لجريدة عمان:
2025-10-13@11:38:48 GMT

طوفان الأقصى.. دروس وعبر

تاريخ النشر: 25th, October 2023 GMT

نقترب من إتمام شهر كامل منذ بدء عملية طوفان الأقصى والحصار والإبادة الوحشية التي يتعرض لها أهل غزة الأباة، ومع استمرار هذه العملية ولفاعلية وسائل التواصل الاجتماعي التي أصبحت بديلا قويا وحياديا للإعلام الكلاسيكي، أصبح العالم كله يرى حقيقة ما يحدث «هناك» في غزة وفلسطين ككل.

وبما أننا تحدثنا عن «هناك»، فإن الواقع اليوم وما تتيحه وسائل التواصل من تشكيل للوعي الجمعي، فإن الآلة الصهيونية لم تغفل هذا القطاع الإعلامي المهم، بل جيشت له علماء وأطباء وأناسا فائقي الذكاء ومؤثرين من شتى القطاعات والمجالات ليسردوا السردية المعروفة منذ بدء الاحتلال الصهيوني على فلسطين والتي تبرئ المحتل وتمنحه حقا في أرض مغتصبة وصكا للمجازر المرتكبة يوميا.

وكي لا نترك الأمور على عواهنها، فوصفي لبعض المنتفعين مما تمنحه لهم الدعاية الصهيونية من أموال وتأثير ومكان سياسي لا يندرج تحت أسطورة المؤامرة التي تعيشها الشعوب والحضارات المقهورة أمام قاهريها. إنما هي خطة عمل تقوم بها جهات كثيرة في الشرق والغرب، وتختلف نجاعة الخطة وفق ما تملكه الجهة الداعمة والمساندة لها من وسائل الترغيب والترهيب وبمقدار تغلغلها في المجتمع والاقتصاد والعمل السياسي. بمعنى أبسط، ليست هناك مؤامرة حقيقية يشترك فيها قادة من الشرق والغرب لتحقيق نتائج موحدة ومتفق عليها، بل هناك مخططات لكل القوى في سبيل نفعها سواء تضرر الطرف الآخر أم لا.

«لا أكترث بما يحدث هناك، لكن ليس لهذا الأحمق أن يفعل ما يريده هنا» تعليق قرأته في أحد مواقع التواصل الاجتماعي باللغة الإنجليزية ردا على منشور يظهر فيه مناصرون للقضية الفلسطينية يمزقون الدعاية الكاذبة للمحتل ويستبدلونها بالحقيقة الدموية المؤلمة، واستوقفتني كلمة «هناك» ودلالاتها النفسية والسياسية والاجتماعية. فنحن نكني الشيء حين نكرهه ونعلم أن الحق معه وله، أو يخيفنا، أو حين لا نكترث لأمره ولكننا في الوقت نفسه نخشى من الهجوم. بمعنى أنه لن يستطيع رجل أن يقول صراحة وعلى الملأ «لا أكترث بمن يموت في غزة وفلسطين ما دام الأمر لن يصل إلى بلدي» لأنه سيتعرض للهجوم والنقد وستتضح ملامح المرض النفسي الذي قتل فيه روح العدالة الإنسانية وحرمة الدم. إن كلمة «هناك» التي كنا نسمعها في الغرب «اعتدنا أن يحدث هذا هناك في الشرق الأوسط، وليس في أوروبا» انتقلت إلى كثير من العرب بفعل الدعاية الدائمة لفصل البلدان عن بعضها في المنطقة العربية خصوصا، لما تتمتع به هذه المنطقة من خيرات طبيعية عظيمة ترى القوى الاستعمارية بأنها ليست أهلا لها ولا تستحقها، فتقسيم المنطقة إلى طوائف وأحزاب وبلدان ما يفرقها يطغى ويغطي ما يجمعها، مما يخدم مصالح هذه القوى ويحقق أقصى استفادة لها. ومن المفارقات العجيبة أن الوعي الذي نستبشر به في الجيل الجديد الذي راهن الكثيرون على أنه جيل مغيب عن الواقع ذو اهتمامات ضئيلة؛ أثبت نقيض هذه المقولة ودحضها تماما. فالجيل الذي أطلق عليه المتعالون على الواقع «جيل البرجر» و«جيل الآيباد» استخفافا وتهميشا، يقوم بدوره الفاعل في شتى المجالات حسب استطاعته. فهذا الشاب الذي يدافع عن بلده بالمحتوى المميز الذي يبين الصورة الحقيقية لبلده، وهذا الآخر الذي ينقل الصورة الكاملة لا المجتزأة كما في الإعلام المدفوع، وذاك الذي يرى بأن الوطن العربي الكبير كله وطن له وأهله أهل له، كلها دلائل على أن القوى الاستعمارية ليس لها يد حقيقية ولا فاعلة في تحييد وعي الشعوب وتقسيمها، رغم ما تجيّش له من وسائل لتحقيق أهدافها التي لن تتحقق إلا بالفُرقة والشقاق.

إن عملية طوفان الأقصى أعادت توجيه البوصلة وهدمت أوهاما عدة كانت ترددها جوقة المنتفعين بالأنظمة السياسية القائمة في المنطقة، فقد كان النقاد التاريخيون ونقاد الحركة الصهيونية مثل الدكتور عبدالوهاب المسيري يرون اختلافا جوهريا بين الإبادات التي جرت بحق السكان الأصليين في الأمريكيتين وأستراليا وجنوب إفريقيا وبين ما يحدث في فلسطين، وكانوا يراهنون على أن الاحتلال لن يستطيع إبادة شعب في عصر الصورة وأن الشعوب الغربية المغيبة عن الواقع ستثور لوقف الجرائم أمام قادتها الذين يحكمون العالم، ولكن أثبتت هذه النظرية فشلها. فنحن أمام وحش استيطاني لا ينفك عن طلب المزيد، ولو قلنا جزافا بأن الحل يكمن في حل الدولتين أو في دولة واحدة اسمها إسرائيل؛ فإن المحتل الحالي لا يختلف عن أي محتل آخر، بل هو أكثر جرما ووحشية وسيطلب مزيدا من الأرض كلما طال بقاؤه، رغم أن ما بني على باطل -الاحتلال- فهو باطل، فمن الغريب أن تطرح مسألة إقامة دولة للمحتل. ورغم أننا نرى هذا كله عيانا ولم يكبدنا المحتل عناء تخيل الفظاعة عبر القصص والكتب التي تروى عن هذه الإبادة، بل يرتكبها على مرأى ومسمع من الجميع ولم يفعل أي أحد -سوى المقاومة- شيئا غير التنديد والخطابات المهلهلة التي تتبدى فيها ملامح الهزيمة النفسية والرضا بواقع الضعف.

أعاد طوفان الأقصى توجيه البوصلة وتصحيح المسار، فمن كان يراهن على المجتمع الدولي أو على الحلفاء من بني جلدته وجنسه وعرقه ودينه؛ يرى بأم عينيه كيف تخلوا عنه جميعهم في مشهد يشبه السخرية السوداء. فكيف أقول للمقاوم بأنه مجرم حين يدافع عن وطنه وأرضه؟ وكيف أطلب من المقاوم أن يتبع المقاومة السلمية بينما يباد أهله وذووه؟. إنه أشبه بأن نقول إن الإمام البطل ناصر بن مرشد الذي حرر وطننا الحبيب من قبضة البرتغاليين بأنه إرهابي! وبأنه كان ينبغي أن نقدم للمحتل الورود كي يغادرنا بسلام ومحبة! فعجبا من هذا المنطق المأفون.

تحدثت في مقالي السابق «المقاومة بالكلمة» عن أهمية تصحيح المسار، وأرى بأن المناهج الدراسية التي تحتفي بالأرض والوطن وترسّخ قدسيتها لدى النشء حاجة ملحة وعاجلة. ونحن نرى كل يوم أصواتا غابت عنها هذه المفاهيم، فترى الوطن كالشركة التي يأخذ منها الموظف راتبه، ومتى انقطع الراتب غادرها إلى شركة أخرى. إن هذه المسألة خطيرة يجب علاجها عاجلا غير آجل، ويجب التعامل معها كما نتعامل مع مسائل الأمن القومي. فلا الأمم المتحدة ولا المجتمع الدولي يحميان أحدا بحق، وكان الرأي العربي سابقا يظن بأن المجتمع الدولي لا يحمي العربي فقط؛ لكن الحرب الروسية الأوكرانية شاهد ناطق عن واقع الحال الذي يعيشه العالم المليء بالوحشية والظلم تطبيقا لمبدأ الغاب «البقاء للأقوى».

المصدر: لجريدة عمان

كلمات دلالية: طوفان الأقصى

إقرأ أيضاً:

لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟

مع دخول المسجد الأقصى المبارك في موسم الاقتحامات الأطول والأعتى خلال العام، والذي بدأ برأس السنة العبرية، مرورا بيوم الغفران وانتهاء بالموسم الأخطر، وهو عيد العُرش (المظال)، كان لا بد من بسط قضية التغطية الإعلامية لما يجري في المسجد على طاولة البحث والدراسة.

فالمتابع لأحوال المسجد الأقصى لا يخفى عليه التراجع الشديد مؤخرا لعدد الصور والفيديوهات التي توثق الاقتحامات، وما يقوم به أفراد جماعات المعبد المتطرفة داخل المسجد يوميا.

حتى وصل الأمر إلى أن جميع الصور والفيديوهات التي وثقت اقتحامات رأس السنة العبرية في 23 من سبتمبر/أيلول الماضي واقتحامات يوم الغفران مطلع أكتوبر/تشرين الأول الحالي، كانت من خارج المسجد، بل من خارج البلدة القديمة كلها.

وكان عدد لا بأس به من الصور التي بثتها صفحات إخبارية ووسائل إعلام عربية لتغطية الحدث قد التقطت من فوق جبل الزيتون الذي يبعد مسافة حوالي 500 متر هوائي عن أسوار المسجد الأقصى الشرقية.

وهذه الزاوية بدورها لا تغطي إلا مساحة صغيرة من المسجد الأقصى أمام الجامع القبلي، ولا يمكن منها مراقبة ما كان يجري خلال تجمع المستوطنين في المنطقة الشرقية للمسجد، أو خلال أدائهم طقوسهم الدينية في الجهة الشمالية أو الغربية من المسجد الأقصى.

أما الصور والفيديوهات التي أظهرت أفعال هذه الجماعات فكان مصدرها للأسف هو صفحات هذه الجماعات نفسها على وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك بعد نشرها صورا وفيديوهات تبين ما فعله أفرادها في المسجد من باب التفاخر بإنجازاتها خلال الاقتحامات.

ولعل أحد أهم النماذج التي بينت خطورة ما يجري هو مسألة نفخ بوق رأس السنة العبري داخل المسجد، حيث غاب هذا الحدث عن التغطيات بشكل كامل، حتى ادعت جماعة "بيدينو" المتطرفة أن المستوطنين نفخوا البوق داخل المسجد خمس مرات في ذلك اليوم، بينما أظهرت شهادات المقدسيين الذين تمكنوا من الوصول إلى الأقصى في تلك الفترة سماعَ صوت البوق مرة أو مرتين خلال اليوم دون تصوير.

إعلان

ولم يكن بالإمكان تأكيد ذلك أو نفيه، إلى أن نشرت نفس الجماعة المتطرفة فيديو لأحد المستوطنين ينفخ البوق داخل المسجد قبل أن يتم إخراجه من المسجد على يد شرطة الاحتلال.

فيما يحتفي الحاخام المتطرف يهودا غليك عراب اقتحامات المسجد الأقصى المبارك بهذه العملية، ويسوقها كـ"انتصار رمزي" في معركة السيطرة الدينية على المكان.

خلال العام الأخير، شددت قوات الاحتلال قبضتها على المسجد الأقصى المبارك بشكل غير مسبوق، حيث وصل الأمر إلى تدخلها في كل صغيرة وكبيرة داخل المسجد، وحتى التدخل في عمل دائرة الأوقاف الإسلامية كمنع ذكر غزة في خطب الجمعة، أو حتى الإشارة إليها وإن من بعيد، تحت طائلة الإبعاد عن المسجد دون النظر إلى طبيعة شخصية الخطيب ومركزه الديني والاجتماعي والرسمي، كما فعلت مع الشيخ محمد سرندح خطيب المسجد الأقصى، والشيخ عكرمة صبري خطيب الأقصى ورئيس الهيئة الإسلامية العليا، والشيخ محمد حسين مفتي القدس والديار الفلسطينية، وغيرهم.

وقد ترافق ذلك مع تضييق ممنهج على الصحفيين المقدسيين والمصورين الذين يشكلون عين الناس على ما يجري داخل المسجد، إذ أصبح كثير منهم عرضة للاستدعاء، أو الإبعاد، أو مصادرة الهواتف والكاميرات عند محاولتهم توثيق أي حدث، بل وبلغ الأمر بشرطة الاحتلال، تفتيش هواتف المصلين المسلمين أثناء وجودهم داخل المسجد الأقصى؛ للتأكد من أنهم لم يلتقطوا صورا أو فيديوهات للمستوطنين خلال الاقتحامات، الأمر الذي جعل من عملية نقل الصورة من داخل المسجد شبه مستحيلة في كثير من الأوقات.

وتشير شهادات عدد من الصحفيين والناشطين المحليين، إلى أن قوات الاحتلال لم تكتفِ بإغلاق الأبواب في وجوههم، بل قامت في أحيان كثيرة بإخراجهم من باحات المسجد قبل بدء الاقتحامات بدقائق، أو منعهم من دخول المسجد أصلا تحت ادعاءات مختلفة؛ ليبقى الميدان خاليا إلا من المستوطنين والشرطة.

وهذا الإخلاء المسبق للمكان من الإعلاميين والمرابطين يأتي ضمن خطة واضحة لتغييب الصورة الحقيقية لما يحدث، بحيث لا تصل الصورة إلا بعد انتهاء الحدث عبر الرواية الإسرائيلية الجاهزة التي تُقدَم بصفاقة على أنها "صلاة محدودة" أو "زيارة جماعية منظمة" لباحات عامة مفتوحة حسب التعريف الإسرائيلي للمسجد الأقصى.

ومع غياب العدسة الميدانية، تضعف قدرة الرأي العام العربي والإسلامي على متابعة ما يجري في المسجد، لتتحول القدس إلى مجرد عنوان عابر في نشرات الأخبار، بينما تتواصل في داخلها عمليات فرض التقسيم الزماني والمكاني للمسجد الأقصى بهدوء وصمت تام.

فالمشهد الذي كان قبل سنوات يملأ الشاشات بأصوات التكبير والاحتجاج، أصبح اليوم صامتا إلا من بيانات مقتضبة تصدر عن دائرة الأوقاف الإسلامية، أو وزارة الخارجية الأردنية، أو عن بعض المؤسسات المختصة والمهتمة.

إن ما يجري ليس مجرد صدفة ظرفية، بل هو نتاج سياسة طويلة المدى تهدف إلى سلخ المسجد الأقصى عن حضوره الإعلامي، وهو جزء من هندسة الوعي العام بإلغاء المسجد منه.

فالمعركة على المسجد ليست معركة حجارة ومبانٍ فقط، بل معركة رواية وصورة وذاكرة، إذ إن المشهد المرئي هو واحد من أبرز أدوات تحفيز الوعي القادرة على خلق التعاطف لدى الناس، ومن يمتلكُ القدرة على نقل الصورة، يملك القدرة على تشكيل الرواية، ومن يحتكرُ الرواية، يستطيع أن يبرر الفعل ويطمس الحقيقة.

إعلان

ولأن الاحتلال أدرك مبكرا أن صورة الجندي وهو يقتحم المسجد أو صورة المستوطن وهو يرفع علمه في باحات الأقصى كفيلة بإشعال غضب عالمي واسع، فقد قرر أن يمنع الكاميرات من الدخول، وأن يفتح المجال بالمقابل لعدسات إسرائيلية مختارة تلتقط المشهد بالطريقة التي يريدها هو، ثم تُوزع لاحقا في وسائل التواصل الاجتماعي لجماعات المعبد المتطرفة مصحوبة برؤيتها وتبريراتها للحدث.

ما يزيد خطورة المشهد أن منصات التواصل الاجتماعي التي شكلت على الدوام أداة مهمة لنشر ما يجري في الأقصى، ومقاومة التعتيم الإسرائيلي، أصبحت هي الأخرى ساحة للرقابة الصامتة.

فبمجرد أن تنتشر مقاطع توثق أي اقتحامات، أو اعتداءات على المسجد الأقصى أو المصلين فيه، تُحجب أو تُخفض درجة ظهورها؛ بحجة "مخالفة معايير المجتمع"، وهو ما يجعل التعتيم اليوم أكثر إحكاما وتطورا، إذ لم يعد بحاجة إلى جنود يمنعون الكاميرات عند الأبواب بالضرورة، بل يكفي أن تعمل خوارزميات الشركات الكبرى لحجب الصورة في لحظة.

بالمقابل، فإن المرابطين والناشطين المقدسيين الذين يوثقون لحظات الاقتحام والاعتداء، ولو من بعيد وينشرونها بسرعة قبل أن يقبض عليهم الاحتلال، أصبحوا اليوم خط الدفاع الأول عن الذاكرة البصرية للمسجد، ولولاهم لانقطعت الصلة بين العالم وبين ما يجري فعلا في باحاته. لكن هذه الجهود الفردية، مهما بلغت شجاعتها، تفتقد اليوم إلى منظومة دعم إعلامي ومؤسسي تحميها للأسف.

إذن، فالتعتيم الإعلامي لم يعد مجرد عَرَض جانبي للصراع على المسجد الأقصى، بل أصبح أداة رئيسة في إدارة المشهد. فحين لا تُرى الانتهاكات، لا يُحاسَب أحد، وحين تغيب الصورة، يغيب معها الإحساس بخطورة ما يجري. ولهذا يبدو الاحتلال أكثر حرصا على إغلاق العدسات من حرصه على إغلاق الأبواب.

هذا يفتح الباب للسؤال عن كيفية التعامل مع ما يجري، وهنا لا بد من الإشارة مباشرة إلى الجهات الرسمية في المسجد الأقصى، وتحديدا دائرة الأوقاف الإسلامية التي تتبع وزارة الأوقاف والشؤون والمقدسات الأردنية، التي بات الاحتلال يتعامل معها باعتبارها تدير الوجود الإسلامي داخل المسجد الأقصى فقط، ولا تدير المسجد نفسه، وهذا الأمر ينبغي عدم السكوت عنه وعدم التهاون معه.

إن المطلوب من الأردن الرسمي أن يمارس حقه القانوني والسياسي الكامل في إدارة شؤون المسجد الأقصى المبارك حتى لو أدى ذلك إلى تأزيم الموقف مع إسرائيل، فالتأزيم وإن كان يبدو سلبيا للوهلة الأولى إلا أن نتائجه على المستويين؛ المتوسط والبعيد إيجابية، فالاحتلال الذي يحاول أن يظهر اليوم قويا بإطلاق جنونه في غزة والضفة الغربية في الحقيقة لا يمكنه في هذا الوقت المغامرة بفتح جبهات أكثر من اللازم.

ومغامرة التصعيد والتأزيم مع بلد مثل الأردن، ستعمق الشرخ في المجتمع السياسي الإسرائيلي المنقسم على نفسه أصلا، خاصة بالنظر إلى أن الأردن يقع على أطول خط حدود برية مع إسرائيل.

ملف المسجد الأقصى بالنسبة للأردن يعتبر مسألة وجودية لا يمكن ولا يجوز التهاون فيها مهما كانت النتائج. ولذلك، فإن أقل ما يمكن للأردن أن يفعله هو ممارسة حقه المكفول بموجب القانون الدولي باعتباره يمثل السلطة الدينية صاحبة الحق الحصري في إدارة الأقصى وصيانته وإعماره بما في ذلك مراقبة كافة أرجاء المسجد الأقصى ونشر حراسه فيها لتوثيق ونشر ما يحدث فيه من عدوان لا يمكن السكوت عنه؛ وإلا فإن هذا التعتيم المقصود يمكن أن يكون مدخلا لطمس هوية الأقصى والتأسيس للمعبد معنويا وماديا تحت ستار الحصار والتعتيم، وعند ذلك لن ينفع الندم.

الآراء الواردة في المقال لا تعكس بالضرورة الموقف التحريري لشبكة الجزيرة.

aj-logo

aj-logo

aj-logo إعلان من نحنمن نحناعرض المزيدمن نحنالأحكام والشروطسياسة الخصوصيةسياسة ملفات تعريف الارتباطتفضيلات ملفات تعريف الارتباطبيان إمكانية الوصولخريطة الموقعتواصل معناتواصل معنااعرض المزيدتواصل معنااحصل على المساعدةأعلن معناابق على اتصالالنشرات البريديةرابط بديلترددات البثبيانات صحفيةشبكتناشبكتنااعرض المزيدمركز الجزيرة للدراساتمعهد الجزيرة للإعلامتعلم العربيةمركز الجزيرة للحريات العامة وحقوق الإنسانقنواتناقنواتنااعرض المزيدالجزيرة الإخباريةالجزيرة الإنجليزيالجزيرة مباشرالجزيرة الوثائقيةالجزيرة البلقانعربي AJ+

تابع الجزيرة نت على:

facebooktwitteryoutubeinstagram-colored-outlinersswhatsapptelegramtiktok-colored-outlineجميع الحقوق محفوظة © 2025 شبكة الجزيرة الاعلامية

مقالات مشابهة

  • بدء الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة "طوفان الأقصى"
  • بدء عملية الإفراج عن الأسرى الفلسطينيين ضمن صفقة "طوفان الأقصى"
  • تعرف على أسماء المحررين في صفقة طوفان الأقصى
  • عاجل | القسام: في إطار صفقة طوفان الأقصى لتبادل الأسرى قررنا الإفراج عن 20 أسيرا إسرائيليا أحياء
  • مسيرات في حجة بالذكرى الثانية لعملية “طوفان الأقصى”
  • عرض شعبي لقوات التعبئة في مديرية شدا بصعدة
  • لماذا غابت الفيديوهات التي توثق ما يجري في الأقصى؟
  • فتاوى| ماذا يحدث لمن صبر عند البلاء والكرب؟.. زوجت نفسي بعقد رسمي وبدون ولي فهل زواجي صحيح؟.. كيف أعرف الحائل الذي يمنع صحة الطهارة؟
  • سكاف: هناك شيء ما يُحضر من خلال كثافة المسيّرات التي تجول في سماء لبنان
  • طوفان الأقصى.. قراءة في كواليس عامين من الحرب