اليوم 24:
2025-06-25@03:16:31 GMT

أخي جاوز الظالمون المدى

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

بناء على بحث مدقق ووجود حجج دامغة يعرفها الجميع لا يمكن إلا أن نقر أن إسرائيل كيان إرهابي ويقوم يوميا بجرائم حرب، بل ضد الإنسانية. وذلك بالرجوع إلى التعريف الدولي لهذه الأعمال الإجرامية.
اقترحت في سنة 2004 الأمم المتحدة تعريف الإرهاب بأنه “كل عمل يُرتكب بقصد التسبب في وفاة أو إصابة خطيرة للمدنيين أو غير المقاتلين، ويكون هدفه بحكم طبيعته أو سياقه تخويف السكان أو إكراه الحكومة أو منظمة دولية للقيام بعمل ما أو الامتناع عن القيام به”.


ومن جرائم الحرب: “القيام بمهاجمة أو قصف، بأي وسيلة كانت، البلدات أو القرى أو المساكن أو المباني غير المحمية والتي لا تشكل أهدافاً عسكرية”. “التجويع المتعمد للمدنيين كوسيلة من وسائل الحرب، من خلال حرمانهم من السلع الأساسية لبقائهم على قيد الحياة، بما في ذلك عن طريق المنع عمدا، إرسال الإغاثة المنصوص عليها في اتفاقية جنيف”.
وأيضا “النقل المباشر أو غير المباشر لجزء من سكانها المدنيين إلى الأراضي التي تحتلها، أو ترحيل أو نقل كل أو جزء من سكان هذه الأراضي داخل أو خارج الأراضي المحتلة”.
من بين هذه الجرائم – ولم أختر إلا البعض – من يطبقها بالحرف ومنذ زمن ويومياً؟ أترككم تقولون إسرائيل.
ألا يستحق هذا العمل الإجرامي الممنهج تقديم ملف إسرائيل أمام المحكمة الجنائية الدولية (CPI) ؟ لاسيما أن إسرائيل ليست عضوا في هذه المحكمة خلافا لفلسطين وكثير من الدول العربية.
وحتى إذا خشينا أن تقبل المحكمة الاعتراف بكل الجرائم السابقة، فكيف يمكن وصف وتصنيف العمل الشنيع الذي ارتكبته إسرائيل بقصفها ودكها للمستشفى الأهلي المعمداني وقتل كل من فيه من جرحى بسبب عملها الإرهابي ضد المواطنين العزل والأطفال والشيوخ والنساء ومستهدفة كذلك الأطقم الطبية.
إنها جريمة حرب دولية مكتملة الأركان. هذا المشفى الذي شُيد في أواخر القرن 19 وبقي صامدا في وجه كل الحروب التي شهدتها المنطقة قبل أن يتم استهدافه مساء يوم الثلاثاء 17 أكتوبر.
ولا يمكن أن يقوم بهذا العمل الشنيع إلا نتنياهو.
نحن نعلم أن معظم الدول التي يمكن أن يكون لها تأثير على الأحداث تنبطح أمام هذا الكيان السرطاني، وهم يرون أبشع الجرائم ومع ذلك يشجعون ويدفعون إسرائيل إلى القيام بالمزيد.
ومما يثير السخرية والضحك وسط هذا الظرف المؤلم هو قيام أمريكا بإرسال حاملتين للطائرات (porte-avions) من أجل الدفاع عن إسرائيل ضد مواطنين عزل.
لكن، وما هو محزن ومبكي في نفس الآن، عندما نفكر ونقول ربما ظنَّت أن الدول العربية ستنهض كرجل واحد للدفاع عن الفلسطينيين وفلسطين الحبيبة.
ويقولون كمبرر لما تقوم به إسرائيل “من حقها أن تدافع عن نفسها “. حسنا. ولكن حينما يقوم أحد بجريمة، هل يُحكم بالإعدام على الجاني أم نعدم كل القبيلة؟
وإذا افترضنا أن حماس قامت بعمل إرهابي وجرائم ضد إسرائيل، فما ذنب الأطفال والنساء والمواطنين العزل في هذا الأمر. وكأن إسرائيل كانت تنتظر مثل هذا الأمر للقيام بالمجازر والجرائم ضد الإنسانية.
وأنا لا أعتبر ما قامت به حماس يوم 7 أكتوبر عملا إرهابيا، ولكن عملا مضادا، أو رد فعل، على الإرهاب الذي تقوم به إسرائيل يوميا وبشكل ممنهج. هذه مقاومة فقط.
ولا أعتقد أن ما يهم إسرائيل تلك الأرواح التي زُهقت في هذه العملية أكثر ما يهمها ما تعرضت له من إهانة وتحطيم لكيانها المتعجرف والمتغطرس والذي تعتبره محصنا ولا يمكن المساس به.
جميع المراحل، وهي كثيرة، التي كان فيها نتنياهو وزيرا أولا كانت الأكثر دموية. فهناك إحصائيات للأمم المتحدة للفترة ما بين 2008 و2020 (نتنياهو 2009- 2021 ) تُبين أن عدد الضحايا في صفوف الفلسطينيين هو 5590 مقابل 251 إسرائيليا ، أي بأكثر من 21 مرة. وبالنسبة للجرحى والمصابين هناك أكثر من 120.000 فلسطيني مقابل 5887 إسرائيلي. بدون تعليق …
ومنذ صعود نتنياهو للسلطة مرة أخرى، كنا ننتظر تصعيدا جديدا ومصيبة أخرى لاسيما أنه، لكي يحصل على أغلبية يحكم بها ضمَّ إلى حكومته المتطرفيْن بن كفير ( Ben Gvir) وسيموطريش (Simotrich) وهما الاثنين ضمن لائحة الإرهابيين سواء في الولايات المتحدة الأمريكية وحتى في إسرائيل نفسها. الأول عُين وزيرا في الأمن القومي، وأنه يصرح – حسب ما أدلت به ليلى شهيد – أنه يجب احتلال كل الأراضي الفلسطينية وتحطيم المساجد. أما سيموطريش، العنصري المتطرف الآخر فهو يريد حرق قرية هوارة في نابلس الفلسطينية.
فماذا يمكن أن ننتظر من هؤلاء ؟؟
مما قاله الزعيم علال الفاسي حول إسرائيل:
” ونقولها للذين يظنون أن التفاوض مع إسرائيل، أو إقرار سلام دائم مع إسرائيل، أو حتى اعتراف العرب بها، سينهي خطرها. لأن إسرائيل يعني بداية إمبراطورية تؤسَّس بالعنف، لأن إسرائيل يعني مركزا مُهما، وقنطرة عظمى، للاستغلال الرأسمالي الغربي لخيرات العرب وأفريقيا وآسيا”.
لنتمعن في ما قاله علال الفاسي ولنعلم أن كل عمل نقوم به من أجل إخواننا الفلسطينيين هو كذالك من أجلنا لأن هذا الكيان السرطاني إذا نجح في الاحتلال الشامل لفلسطين وإبادة أهلها سيبحث عن المزيد. ولكن لا يأس مع الحياة ولا يمكن أن ينتصر الظلم الإنساني على العدل الإلهي.
الأحداث التي شهدها التاريخ في مختلف الحقب تؤكد هذه الحقيقة التي يجب الإيمان بها والتجنُّد من أجلها . فلا يضيع حق من ورائه طالب مهما طال الزمن. الإصرار في طلب الحق والدفاع من أجل استرداده والحصول عليه بكل الوسائل المشروعة المتاحة يؤدي لا محالة إلى نتيجة إيجابية. ولعل أبرز مثال على هذه الحقيقة ما حققته نضالات الشعوب في شتى أطراف المعمور من أجل الحصول على حريتها ودفع الدول الاستعمارية إلى الهزيمة والمغادرة.
الكفاح ضد عدوان المعتدي له ثمنه. لكن الحرية ليس لها ثمن. والجهاد في سبيلها يجب أن يستمر حتى تتحقق. رحم الله شهداء فلسطين. إن الله يمهل ولا يهمل.

المصدر: اليوم 24

كلمات دلالية: أن إسرائیل لا یمکن یمکن أن من أجل

إقرأ أيضاً:

مفارقة تريفين: عندما تصطدم الهيمنة المالية بالاستقرار الاقتصادي

كنت أتصفح الشبكة العنكبوتية قبل أيام عندما صادفني هذا الموضوع الشيّق الذي أعترف بأنني لم أكن أعرف عنه من قبل، فقررت البحث فيه. بداية لم أشعر بأن له علاقة بموضوع اهتمامي هذه الفترة في الثقافة المالية، لكن وجدتني مخطئة تماما.

الموضوع ببساطة يدور حول إحدى المفارقات الاقتصادية التي تواجه العالم الحديث، والتي تعرف بـ«مفارقة تريفين»؛ نسبة إلى الاقتصادي روبرت تريفين.

وتتلخص هذه المفارقة في الصراع بين المصلحة الوطنية قصيرة المدى للدولة التي تُستخدم عملتها كعملة احتياط عالمية وبين الاستقرار الاقتصادي طويل المدى للعالم بأسره.

فعندما تُستخدم عملة ما «مثل الدولار الأمريكي» كعملة احتياطية عالمية يجب أن تكون هذه العملة متوفرة بكميات كبيرة في الأسواق الدولية؛ حتى تلبي احتياجات التجارة والتمويل عبر الحدود. ولكي يحصل ذلك يجب على الدولة المصدّرة للعملة «في حالتنا: الولايات المتحدة الأمريكية» أن تُغرق العالم بالدولارات، وغالبًا ما يتحقق هذا عن طريق عجز مستمر في ميزان المدفوعات، أي أن أمريكا تستورد أكثر مما تصدّر، وتنفق أكثر مما تجني.

لكن هذا العجز المستمر -رغم فائدته في المدى القصير؛ لضمان توفر السيولة العالمية- يؤدي على المدى البعيد إلى إضعاف الثقة في الدولار، وتهديد الاستقرار المالي الأمريكي، وربما حتى حدوث أزمة ثقة عالمية، وهنا تكمن المفارقة: لا يمكن للدولار أن يكون عملة العالم، ويظل في الوقت نفسه عملة وطنية مستقرة وقوية.

وقد أشار الرئيس الأمريكي دونالد ترمب مرارًا إلى هذا الخلل منتقدًا العجز التجاري الضخم دون أن يتطرق غالبًا إلى حقيقة أن هذا العجز -وإن كان يزعج الداخل الأمريكي- يخدم في الوقت ذاته النظام المالي العالمي.

من المنظور المالي؛ تذكّرنا مفارقة تريفين أن المصالح قصيرة المدى ليست دائمًا في صالح المصالح طويلة المدى، سواء على مستوى الدول أو الأفراد.

وما يُهدد الاستقرار غدًا قد يبدو «مفيدًا» اليوم، لكنه في الحقيقة يؤسس لأزمات مستقبلية.

ولكن ما علاقة هذه المفارقة بموضوع الثقافة المالية الفردية؟ العلاقة وثيقة؛ لأن ما يُقال في الاقتصاد العالمي ينطبق علينا كذلك في حياتنا المالية الشخصية بمعنى أن الإفراط في الاستدانة أو الإنفاق غير المدروس قد يلبّي حاجاتنا الفورية، لكنه يؤسس لأعباء مالية طويلة المدى، والتوازن بين الحاضر والمستقبل هو لبّ الثقافة المالية الواعية.

حمدة الشامسية كاتبة عُمانية في القضايا الاجتماعية

مقالات مشابهة

  • في تحول عسكري لافت.. اليابان تجري أول تجربة صاروخية على أراضيها
  • العرابي: إيران اكتسبت قوة ليست فى نفس الوضع التي كانت إسرائيل تستهين به من قبل العمليات العسكرية
  • عراقجي يؤكد وقف إطلاق النار: شكراً لقواتنا التي استمرت بمعاقبة إسرائيل
  • بين التكتيك والاستراتيجية... أين تقف إسرائيل بعد الضربات التي تلقتها إيران؟
  • روسيا: إسرائيل الدولة الوحيدة في المنطقة التي تمتلك أسلحة نووية
  • زاخاروفا: “إسرائيل” التي تمتلك أسلحة نووية تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • زاخاروفا: إسرائيل الوحيدة بالمنطقة التي تمتلك أسلحة نووية وهي تقصف مع أمريكا إيران التي لا تمتلكها
  • مفارقة تريفين: عندما تصطدم الهيمنة المالية بالاستقرار الاقتصادي
  • بنكيران: نحن اليوم مع إيران ضد إسرائيل لأنه لا يمكن أن يُساوى من يدافع عن فلسطين بمن يذبح شعبها
  • ما الأسلحة التي يواجه مخزونها خطرا في إسرائيل؟