اكتشاف 8 فيروسات جديدة منها سلالة أخرى لفيروس كورونا
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
اكتشف العلماء الصينيون 8 فيروسات لم يسبق لها مثيل ويخططون الآن لتجربتها، حيث اكتشف علماء صينيون فيروسات لم يسبق لها مثيل تكمن فى جزيرة استوائية، وحذروا من أنها يمكن أن تصيب البشر.
ووفقا لما ذكرته صحيفة "ديلى ميل" البريطانية، أخذ الباحثون المكلفون بإعداد العالم لمواجهة الوباء المستقبلى ما يقرب من 700 عينة من القوارض التى تعيش فى هاينان، قبالة الساحل الجنوبى للصين، تم الكشف عن 8 فيروسات جديدة – بما فى ذلك فيروس ينتمى إلى نفس عائلة كورونا – فى المشروع، الذى تموله الحكومة الصينية.
يتم تحرير مجلة أيضًا بواسطة الدكتورة شى زينجلى، العالمة المؤثرة التى توصف بأنها "امرأة الخفافيش" فى الصين والتى تعمل داخل معهد ووهان لعلم الفيروسات - الذى يعتبر مصدر وباء كورونا فى بعض الزوايا.
قالت صحيفة ديلى ميل فى وقت سابق من هذا العام كيف زعمت نفس المجلة بشكل مثير للجدل أن عينات الفيروس الجديدة من الخفافيش فى هاينان أثبتت أن كورونا لم يتم تصميمه فى المختبر.
وحللت الدراسة الجديدة 682 مسحة من الشرج والحنجرة تم جمعها من قوارض مختلفة تم التقاطها فى هاينان بين عامى 2017 و2021، تم بعد ذلك إرسال هذه العينات، التى تم تصنيفها حسب أنواع معينة من القوارض وموقعها فى الجزيرة، إلى المختبرات لفحصها.
وكشف التحليل عن مجموعة من الفيروسات الجديدة، بما فى ذلك فيروس تاجى جديد أطلق عليه الخبراء اسم CoV-HMU-1تم اكتشاف أن الفيروس الجديد التاجىCoV-HMU-1 هو فيروس كورونا بيتا، وهو نوع فرعى من الفيروسات التاجية التى تشمل فيروس كورونا.
ووجد العلماء أيضًا العديد من مسببات الأمراض الجديدة فى مجموعات أخرى من الفيروسات.
وتضمنت هذه الفيروسات فيروسين جديدين من فيروسات الآفات، المرتبطين بالحمى الصفراء وحمى الضنك، وفيروس نجمى جديد، وهى عائلة من الفيروسات التى تسبب حالات عدوى مثل حشرات المعدة، وفيروسين جديدين من فيروسات البارفو، التى يمكن أن تسبب أعراض تشبه أعراض الأنفلونزا، وفيروسين جديدين من فيروسات الورم الحليمى، وهى عائلة من فيروسات الورم الحليمى، وهو من مسببات الأمراض التى يمكن أن تسبب الثآليل التناسلية والسرطان لدى الناس.
وسلطوا الضوء على اكتشاف فيروسات الآفات والفيروسات الصغيرة الجديدة باعتبارها ذات أهمية خاصة حيث تم العثور عليها فى فأر إدواردز العملاق طويل الذيل وأنواع فئران سيكيم، ولم يكن من المعروف أن أيًا منهما كان يؤوى فى السابق مثل هذه الأنواع من مسببات الأمراضن وتعتبر مدينة هاينان، التى يسكنها حوالى 9 ملايين نسمة، معزولة عن البر الرئيسى للصين.
وأضاف العلماء أنه من المحتمل وجود فيروسات أخرى غير معروفة فى أجزاء مماثلة من العالم، مؤكدين، "إن النتائج توسع معرفتنا بتصنيف الفيروسات ونطاق المضيف، وتشير إلى أن هناك فيروسات متنوعة للغاية وغير مكتشفة تطورت بشكل مستقل فى مضيفاتها البرية الفريدة فى المناطق التى يتعذر الوصول إليها، إذا عبرت هذه الفيروسات حاجز المضيف، فمن المحتمل جدًا أن تسبب مرضًا حيوانيًا.
وقالت الصحيفة، أنه يجب تقييم القدرة المرضية والتأثير المرتبط بهذه الفيروسات الجديدة على البشر والحيوانات فى مزيد من الدراسات، وقال الباحثون: أن القوارض التى تحمل مسببات الأمراض المحتملة تشكل تهديدا كبيرا من حيث الأمراض الحيوانية المنشأ، وذلك لأنها "موزعة على نطاق واسع"، و"متنوعة فى الأنواع"، و"تتمتع بقدرة إنجابية قوية"، كما أنها تهاجر فى مجموعات وتتركز فى الأماكن ذات الكثافة السكانية العالية والرطبة والدافئة مثل وسط وجنوب الصين، وكتبوا أن هذا يوفر لهم العديد من الفرص للتفاعل مع البشر.
وحذر العلماء مرارا وتكرارا من أن الوباء القادم يمكن أن ينشأ من الحيوانات مع تغير المناخ وتدمير الموائل وبيع الحيوانات البرية الحية فى ما يسمى "الأسواق الرطبة"، وكلها عوامل تزيد من المخاطر، يعتقد فى الأصل أن كورونا جاء من حيوان، على الأرجح الخفافيش، على الرغم من أن عددًا متزايدًا من الخبراء يشتبهون فى أن التجارب التى أجريت فى ووهان ربما تكون قد أثارت انتشاره بين الناس
وكانت الدكتورة زينجلى نفسها تشعر بالقلق ذات يوم من احتمال تسرب كورونا من داخل مختبرها، وفقًا لزملائها.
وأوضحت الصحيفة، تفترض ما يسمى بـ "نظرية التسرب المختبري" أن العلماء فى ووهان كانوا يجرون تجارب على عينات كورونا التى تم جمعها من البرية عندما تسرب الفيروس عن طريق الخطأ إلى منطقة الاحتواء، مما أدى إلى إصابة مواطنى المدينة ومن ثم العالم، وفى حين اكتسبت النظرية زخمًا فى السنوات التى تلت الموجة الأولى من الحالات، يؤكد العديد من العلماء أن كورونا على الأرجح ظهر بشكل طبيعى، وينتقل من الحيوانات إلى البشر.
المصدر: أخبارنا
إقرأ أيضاً:
فيروسات المستقبل.. السلاح الخفي في معركة البقاء
لم تعد الحروب الحديثة تُخاض على جبهات واضحة أو بخطوط تماس تقليدية، بل أصبحت مختبرات الأبحاث البيولوجية والجينية جبهات متقدمة في صراع القوى الدولية، ومع تسارع وتيرة التقدم في علوم الوراثة والتكنولوجيا الحيوية، تلوح في الأفق ملامح عصر جديد من الحروب، الحروب البيولوجية المستقبلية، التي قد تُعيد تشكيل النظام العالمي وتُحدث تحولات جذرية في مفاهيم الأمن القومي والسيادة.
التحول الجوهري في طبيعة الحرب البيولوجية المستقبلية يكمن في دقتها الانتقائية، ففيما كانت الأسلحة البيولوجية التقليدية تُطلق في نطاق واسع غير موجه، بات الآن بالإمكان استخدام أدوات مثل تقنية "كريسبر" لتعديل الجينات وتصميم فيروسات موجهة تصيب فئة بشرية معينة بناءً على خصائص وراثية محددة، كالسلالة أو العرق أو حتى التكوين الجيني لسكان منطقة بعينها.
في قلب هذه الحرب القادمة تقف البيانات الوراثية للبشر، باعتبارها الوقود الحقيقي للصراعات، ملايين الأشخاص أرسلوا عينات حمضهم النووي إلى شركات لتحليل الأنساب أو الأمراض الوراثية، هذه الشركات، رغم ما تعلنه من التزام بالخصوصية، قد تكون في يوم ما هدفًا للاختراق أو الشراء من قِبل جهات أمنية.
ويمكن استهداف مجموعات بشرية معينة بفيروسات مصممة بدقة. ويمكن معرفة نقاط ضعف الشعوب صحيًا، وتطوير أدوات قتل صامتة، وهذا النوع من الأسلحة يُحدث ثورة في موازين القوى، لأنه يتيح لدولة صغيرة أو تنظيم مسلح امتلاك قدرة تدميرية تضاهي النووي، ولكن دون الدمار الشامل للبنية التحتية أو الحاجة إلى جيوش ضخمة.
التهديد لا يأتي فقط من الدول العظمى التي تستثمر في البحث البيولوجي، بل من تعدد اللاعبين غير التقليديين، شركات التكنولوجيا الحيوية العابرة للحدود، التي تُجري تجارب على الجينات، أصبحت تملك بنوك بيانات ضخمة يمكن استخدامها لأغراض هجومية، كما أن السوق السوداء للفيروسات والمُعدلات الجينية باتت متاحة عبر الشبكة المظلمة.
والتقارير الاستخباراتية تؤكد أن بعض الدول استثمرت ملايين الدولارات في أبحاث الجينوم البشري بهدف جمع قاعدة بيانات جينية عالمية، يمكن من خلالها تطوير فيروسات مخصصة وهي ليست مجرد خيال علمي، بل مشروع يُطبخ في الخفاء على نار باردة.
والتنظيمات المتطرفة قد تستخدم فيروسًا مُهندَسًا كأداة إرهاب واسعة النطاق، بل إن بعض الفرضيات الاستخباراتية تتوقع هجمات بيولوجية بوساطة طائرات درون صغيرة تنشر رذاذًا معديًا في أماكن التجمعات.
وقد أظهرت جائحة كوفيد-19 هشاشة البنية الصحية العالمية، حتى في الدول المتقدمة، وكشفت مدى تداخل الأمن الصحي مع الأمن الاقتصادي والاجتماعي والسياسي، والجائحة كانت، في نظر كثير من المحللين الاستراتيجيين، محاكاة عملية لحرب بيولوجية محدودة.
فحرب بيولوجية واحدة قد تُسقط دولة قوية دون طلقة واحدة هذا يجعل بعض الدول تفكر بالبيولوجيا كأداة للانتقال من وضعية القُطر الصغير إلى لاعب إقليمي أو عالمي فإذا استطاعت دولة ما توجيه ضربة بيولوجية تُحدث انهيارًا اقتصاديًا في دولة عظمى، دون أن تُكتشف، فقد تحقق نفوذًا غير مسبوق دون الحاجة لمواجهة مباشرة.
ولو ظهر الآن فيروسًا أكثر فتكًا، مُصممًا في مختبرات عسكرية، لا يُظهر أعراضه إلا بعد أسبوعين من العدوى، يُصيب فئة عمرية منتجة، ويُطلق بهدوء في أحد المطارات الدولية لن يكون حجم الخسائر يُقاس بالموتى فقط، بل بالانهيار الكلي لسلاسل الإمداد، والثقة المجتمعية، وحتى استقرار الأنظمة السياسية.
وفي السنوات الأخيرة، ومع تنامي الصراعات الجيوسياسية وحمى سباق التسلح الصامت، تصاعد الحديث في أوساط المخابرات والمراكز البحثية عن تجارب بيولوجية سرية تجريها بعض الدول الكبرى، هدفها ليس العلاج، بل تطوير فيروسات معدلة وراثيًا لتُستخدم كأسلحة دمار شامل.
ويؤكد تقرير صادر عن "معهد ستوكهولم لأبحاث السلام الدولي" أن هناك دلائل متزايدة على أن بعض الدول تسعى لخلق "فيروسات ذكية"، يصعب اكتشافها، وتتميز بسرعة الانتشار، وارتفاع معدل الوفاة، وإمكانية برمجتها لاستهداف جينات معينة.
وفي أوائل عام 2024، أعلنت منظمة الصحة العالمية حالة التأهب القصوى بعد ظهور سلالة متحورة من فيروس "ماربورغ" في وسط إفريقيا، أُطلق عليها اسم “ماربورغ 2.0”، السلالة الجديدة لم تكن طبيعية في نمط تطورها، وهو ما أثار شكوكًا حول تدخل بشري في تعديل بنيتها الجينية.
وتمتاز هذه النسخة بسرعة الانتشار عبر الهواء وهو تطور خطير مقارنة بالسلالة الأصلية التي كانت تنتقل عبر سوائل الجسم فقط، ومع معدل وفاة يصل إلى 85% في الحالات المصابة، وغياب لقاح فعال حتى اللحظة، بدا العالم وكأنه على شفا كارثة بيولوجية.
لكن ما أثار الجدل أكثر، هو تسريب وثائق من مركز أبحاث في أوروبا الشرقية، تشير إلى تجربة سرية كانت تهدف لاختبار قدرة الفيروس على الانتشار في بيئات مغلقة كالمطارات والسجون، وهو ما أعاد إلى الأذهان كابوس "مختبرات الموت".
وفي جنوب آسيا، رُصدت حالات لفيروس "نيباه" المتحور، والذي تم تطويره في ظروف غامضة ليصبح أكثر مقاومة للأدوية وأسرع في الانتقال من إنسان لآخر والنسخة الجديدة، التي أُطلق عليها اسم "نيباه X"، تتسبب في تورم دماغي حاد يودي بحياة الضحية خلال أقل من 48 ساعة من ظهور الأعراض.
اللافت أن التحاليل الجينية أظهرت تلاعبًا واضحًا في الشيفرة الوراثية للفيروس، مما دفع جهات استخباراتية غربية إلى اتهام أطراف غير معلومة بتطوير الفيروس داخل مختبرات عسكرية، ربما بغرض اختباره كسلاح كتمهيد لحرب بيولوجية محتملة.
ما يجعل هذه الأسلحة البيولوجية الفيروسية أكثر خطورة من غيرها، هو أن اكتشافها يتم بعد فوات الأوان، فغالبًا ما يُعتقد أن انتشار الفيروس هو وباء طبيعي، حتى تتضح الحقيقة، ولا يمكن مواجهة هذه الفيروسات بأسلحة تقليدية، ولا حتى بالجيوش، مما يجعل الدول أمام خيارين الانهيار أو العزلة، ولعل ما حدث في أعقاب جائحة "كوفيد-19" يُعد تحذيرًا مبكرًا لما هو قادم لكن الفرق أن الفيروسات التي ظهرت مؤخرًا أكثر خبثًا، وأسرع فتكًا، وربما للأسف أكثر ذكاءً.
وفرض التوازن النووي حالة من الردع بين القوى العظمى، والعالم الآن بحاجة إلى مفهوم جديد للردع البيولوجي لكن التعقيد في الأسلحة البيولوجية يكمن في إمكانية إنكار استخدامها، وصعوبة تتبع مصدرها، مما يجعل المحاسبة الدولية شبه مستحيلة.
من هنا تنبع الحاجة إلى معاهدة دولية مُلزمة تُعزز الشفافية في الأبحاث البيولوجية، وتُنشئ هيئة تحقيق عالمية لديها صلاحية التفتيش الفوري على المختبرات، تمامًا كما هو الحال مع وكالة الطاقة الذرية.
وسيحتاج الأمن القومي في العقود القادمة إلى إعادة تعريف جذري. الجيوش التقليدية، مهما كانت قوتها، لن تستطيع حماية دولة من فيروس موجه، والمطلوب هو بنية تحتية للذكاء الحيوي، تُراقب التغيرات البيولوجية غير المعتادة، وتحلل التسلسل الجيني للفيروسات الجديدة فور ظهورها.
الدول الذكية لن تستثمر فقط في الطائرات والسفن، بل في قدرات رصد بيولوجي مبكر، وفي العلماء باعتبارهم جنود الخط الأمامي في الحروب القادمة والتي قد لا تصدر عنها أصوات انفجارات، ولا ترفع فيها رايات، لكنها ستكون الأكثر تأثيرًا في تاريخ البشرية، حرب تُخاض داخل خلايا الجسد، وميادينها مجهرية، ولكن عواقبها عالمية.