الراي:
2024-06-12@01:53:09 GMT

تركيا مستعدة للقرن القادم من الجمهورية

تاريخ النشر: 29th, October 2023 GMT

يعتبر يوم 29 أكتوبر من كل عام، يوم فرح وفخر للمواطنين الأتراك، حيث نحتفل في تركيا وفي جميع أنحاء العالم بذكرى جمهوريتنا التي أعلنها مصطفى كمال أتاتورك عام 1923. فمن بين أمور عديدة، يمثل إعلان الجمهورية التركية أساس النصر لدولة قومية جديدة ذات أهداف طموحة.

ولكننا هذا العام، أكثر حماساً من أي وقت مضى. ففي 29 أكتوبر 2023، تدخل تركيا مرحلة تاريخية: الذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية.

إن هذه الذكرى المئوية هي شهادة على مرونة أمتنا ونموها، والالتزام الذي لا يتزعزع، من أجل التقدم متطلعين إلى المستقبل.

أود أن أشكر أصدقاءنا في الكويت الذين لم يتركونا وحدنا، بل شاركونا فرحتنا وحماسنا برسائلهم الاحتفالية.

ومع ذلك، فمن المؤسف للغاية أن هذه المناسبة البالغة الأهمية، تزامنت مع مناسبة أليمة ونحن نشهد بألم شديد، المعاناة الهائلة التي يعانيها إخواننا وأخواتنا في غزة، حيث تعرضوا للتدمير والاضطهاد بكافة أشكاله على يد جيش الاحتلال الإسرائيلي. أود أن أكرر مرة أخرى دعم تركيا للقضية الفلسطينية، بما في ذلك إنهاء الاحتلال الوحشي، وإقامة دولة فلسطين المستقلة بالكامل.
رحلة صعبة ولكنها ناجحة

منذ تأسيسها في عام 1923، شهدت تركيا عملية تحول هائلة، بدأت تحت قيادة مصطفى كمال أتاتورك، مؤسس جمهوريتنا. لقد انتقلت تركيا من جمهورية حديثة الولادة إلى دولة ديموقراطية قوية متعددة الأحزاب، تتمتع باقتصاد منافس وقوة عسكرية مثيرة للإعجاب وبنية تحتية متطورة.

ومع ذلك، فإن رحلة التقدم التي استغرقت 100 عام في تركيا لم تكن رحلة ذات خط مستقيم، فعلى طول الطريق، كانت هناك تحديات يجب التغلب عليها، وصراعات مررنا بها، ومعارك كان لا بد من خوضها.

أولا وقبل كل شيء، تحارب تركيا عدة جماعات إرهابية، في وقت واحد في بعض الأحيان، لحماية مواطنيها وضمان سلامة أراضيها وديموقراطيتها. لقد حاربنا الإرهابيين بشكل فعال على جميع المشارب، بدءاً من منظمة غولن الإرهابية السرية، إلى إرهاب حزب العمال الكردستاني الانفصالي العرقي، ومن جبهة تحرير الشعب الثوري اليسارية، إلى الجماعات الإرهابية ذات الدوافع الدينية، مثل تنظيمي القاعدة وداعش. ومن خلال هذا الصراع الملحمي، وجهنا ضربة قوية للمنظمات الإرهابية وأفسدنا مخططاتها الشريرة.

ثانيًا؛ كانت ديموقراطيتنا الوليدة هدفاً للانقلابات العسكرية بشكل دوري تقريباً. حدثت آخر محاولة في ليلة 15 يوليو 2016، عندما حاول فصيل سري داخل الجيش التركي، بأوامر مباشرة من فتح الله غولن (العقل المدبر الإرهابي)، الإطاحة بالحكومة التركية المنتخبة ديموقراطياً. وبفضل القيادة الثابتة لرئيسنا، والتصميم الذي لا يتزعزع لشعبنا، لم يتمكن مدبرو الانقلاب من تحقيق هدفهم.

والحمد لله، لم يتمكن أي من هذه التحديات من أن يمنعنا من مواصلة طريق التنمية، والرفاهية، والديموقراطية والسلام.
القفزة الكبرى نحو القرن التركي

على مدى السنوات العشرين الماضية، مرت تركيا بعصر «الثورة الصامتة»، حيث عالجت الإصلاحات الديموقراطية الشاملة مظالم شعبنا التي طال أمدها، مما أدى إلى تغيير المشهد السياسي بشكل كبير إلى الأفضل. وقد تم تقديم خطط وابتكارات طموحة في مجالات مثل التعليم والصحة، والبنية التحتية، وصناعة الدفاع، والاقتصاد.

منذ عام 2002، تضاعف الناتج المحلي الإجمالي التركي ثلاث مرات بمعدل نمو سنوي قدره 5.4 في المئة. وأدت الاستثمارات العامة الكبرى في البنية التحتية والجسور والموانئ والسكك الحديدية إلى جانب زيادة الطاقة الإنتاجية والقفزة في الصادرات إلى زيادة النمو في تركيا على مدى عقود.

وقامت تركيا ببناء قطاع دفاعي نشط على مدار العشرين عامًا الماضية. وفي عام 2022، وصلت صادرات الأسلحة التركية إلى مستوى قياسي بلغ 4.4 مليار دولار، وهو ما كان يقارب 100 مليون دولار في العقد الأول من القرن الحادي والعشرين. لقد مكنت هذه الثورة في الصناعات الدفاعية بلادنا من الانتقال من كونها ثالث أكبر متلقٍ للأسلحة في العالم إلى المرتبة الثانية عشرة بين أكبر مصدري المنتجات الدفاعية.

من المؤكد أن نجم صناعتنا الدفاعية كانت المركبات الجوية القتالية من دون طيار (UCAV) أو الطائرات من دون طيار.

لقد قدمنا أول مركبة جوية قتالية من دون طيار تعمل بالطاقة النفاثة، Bayraktar Kızılelma، والتي من المقرر أن يبدأ إنتاجها في عام 2024.

لقد أبرمنا هذا العام صفقة تاريخية مع الكويت في ما يتعلق بشراء طائرات من دون طيار تركية من طراز Bayraktar TB2، والتي ستساهم بشكل كبير في القدرات العسكرية للقوات المسلحة الكويتية.

كل هذه التطورات الماضية، توفر لنا الإلهام اللازم للنظر بثقة إلى المستقبل وتحقيق المزيد.

وبينما تشرع تركيا في هذه الرحلة الطموحة، فإنها توجه دعوة مفتوحة إلى المجتمع العالمي للتعاون في بناء مستقبل أفضل. إن «قرن تركيا القادم» ليس مجرد رؤية لتركيا، بل هو وعد للإنسانية - وعد بالتقدم والازدهار والسلام.

في احتفالنا بالذكرى المئوية لتأسيس الجمهورية التركية، نحتفل بقرن من الانتصارات، ونتطلع بأمل وتصميم إلى المئة عام القادمة: قرن تركيا.

وأغتنم هذه الفرصة لأتمنى دوام الصحة والسعادة والعمر المديد لحضرة صاحب السمو أمير البلاد الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح وسمو ولي العهد الشيخ مشعل الأحمد الجابر الصباح، ولشعب وحكومة دولة الكويت الصديقة.​

-----------

* سفيرة الجمهورية التركية لدى الكويت

المصدر: الراي

كلمات دلالية: الجمهوریة الترکیة من دون طیار

إقرأ أيضاً:

منظمة أطباء بلا حدود بالسودان: تم نقل جرحى الفاشر إلى مرافق أخرى غير مستعدة

قالت منظمة أطباء بلا حدود بالسودان بأنه يجب على الأطراف المتحاربة أن توقف الهجمات على مرافق الرعاية الطبية– المستشفى الجنوبي هو مستشفى الإحالة الرئيسي لعلاج جرحى الحرب في الفاشر والوحيد المجهز للتعامل مع الإصابات الجماعية.– تم نقل الجرحى إلى مرافق أخرى غير مستعدة.الجزيرة – السودان

 

إنضم لقناة النيلين على واتساب

مقالات مشابهة

  • وفد صندوق النقد الدولي يصل تركيا
  • تركيا ترحب بقرار مجلس الأمن بشأن غزة وتثني على حماس
  • برلماني سابق: على تركيا الاحتياط من صعود اليمين المتطرف
  • منظمة أطباء بلا حدود بالسودان: تم نقل جرحى الفاشر إلى مرافق أخرى غير مستعدة
  • العلاقات التركية الصينية في النظام العالمي المتغيير
  • دولة خليجية جديدة ستفتح مطارها الدولي لليمنيين اعتبارا من 15 يونيو الجاري
  • وزير الخارجية التركي يزور روسيا للمشاركة في اجتماع وزراء خارجية دول "بريكس"
  • تركيا تدين هجوم “مخيم النصيرات”
  • تركيا:العراق يتربع على استيراد الحبوب التركية خلال الأشهر الخمسة الماضية
  • تركيا.. العثور على سيدة سورية مذبوحة في منزلها!