تنبأ بهجوم حماس منذ 2016.. ليبرمان يحذر من حزب الله ويدعو لإجراءات أقوى
تاريخ النشر: 30th, October 2023 GMT
حث وزير الدفاع الإسرائيلي السابق ورئيس حزب "إسرائيل بيتنا"، أفيجدور ليبرمان، اليوم الاثنين، على ضرورة اتخاذ إجراءات أقوى ضد حزب الله في لبنان، محذرا من أن التنظيم اللبناني المتحالف مع المقاومة الفلسطينية يعتزم توسيع الأعمال العدائية ضد إسرائيل.
ووفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، انتقد ليبرمان، الذي تجنب حزبه المعارض حتى الآن حكومة لنتنياهو، تقييمات المحللين والمسؤولين الإسرائيليين بأن حزب الله يشارك حاليا فقط في قتال رمزي لدعم حماس وحربها ضد إسرائيل.
وقال وزير الدفاع السابق المتشدد: "أنا حقا أعترض على مثل هذه التصريحات"، مضيفا أنه يعتقد أن القوة التي تدمر نقاط المراقبة الإسرائيلية بشكل منهجي "لديها نية للهجوم".
وأضاف أنه "لا يمكننا الاستيقاظ يوما ما على وابل شديد من الصواريخ التي تحلق نحو حيفا وتل أبيب" قادمة من قوات حزب الله على الحدود.
وتابع: "لا يمكننا إنهاء حرب دون إجلاء حزب الله إلى ما وراء نهر الليطاني"، مضيفا أنه "لن يعود أحد إلى تلك القرى" بالقرب من الحدود مع إسرائيل، التي تم إجلاؤها الآن إلى حد كبير من قبل اللبنانيين.
في عام 2016، صاغ وزير دفاع الاحتلال الإسرائيلي آنذاك، أفيجدور ليبرمان، وثيقة من 11 صفحة تحذر من خطط حركة المقاومة الفلسطينية "حماس" لانفجارات وقصف على غلاف غزة، واجتياح المستوطنات المحلية في جنوب إسرائيل، وتنظيم هجوم كاسح وأخذ الرهائن، كما تظهر المقتطفات.
ووفقا لصحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، تنذر الوثيقة، التي نشرت صحيفة يديعوت أحرونوت اليومية أجزاء منها هذا الصباح، بشكل مخيف بالعديد من تفاصيل هجوم 7 أكتوبر وتشير إلى أن المسؤولين الإسرائيليين كانوا على علم لعدة سنوات بإمكانية مثل هذا الهجوم على حماس، ولكن يبدو أنهم لم يأخذوا التحذيرات على محمل الجد بما فيه الكفاية.
وفي صباح السبت أكتوبر، اقتحم حوالي 2500 عنصرا من حماس إسرائيل برا وبحرا وجوا، مما أسفر عن مقتل أكثر من 1400 شخص.
وأخذت حماس وفصائل المقاومة الأخرى ما لا يقل عن 239 رهينة إلى قطاع غزة، حيث لا يزالون أسرى.
وكتب ليبرمان في الوثيقة، التي وصفت بأنها سرية للغاية، أن حماس تعتزم نقل الصراع إلى المستوطنات الإسرائيلية عن طريق إرسال عدد كبير من القوات المدربة تدريبا جيدا إلى إسرائيل لمحاولة أسر مجتمع إسرائيلي (أو ربما حتى عدة مجتمعات) على غلاف غزة وأخذ الرهائن".
وذكرت الوثيقة أنه "بالإضافة إلى الأذى الجسدي الذي سيعاني منه الإسرائيليين، سيؤدي هذا أيضا إلى ضرر كبير لمعنويات ومشاعر مواطني الاحتلال".
وفي مقابلة ليلة السبت، أشار ليبرمان إلى الوثيقة، قائلا إنه أعطاها لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو في ديسمبر 2016، محذرا من أن حماس ستهاجم "بالتحديد بالطريقة التي فعلتها" في 7 أكتوبر إذا لم يتم تفكيك قدراتها.
وقال ليبرمان، الذي اختار حتى الآن عدم الانضمام إلى حكومة حرب نتنياهو، إنه كان لا بد من إقناع نتنياهو بإثارة القضية في اجتماع لمجلس الوزراء، حيث تم "التلويح برفض الوثيقة"، من قبل رؤساء الأمن،وأنه كان يشعر "بالتكبر" لتقديمها.
المصدر: صدى البلد
كلمات دلالية: إسرائيل الأعمال العدائية الدفاع الإسرائيلي المقاومة الفلسطينية المقاومة الفلسطينية حماس المقاومة الفلسطيني حركة المقاومة الفلسطينية حماس حركة المقاومة الفلسطينية حدو حركة المقاومة وزير الدفاع الإسرائيلي نتنياهو حزب الله
إقرأ أيضاً:
بعد نهاية المواجهات بين إسرائيل وإيران.. "حماس" إلى أين؟
د. أحمد يوسف **
مع تراجع التصعيد العسكري بين إسرائيل وإيران، تعود الأنظار مجددًا إلى قطاع غزة، والسؤال الأبرز الآن: ما مصير حركة حماس؟ وإلى أين تتجه خياراتها في ضوء المتغيرات الإقليمية والدولية؟ فبعد سنوات من السيطرة على القطاع، وتصدّر مشهد المقاومة المسلحة، تقف الحركة أمام منعطف تاريخي قد يفرض عليها مراجعة كبرى لمسارها السياسي والعسكري.
أولًا: خيارات حماس بشأن حكم غزة
منذ عام 2007، تفرض حماس سيطرتها الكاملة على قطاع غزة، لكن التحديات المتراكمة من حصار خانق، وحروب مدمرة، وضغوط داخلية وإقليمية، تجعل من استمرار هذا الوضع أمرًا مكلفًا.
فهل تختار الحركة الحفاظ على سيطرتها المنفردة، أم تتجه نحو شراكة وطنية تُعيد الاعتبار للمرجعية الفلسطينية الموحدة؟
ثانيًا: المقاومة والميل نحو السياسة
بعد سنوات من العمل العسكري، تظهر دعوات داخلية وخارجية تطالب حماس بتحول تدريجي نحو العمل السياسي، ضمن مشروع وطني جامع. خيار المقاومة لم يُلغَ، لكنه لم يعد وحده كافيًا في ظل متطلبات إدارة الحكم، وإعادة إعمار القطاع، والبحث عن اعتراف سياسي إقليمي ودولي. وقد يكون الوقت قد حان لأن تعيد الحركة صياغة خطابها لتوازن بين المقاومة والبراغماتية السياسية.
ثالثًا: الانسحاب الإسرائيلي.. جزئي أم شامل؟
في ضوء الضغوط الدولية المتزايدة على إسرائيل، تظهر سيناريوهات تتحدث عن انسحاب جزئي أو كامل من غزة، ليس على طريقة "فك الارتباط" فقط، بل ضمن اتفاق سياسي يضمن التهدئة طويلة الأمد. وهنا يبرز دور حماس في رسم شكل المرحلة التالية: هل ستدخل في تفاهمات هدنة أم في ترتيبات حكم جديدة؟
رابعًا: إشراف عربي ودولي ومشاريع إعادة الإعمار
مع تصاعد الحديث عن مرحلة ما بعد الحرب، تطرح أطراف إقليمية ودولية فكرة إشراف عربي-دولي على القطاع، لإعادة الإعمار وتوفير ضمانات الاستقرار، وهو ما قد يفتح الباب أمام نموذج جديد في إدارة القطاع، شبيه بتجارب دول ما بعد النزاع. غير أن نجاح هذه الفكرة مرهون بوجود طرف فلسطيني مُوحّد يحظى بشرعية وطنية وشعبية.
خامسًا: حكومة تكنوقراط انتقالية ومرجعية وطنية موحّدة
من السيناريوهات المطروحة تشكيل حكومة تكنوقراط انتقالية، تتولى إدارة الشأن العام في غزة، بإجماع وطني، وبالتنسيق مع منظمة التحرير الفلسطينية كمرجعية شرعية ووطنية. هذه الخطوة قد تفتح الباب لمرحلة جديدة من التفاهم الداخلي، وتساهم في تخفيف الحصار وتسهيل جهود الإعمار.
سادسًا: نحو شراكة وطنية عادلة
تدرك كافة القوى الفلسطينية أن الانقسام أضعف المشروع الوطني وأضر بالقضية الفلسطينية. لذلك، فإن أفضل شكل للشراكة الوطنية يجب أن يُبنى على قواسم استراتيجية، وليس مجرد تفاهمات إجرائية. المطلوب هو مشروع وطني مشترك يعيد بناء منظمة التحرير، ويضمن تمثيل الجميع ضمن رؤية موحدة.
سابعًا: خطاب سياسي جديد تحت عباءة منظمة التحرير
لكي تكون لحماس ولغيرها من الفصائل دور فاعل في النظام السياسي الفلسطيني، لا بد من خطاب سياسي موحد، يتكئ على الشرعية التاريخية والدولية التي تمثلها منظمة التحرير. وهو خطاب يُراعي ثوابت القضية، لكنه في ذات الوقت مقبول عربيًا ويحظى بدعم دولي، ويُشكّل مظلة للعمل السياسي والمقاومة الشعبية والدبلوماسية.
ختامًا.. حماس أمام مفترق طرق، وأيًّا كانت الخيارات، فإن اللحظة الراهنة تفرض مراجعة شاملة، ما بعد المواجهة الإيرانية الإسرائيلية ليس كما قبلها، والمنطقة تدخل مرحلة إعادة تشكيل قواعد اللعبة، وعلى حماس أن تختار: إما العزلة أو الشراكة، إما الاستمرار في إدارة أزمات القطاع، أو المساهمة في صناعة مستقبل وطني جامع.
والفرصة لا تزال قائمة، ولكنها لن تنتظر طويلًا!
** المستشار السابق لرئيس الوزراء الفلسطيني إسماعيل هنية