وهدفهِ لا ينسجمُ معَ الوعيِ العربيِ الذي تعرتْ أمامهُ الإدارةُ الأمريكيةُ ، ولا يجدُ ما ذهبَ إليهِ الخبرُ إلا أنهُ متناقضٌ ولا يتوافقُ معَ فكرةِ أنْ يتلقى الضحيةَ الدواءَ والغذاءَ والوقودَ ، أوْ أيِ مساعداتٍ إنسانيةٍ ممنْ يساندُ قاتلهُ ومنْ يسعى لإبادتهِ على الأرضِ .


وفي الوقتِ الذي تنصبُ وتعينُ إيران أهدافها نحوَ تلِ أبيبَ لنصرةِ المقاومةِ ، وهذا طبعا غيرَ حقيقيٍ ، لدولةٍ تقيمُ علاقاتٍ دبلوماسيةً في الخفاءِ معَ تلِ أبيبَ منذُ عقودٍ ، ويكشفَ ذلكَ تراجعها بتصريحٍ موثقٍ عنْ وكالةِ رويتر لبعثةِ إيران في الأممِ المتحدةِ ، بأنَ القواتِ المسلحةَ الإيرانيةَ لنْ تشتبكَ معَ إسرائيلَ شريطةَ ألا تغامرَ بمهاجمةِ إيران ومصالحها ومواطنيها ، وأستهجنُ منْ بعضِ الأصواتِ والمسؤولينَ في العالمِ العربيِ التي تناشدُ وتدعو لتدخلِ إيران في نصرةِ المقاومةِ .
وفي الوقتِ الذي كان لا يزالُ أكثرَ منْ 1000 شخصٍ مفقودٍ تحتَ الأنقاضِ وردمِ المباني التي دمرها العدوانُ الإسرائيليُ في القطاعِ ، لا يزالُ القصفُ مستمرا ، ولا يزالُ الترانسفيرْ قائما حتى آخرٍ مواطنِ غزيْ ، بدليلِ أنَ ما يقاربُ 650 ألفا تمَ تهجيرهمْ إلى جانبٍ آخرَ منْ القطاعِ ، بسببَ فوبيا شنِ الهجومِ البريِ والعدوانِ الشاملِ على أرضِ القطاعِ المؤجلِ بسببِ عدمِ الثقةِ بقدراتِ الجنديِ الإسرائيليِ ، وتخوفَ إسرائيلَ وجنرالاتها منْ مصيدةِ أرضٍ لا يعرفونَ ما تخبئهُ لهمْ ، لقلةِ المعلوماتِ الاستخباريةِ عنْ المنطقةِ ، وانحدارَ المعنوياتِ لدى أفرادِ الجيشِ ، فأحيانا يقولونَ إنهُ تكتيكٌ عسكريٌ ، وهذا مضحكٌ طبعا ، وأحيانا وحسبَ صحيفةِ نيويورك تايمزْ الأمريكيةِ عنْ ضباطِ الاحتلالِ تأجيلَ الاجتياحِ البريِ لقطاعِ غزةَ ” لأسبابٍ تخصُ الطقسَ ” وهذهِ كذبةٌ أخرى ، فقدْ انجلتْ الغيومُ وكانَ ممكنا للطيرانِ أنْ يدعمَ القواتِ البريةَ بالمعلوماتِ منْ الجوِ عنْ أرضِ المعركةِ ، وأنْ يوفرَ الغطاءُ الجويُ للقواتِ الأرضيةِ للمباشرةِ بالهجومِ البريِ المقررِ والمؤجلِ مؤقتا للسيطرةِ على القطاعِ الذي أولِ أهدافهِ اغتيالَ قادةِ حماسَ وتصفيةِ المقاومةِ وإشهارِ الحدثِ على المحافلِ الدوليةِ بالصورةِ والصوتِ للمجزرةِ والإبادةِ الجماعيةِ المخططِ لها بكلِ قبحٍ.
لكنَ كلها حججٌ واهيةٌ ؛ فالجيشُ الذي لا يقهرُ كانَ ينتظرُ الإمدادُ البشريُ منْ الجنودِ الأمريكانِ بديلاً عنْ الجنديِ الإسرائيليِ المنهارِ نفسيا ويعاني منْ اضطراباتٍ لا تؤهلهُ مواجهةُ المقاومةِ ، وينتظرَ وصولُ باقي الإمداداتِ والآلياتِ العسكريةِ الأمريكيةِ والعتادِ والقنابلِ والصواريخِ اللازمةِ لاجتياحِ قطاعِ غزةَ . وفي الوقتِ الذي وقعَ فيهِ نتنياهو على الحربِ لا يزالُ يتعرضُ للشتائمِ آخرها وليسَ آخرها منْ ضابطِ احتياطٍ خلالَ زيارتهِ لقاعدةَ عسكريةً تابعةً لجيشِ الاحتلالِ ما دفعهُ للتخلي عنْ خطابهِ المقررِ أمامَ الجنودِ ، لتقديمِ تقييمٍ للوضعِ الأمنيِ في ظلِ التصعيدِ معَ حماسَ في قطاعِ غزةَ ، وأضيفَ في الوقتِ الذي تمَ فيهِ استدعاءُ 360 ألفِ جنديِ احتياطٍ للجيشِ الإسرائيليِ ، إلا أنَ يائيرْ البالغَ منْ العمرِ 32 عاما ، ابنُ رئيسِ وزراءَ إسرائيلَ بنيامينْ نتنياهو ، قررَ أنَ لا يلبي نداءَ دولتهِ التي يتزعمها والدهُ ، ليبقى بعيدا في محلِ إقامتهِ في فلوريدا مما أثارَ حفيظةَ عناصرِ الجيشِ الإسرائيليِ وعبروا عنْ سخطهمْ وتذمرهمْ حيالَ هذا الأمرِ .
وفي الوقتِ الذي يعذبُ فيهِ الأسرى في سجونِ الاحتلالِ تتعاملُ المقاومةُ معَ أسرى الحربِ منْ الجانبِ الإسرائيليِ حصيلةَ طوفانِ الأقصى بأفضلِ رعايةٍ وأحسنَ معاملةً معَ توفيرِ العلاجِ والطعامِ والشرابِ والدواءِ ؛ فلا تعذيب ولا امتهان لكرامةِ لأيِ منهمْ بدليلِ روايةِ الأسيرةِ ” يوشيفيدْ ليفشيتزْ ” البالغةَ منْ العمرِ 85 عاما التي تمَ إطلاقُ سراحها وزميلتها مؤخرا أمامَ الكاميراتِ وعبرتْ بتصريحاتها عنْ لطفِ رجالِ المقاومةِ في حماسَ واهتمامهمْ باحتياجاتِ الرهائنِ حسبَ وصفها .
وفي الوقتِ الذي تنادي فيهِ أصواتُ الإنسانيةِ لتوفيرِ الحمايةِ الكاملةِ للسكانِ في قطاعِ غزةَ وعدمِ قتلِ المدنيينَ والحفاظُ على أرواحهمْ وفتحِ ممراتٍ إنسانيةٍ لإيصالِ المساعداتِ الطبيةِ والإغاثيةِ للقطاعِ والوقفِ الفوريِ لجميعِ أشكالِ التصعيدِ ، يصرَ الجانبُ الإسرائيليُ على عدوانهِ الغاشمِ ويضربُ مستشفى الأهليِ العربيِ ” المعمدانيِ ” في قطاعِ غزةَ ويسفرُ عنْ عدوانهِ استشهادَ أكثرَ منْ 500 منْ المدنيينَ أغلبهمْ منْ الأطفالِ وقدْ أثبتتْ التقاريرُ الصحفيةُ أنهُ تمَ استخدامُ قنبلةٍ mk – 84 بوزنِ 2000 رطلٍ ( 910 كغمَ ) مجهزةً بـ JDAM ، ذخائر الهجومِ المباشرِ المشتركِ، ومعَ ميزة هذهِ التجهيزاتِ تتحولُ القنبلةُ إلى ذخيرةِ دقيقةٍ موجهةٍ ، ويمكنَ أنْ تكونَ قنبلةٌ خارقةٌ للتحصيناتِ منْ طرازٍ ( BLU – 109 )، وهيَ صناعةٌ أمريكيةٌ وجزء من المخزونِ الإسرائيليِ في مستودعاتهِ العسكريةِ .
وفي نفسِ الوقتِ الذي يفقدُ القطاعُ منْ هذهِ المجزرةِ البشعةِ هذا العددَ المفجعِ والمبكي نجدُ الأمريكيُ المشاركُ في العملياتِ ضدَ غزةَ يشاركُ أيامَ الحدادِ الثلاثةِ التي أعلنها الأردنُ بتنكيسِ العلمِ لينكسَ إعلامَ السفارةِ الأمريكيةِ في العاصمةِ عمانَ 3 أيام ويقولُ ” بايدنْ ” بكلِ استخفافٍ بمشاعرِ العربِ نشعرُ ببالغِ الأسى والحزنِ على المرضى والكادرِ الطبيِ وغيرهمْ منْ المدنيينَ الأبرياءِ الذينَ قتلوا أوْ جرحوا في هذهِ المأساةِ .
وآخرُ خيباتِ الجيشِ الإسرائيليِ وحكومةُ الاحتلالِ توزيع منشورٍ على أهلِ غزةَ يقولُ فيهِ بلغةٍ مكسرةٍ وضعيفةٍ : ” إنَ كنتمْ تريدونَ مستقبلاً أفضلَ لكمْ ولأولادكمْ افعلوا الخيرَ وأرسلوا لنا معلوماتٌ ثابتةٌ ومفيدةٌ تخصُ المخطوفينَ في منطقتكمْ وسوفَ يوعدكمْ جيشُ الدفاعِ الإسرائيليِ بأنهُ يعملُ الجهدُ الكاملُ كيْ يحافظَ على أمنكمْ وسلامةِ بيوتكمْ وكذلكَ مكافأةٌ ماليةٌ . وبالخطِ الأحمرِ منْ المنشورِ عبارةً ( نضمنُ لكمْ السريةُ التامةُ ) ، والتوقيعُ : وسائل الإعلامِ ومدونٍ أرقامها لتلفونِ والغرامِ وواتٍ للتواصلِ .
إنَ هذا الاحتلالِ يتخبطُ ويعتقدُ واهمٌ أنهُ يمكنُ أنْ يخترقَ المقاومةَ والشعبَ الغزيْ بعدَ كلِ هذا التنكيلِ والبشاعةِ في المجازرِ التي ارتكبها بحقهمْ . حتى أنَ أكبرَ شركتينِ عالميتينِ وعملاقتين في المجالِ التكنولوجيا وهما ” غوغلْ ” و ” آبلْ ” قامتْ بتعطيلِ بعضِ الميزاتِ في تطبيقاتِ رسمِ الخرائطِ الخاصةِ بهما في الأراضي الفلسطينيةِ المحتلةِ وقطاعِ غزةَ قبلَ موعدِ غزوِ الجيشِ البريِ المتوقعِ في القطاعِ المحاصرِ بناءً على طلبِ جيشِ الاحتلالِ الإسرائيليِ تداركا لعدمِ كشفِ تحركاتِ قواتِ الاحتلالِ الإسرائيليةِ منْ معطياتِ المعلوماتِ لحركةِ المرورِ الحيةِ بإزالةِ بياناتِ الازدحامِ ” في الوقتِ الفعليِ ” في ” إسرائيلَ ” و ” غزةَ ” .
أخيرا العالمُ كلهُ عربهُ وعجمهُ ، وبلادَ الغربِ معا ستتفرجُ على جبهةٍ واحدةٍ ضدَ قطاعِ غزةَ – الهدفُ والأرضُ المحرقةُ – وفي الجانبِ الآخرِ الجيشَ الإسرائيليَ والآلةَ العسكريةَ العظمى بوجودِ الدعمِ الأمريكيِ والبريطانيِ والفرنسيِ والألمانيِ ومنْ باركَ الخطةَ العسكريةَ لاجتياحِ قطاعِ غزةَ علنا أوْ سرا وبالتأكيدِ لا مشاركةً لإيران ، ولنْ تتدخلَ أذرعها في الحربِ أبدا .
ستخوضُ المقاومةُ الحربُ لوحدها وعليها أنْ تعلمَ ذلكَ منْ الآنِ ، فإما أنْ تنتصرَ وتعيشُ وتحتفلُ بالنصرِ وإلحاق الهزيمة في إسرائيل وإسقاطها هيَ وأهدافها وأطماعها ومعها تهوي وتسقطُ الأحلامُ التوراتيةُ المزيفةُ ، ويخيبَ مخططُ كلِ البيادقِ وكلِ الغيلانِ التي راهنتْ على سحقِ المقاومةِ وتدميرِ غزةَ عنْ الوجودِ .
فالحربُ على غزةَ مفتوحةً برا وبحرا وجوا منْ دولِ عظمى تساندُ الكيانَ الصهيونيَ ، لقدْ توحدُ الغيلانُ لمؤامرةِ إبادةِ الشعبِ الأعزلِ في القطاعِ بعيدا عنْ كلِ القيمِ الأخلاقيةِ والمبادئِ الإنسانيةِ للحياةِ ، طبعا وتجاهلٍ سافرٍ للشعبِ العربيِ والإسلاميِ بأكملهِ انتصارا للمسخِ الإسرائيليِ الذي لهُ كلِ الدعمِ الدوليِ بأنْ يحرقَ ويقتلُ ويأخذُ ويمنعُ ويدمرُ بكلِ ما يملكُ منْ آلةِ الحربِ القذرةِ ، دونُ رقيبٌ أوْ حسيبٍ ، أوْ حتى إدانةٍ أوْ محاكمةٍ دوليةٍ لأفعالهِ الخسيسةِ الغاشمةِ والعدوانيةِ على امتدادِ سبعةِ عقودٍ مضتْ .
والأحداثُ تتولى فقدْ سقطتْ أقنعةَ الدولِ الكبرى الراعيةِ للسلامِ العالميِ بالقولِ فقطْ ، وستسقطُ أقنعةُ عددِ دولٍ أخرى منْ العالمِ هيَ في موقفها منْ موقفِ الدولِ العظمى التي تنادي بحقوقِ الإنسانِ ، ولكنْ الآنِ أصبحَ منْ الصعبِ إقناعُ الشعوبِ التي ترى المذابحُ في قلبِ القطاعِ أنْ تؤمنَ أوْ تصدقُ بكلِ منْ ينادي بحقوقِ الإنسانِ واحترامٍ للمواثيقِ الدوليةِ التي تطبقُ بازدواجيةٍ في المعاييرِ ، وتتجاهلَ حقوقُ الإنسانِ الفلسطينيِ العربيِ في أرضهِ ، وسيطفوُ تعريف جديدٍ للإنسانِ أنهُ كلٌ منْ يدينُ باليهوديةِ ويعيشُ في قلبِ إسرائيلَ أوْ دولٍ أخرى منْ العالمِ ويمدُ يدهُ للصهيونيةِ العالميةِ ويعتبرها عونا لهُ وهوَ عونُ لها يدعمها وهيَ كفيلةٌ برعايتهِ أينما كانَ ، على الأقلِ هذا المعيارِ الذي تشهدهُ الشعوبُ اليومِ ، حتى وإنْ لمْ يوثقْ في اللوائحِ الدوليةِ ؛ فيكفي أنْ يطبقَ كما رأينا منْ انتصارِ لهُ أعقابُ 7 أكتوبرَ لطوفانِ الأقصى .
آملُ أنْ يفهمَ كلٌ عربيٌ أنَ هذهِ هيَ الحقيقةُ التي يجبُ الاعترافُ بها بعدما شهدناهُ منْ تجييشِ دولِ عظمى وكبرى تدعي صداقتها للعربِ وأنهمْ حلفاؤها ، إلا أنَ الواقعَ يقولُ إنها خذلتهمْ بأول الطريقِ بعدَ طوفانِ الأقصى الذي أوجعَ اليهودُ والصهاينةُ في إسرائيلَ وخارجها ، وأصبحتْ الحقيقةُ واضحةً ، لا تحتاجُ لشرحٍ أوْ بيانٍ .
وكفى باللهِ وكيلاً ، ،

المصدر: صراحة نيوز

كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة وفی الوقت فی الوقت لا یزال

إقرأ أيضاً:

هدية ذهبية عالمية لـ سحر إمامي المذيعة الإيرانية التي واجهت القصف الإسرائيلي على الهواء مباشرة

لم تغادر سحر إمامي، المذيعة الشجاعة، المسرح حتى أثناء قصف إسرائيل لمقر هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية.

وهذا ما دفع لاعب الرماية الإيراني الشهير جواد فروغي، لإهداء الميدالية الذهبية التي حصل عليها في أوليمبياد طوكيو، لسحر إمامي، حيث قدّمت سحر إمامي أداءً شجاعًا مُتباهيةً ومُهددةً خلال العدوان على الإذاعة والتلفزيون الإيراني، وأصبحت رمزًا للمرأة الإيرانية الشجاعة.

شجاعة مذيعة تلفزيونية جديرة بالثناء خلال قصف هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيرانية من قبل إسرائيل.. فمن تكون سحر إمامي، مقدمة البرامج والمذيعة في قناة خبر التلفزيونية التي كانت حديث العالم اليوم؟

في لحظات الخطر، حين يغمر الغبار استوديوهات البث التلفزيوني المباشر وتهتز الأرض تحت وطأة القصف، تبرز أسماء قليلة كرموز للصمود والشجاعة، من بين هؤلاء، سحر إمامي، المذيعة الإيرانية التي واجهت قصفًا إسرائيليًا على مبنى التلفزيون الرسمي أثناء بث مباشر، لتصبح رمزًا للالتزام المهني والإصرار.

وُلدت سحر إمامي عام 1985 في قلب طهران، حيث بدأت حياتها بطموح أكاديمي بعيدًا عن عالم الأضواء.

درست الهندسة الزراعية، تخصص علوم الأغذية، في جامعة مرموقة، لكن شغفها بالتواصل والتأثير قادها إلى مسار مختلف تمامًا.

في عام 2008، وبدون خبرة مسبقة أو علاقات في الوسط الإعلامي، اجتازت اختبار أداء للانضمام إلى هيئة الإذاعة والتلفزيون الإيراني. تتذكر إمامي تلك اللحظة: «كنت متوترة للغاية، لكن نصيحة بسيطة من مخرج – (تخيلي أنك تتحدثين لنفسك) – غيرت كل شيء».

انطلقت مسيرتها في برنامج «نعود إلى الوطن» على قناة طهران نتورك، حيث قدمت فقرات معرفية بأسلوب هادئ وواثق. في يونيو من العام نفسه، انتقلت إلى شبكة الأخبار، لتبدأ رحلة طويلة مع البث الإخباري، حيث أثبتت قدرتها على التأقلم مع التحديات والضغوط.

شجاعة تحت النار

في 16 يونيو 2025، وأثناء تقديمها بثاً مباشراً على قناة خبر، تعرض مبنى التلفزيون الإيراني لقصف إسرائيلي مفاجئ. غمر الغبار الاستديو، واهتزت الكاميرات، لكن إمامي حافظت على رباطة جأشها.

وجهت كلمات قوية قبل أن تضطر للهروب للنجاة بحياتها: «صوت المعتدي على تراب الوطن هو صوت ضد الحق والحقيقة»، وفي لحظة مؤثرة، رددت «الله أكبر» ثلاث مرات، معبرة عن صمودها وإيمانها.

لم تكتفِ بالنجاة، بل عادت إلى البث من استوديو آخر، مكملة مهمتها بثبات نادر، هذا العمل البطولي أكسبها إشادات واسعة من زملائها الذين أطلقوا عليها لقب «المرأة الحديدية»، بينما احتفى بها الجمهور على وسائل التواصل الاجتماعي ولقبوها بـ «الزينبية» و«صوت الحقيقة»، مستلهمة من رمز الصمود الإسلامي السيدة زينب، و«صوت الحقيقة» لثباتها في نقل الحقائق تحت الضغط.

هذه الألقاب تعكس تأثيرها العميق على المشاهدين، حيث أصبحت رمزاً للشجاعة التي لم تكن مجرد لحظة عابرة، بل هى تجسيد لمسيرة مهنية حافلة بالالتزام والمهنية.

رحلة إمامي من الهندسة إلى الإعلام لم تكن تقليدية. تقول: «تخصصي في الهندسة لا علاقة له بعملي، لكنني اخترت ما أحب»، بدأت بتقديم فقرات معرفية في برنامج «نعود إلى الوطن»، وهو البرنامج الذي تصفه بأنه الأقرب إلى قلبها لأنه كان أول تجربة بث مباشر لها.

تواجهت مع تحديات حفظ النصوص والتحدث بطلاقة، لكنها طورت أسلوباً سلساً وهادئاً مع الوقت، لاحقاً، قدمت برنامج «صبح بخبر»، حيث أظهرت قدرة فائقة على التعامل مع متطلبات الإعلام الإخباري السريع. خضعت إمامي لاختبارات صارمة للانضمام إلى شبكة الأخبار، شملت تقييم الأداء الحي وردود الفعل تحت الضغط.

تقول: «كنت أحاول حفظ النصوص، لكنني تعلمت مع الوقت أن أتحدث بطبيعية الآن، حتى لو أخطأت، أواصل بهدوء»، هذا الأسلوب جعلها واحدة من أبرز المذيعات في إيران.

تتميز إمامي بأسلوبها الفريد في اختيار الملابس، حيث تفضل الألوان الزاهية مثل الأحمر والأخضر الفاتح، بعيداً عن الألوان الداكنة التقليدية في الإعلام الإخباري. ترى أن الألوان المبهجة تضفي إيجابية على المشاهدين، وتقول: «الألوان الزاهية تغير مزاج الجمهور للأفضل».

تلتزم إمامي بقواعد الحجاب الصارمة، مع الحفاظ على لمسة شخصية تميزها، أما المكياج، فهو يقتصر على الإخفاء الخفيف للعيوب، حيث تتجنب استخدام مستحضرات بارزة مثل الكحل أو أحمر الشفاه، وفقاً للمعايير الإعلامية الإيرانية.

سحر إمامي متزوجة من صحفي ولديها ابن، لكنها تحافظ على خصوصية حياتها الأسرية بعيداً عن الأضواء.

المذيعة الزميلة الشجاعة سحر إمامي تعود على الهواء بعد دقائق من العدوان الاسرائيلي على مبنى الإذاعة و التلفزيون الإيراني وبينما كانت على الهواء
كل التحية والتضامن pic.twitter.com/QFBGPpw9L7

— ramia al ibrahim – راميا الابراهيم (@ramiaalibrahim) June 16, 2025

رغم عروض عمل أكثر ربحية، اختارت الإعلام بدافع الشغف وليس المال، وفي مقابلة سابقة، أعربت عن طموحها للعمل في المجال السياسي والإخباري، مع إبقاء الباب مفتوحاً لاحتمالية التمثيل مستقبلاً، تقول: «أحب الإعلام، لكنه ليس كل شيء، أطمح لتقديم المزيد في المجال السياسي».

سحر إمامي ليست مجرد مذيعة، بل صارت أيقونة إعلامية في إيران في لحظات الخطر، أثبتت أن الإعلام رسالة تتطلب قلباً جريئاً ومن استوديوهات طهران إلى مواجهة القصف على الهواء مباشرة، تركت إمامي بصمة لا تُنسى، حيث ألهمت النساء والإعلاميين على حد سواء.

بأسلوبها الهادئ وثباتها اللافت، تواصل إمامي نقل الحقيقة، مؤكدة أن الصوت الحر لا يمكن إسكاته، حتى في أحلك الظروف.

كلمات أخيرة تؤمن بها سحر إمامي منذ أول تجربة بث مباشر لها: «الإعلام ليس مجرد وظيفة، بل رسالة. أحب ما أفعل، وسأواصل مهما كانت التحديات».

المصري اليوم

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • الدويري: المقاومة تعمل بعمق قوات الاحتلال وحرب إيران لا تؤثر على غزة
  • دعاء آخر ساعة يوم الجمعة للرزق.. اغتنم الوقت الذي لا ترد فيه الدعوة
  • الجيش الإسرائيلي الذي يستبيح المستشفيات ويختبئ خلفها
  • طهران: الضربة التي أصابت مستشفى سوروكا استهدفت قاعدة للجيش الإسرائيلي
  • التكبالي: الدبيبة لم يكتفِ بالسرقة بل أطلق الرصاص على الناس.. سترحل غصبًا وسنحاسبك
  • الصحافة العالمية تُشيد بياسين بونو: حارس الهلال الذي أوقف ريال مدريد.. صور
  • في عملية مشتركة.. المقاومة تقتل جنديا إسرائيليا قنصا في خانيونس
  • كارثة جوية تضرب سلاح الجو الإسرائيلي: إيران تسقط طائرة شبح F-35 في سماء ورامين!
  • هدية ذهبية عالمية لـ سحر إمامي المذيعة الإيرانية التي واجهت القصف الإسرائيلي على الهواء مباشرة
  • ما هو الرقم الذي قد يُحدد نتيجة الصراع الإيراني الإسرائيلي؟