في #عالم يخلو من #القيم و #المبادئ، ما هي #المعايير لكي نصبح ” #بلدان_متحضرة “!

كتب م. #علي_أبو_صعيليك

منذ بداية الإبادة الجماعية التي ترتكبها قوات الاحتلال الصهيوني في قطاع غزة الفلسطيني، ترددت كلمة “العالم المتحضر” على لسان رئيس أكثر من دولة غربية وكذلك مسؤولون كبار في المؤسسات الأوروبية وقيادات كيان الاحتلال الصهيوني، ونتساءل: أين يقع هذا العالم وما هي معايير تقسيم البلدان؟ وهل الديانات واللون والعرق هي أحد المعايير؟ مثلاً فرنسي مسيحي أسود يعتبر مواطن دولة متحضرة بينما مواطن صومالي مسلم أسود يعتبر مواطنا من بلد غير متحضرة أو بكلمة أقسى بلد متخلف؟

من الواضح أن العالم ما قبل “طوفان الأقصى” ليس كالعالم بعده، وصحيح أننا مقتنعون تماماً بأن الشعب الفلسطيني مظلوم في عدم حصوله على حقة في تحرير وطنه، لكن أيضا علينا التفكير بهذا المفهوم الذي برز كثيراً خلال الأيام الماضية وهو مفهوم “العالم المتحضر” وربط ذلك بما يحدث من إبادة جماعية يتعرض لها الشعب الفلسطيني بكل الوسائل، نتحدث عن منع وصول الكهرباء والماء والغذاء والوقود لقرابة مليونين ونص إنسان مدني ومن ثم قذف القنابل الفتاكة على البيوت والمساجد والمستشفيات وغيرها من الأماكن التي يستخدمها المدنيون الفلسطينيون وثبت تماماً أنها لا تحتوي أي شيء يتعلق بالمقاومة الفلسطينية.

مقالات ذات صلة مواضعات من الزمن الشائه 2023/10/26

وفق تصنيف الغرب والنتن-ياهو فإن الشعب الفلسطيني غير المنتمي للعالم المتحضر ليس فقط من هم في قطاع غزة، بل والمدنيين في الضفة الغربية الذين يتعرضون للقتل المتعمد من قطعان المستوطنين وجنود الاحتلال ولا يدافع عنهم أحد مع الأخذ بعين الاعتبار أنهم لا يمتلكون السلاح، وحتى السلاح الذي يتواجد مع موظفي “ٍسلطة أوسلو” فإن تم استخدامه يتم توجيهه في وجهة المتظاهرين الفلسطينيين المتسلحين فقط بالهتافات، ما هذا الهوان الذي وصلنا له.

ومن هنا نتساءل: هل تم تصنيف الشعب الفلسطيني من “العالم غير المتحضر” لأنه عربي أو لأنه في غالبيته مسلم أو ما هي معايير التصنيف؟ هل دعم غالبية الشعب الفلسطيني لحقه في تحرير وكأنه أحد هذه المعايير؟ هل دعم التنظيمات الفلسطينية التي تعمل على تحرير وطنها وشعبها مخالفا للتحضر؟ هل دعم العملاء بائعي وطنهم يعتبر من مظاهر التحضر؟

قرار العقوبة الجماعية بإبادة شعب كامل محاصر في منطقة جغرافية صغيرة منذ أن فازت حركة المقاومة الفلسطينية حماس في الانتخابات التشريعية عام 2006 هو أحد القرارات غير الإنسانية التي تدعمه وتنفذه الدول المتحضرة، نحن لا نتحدث عن معايير مزدوجة فحسب، لا أجد التعبير المناسب ولا الكلمات التي توصل رسالتي، قد تكون هنالك كلمات غير لائقة توصل الرسالة ولكن شخصياً أصنف نفسي كما أصنف الشعب الذي أنتمي له بأننا أصل وأهل الحضارة الإنسانية في الماضي والحاضر ولذلك أترفع ليس عن دعم إبادة الشعوب، بل وأترفع حتى عن إستخدام كلمة غير لائقه، من بالله عليكم “غير المتحضر” ؟! طبعا معايير تصنيفي تختلف جذريا عن معايير تصنيف الدول المتحضرة!

خلال الإبادة الجماعية التي لا يرتكبها جنود الصهاينة فحسب، بل ترتكبها أمريكا والدول الغربية، ليس هم فحسب بل الكثير الكثير من العالم المتخاذل الموصوف بالمتحضر، خلال هذه الإبادة قدمت حركة المقاومة الإسلامية بل قدمت المقاومة الفلسطينية دروساً في التحضر وشرف القتال، أطلقت سراح بعض من تم أسرهم بالخطأ، ليس ذلك فحسب، بل وصفتهم بالضيوف ولم تنعتهم بالأسرى، هذا والشعب الفلسطيني يتعرض للإبادة، ألم يكن بإمكان المقاومة أن تضع جميع من سقطوا بين بيديها في السابع من أكتوبر مكبلين على أسطح المباني والمساجد والمستشفيات لكي يحرجوا قوات الدول المتحضرة؟

فعلاً نحن شعوب غير متحضرة، كان يجب أن نقدم فلسطين على طبق من ذهب لقطعان المستوطنين، ليس بلدنا جغرافياً فحسب، في العالم الغربي أصبح “الشذوذ” سلوكاً قانونياً، كان علينا أن نكون “شاذين” جسديا وفكريا لكي ترضى علينا دول الشذوذ، أقصد الدول المتحضرة، لعلها تضعنا في معاييرها ونصبح في الطريق الصحيح للحضارة، حضارة إبادة للأطفال والنساء.

أشعر بالاشمئزاز عندما أستمع مضطراً لشخص مثل بايدن أو ماكرون على قناة الجزيرة وهم يتحدثون عن بذل الجهود لإدخال المساعدات إلى قطاع غزة وبنفس الوقت تتم إبادة هؤلاء “غير المتحضرين” بأسلحة صنعت في عواصمهم، مشاعر مقززة تتملكني، قرأت كثيراً عن هولاكو أو دراكولا أو غيرهما من المجرمين لكن لا أعلم إذا كان هنالك في تاريخ البشرية من هم أقذر من هؤلاء المتحضرين الغربيين الذين يرتكبون إبادة جماعية لشعب يعلم البشرية جمعاء معنى الحضارة، وقد أحسن وزير الخارجية الأردني في دقة توصيفه للموضوع عندما تحدث في الأمم المتحدة عن الإبادة قائلاً: أننا نشعر بأن هذه حرب بين الغرب والعرب والإسلام.

كاتب أردني
aliabusaleek@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: عالم القيم المبادئ المعايير الشعب الفلسطینی

إقرأ أيضاً:

فلسطين تطالب بتحرك عربي عاجل لوقف استخدام الجوع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني

دعت دولة فلسطين إلى تحرك عربي عاجل لوقف استخدام الجوع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني، مؤكدة أن حماية العائلات من الانهيار تشكّل أولوية وطنية ملحة في ظل الظروف الإنسانية الكارثية التي تشهدها الأراضي الفلسطينية، خاصة في قطاع غزة.


جاء ذلك في كلمة وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية سماح حمد، في الاجتماع العربي الإقليمي التحضيري للقمة العالمية الثانية للتنمية الاجتماعية، الذي انعقد في العاصمة التونسية، بتنظيم من مجلس وزراء الشؤون الاجتماعية العرب، وفقا لوكالة الأنباء الفلسطينية "وفا".
مندوب فلسطين بمجلس الأمن: تطبيق حل الدولتين سبيل استقرار المنطقةفلسطين تطالب بوقف إطلاق النار بغزة بالتزامن مع هدنة إيران وإسرائيل

وأكدت وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية سماح حمد، أن آلاف العائلات تُركت لمواجهة المجاعة بمفردها، وسط عدوان مستمر وحصار خانق، وانهيار شبه كامل في مقومات الحياة الأساسية، مضيفة أن "عشرات الأطفال فقدوا حياتهم بسبب الجوع والبرد في الأشهر الماضية، في مشهد لا يمكن تصديقه أو الصمت حياله"، معتبرة أن ما يجري في غزة هو "استخدام مقصود للجوع كسلاح لكسر إرادة الناس ودفعهم نحو الهجرة أو الاستسلام"، مشددة على أن الأطفال في غزة يُجبرون على النوم على وقع القصف، ويُحرمون من الغذاء والماء والدواء، بينما تُمنع شاحنات المساعدات من دخول القطاع رغم وقوفها على بعد أمتار من الحدود.
 

وأشارت الوزيرة الفلسطينية إلى جهود الحكومة الفلسطينية في مواجهة الكارثة الإنسانية، مؤكدة أنه رغم شح الموارد وتعقيد الأوضاع، تم تسجيل أكثر من 350 ألف أسرة ضمن السجل الوطني الاجتماعي، وتقديم مساعدات نقدية طارئة عبر المحافظ الرقمية خلال عام 2024، مع سعي الحكومة لتأمين تمويل إضافي لعام 2025، موضحة إطلاق برنامج كفالة الأيتام الذي يشمل أكثر من 46 ألف طفل، واستئناف برنامج التحويلات النقدية في الضفة الغربية وتحويله إلى نظام شهري يغطي أكثر من 31 ألف أسرة، بما يشمل ذوي الإعاقة والأسر الأشد فقرًا.
 

كما أكدت أن الضفة الغربية تشهد بدورها تصعيدًا ميدانيًا وأوضاعًا إنسانية متدهورة، مع ازدياد أعداد النازحين، وقيود على إدخال المساعدات، واحتجاز الاحتلال لأموال المقاصة، ما يشكّل محاولة ممنهجة لتجفيف الموارد وتعطيل قدرة الدولة على الاستجابة.
 

وأوضحت أن الحكومة الفلسطينية تعتمد نهج "النيكسس" الذي يدمج بين الإغاثة والتعافي والتنمية، من خلال رقمنة الخدمات الاجتماعية، وتوسيع مظلة الحماية للفئات الهشة، بما يشمل التعليم، والدعم النفسي، وتمكين النساء، وخدمات الطفولة، باستخدام أدوات رقمية تستهدف الفئات الأشد تضررًا

طباعة شارك فلسطين تحرك عربي الشعب الفلسطيني وزيرة التنمية الاجتماعية الفلسطينية العاصمة التونسية

مقالات مشابهة

  • القدية للاستثمار راعيًا رسميًا لمهرجان “جودوود للسرعة” في المملكة المتحدة
  • السيد القائد يدعو الشعب اليمني للخروج المليوني غداً جهاداً في سبيل الله ونصرة للشعب الفلسطيني
  • حماس تدعو المجتمع الدولي لوقف المجازر الصهيونية بحق الشعب الفلسطيني
  • تدشين دورات “طوفان الأقصى” في مديرية شعوب
  • “الخارجية”: المملكة تدين التصريحات الإسرائيلية التي تدعو لفرض السيادة على أراضي الضفة الغربية
  • نائب من حزب الشعب الجمهوري يرد على أوزيل بعد تبرئته كاريكاتير “ليمان”
  • “المجاهدين الفلسطينية” تبارك استهداف اليمن مطار بن غوريون ومواقع اخرى
  • “أبطال الخير”… فعالية لترسيخ القيم الأخلاقية عند الأطفال بحمص
  • بلقبلة:”بعض اللاعبين لا يختارون الجزائر عن قناعة!”
  • فلسطين تطالب بتحرك عربي عاجل لوقف استخدام الجوع كسلاح ضد الشعب الفلسطيني