يضم 6000 قطعة أثرية.. المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية يعود إلى الحياة بعد غلقه 18عاماً
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
تشتهر محافظة الإسكندرية عروس البحر الابيض المتوسط منذ أن أنشأها الاسكندر الاكبر عام 332 قبل الميلاد وهي تتميز بالكثير من الأماكن السياحية و المتاحف الأثرية و في شارع فؤاد الذي يعد أحد أقدم و اشهر الشوارع بوسط الإسكندرية و عند مرورك هناك تجد متحف عريق شاهد علي التاريخ وهو أحد أهم معالم مدينة، و يعد أقدم المعالم السياحية والأثرية المتخصصة في الحضارة اليونانية الرومانية بمنطقة حوض البحر الأبيض المتوسط بمدينة الإسكندرية الذي تم افتتاحه رسميًا عام 1892م فى عهد الخديوي عباس حلمى الثاني، بهدف حفظ الآثار المكتشفة فى الإسكندرية، بعد أن إغلق منذ عام 2005، أي منذ 18عامًا، عاد إلي الحياة بعد تطويره خلال السنوات القليلة الماضية ليصبح صرح سياحي و أثري يحوي بداخله علي الكثير من القطع الأثرية التعود الي العصر الروماني و اليوناني.
ويقول الدكتور صبحي عاشور عضو اللجنة الاثري بسيناريو المتاحف في تصريحات صحفية لموقع الاسبوع أن المتحف الروماني يُعد ثاني أقدم متحف في مصر ارتكزت على تنوع موضوعات العرض داخل قاعات العرض المتحفي، عبر تغطية مساحات تاريخية من تاريخ مصر القديمة بوجه عام والإسكندرية بوجه خاص، مع طرح أقسام جديدة بالمتحف لخدمة الفكر المتحفي الحديث بما يجذب زوار المتحف من الداخل والخارج، لإبراز المزج الفكري والفني بين الحضارات المصرية القديمة واليونانية والرومانية والقبطية والبيزنطية لافتا أن الرؤية العامة للتطوير تضمنت كذلك عرض فكرة الإسكندرية والمعرفة والعلوم الفكرية، لكون الاسكندرية كانت منارة للعلوم والثقافات الحضارية المختلفة، تجذب إليها جميع علماء وفلاسفة العالم القديم لما لها من تأثير ثقافي وحضاري، إلى جانب عرض الفنين البيزنطي والقبطي من خلال البقايا المعمارية المميزة، مع عرض فكرة التجارة والتبادل التجاري والحرف المصرية، والحفاظ على واجهة المتحف القديمة الكلاسيكية التي تشبه المباني الرومانية وتعكس هوية الصرح.
وأضاف «عاشور» أن المتحف الروماني انتهى إنشاؤه في موقعه الحالي عام 1895، ليكون أيقونة ثقافية فريدة، ثم خضع لخطة متكاملة لإعادة التطوير وتحديث قاعات العرض المتحفي، والتي بدأت فعلياً عام 2018، وجاءت خطة ترميم المتحف بهدف تعزيز الرسالة العلمية والثقافية التنويرية لهذا الصرح الأثري، خاصة مع كونه واحداً من أهم وأعظم متاحف حوض البحر المتوسط بأسرها، بالإضافة إلى السعي لوضع الإسكندرية مرة أخرى على خريطة أولويات السائح الأجنبي، وجذب عدد أكبر من الزوار لدعم الاقتصاد الوطني.
وأشار عضو اللجنة الاثري بسيناريو المتاحف أن المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية يضم بعد التحديث 6 آلاف قطعة أثرية، ويتضمن الحديقة المتحفية "الباثيو"، بمساحة 724 م2، ثم الطابق الأرضي، و به 27 قاعة عرض، على إجمالي مساحة 2416 م2، تُعرض القطع الأثرية فيها بالترتيب التاريخي، بداية من عصر ما قبل الإسكندر بالقرن الخامس قبل الميلاد، حتى العصر البيزنطي بالقرن السادس الميلادي، كما يشتمل الطابق الأرضي على مخازن الآثار ومعامل الترميم.
وأضاف أن المتحف يضم طابقا إضافيا يعلو الطابق الأرضي، يضم 4 قاعات، هي: قاعة التربية المتحفية، والأرشيف والتسجيل، و"الجيبسوتيكا"، وقاعة الدراسة، ثم يعلو ذلك الطابق الأول، على مساحة 1340 م2، وتُعرض به القطع الأثرية وفقاً للتصنيف النوعي، ويضم عدة قاعات من بينها: قاعة النيل، والصناعة والتجارة، والعملة، والفن السكندري، والمنحوتات الإسكندرية، ومنطقة كوم الشقافة، بالإضافة إلى مكتبة للكتب النادرة، وقاعة للمحاضرات، ومخازن للآثار، وكالفطيريات، ومطعم وخدمات أخرى لافتا تضمنت قاعة الإسكندر الأكبر، وقاعة كيلوباترا ومارك انطونيوس، وقاعة أباطرة القرن الذهبي، وقاعة الفلاسفة، وقاعة النشاط الصناعي والتجاري في العصر الروماني، وفاترينات العُملات وتماثيل الفن السكندري، والتوابيت الرخامية، كما زار المكتبة التي تحتوي على أقدم المخطوطات عن الحضارة المصرية، وتفقد قاعة المؤسسين الإيطاليين للمتحف.
وسياق اخر قالت الدكتورة ولاء مصطفى، مدير المتحف اليوناني الروماني بالإسكندرية، في تصريحات صحفية لموقع الاسبوع إن المتحف يحتوي الآن على 6000 قطعة أثرية سيتم عرضها في 44 فاترينة، ويتكون المتحف من الدور الأرضي الذي يضم 27 قاعة عرض، بالإضافة إلى الدور الأول على مساحة كبيرة بالمتحف موضحا أن العرض بالدور الأرضي يتم بشكل تسلسلي تاريخي يبدأ من قبل عصر الإسكندر الأكبر مرورًا بالإسكندر الأكبر والملوك والملكات البطالمة والدولة الحاكمة البطلمية، ثم بعد ذلك الحياة اليومية اليونانية والرومانية للأباطرة الذين حكموا مصر، ففي هذه الحقبة كانت الإسكندرية عاصمة مصر، يلي ذلك عرض العقائد الدينية في المجتمع المصري خلال العصرين اليوناني والروماني وذلك في أكثر من قاعة.
وأضافت أنه تم أيضًا تناول المعبودات المصرية والمعبودات اليونانية والرومانية، ثم الفلاسفة والتعليم، والفكر في الإسكندرية حيث كانت الإسكندرية مركزا إشعاعيا علميا عالميا، في الفترة اليونانية والرومانية لوجود مكتبة الإسكندرية، ثم يلي ذلك الحياة بعد الموت "الحياة الأخرى"، ويتم في هذه القاعات تناول طريقة دفن الموتى عبر العصور اليونانية والرومانية، وبعض التوابيت المهمة جدًا في تاريخ الإسكندرية، ثم الفن البيزنطي أو "العصر الروماني المتأخر" ثم العصر القبطي.
وتابعت أن الدور الأول يتناول المعروضات بشكل موضوعي التي تشمل عدة موضوعات منها: النيل، التجارة، الصناعات في الإسكندرية مثل الزجاج والبرونز، الذهب والحلي والمقتنيات الذهبية، بجانب جناح خاص منفصل عن العملات، بالإضافة إلى الفن السكندري والوجوه المصرية القديمة في العصرين اليوناني والروماني، فضلًا عن فاترينة كاملة عن "البوباسطيون" وهو عبارة عن معبد تم إهداؤه إلى المعبودة "باستت" وهي المسئولة عن تسهيل عملية الولادة عند المرأة، وتم استخدامه في العصرين اليوناني والروماني.
وأشارت إلى أنه بين الدور الأرضي والأول توجد قاعات الميزانيين وهي عبارة عن 4 قاعات تتضمن قاعة للدارسين، وقاعة التسجيل والتوثيق في المتحف والأرشيف، وقاعة المستنسخات، وقاعة التربية المتخفية والتي تنقسم بين الأفراد العاديين وذوي الهمم، كما يضم المتحف مكتبة تضم 12 ألف كتاب نادر، وتحتوي على أقدم كتاب يرجع لعام 1525م، بالإضافة إلى قاعة للكتب النادرة والتي لا يوجد مثيل لها بالعالم.
وأضافت أنه تم تزويد المتحف بقاعة المؤتمرات والمكتبة الخاصة بالمتحف اليوناني الروماني، والتي تضم العديد من الكتب النادرة بالعالم، وقاعة للتربية المتحفية لجذب الأطفال إلى المتحف، من خلال الورش والأنشطة المختلفة التي تهتم برفع الوعي الأثري لدى الأطفال، وكذا قاعة المستنسخات الجبسية، والتي تشبه نماذج فنية بمتاحف عالمية، وقاعة للدراسة والدارسين لافتا أن أهم المعروضات هو تماثيل رؤوس للإسكندر الأكبر، والمئات من تماثيل الحكام البطالمة والرومان، ومن بينها تمثال للإمبراطور دقلديانوس، كما يضم المتحف تمثالا ضخما للآلهة إيزيس بطول 11 مترا بعد استخراجه من مياه البحر أمام قلعة قايتباى، ومجموعة معبد الرأس السوداء للآلهة إيزيس، فضلا عن مجموعة أرض المحمرة من الرخام، وتمثال أفروديت، والفسيفساء المشهورة للنيل، بالإضافة إلى تمثال الإله سيرابيس أو عجل أبيس الشهير والذى أراد به حكام مصر آنذاك التقريب بين الشعب المصري.
وأشارت أن المتحف يضم أيضا بين معروضاته قطعا أثرية ترصد فنون العصرين اليوناني الروماني في مصر منذ القرن الرابع قبل الميلاد وحتى العصر البيزنطي " القرن السادس ميلادي كما يكشف المتحف من خلال معروضاته عن مقبرتين مهمتين، إحداهما من العصر البطلمى عثر عليها بمنطقة سوق الورديان، والأخرى ترجع إلى العصر الروماني، وتم تقطعيهىا ونقلها إلى الحديقة القبلية له، كما يحتوى المتحف على عدة قاعات، تضم كلا منها مجموعة من الآثار ترجع إلى العصور المختلفة.
واضافت أن المكتبة الملحقه بالمتحف تضم 12ألف و400 كتاب نادر بكل لغات العالم، حيث أن المتحف تتم فيه ممارسة الأنشطة بقاعاته المختلفة، منها قاعة مؤسسي المتحف الأوائل إيطاليين الجنسية وتحتوي على بورتريهات لهؤلاء الاشخاص، بجانب عرض لقاعات المتحف القديمة قبل تطويره لمشاهدة ما تم من إنجاز.
و في سياق ذاته قال محمد متولي مدير عام أثار الإسكندرية لموقع الاسبوع أن المتحف اليوناني الروماني اضيف مرة أخري لخريطة السياحية لمدينة الاسكندرية الذي يعتبر شمس جديدة لافتا أن المدينة تضم 10 اماكن سياحية تتبع وزارة السياحة و الآثار بقطاعته الثلاثة وهم المسرح الروماني و منطقة كوم الشفافة و عمود السواري و مقابر الأنفوشى و الشاطبي و مصطفى كامل و قاعة قايتباي و متحف المجوهرات و المتحف القومي و آخرهم المتحف اليوناني الروماني الذي اعتبره الشمس العاشرة و الذي تم افتتاحه بعد تطويره.
واضاف متولي ان فكرة إنشاء المتحف بمدينة الإسكندرية في حوالى سنة 1891م وذلك حفاظا على الآثار المكتشفة من الحفائر والآثار المحتفظ بها في المجموعات الخاصة، وبفضل تعاون بلدية الإسكندرية مع مصلحة الآثار تم تشيد المبنى الحالى وهو من تصميم ديتريش وستيون وكان يتكون من 100 قاعات عند افتتاحه سنة 1895 م: ثم أضيف لمساحته قاعتين رقم 11 و 12 سنة 1896م، ونتيجة للنشاط الأثري وتزايد الإكتشافات تم زيادة عدد القاعات سنة 1899م إلى 16 قاعة، وفى سنة 1900م تم إنشاء الواجهة الحالية لمدخل المتحف على الطراز اليوناني الروماني بالجهة الغربية، ونظرا للإقبال المتزايد على الزيارة تم إضافة عدد من القاعات لتصبح عدد القاعات 27 قاعة تعرض الآثار المكتشفة من الحفائر والآثار التي تم الحصول عليها من ضمن المجموعات الخاصة وهى تمثل العصور التاريخية بداية من العصر الفرعوني حتى العصر الإسلامي.
واضاف أنه منذ عام 1889، سعى الإيطالي جيوسيبي بوتي إلى تأسيس متحف للإسكندرية يحمي آثارها من التهجير والتدمير. ظل يعمل على ذلك إلى أن صدر القرار بإنشاء المتحف في 1 يونية 1892. بدأ المتحف في عقار بسيط مستأجر، وافتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في 17 أكتوبر 1892، وكان جيوسيبي بوتي أول مدير له منذ بدايته، حقق المتحف صحوة ثقافية نحو الاهتمام بالعمل الأثري في المدينة، فازدادت الاكتشافات، وباتت الحاجة ملحة لمبنى جديد أكثر اتساعا.
وأضاف أنه في 12 سبتمبر 1894، وضع نوبار باشا حجر الأساس لمتحف جديد يقام على أرض مملوكة ومتاخمة للمجلس البلدي. صمم المبنى الجديد المهندسان ديتريش وستينون على طراز نيو كلاسيكي. استغرق التشييد عامًا واحدا، ومرة ثانية افتتحه الخديوي عباس حلمي الثاني في 26 سبتمبر 1895.
بعد وفاة بوتي في أكتوبر 1903، استمرت إدارة المتحف إيطالية، فتولى إفاريستو برتشيا الإدارة فى أبريل 1904، وخلفه أخيلي أدرياني في 1932 إلى 1940. تولى آلان رو إدارة المتحف 1940-1947، ثم عاد أدرياني للإدارة فترة ثانية في 1948- 1953. منذ 1953 تولى علماء الآثار المصريون إدارة المتحف في 1982 نفذ مشروع تطوير للمتحف، أضيف خلاله جناح جديد يصل الجناحين الغربي والشرقي. في سبتمبر 2005 صدر قرار بإغلاق المتحف لإجراء مشروع شامل لتوسعة وتطوير المتحف.
المصدر: الأسبوع
كلمات دلالية: الإسكندرية أثار الإسكندرية المتحف الروماني اليوناني شارع فؤاد المتحف الیونانی الرومانی العصر الرومانی بالإضافة إلى متحف فی
إقرأ أيضاً:
مكتبة مصر العامة بدمنهور تنظم حفلًا فنيًا لفريق الجاز العالمي بالمسرح الروماني.. صور
تابع أحدث الأخبار عبر تطبيق
نظمت مكتبة مصر العامة بدمنهور، بقيادة أحمد الهواش، وبالتعاون مع سفارة النمسا بالقاهرة واتحاد المعاهد الثقافية الإقليمية الأوروبية،حفلًا فنيًا لفريق الجاز العالمي، مساء اليوم بمشاركة فرقة موسيقى الجاز Anna Anderluth Trio، على المسرح الروماني بحديقة المكتبة.
وشهد الحفل حضورًا جماهيريًا حيث تفاعل الجمهور مع العروض المميزة التي قدمتها الفرقة، مما يعكس اهتمام المجتمع بالفنون الثقافية المختلفة.