صراحة نيوز- بقلم / المحامي حسام العجوري
في زمن تتكاثر فيه التحديات على وطننا، لم يعد يكفي أن نقف متفرجين ننتظر الآخرين لينقذوا اقتصادنا ويصنعوا مستقبل أبنائنا. فكر في الاقتصاد، فكر كيف تقوي الاقتصاد، فكر كيف تستغل الثروات، فكر كيف يكون الأردن أقوى، لأن القوة اليوم ليست في السلاح فقط، بل في القوة الاقتصادية؛ من يحكم العالم هو من يملك اقتصادًا قويًا.
كل يوم نرى عناوين فارغة، ومحتويات هادمة، ومقالات لا تُغني ولا تُسمن من جوع، وتصريحات مخزية تُطلق بلا مسؤولية، وكأن الوطن مساحة للتجريب أو للصراخ، لا ساحة للعمل والحلول. هذا الضجيج يُضعف النقاش الحقيقي ويُشوّه الأولويات، ويُقلّل الثقة بمؤسسات الدولة وبقدرة المجتمع على النهوض.
وفي الوقت الذي تحتاج فيه البلاد إلى وعي وطني قائم على الحقائق، يظهر البعض بخطابات سطحية تُربك الناس وتُشوّش الرأي العام، بدل أن يسهموا في ترسيخ الوعي ودعم الجهود التي تُبنى على العلم والخبرة والانضباط. هنا يظهر الفارق بين الرجل الحقيقي — الذي يسعى للفهم، ويبحث عن الحقيقة، ويقدّم اقتراحًا عمليًا — وبين من يكتفي بترديد الكلام بلا علم ولا مسؤولية.
مستقبل الأجيال أمانة، والرجل الحقيقي هو من يبني وطنًا أقوى ويترك بيئة آمنة وثابتة للشباب، لا من يزيد الضجيج أو يضيف إلى الفوضى الفكرية. كن رجلاً، لا إمّعة: فكّر، تعلّم، اسأل، وشارك في صناعة الحلول بدل الاكتفاء بالنقد أو الاتباع الأعمى.
الأردن قادر على تجاوز التحديات وصنع مستقبل أفضل، إذا حمل رجال الوطن همّ الوطن بضمير حي، وإذا توقف الضجيج وأُعطي المجال للعقل والعمل كي يقودا الطريق.
المصدر: صراحة نيوز
كلمات دلالية: اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي منوعات الشباب والرياضة تعليم و جامعات في الصميم ثقافة وفنون نواب واعيان علوم و تكنولوجيا اخبار الاردن الوفيات أقلام مال وأعمال عربي ودولي نواب واعيان تعليم و جامعات منوعات الشباب والرياضة توظيف وفرص عمل ثقافة وفنون علوم و تكنولوجيا زين الأردن أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام أقلام
إقرأ أيضاً:
مدينة “عمرة” التحدي الحقيقي للتحديث الاقتصادي
صراحة نيوز- بقلم / زيدون الحديد
نعيش اليوم مرحلة حساسة في مسار التحديث الاقتصادي، حيث تقف الحكومة وفريقها الاقتصادي أمام سباق مفتوح مع الوقت، سباق لا يحتمل التباطؤ أو التأجيل، فالمرحلة الحالية تتطلب الانتقال من إدارة الأزمات إلى صناعة الحلول الحقيقية، وتطبيق السياسات على الأرض بطريقة ملموسة، لا الاقتصار على الرؤى والتصريحات، وفي قلب هذا الاختبار تأتي مدينة عمرة الجديدة، التي لا تمثل مجرد مشروع عمرانيا، بل مرآة حقيقية لقدرة الدولة على تحويل التحديث الاقتصادي إلى واقع ملموس. القلق الشعبي حول المدينة مفهوم، إذ يتساءل الأردنيون عما إذا كانت عمرة ستصبح مدينة شاملة للجميع أم ستتجه نحو التمييز الطبقي، فتتحول إلى فضاء للأغنياء فقط، ام نسج للخيال هذا الخوف ليس افتراضيا، بل ناتج عن تجارب إقليمية حيث انتهت مدن جديدة إلى عزلة اجتماعية بسبب غياب سياسات واضحة للتوزيع العادل للفرص، وتركز التطوير في أيدي رأس المال الكبير، لذلك فإن نجاح المدينة لا يقاس فقط بعدد الأبنية أو حجم الاستثمارات، بل بقدرتها على استيعاب كافة شرائح المجتمع، ومنح المواطن العادي فرصة المشاركة في عملية البناء، ليس كمتفرج، بل كشريك حقيقي في التنمية.لتحقيق ذلك، يحتاج المشروع إلى أدوات تمويلية تسمح للمواطن بالمساهمة بشكل مباشر، مثل الصناديق الاستثمارية الوطنية المفتوحة للاكتتاب العام، والسندات التنموية بأسعار معقولة، والمشاركة في شركات التطوير، بحيث يشعر المواطن أن المدينة له ولأبنائه، وليس فقط للمستثمر الكبير، وكما لا يمكن للمدينة أن تنجح إذا لم تتوافر فيها خيارات سكن متنوعة تلائم مختلف الطبقات، وترافق بخدمات أساسية متوازنة، ونظام نقل عام فعال يربط جميع مناطق المدينة، ما يمنع تحولها إلى بيئة طبقية مغلقة.
الاختبار الأكبر للفريق الاقتصادي يتمثل أيضا في قدرته على التحرك بسرعة وتحويل الخطط إلى واقع ملموس، فالمواطن اليوم لا يحتاج إلى وعود، بل إلى نتائج ملموسة على الأرض، تتجسد في جداول تنفيذية واضحة وشفافية في كل مراحل المشروع، قدرة الفريق على ضمان التنفيذ العملي للسياسات والاستثمارات هي ما سيحدد نجاح التحديث الاقتصادي في الأردن، ليس فقط على صعيد مدينة عمرة، بل على مستوى الاقتصاد الوطني ككل.
في النهاية، عمرة ليست مجرد مشروع عمراني، بل مشروع وطن، إذا تمكن الأردن من ضمان مشاركة المواطن، وتنويع فرص السكن، وخلق بيئة استثمارية عادلة، عندها ستصبح المدينة نموذجا حقيقيا للتحديث الاقتصادي، وغير ذلك فإن عمرة، رغم جمال تصميمها وحجم استثماراتها، ستولد مدينة باردة من الداخل، جميلة من الخارج، لكنها عاجزة عن أن تكون المدينة التي تحمل طموحات الجميع وتفتح أبوابها لكل الأردنيين دون استثناء