البطريركان المسكوني واللاتيني: ألم جراء استهداف المجمع الأرثوذكسي في غزة
تاريخ النشر: 26th, October 2023 GMT
أعرب الكاردينال بييرباتيستا بيتسابالا، بطريرك القدس للاتين، عن حزنه وألمه لضحايا الغارة الجوية التي استهدفت من دون سابق إنذار مجمع كنيسة القديس بورفيريوس للروم الأرثوذكس في مدينة غزة، ليلة الخميس 19 تشرين الأوّل 2023.
وأدت الضربة الإسرائيليّة إلى انهيار مفاجئ وكارثي لقاعتين في الكنيسة، وكان ينام فيها عشرات النازحين، بينهم نساء وأطفال، معظمهم من المسيحيين، وقد أصيب العديد منهم بجروحٍ خطيرة.
وقال الكاردينال بيتسابالا، للتلفزيون الكاثوليكي الإيطالي "تي في 2000"، إن "آلام تلك العائلات، التي تُعاني بالفعل منذ فترة طويلة، هائلة ونحن معهم. نصلي من أجل أن ينتهي هذا الوضع في أقرب وقت ممكن".
وأضاف: "دعونا نأمل أن يعود العقل إلى من يتخذون القرارات"، مشدّدًا على أنّ "الحرب والقنابل لن تحل المشكلات أبدًا، بل على العكس من ذلك، فهي تخلق دائمًا مشاكل جديدة". وعلى إثر هذه الغارة، انتقلت العديد من العائلات من المجمع الأرثوذكسي إلى كنيسة العائلة المقدسة للاتين المجاورة، والتي تؤوي بالفعل مدنيين آخرين يبحثون عن ملجأ.
وأوضح البطريرك بيتسابالا أن الجماعة المسيحيّة البالغ عددها 1000 شخص في غزة قرّرت البقاء بغض النظر عن المخاطر. وأضاف: "أولًا لأنهم لا يعرفون إلى أين يذهبون، ثم لأنهم يقولون إنه لا يوجد مكان آمن في قطاع غزة". وأشار البطريرك إلى أنه رغم كل ما يجري فإن إيمانهم لا يزال ثابتًا حتى تحت القصف.
واجرى بطريرك القسطنطينية المسكوني برثلماوس الأوّل اتصالًا هاتفيًا مع بطريرك القدس للروم الأرثوذكس ثيوفيلوس الثالث، للتعبير عن تعازيه جرّاء وقوع العديد من الضحايا، متمنيًا الشفاء العاجل للمصابين.
وبحسب البيان الصادر عن البطريركيّة المسكونيّة، فقد أكد البطريرك برثلماوس دعمه أمام "الأحداث المأساويّة" التي تشهدها الأرض المقدّسة، معربًا عن أمله في "استعادة السلام والأمن في أسرع وقت ممكن للجميع في منطقة الشرق الأوسط".
وعلى عكس الغارة التي استهدفت المستشفى المعمداني في مدينة غزة، والتي أسفرت عن سقوط مئات الضحايا في 17 تشرين الأوّل الحالي، فقد أكد الجيش الإسرائيلي أنّ انفجار الخميس كان نتيجة لغارة جوية، قائلًا إنه استهدف مركز قيادة قريب من منطقة الكنيسة.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
المرصد يتناول أبشع فصول حرب الإبادة ضد نساء غزة وأطفالها
وعرضت الحلقة فيلما وثائقيا بعنوان "نساء وأطفال غزة.. استهداف بالقتل والتجويع"، رسم فيه ملامح الإبادة الجماعية التي تطال الأضعف في المجتمع الغزّي: النساء والأطفال، إذ لا ينجو الجنين في بطن أمه، ولا الطفل في حضن أبيه، ولا الرغيف من طوابير الجوع.
ومنذ اللحظات الأولى للفيلم، تصطدم المشاعر بمشهد يد صغيرة تمسك بقضبان صدئة، وامرأة تتوسل قطعة خبز لابنها، في حين تصف أخرى كيف ينام طفلها على وعد كاذب بـ"قطعة خبز" صباحا.
اقرأ أيضا list of 4 itemslist 1 of 4الإعلام الحكومي بغزة يحذر من كارثة صحية تهدد حياة عشرات آلاف الرضعlist 2 of 4التجويع يواصل الفتك بسكان غزة ومنظمات دولية تحذر من "مسرحية المساعدات"list 3 of 4ناشطون يطلقون حملة شعبية لوقف تجويع غزة ورفع الحصار عنهاlist 4 of 4المكتب الإعلامي الحكومي بغزة: المجاعة مستمرة وتزداد توحشاend of listوتقول سهير سويلم من ميناء غزة: "ابني ما بيرضى ينام إلا بوعدي.. بس يصحى يقول لي وين الخبزة؟"، ولم تعد الخبزة وجبة، بل صارت حلما أكبر من طفولة محاصرة بالجوع.
وفي مشاهد تتابع كوابيس النزوح والقصف، تحكي هبة كيف كانت تجري حاملة جنينها وسط الجثث المتناثرة على الأسفلت، تتنقل بين بيوت تُقصف واحدا تلو الآخر، وحينما اشتد القصف، جاءها المخاض المفجع لا الولادة: "فقدت الجنين. فقدت إخوتي وأخواتي".
وتتابع هبة: "عائلات كاملة انمحت.. 4 إخوة، و4 أخوات، وأعمامي، وولاد خالي.. طلعوا بموجب نداء إخلاء إسرائيلي وقالوا هذا شارع آمن.. فتم قصفهم. الجنين وُجد طالعا من بطن أمه، محروقا. أي ذنب لهؤلاء؟".
استهداف وتفكيك متعمدوتسرد مها الحسيني، مديرة الإعلام في المرصد الأورومتوسطي لحقوق الإنسان، بلهجة هادئة لا تخفف من فداحة ما يُقال: "كان هناك نمط استهداف لمجتمعات بأكملها.. أُبيدت عائلات كاملة، ما يحدث هو تفكيك متعمد للبنية الاجتماعية، وهذا يُعد جريمة إبادة جماعية".
وضمن شهادات الفيلم، يروي كمال براوي مجريات "يوم فزعه الأكبر"، حين فقد زوجته وأطفاله ووالدته في لحظة واحدة، ويُخرج من هاتفه صور طفلته رهف التي كانت تقول له: "أنا بدي أطعمك من يدي يا بابا".
ويُغمض عينيه ويتذكر آخر مرة رآهم فيها أحياء: "كلهم لابسين أواعي جديدة. صحيت على الغبرة والقصف، ابني تحته الركام.. الباقي راحوا. استشهدت أمي، مرتي، وابني الصغير عمره 7 شهور".
إعلانوبين جنبات الخيام، تحكي فداء صالحة عن وجعها كأم جديدة نجت بجسدها لا بروحها: "أنا والدة قيصري.. ما في تخت، ما في دواء، لا في سرير للبيبي، ولا لنفسي. أنت فقط هنا لتُطعم وتُهرب وتُخفي الأطفال من الموت. تنسى أنك موجود أصلا".
أشكال مختلفة من القهروفي خان يونس، يتخذ القهر شكلا جديدا، حيث تندفع عشرات النساء خلف خبر عن مساعدات أميركية قادمة، بينما لم تحجب صرخاتهن صوت القنابل ولا رصاص القناصة.
تقول وفاء عيد: "أجوا علينا بجيبات ودبابات وكواد كابتر.. فلفل، غاز، قنابل! مشهد رعب حقيقي!"، في حين تشير أم محمود القصير إلى فوضى الطحين والعدس: "رموا علينا فلفلا.. بعدين طخوا علينا. النسوان انصابت، وما حدا رحمهم".
وفي قلب هذه الفوضى، تتبدى مشاهد مؤلمة كأنها جزء من فيلم خيال علمي، فهناك طفل ينظر من نافذة محطمة، وآخر يشرب من وعاء فارغ، وأمه تبكي إلى جواره.
ولأن الحرب ليست فقط ما يحدث بالقنابل، بل أيضا بما يُمنع عن الناس من خبز ودواء وكرامة، فإن الوثائقي يكشف جريمة التجويع كأداة قذرة من أدوات الإبادة، فالنساء يركضن خلف فتات الطحين، ويُقمعن بالقوة، والأطفال يتوسلون قطرة ماء، ولا يجدون سوى الدخان والرماد.
وفي نهاية الفيلم، تعود مها الحسيني لتختصر كل تلك المشاهد في توصيف قانوني موجع: "هذا استهداف ممنهج للنساء والأطفال، ينطبق عليه تعريف الإبادة الجماعية وفق اتفاقية 1948، حين يُرتكب فعل بهدف إهلاك جماعة قومية أو إثنية، كليا أو جزئيا، عبر القتل، أو خلق ظروف معيشية تؤدي إلى هلاكها".
28/7/2025-|آخر تحديث: 20:56 (توقيت مكة)