تدريب 90 أخصائيًّا نفسيًّا واجتماعيًّا بمدارس محافظة ظفار
تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT
تتواصل مبادرة قيمي أمانة والتي ينظمها المجلس البلدي بمحافظة ظفار تقديم برامج تدريبية بجامعة ظفار بمشاركة 90 من الأخصائيين النفسيين والاجتماعيين بمدارس محافظة ظفار بهدف معالجة الظواهر السلبية (التنمر) لدى طلبة المدارس وغرس القيم الأخلاقية والثقافية والدينية ورفع الوعي والرقابة الذاتية؛ لوضع حد لتلك السلوكيات الضارة مجتمعيا.
وأشارت آمال بنت أحمد آل إبراهيم رئيسة لجنة الشؤون الاجتماعية بالمجلس البلدي بدور جامعة ظفار في إعداد المادة العلمية وتقديم البرنامج التدريبي مؤكدة على مشاركة جامعة ظفار المجتمعية في رفع كفاءة الموارد البشرية معبرة عن امتنانها لرئيس الجامعة الأستاذ الدكتورعامر بن علي الرواس على العطاء والأفكار الإثرائية ودعمه اللامحدود ومساندته للمبادرة.
تضمن البرنامج حصر وتشخيص المشكلات السلوكية والتنمر مع تطبيق إجراءات عملية وتطبيقية للتعرف على التنمر والتدريب على تصميم وتطبيق استمارة الملاحظة ودراسة الحالة وأدوات جمع المعلومات المختلفة وتحليلها وتطبيق المقاييس والاستبانات للتعرف على انتشار التنمر وتحديد مستواه.
كما ناقش البرنامج التدريبي أساليب التعامل مع المشكلات السلوكية والسلوكيات غير المرغوبة والخطوات العلمية لتعديل السلوكيات غير المرغوبة مثل العقاب والتعزيز التفاضلي والتصحيح الزائد والإشباع والمحو والتجاهل وأساليب تعديل السلوكيات غير المرغوبة وأهمية التعلم بالقدوة والتعزيز والنمذجة والحرمان من التعزيز والغمر.
تناولت محاور البرنامج التدريبي القيم الأخلاقية وأهميتها بالنسبة للفرد والمجتمع والتربية الأخلاقية ومؤسساتها وأهم القيم الواجب غرسها لدى الطلبة ومصدرها من الثقافة العمانية المشتملة للقيم والعادات والتقاليد و القرآن والسنة وأهم الأساليب التربوية لغرس القيم والاتجاهات بالإضافة إلى مراحل النمو الخلقي عند الغزالي وجان بياجيه وكولبرج.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
المصالح لا تبنى على القيم
تذهب الفكرة فـي هذه المناقشة أكثر إلى المصلحة الجاذبة للمنفعة التي لا بد أن تتحقق، وليست إلى دفع الضرر، أو إلى تبادل المنفعة مع الآخر، سواءً بسواء. كما أن الفكرة تتجه أيضًا إلى تلك المصالح التي ليس من الضروري أن تسلك الطرق السليمة المؤدية إلى تحققها أو عدمه، كما أنه ليس من اللازم أن تكون مُعلنة أمام الجميع، بحيث لا تثير شكوكًا، ولا تصطدم بحدٍّ، ومن هنا يأتي تغييب أثر القيم فـي تبادلاتها بين الأطراف.
والمسألة هنا ليست مرتبطة بالبعد السياسي المحض، فهذا أمر مفروغ منه منذ زمن بعيد؛ إذ غالبًا ما تُفرغ المصالح السياسية من القيم، ويكون الكاسب فـيها رابحًا بامتياز، والخاسر فـيها خاسرًا بامتياز، حيث لا منطقة رمادية بين طرفـي المعادلة. ولذلك، فإن المتمرسين فـي هذا المجال ــ أي البعد السياسي ــ يدركون أبعاده الخفـية وتجاذباته، ولهذا تخصّص الأنظمة السياسية مفاوضين محنّكين على دراية بدهاليز السياسة وخفاياها عند إرسال وفود التفاوض.
ولأن مسألة «المصالح» ترتبط بالجزء والكل كمفهوم، فـيبدو أن السلوكيات التي يتبادلها الناس فـيما بينهم تتبنى الفكرة ذاتها ــ إلى حد بعيد ــ وهي تحييد القيم جانبًا عندما يتعلّق الأمر بتعاملٍ بين طرفـين، سواءً أكانا أفرادًا أم مجموعات. ويعود ذلك إلى أن القيم بطبيعتها ضابطة وحاكمة، وليس من اليسير تجاوز أحكامها وضوابطها فـي أي علاقة تفاعلية، حتى على مستوى القول؛ فكيف إذا كان الأمر متعلقًا بالفعل الذي يُتوخى منه مقابل مادّي، صغيرًا كان أو كبيرًا؟
وهنا تكمن الصعوبة فـي تجاوز القيم ضمن المصالح الراشدة، الهادفة إلى تحقيق منفعة متبادلة بين طرفـي العلاقة، سواء كانوا أفرادًا أو جماعات. أما إذا تنحّت المصلحة العامة جانبًا وتصدّرتها المصلحة الخاصة، فهذا هو ما يشير إليه عنوان المقال: «المصالح لا تُبنى على القيم».
ومشكلة القيم ــ إن جاز أن تُعدّ مشكلة ــ أنها لا تتيح لمن يؤمن بها مجالًا واسعًا للمناورة مع الآخر؛ فالصدق، على سبيل المثال، إما أن تكون صادقًا على امتداد الخطين الأفقي والرأسي، أو لا تكون. أما الجمع بين الصدق والكذب فـي آنٍ واحد، فلن يكون متاحًا ــ وفق مفهوم ازدواجية المعايير ــ إلا لمن يعاني من اضطراب نفسي؛ أما الإنسان السوي مكتمل النضج فلن يقع فـي مثل هذا المأزق إطلاقًا.
وكذلك الأمر مع قيمة الأمانة، لا يمكن للمرء أن يجمع بين الأمانة فـي موقف، والخيانة فـي آخر. وينسحب هذا الحكم على الكرم، وعلى التضحية، وعلى سائر القيم العليا. ولذلك، فكثيرًا ما يفشل متبنو القيم فـي الاستحواذ على الحصة الكبرى من المصالح المادية على وجه الخصوص، دون أن يدفعوا ثمنًا مقابلًا للحصول على إحدى تلك المصالح المتعارف عليها ضمن مجموعات النفوذ، وقد يكون هذا الثمن باهظًا، يدفعونه على مضض.
وهل توجد مجموعات متخصصة للمصالح فقط؟ أقول: نعم، فبين مجموعات الأفراد فئاتٌ تُجيد اقتناص المصالح دون أن تُعرض نفسها لخسارة تُذكر، فهي كاسبة على طول خط التفاعل مع الآخر. ولذلك، فإن هذا النمط من العلاقات لا يؤمن بشيء من التوازي، أو توازن الكفف للموازين؛ فهي إما رابحة، أو لا تكون. ولأن منطق الربح هو السائد فـي منظومة علاقاتهم، فإنهم لا يترددون فـي انتهاج كل السبل المؤدية إلى المنفعة، بغضّ النظر عن مدى صلاحية تلك الطرق أو عدالة إتاحتها للجميع، أو كونها حكرًا على فئات دون أخرى.
يبقى الإنسان مخلوقًا ضعيفًا، تحيط به تجاذبات كثيرة، وتضغط عليه الحاجة التي يسعى إلى تحقيقها. ولهذا، كثيرًا ما يقع فـي مأزق القيم الضابطة، فإما أن يضحّي بها ليحقق كثيرًا مما يرجوه، أو أن ينتصر لها ويفقد الكثير.