فى ذكرى ميلاد د. محمد سيد طنطاوي .. معلومات لا تعرفها عنه
تاريخ النشر: 28th, October 2023 GMT
تحل اليوم السبت الموافق 28 من أكتوبر، الذكرى الـ95 لميلاد الدكتور الراحل محمد سيد طنطاوي الشيخ السابع والأربعون للأزهر الشريف.
ولادة الشيخ محمد سيد طنطاويولد الدكتور محمد سيد عطية طنطاوي، بقرية سليم الشرقية بمحافظة سوهاج، قبل أن يتلقي تعليمه وحفظ القرآن بمحافظة الإسكندرية، ثم حصل على الليسانس من كلية أصول الدين بجامعة الأزهر عام 1958، عمل بعدها إمامًا وخطيبًا بوزارة الأوقاف عام 1960، وقد كان الشيخ أكبر أخوته وشاءت الأقدار أن تموت أمه بعد ولادته بعدة أشهر؛ لتعتني به زوجة أبيه فأثرت في نفسه تأثيرًا عميقًا من حسن معاملتها له.
وهبه أبوه لـ طلب العلم؛ فعمل على تحفيظه القرآن الكريم وتعليمه العلوم الأساسية بقريته، ليلتحق بعدها بمعهد الإسكندرية الأزهري فاجتاز منه الثانوية الأزهرية بتفوق، وقد كانت درجاته تسمح له الالتحاق بكلية اللغة العربية التي كانت لا تقبل في ذلك الوقت إلا أعلى الدرجات باعتبارها من كليات القمة، إلا أنه فضل الالتحاق بكلية أصول الدين، فتخرج فيها عام 1958م، ثم حصل على تخصص التدريس سنة 1959م، ثم حصل على الدكتوراه في التفسير والحديث بتقدير ممتاز سنة 1966م، وكان موضوعها: «بنو إسرائيل في القرآن والسنة».
وعقب حصوله على درجة الدكتوراة فى الحديث والتفسير عام 1966 تم تعيينه مدرسا فى كلية أصول الدين عام 1968، ثم تدرج فى عدد من المناصب الأكاديمية بكلية أصول الدين فى أسيوط حتى انتدب للتدريس فى ليبيا لمدة 4 سنوات، وفى عام 1980 انتقل إلى السعودية للعمل رئيسا لقسم التفسير فى كلية الدراسات العليا بالجامعة الإسلامية، إلى جانب العمل الأكاديمى تولى الكثير من المناصب القيادية فى المؤسسة السنية الأولى فى العالم، كما عُين مفتيًا للديار المصرية فى 28 أكتوبر 1986 حتى تم تعيينه فى 27 مارس 1996 شيخًا للأزهر حتي رحيله في عام مارس من عام 2010 عن عمر ناهز 82 عاماً.
يقول الإمام الأكبر:"والدتي توفيت بعد ولادتي بأشهر قليلة، لم أرها، وتزوج والدي بسيدة فاضلة أنجبت ستة ذكور سواي، وهذه السيدة الفاضلة التي تزوج بها والدي رحمه الله بعد وفاة والدتي كانت رحمها الله تعاملني كما تعامل أبناءها تماماً هذه المعاملة الكريمة من جانب تلك السيدة أثرت في نفسي تأثيراً عميقاً".
سنة أولى خطابةيروي الشيخ الراحل اللحظات الأولي من صعود المنبر قائلاً: "أذكر بأنى نظراً لأن المرحلة الابتدائية والثانوية وهي 9 سنين قضيتهم في معهد الإسكندرية، وكنت أسكن في حي يسمى بحي الحضرة، وتصادف بأن إمام وخطيب المسجد الذي كنت أصلي به – وهو مسجد صغير– توفي، كنت في أول المرحلة الثانوية – أذكر بأني كنت في أولى ثانوي – فأهل المنطقة كلفوني بأن أتولى خطبة الجمعة، وأتولى – أيضاً- إمامة الناس في الصلوات، ووفيت بوعدي معهم، وكنت حريصاً على أن أؤدي صلاة الجماعة، وكنت حريصاً – أيضاً- على أن أؤدي صلاة الجمعة معهم".
كما كشف الإمام الأكبر رحلته في الصعود إلي قمة دار الإفتاء فى 28 أكتوبر 1986، قائلاً فوجئت باتصال من الشيخ جاد الحق - رحمه الله- يطلب حضوري، فلما حضرت أخبرني بخلو وظيفة وكيل الأزهر وأنه يريد ترشيحه لها، فاستبشرت وشكرته على ذلك، وبينما انتظر ما ستؤل إليه الأمور وبعد مرور أسبوع من الاتصال الأول، كان الاتصال الثاني الذي تبعه مفاجأة ألا وهي منصب الإفتاء"، مضيفاً: "والله أنا لا أعرف أين دار الافتاء؟، فأنا خريج أصول دين وفي السلك الجامعي وجرت العادة أن المفتي الذي توفي من كلية الشريعة، والذى قبله من كلية الشريعة وهو من كلية الشريعة وكل المفتين منذ 70-80 سنة كلهم من كلية الشريعة ( تخصص )" وبعد مراجعة قال له الإمام إن الإفتاء "ليس تخصصي، أنا مدرس تفسير ولست مدرس فقه،والمفتي يكون من خريجي كلية الشريعة لأنه يجب أن يكون ملماً بالأحوال الفقهية وأنا لم آخذ الفقه إلا في المرحلة الإبتدائية والثانوية كلية أصول الدين تخصصها تفسير وحديث وفلسفة وعقيدة وتاريخ وهكذا "
وتابع: كل هذه التبريرات لم تغير شيئاً وانتهى الأمر إلى أنه الشيخ جاد الحق قال له: "سأعطيك 24 ساعة لتفكر". فقال له "طنطاوي": "يا مولانا بدل أن تعطيني 24 ساعة، اسمح لي من الآن. أنا أعتذر. لا أستطيع. أنا عميد لكلية ولا أشعر أنى كفؤ لهذه الوظيفة"، ومع كل ذلك طلب منه الحضور في الغد فذهب إليه فأطلعه على أنه عرض هذه الوظيفة على عدد من الأساتذة خريجي كلية الشريعة ولكنهم اعتذروا.
وأضاف: "إن الإفتاء أمانة في رقبة العلماء وإن لم تقبل ربما تُلغى هذه الوظيفة لإشكالات معينة" أطلعه على جانب منها فما كان من الإمام - رحمه الله- إلا أن قال له "يا أستاذنا مادام الأمر كذلك وما دامت المسألة لخدمة الدين، أنا أستعين بالله وأقبل".
وأعادت جامعة سوهاج، في عام 2019 جائزة "التسامح والحوار الديني"، باسم شيخ الأزهر السابق بعد انقطاع دام 6 سنوات، لتؤكد الجامعة من خلال رئيسها الحالي الدكتور أحمد عزيز، بأنها أقل ما يمكن تقديمه لأحد أعلام الأزهر ومحافظة سوهاج علي وجه الخصوص.
يعد كتابه "الفقه الميسر" واحداً من أعلام المؤلفات التي تركها الإمام الأكبر في المؤسسة الأزهرية حتي عام 2010، والذي صنف العديد من المؤلفات المشهود لها بالوسطية ونبذ التطرف والتشدد.
آخر أيام الشيخ طنطاويشهد اليوم العاشر من مارس الجاري لعام 2010، رحيل الإمام الأكبر أثناء تواجده بالمملكة العربية السعودية، ليدفن على أرضها من خلال مقابر البقيع، وذلك بعد أربع سنوات قضاها على رأس المؤسسة السنية الأعلى في العالمين العربي والإسلامي.
قال المستشار عمرو طنطاوي نجل شيخ الأزهر الراحل محمد سيد طنطاوي: إن والده كان يرفض منصب الإفتاء وقال «مالى أنا ومال الإفتاء دى مسألة صعبة» موضحا أن هذا كان كلامه لفضيلة الامام جاد الحق شيخ الأزهر عندما رشحه لتولى مسئولية دار الإفتاء، ليرضخ بعدها لهذه المسئولية بعد أن اخبره الإمام الأكبر بأن هناك نية لإلغاء هذا المنصب وبالفعل وافق وظل فى منصب الإفتاء ما يقرب من عشر سنوات.
وأوضح في تصريحات له أن والده كان يعانى من مرض القلب ولكنه كان بصحة جيدة قبل السفر للسعودية وحرص على أخذ حقيبة يده فقط وهناك وافته المنية بعد أداء صلاة فجر الأربعاء فى مارس إثر أزمة قلبية أصابته خلال صعوده الطائرة،التى ستقله من الرياض إلى القاهرة، بعد مشاركته فى حفل توزيع جوائز الملك فيصل ومؤتمر بعنوان "صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم" وعلى الفور وافق الملك عبدالله بنقل جثمانه إلى المدينة المنورة بعد أن علم بانه كان يتمنى الدفن بالبقيع وتمت صلاة الجنازة عليه بالمسجد النبوى بعد صلاة العشاء وقد حرص المشيعون على حمل جثمانه بدلا من وضعه على سيارة ليشارك عدد كبير من المواطنين.
وأضاف انه كان يتمنى ان يدفن فى البقيع وقد أخبرنا بها بعد الوفاة الشيخ على الهاشمى المستشار الدينى لرئيس الإمارات وأيضا أنس الكتبى الحسينى أحد أشراف المدينة وأكد أنه كان دائم التحدث عن أمنيته ودعائه بهذه الأمنيه خلال إعارته فى المدينة المنورة حيث كانت تدمع عيناه عندما يمر بالبقيع ويقول اللهم ارزقنا صحبة أصحاب رسول الله فى هذا المكان ليرد عليه الشيخ أنس: وهل نحن أهل لهذا يا دكتور سيد، ليجيبه إن الله عند حسن ظن عبده، ليتحقق له ما تمنى ومن المفارقات أيضا أن يلحق عمى بوالدى بعد أداء فريضة الحج التالية ليدفن هو أيضا بالبقيع.
وأشار إلى أن التفسير الوسيط للقرآن الكريم صدر فى خمسة عشر مجلدًا وأكثر من سبعة آلاف صفحة وقد طبع هذا التفسير عدة طبعات أولها عام 1972م،وقد بذل فيه أقصى جهده ليكون تفسيرًا محررًا من الأقوال الضعيفة والمعانى السقيمة والآراء التى لا سند لها وكان منهج فضيلته البدء فى شرح الألفاظ القرآنية ثم بيان سبب النزول ثم ذكر المعنى الإجمالى للآية ثم تفصيل ما اشتملت عليه الآية من أحكام شرعية وتوجيهات حكيمة.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: الشيخ محمد سيد طنطاوي كلية أصول الدين الأزهر الإمام الاكبر کلیة أصول الدین الإمام الأکبر شیخ الأزهر قال له
إقرأ أيضاً:
يوم التطوع العالمي.. الأزهر: "يدًا تمتد لمحتاج تفتح له باب حياة جديدة"
في يوم التطوع العالمي، قدّم مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية رسالة تتخطى التذكير التقليدي بفضائل العمل الخيري، لتعيد وضع الإنسان الضعيف في قلب القضية، وتُظهر أن خدمة المحتاج ليست مجرد «عمل اجتماعي»، بل مشروع إنساني وروحي قادر على تغيير مصائر كاملة.
أكد المركز عبر صفحته الرسمية أن «يدًا تمتد لمحتاج قد تفتح له باب حياة جديدة»، في إشارة واضحة إلى أن التطوع ليس مساعدة عابرة بل فعل قد يصنع مستقبلًا مختلفًا لشخص ما لا يملك من الدنيا سندًا.
لماذا منح النبي هذه المنزلة لخادم الضعفاء؟العطاء ليس صدقة فحسب.. بل معركة ضد القسوة
استعاد المركز حديث رسول الله ﷺ:«الساعي على الأرملة والمسكين كالمجاهد في سبيل الله» وهو حديث متفق عليه في الصحاح.
هذه المقارنة غير المعتادة بين العمل الاجتماعي والجهاد تحمل دلالة عميقة: النبي ﷺ لم يشبّه الساعي على الضعفاء بالمجاهد عبثًا، بل لأن هذا العطاء يواجه ما هو أخطر من الأعداء الظاهرين: الوحدة، العجز، اليأس، الفقر، وانكسار الروح.
حين توقفت العبادة لتبدأ الرحمةقصة تكشف كيف ينقذ التواصل إنسانًا من الغرق في ألمه
في تصريح للدكتور أحمد عمر هاشم، عضو هيئة كبار العلماء سابقًا، يسرد موقفًا إنسانيًا نادرًا لعبد الله بن عباس رضي الله عنهما، يوضح جوهر الدين في أبهى صورة.
دخل ابن عباس المسجد، فوجد رجلًا محزونًا منكسر النفس. لم ينتظر أن يطلب الرجل العون، بل اقترب منه وسأله عن حاله، ثم عرض عليه المساعدة والسعي في حاجته.
وعندما ذكره الرجل بأنه في اعتكاف، أجابه ابن عباس:«ما نسيت، ولكن سمعت من صاحب هذا القبر أنه قال:من مشى في حاجة أخيه حتى يبلغها كان كاعتكافه في مسجدي هذا عشر سنين».
القصة تطرح زاوية مختلفة تمامًا: العبادة التي لا تحرك قلب الإنسان نحو أخيه لا تكتمل، والاعتكاف الذي يُعلّق من أجل إنقاذ روح مكسورة هو اعتكاف أعمق في معناه، وأقرب إلى الله في أثره.
تجربة روحية يلجأ إليها البسطاء والمكروبون
في السياق نفسه، تطرق فقهاء الأزهر إلى التوسل بالنبي ﷺ باعتباره أحد وجوه الرجاء المشروع.
يقول الجوهري في "الصحاح": الوسيلة هي ما يُتقرّب به.
أما القاموس فيصفها بأنها: «الدرجة والمنزلة والقُربة».
دار الإفتاء المصرية، في فتواها، أوضحت أن التوسل بالنبي من أعظم القربات، وأنه ليس بدعة، مستندة إلى ما نص عليه القرآن الكريم في الحث على طلب الوسيلة إلى الله.
ويؤكد الشيخ أحمد وسام، أمين الفتوى: التوسل بالنبي ﷺ من أقرب الطاعات وأوسع أبواب الرجاء لمن ضاقت بهم السبل.