يواجه العالم مشكلات بيئية خطيرة كـ ذوبان الأنهار الجليدية والحرارة التي لا تطاق والنفايات الفضائية،  وقد حذر تقرير لـ الأمم المتحدة نشر مؤخرًا من تأثيرات لا رجعة فيها على الكوكب دون تغييرات جذرية في النظم الاجتماعية والمادية المرتبطة به.

ويحدد تقرير مخاطر الكوارث المترابطة ببعضها والتي يطلق عليها "نقاط التحول في المخاطر"، والتي تُعرف بأنها اللحظة التي لم يعود فيها نظام اجتماعي بيئي معين قادراً على صد المخاطر وبعدها يزداد خطر وقوع الكارثة بشكل كبير.

ويركز التقرير على ستة مجالات تربط العالم المادي والطبيعي بالمجتمع البشري وهما تسارع حالات الانقراض، واستنزاف المياه الجوفية، وذوبان الأنهار الجليدية الجبلية، والحطام الفضائي، والحرارة التي لا تطاق، والمستقبل "غير القابل للتأمين".

أفضل عالم في أمريكا.. مراهق يبتكر صابونة تقضي على السرطان كارثة في الطريق.. البشر يفقدون السيطرة على ذوبان الجليد


وتقول "زيتا سيبيسفاري" معدة التقرير: '"بينما نستخرج مواردنا المائية بشكل عشوائي، ونلحق الضرر بالطبيعة والتنوع البيولوجي، ونلوث الأرض والفضاء، فإننا نقترب بشكل خطير من حافة نقاط التحول المتعددة التي يمكن أن تدمر الأنظمة ذاتها التي تعتمد عليها حياتنا".

المياه الجوفية تتقلص

على سبيل المثال: تمثل خزانات المياه الجوفية مورداً أساسياً للمياه العذبة في جميع أنحاء العالم، وهي اليوم تخفف من نصف خسائر الزراعة الناجمة عن الجفاف، والتي تتفاقم بسبب تغير المناخ.

لكن طبقات المياه الجوفية نفسها تستنزف الآن بشكل أسرع مما يمكن تجديده بشكل طبيعي: فقد عبرت المملكة العربية السعودية بالفعل نقطة التحول في خطر المياه الجوفية، في حين أن الهند ليست بعيدة عن ذلك.

الانقراض يزداد

وفي حالة تسارع الانقراض، يسلط التقرير الضوء على التأثيرات المتتالية للانقراض عبر السلسلة الغذائية.

وقال التقرير إن "سلحفاة غوفر المهددة بالانقراض تحفر جحورا يستخدمها أكثر من 350 نوعا آخر للتكاثر والتغذية والحماية من الحيوانات المفترسة وتجنب درجات الحرارة القصوى".

إذا انقرضت سلحفاة غوفر، فمن المرجح أن يتبعها ضفدع غوفر الذي يساعد في السيطرة على أعداد الحشرات، مما يؤدي إلى تأثيرات في جميع أنحاء النظام البيئي للغابات في جنوب شرق الولايات المتحدة.

ذوبان الأنهار الجليدية

وفي الوقت نفسه، تذوب الأنهار الجليدية الجبلية التي تخزن كميات هائلة من المياه العذبة بمعدل أسرع مرتين مما كانت عليه في العقدين الماضيين.

وقد تم الوصول إلى "ذروة المياه" وهي النقطة التي ينتج فيها النهر الجليدي أقصى كمية من المياه الجارية بسبب الذوبان - أو من المتوقع أن يتم الوصول إليها خلال السنوات العشر القادمة عبر الأنهار الجليدية الصغيرة في أوروبا الوسطى وغرب كندا وأمريكا الجنوبية.
وقال التقرير إن "أكثر من 90 ألف نهر جليدي في جبال الهيمالايا وكاراكورام وهندو كوش معرضة للخطر، وكذلك ما يقرب من 870 مليون شخص يعتمدون عليها".

عطر الخلود.. كيف توصل العلماء لـ رائحة مومياء مصرية قديمة وتصنيعها من جديد حركة بسيطة بالإصبع تريحك من القلق.. تفاصيل النفايات الفضائية

وفي حالة النفايات الفضائية، يحذر التقرير من أن مدار الأرض معرض لخطر أن يصبح مليئًا بالحطام لدرجة أن الاصطدام يؤدي إلى سلسلة من ردود الفعل التي تهدد قدرة البشرية على تشغيل الأقمار الصناعية - بما في ذلك تلك التي توفر مراقبة حيوية للإنذار المبكر ضد الكوارث.

ويخلص التقرير إلى أن معظم الحلول التي يتم تنفيذها حاليًا تركز على تأخير المشكلات بدلاً من معالجة الأسباب الجذرية بشكل حقيقي.

وقالت: "نحن بحاجة إلى فهم الفرق بين التكيف مع نقاط التحول في المخاطر وتجنبها، وبين الإجراءات التي تؤخر المخاطر التي تلوح في الأفق وتلك التي تدفعنا نحو التحول".

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: الأمم المتحدة الأنهار مشكلات الأنهار الجلیدیة المیاه الجوفیة

إقرأ أيضاً:

مسابقة مليونية وطنية لحل ملف الباحثين عن عمل

 

 

 

إسماعيل بن شهاب البلوشي

في ظل التحديات المتزايدة في ملف الباحثين عن عمل وليس فقط في سلطنة عُمان إنما حول العالم، أقدم هذا المقترح إلى صناع القرار والجهات المختصة للدول، مؤمنًا أن الحلول الاستثنائية تحتاج إلى أفكار غير تقليدية إنما حلول بفكر خارق للمنظور المعتاد. إن ما أقترحه اليوم هو إطلاق مسابقة وطنية وعالمية بمكافأة تصل إلى الملايين أو أكثر، تُمنح لأي جهة أو فرد يُقدِّم حلًا عمليًا ناجحًا يُسهم بشكل مُباشر وفعّال في تقليص عدد الباحثين عن عمل في العالم.

الفكرة تقوم على إشراك العقول المحلية والعالمية في التفكير بعمق وجدية حول هذا الملف، وخلق حافز اقتصادي وفكري ضخم يدفع المبدعين والمفكرين والخبراء من مختلف أنحاء العالم لتقديم حلول واقعية قابلة للتطبيق، تُحدث تغييرًا حقيقيًا في حياة الشباب الباحث عن فرصة.

تقوم المسابقة على مبدأ بسيط وواضح: من يقدم فكرة قابلة للتطبيق وتُحدث أثرًا ملموسًا في تقليل عدد الباحثين عن عمل خلال فترة زمنية محددة- بعد تنفيذها بنجاح- يتسلم الجائزة. ولا يُشترط أن تكون الفكرة كبيرة أو باهظة التكاليف، بل المهم أن تكون فعَّالة، مستدامة، ومدروسة، وقابلة للتوسع.

هذا الاقتراح ينطلق من إيمان بأنَّ الحلول الناجحة لا تأتي دومًا من داخل المؤسسات الرسمية فقط، بل من تلاقح الأفكار بين الأفراد، المبدعين، والمختصين من مختلف القطاعات والمجتمعات. فلِمَ لا نفتح الباب أمام الجميع ونُحفز التنافس من أجل خدمة الأوطان؟

شروط المسابقة المقترحة:

أدعو أن تكون شروط المسابقة واضحة ومنضبطة، ومنها:

1- أن تكون الفكرة مبتكرة لم يسبق حتى التفكير فيها أو تطويرًا نوعيًا صريحًا لفكرة قائمة.

2- أن تكون قابلة للتطبيق العملي داخل البيئة العُمانية.

3- أن تُظهر نتائج قابلة للقياس والتقييم خلال فترة تجريبية.

4- أن تعتمد على آليات تشغيل حقيقية، لا على الدعم الحكومي المباشر فقط.

5- أن تُسهم في خلق وظائف دائمة أو مصادر دخل مستدامة .

وبعد تقديم الأفكار، تقترح اللجنة المنظمة تجربة أفضلها على أرض الواقع، وإذا نجح الحل في تحقيق نتائج ملموسة وموثقة، يُمنح المشارك الجائزة؛ سواء كان فردًا، أو شركة، أو باحثًا، أو مؤسسة دولية.

ومن المجالات التي يمكن أن تطرح فيها الأفكار:

تمكين المشاريع الصغيرة والمتوسطة بطرق مبتكرة. تطوير التعليم المهني والتقني بالتكامل مع حاجات السوق. إدخال تقنيات جديدة في الزراعة، الصيد، السياحة، والخدمات. توسيع فرص العمل الحر من خلال التجارة الإلكترونية والمنصات الرقمية. ربط الشباب مباشرة بفرص العمل في القطاع الخاص عبر أدوات ذكية وشفافة.

إنَّنا بحاجة اليوم إلى نقلة نوعية في التفكير، لا إلى حلول مُؤقتة. هذا المقترح يدعو الجهات المسؤولة في الدولة، من وزارات ومؤسسات وصناديق، إلى تبني هذه الفكرة وتحويلها إلى مبادرة وطنية.

إنَّ المجتمع مليء بالطاقات، وهناك ملايين العقول التي تتطلع للمشاركة في مشاريع ذات أثر إنساني وتنموي. لماذا لا نجعل من قضية الباحثين عن عمل فرصة لإشراك الجميع، ونكافئ من ينجح بمكافأة تليق بقيمة التأثير الذي يُحدثه؟!

قد تكون هذه المسابقة- إن تم إطلاقها- واحدة من أهم المبادرات التنموية في تاريخ في العصر الحديث. إنها دعوة مفتوحة لنتحرك من الشكوى إلى التغيير. وإذا وردت افكار تحث الشباب على تغيير سلوك وواقع العمل والسهر وسلوكيات الحياة عليهم أن يكونوا على مستوى المسؤولية وأن يشاركوا في الحل من خلال أصالتهم وإبداعهم.

وعلى من يريد أن يشارك في هذه المسابقة أن يضع الإمكانات والإمكانيات والاقتصاد المتوفر حاليًا وليس بحلول توزيع المال والهبات لأنَّ ذلك حلًا معروفًا وقصير الأمد ولا توجد به استدامة وطنية قابلة للاستمرار.

رابط مختصر

مقالات مشابهة

  • سايكس بيكو.. جريمة مايو التي مزّقت الأمة
  • الأنهار تفيض بالسموم.. ميسان ضحية التلوث وانخفاض مناسيب المياه
  • كوتش هدى تحذر من عواقب الانفعال و الغضب.. فيديو
  • ماهي التهديدات التي يواجهها الدولار في دول اسيوية
  • عام على رفح.. المدينة التي محاها القصف وبقيت تنتظر العالم
  • مسابقة مليونية وطنية لحل ملف الباحثين عن عمل
  • كوارث بيئية لا تنسى.. تجفيف بحر آرال
  • البنك الأردني الكويتي يواصل دعمه للجمعية العربية لحماية الطبيعة في مبادرة القافلة الخضراء
  • محافظ الغربية: تشكيل لجنة لسرعة الانتهاء من توقيع الأحوزة العمرانية على الطبيعة
  • وزير الري: التحول لإدارة المياه بالتصرفات بدلًا من المناسيب لترشيد الاستخدام