عشرات الصحافيين والمصورين يقفون كالأبطال على خط النار، منهم من رحلوا بنيران الطلقات الصاروخية ومنهم من نجا واستمر في مكانه حاملا ميكروفون وكاميرا لينقل ما يتعرض له أهالي غزة من جرائم حرب، وعلى الرغم من حالة الصمود التي يبدون عليها منذ بداية عملية «طوفان الأقصى» وحتى الآن، لاحظ رواد مواقع التواصل الإجتماعي تغير ملامح بعضهم بسبب الحزن والإرهاق الشديد.

مراسلة قناة «القاهرة الإخبارية» منى عوكل، والمصور الفلسطيني معتز العزايزة، وغيرهما، من بين «أبطال خط النار» الذين يغطون أحداث غزة، وظهر عليهم تغيرًا واضحًا في الملامح، مثل فقدان الوزن والشحوب الناتج عن الإرهاق والعمل المتواصل، كما أن للحرب تأثيرًا نفسيًا عليهم، أوضحته الدكتورة صفاء محمود حمودة، أستاذ مساعد الطب النفسي بجامعة الأزهر خلال حديثها لـ«الوطن».

التأثير النفسي على الصحفيين بغزة

قصف في كل مكان وصواريخ لا تتوقف، الأمر الذي أثر نفسيًا على متابعي الأحداث في غزة، وكان له تأثيرًا كبيرًا في تغير ملامح الصحفيين، وهو ما رصدته الطبيبة النفسية، وأرجعته إلى التعب والإرهاق وقلة الأكل وانعدام الراحة: «ما حدث هو نقصان وزن واضح بسبب الظروف العصيبة التي يمرون بها، فلا أكل ولا شرب ولا راحة، وبالتالي انعكس ذلك على ملامحهم التي بدت متغيرة".

العمل تحت القصف ليس أمرًا سهلًا، وفقا لـ«صفاء»، والعاملون في هذه أجواء الحرب يصابون بما يسمى «اضطراب الصدمات الحادة»، نتيجة المناظر التي يتعرضون لها يوميا، بخلاف الضفط البدني والنفسي الذي يعيشون فيه: «من المؤكد أنهم يتعرضون لكوابيس ومصابين بتوتر وقلق ونبضات قلب سريعة، بسبب مشاهد الدماء وأشلاء الجثث الموجودة في كل مكان».

دور الأدرنالين في تغير الملامح

وتابعت «صفاء» حديثها عن تأثير الأدرينالين في تغير الملامح قائلة: «نتيجة القلق والتوتر الشديد تزيد نسبة الأدرنالين وبالتالي يحدث تقلص في عضلات الجسم، ويبدو الشخص المصاب بذلك كأنه كبر في السن، وتظهر التجاعيد على وجهه».

المصدر: الوطن

كلمات دلالية: الطب النفسي إسرائيل

إقرأ أيضاً:

السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا: ما الذي تغير؟

لم تُفرِد استراتيجية الأمن القومي الأمريكية الصادرة منذ أيام لأفريقيا سوى أكثر بقليل من  نصف صفحة جاءت في آخر التقرير(ص29)، مما يُشير إلى أنها آخر الأولويات: الأولى كانت أمريكا اللاتينية والكاريبي (أو ما سمته الوثيقة بالنصف الغربي من الكرة الأرضية)، والثانية الصين والمحيط الهادي، والثالثة أوروبا وروسيا، والرابعة الشرق الأوسط… مع ذلك فإن التبدل الكبير الذي حدث في طبيعة هذه الاستراتيجية يُحتِّم على الدول الإفريقية كثيرا من الانتباه لتعديل سياساتها المختلفة وأن تكون أكثر استعدادا للقادم من التطورات.

ولعل أهم تبدل في طبيعة النظر إلى أفريقيا من خلال هذه الوثيقة ما يلي:
أولا: هناك تغير في المنظور الأمريكي للقارة، إذ لم تعد الولايات المتحدة الأمريكية ترى حاجة لأن تَنشر بها قيم الليبرالية والديمقراطية وحقوق الانسان وكل ما تعلق بالحكم الراشد ولا كونها في حاجة إلى مساعدات، بل أصبحت تراها مجالا لتحقيق المنفعة بغض النظر عن طبيعة الحكم فيها. جاء في نص الوثيقة ما يلي: “لطالما ركّزت السياسة الأمريكية في أفريقيا، ولفترة طويلة جدًا، على تقديم المساعدات، ثم لاحقًا على نشر الأيديولوجيا الليبرالية.

وبدلًا من ذلك، ينبغي على الولايات المتحدة أن تسعى إلى الشراكة مع دول مختارة من أجل التخفيف من حدّة النزاعات، وتعزيز علاقات تجارية ذات منفعة متبادلة، والانتقال من نموذج قائم على المساعدات الخارجية إلى نموذج قائم على الاستثمار والنمو، يكون قادرًا على تسخير الموارد الطبيعية الوفيرة في أفريقيا وإمكاناتها الاقتصادية الكامنة“.
تم تحديد المنفعة في مجالات مُحدَّدة هي الطاقة والمعادن النادرة
ثانيا: تم تحديد المنفعة في مجالات مُحدَّدة هي الطاقة والمعادن النادرة، حيث ذكرت الوثيقة:
“يعد قطاع الطاقة وتطوير المعادن الحرجة مجالًا فوريًا للاستثمار الأمريكي في أفريقيا، لما يوفره من آفاق لعائد جيد على الاستثمار”، وحددت أكثر مجال للطاقة في “تطوير تقنيات الطاقة النووية، وغاز البترول المسال، والغاز الطبيعي المسال… {الذي} يمكن أن يحقق أرباحًا للشركات الأمريكية ويساعدنا في المنافسة على المعادن الحرجة وغيرها من الموارد” كما جاء بالنص.

ثالثا: لم تعد الولايات المتحدة تريد أن تتعاون مع أفريقيا كمؤسسات مثل الاتحاد الإفريقي أو المؤسسات الجهوية، بل كدول منتقاة سمَّتها الوثيقة “الشراكة مع دول مختارة”، وهذا يعني أنها لن تتعامل مع جميع الدول ولن تضع في الاعتبار المسائل المتعلقة بطبيعة الأنظمة السياسية أو شؤنها الداخلية.

رابعا: لم تعد الولايات المتحدة تريد الانتظار طويلا لتحقيق أهدافها.. فهي تتجنب كما جاء في الوثيقة “أي وجود أو التزامات… طويلة الأمد“، وهذا يعني أنها ستتصرف بحزم مع منافسيها وتريد نتائج فورية.

خامسا: ستسعى الولايات المتحدة إلى حل النزاعات القائمة وتذكر (جمهورية الكونغو الديمقراطية – رواندا، السودان) كما ستعمل علي تجنب ظهور نزاعات جديدة، وتذكر (إثيوبيا –إريتريا – الصومال) بمعنى أنها تريد سلاما يتماشى مع إمكانية تحقيق مصالحها الاقتصادية، وفي هذا الجانب بقدر ما تحذر من “الإرهاب الإسلاموي” كما تسميه لا تريد أن تجعل من محاربته سياسة بالنسبة لها كما كان في السابق.

هذه الخصائص في استراتيجية الأمن القومي الأمريكية تجاه أفريقيا تجعل القارة أمام مراجعات أساسية لا بد منها لسياساتها البَيْنية وكذلك مع شركائها الخارجيين، وبقدر ما يبدو فيها من ضغوطات فإنها تحمل في ذات الوقت فرصا لدول القارة لتوازن سياستها الخارجية ما بين الولايات المتحدة وغيرها من القوى الدولية الأخرى، الصين روسيا الإتحاد الأوروبي… وهو أمر لم يكن مطروحا من قبل بهذه الصيغة وبهذا الوضوح.

الشروق الجزائرية

مقالات مشابهة

  • خليل الحية في الذكرى الـ38 لتأسيس حماس: أهلنا في الضفة يتعرضون لحملة إرهاب ممنهجة
  • مدير مهرجان سومر للأفلام القصيرة: 5 مسابقات للدورة الثانية وغلق باب الاشتراك في 28 ديسمبر
  • السياسة الأمريكية تجاه أفريقيا: ما الذي تغير؟
  • دراسة صادمة: تغير في الحمض النووي للدببة القطبية بسبب تغيرات المناخ
  • ألحقت أذى نفسيا بالمواطنين.. طلب إحاطة عاجل من النائب مصطفى بكري بشأن «عيادة الكلاب بالتبين»
  • آبل تكشف عن تحديث iOS 26.2 .. ميزات غير متوقعة تغير قواعد اللعبة
  • القبض على مواطن مضطرب نفسيا يهاجم مصلين بسكين داخل مسجد بالإسكندرية
  • مهتز نفسياً.. القبض علي المتهم بطعن اثنين من المصلين داخل مسجد بالإسكندرية
  • ما تأثير إلغاء قانون قيصر على الاقتصاد السوري مستقبلا؟
  • مطار كركوك: لا تأثير للظروف الجوية على حركة الطيران مع تركيا والسعودية