مؤشرات ألزهايمر تتأثر بوظائف الكلى… ونتائج الاختبارات تستدعي الحذر
تاريخ النشر: 5th, December 2025 GMT
شملت الدراسة 2,279 مشاركاً، بمتوسط عمر 72 عاماً، لم يكن أيٌّ منهم مصاباً بالخرف عند بدء البحث. وخضع المشاركون لفحوصات طبية شاملة، وتحليلات دم لقياس وظائف الكلى وأربع علامات بيولوجية رئيسية لألزهايمر.
كشفت دراسة سويدية جديدة نُشرت في مجلة "نيورولوجي" التابعة للأكاديمية الأمريكية لطب الأعصاب، أن ضعف وظائف الكلى يرتبط بارتفاع مستويات بعض المؤشرات الدموية المرتبطة بمرض ألزهايمر، من دون أن يعني ذلك أن ضعف الكلى هو السبب المباشر لهذا الارتفاع، ومن دون أن يزيد من احتمال الإصابة بالخرف.
وشدّدت الدراسة على أنها لا تُثبِت أن ضعف الكلى هو سبب مباشر لارتفاع هذه العلامات، بل تشير فقط إلى وجود علاقة ارتباطية بين الحالتين. وتأتي النتائج في وقت يزداد فيه الاعتماد على التحاليل الدموية لكشف مبكر لعلامات ألزهايمر، ما يطرح تساؤلات حول تأثير عوامل صحية أخرى – مثل وظائف الكلى – على دقة هذه الفحوصات.
وقالت الدكتورة فرانشيسكا غاسباريني، الباحثة في معهد كارولنسكا بالسويد والمؤلفة الرئيسية للدراسة: "لقد وجدنا أن ضعف أداء الكلى قد يكون مرتبطًا بارتفاع مستويات علامات ألزهايمر في الدم. لكن هذا لا يعني بالضرورة أن هؤلاء الأشخاص سيصابون بالخرف".
وأضافت: "ما لاحظناه هو أن ضعف الكلى قد يكون مرتبطًا بتسريع ظهور أعراض الخرف لدى الأشخاص الذين يملكون أساسًا مستويات مرتفعة من العلامات البيولوجية. لكن هذا لا يعني أن ضعف الكلى نفسه يزيد احتمال الإصابة بالخرف أو يسرّع تطور المرض لدى الجميع".
عينة واسعة ومتابعة طويلة الأمدوشملت الدراسة 2,279 مشاركًا، بمتوسط عمر 72 عامًا، لم يكن أيٌّ منهم مصابًا بالخرف عند بدء البحث. وخضع المشاركون لفحوصات طبية شاملة، وتحليلات دم لقياس وظائف الكلى وأربع علامات بيولوجية رئيسية لألزهايمر: بروتينات "أمليويد بيتا"، و"تاو"، وسلسلة الخيوط العصبية الخفيفة (NfL)، وبروتينات الجليال الليفية الحمضية (GFAP).
وتابع الباحثون المشاركين لمدة متوسطها ثماني سنوات، وقارنوا بين مجموعتين: الأولى ضمّت 1,722 شخصًا تتمتع كلاهم بوظائف طبيعية، أُصيب 221 منهم بالخرف خلال فترة الدراسة، والثانية ضمت 557 شخصًا يعانون من ضعف في وظائف الكلى، أُصيب 141 منهم بالخرف.
Related دراسة أمريكية: مرضى الإيدز يمكنهم تلقي كلى من متبرعين يحملون الفيروس بأماندراسة يابانية تكشف فعالية عقارٍ للإمساك في علاج مرض الكلى المزمن90% من المرضى يجهلون إصابتهم.. تحذيرات من تفشي أمراض الكلى تأثير متفاوت لضعف الكلىوبعد تعديل النتائج وفق عوامل مثل العمر، والجنس، والمتغير الجيني APOEε4 – وهو من أقوى المؤشرات الوراثية لخطر ألزهايمر – تبيّن أن ضعف وظائف الكلى ليس مرتبطًا بزيادة احتمال الإصابة بالخرف مقارنة بمن يتمتعون بوظائف كلى طبيعية.
لكن عند التركيز على فئة محددة – وهي من لديهم مستويات مرتفعة من بروتين سلسلة الخيوط العصبية الخفيفة (NfL) – ظهر أن ضعف وظائف الكلى يرتبط بارتفاع احتمال تطور الخرف بشكل أسرع لديهم مقارنة بمن لديهم المستوى نفسه من NfL ولكن بوظائف كلوية سليمة.
وأكدت غاسباريني أن هذه النتائج تحمل تداعيات سريرية مهمة: "عند تقييم علامات ألزهايمر في دم كبار السن، يجب ألا يهمل الأطباء صحة الكلى. فوظيفتها قد تغيّر مستويات هذه العلامات من دون أن تعني بالضرورة وجود مرض عصبي متقدم". وأضافت أن مراقبة صحة الكلى يمكن أن تساعد الأطباء في "تجنب التفسير الخاطئ لنتائج التحاليل، وتحديد المرضى الأكثر عرضة لتسارع تقدّم المرض".
وأشار الباحثون إلى أن من أبرز قيود الدراسة أنها قاست العلامات البيولوجية في الدم لمرة واحدة فقط، ما يمنع تتبع التغيرات الديناميكية بين وظائف الكلى وهذه العلامات مع مرور الوقت. كما أن العينة كانت مكوّنة في معظمها من أشخاص متعلمين ويسكنون مناطق حضرية في السويد، ما قد يحدّ من إمكانية تعميم النتائج على سكان آخرين.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثةالمصدر: euronews
كلمات دلالية: الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة روسيا دونالد ترامب الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة روسيا دونالد ترامب ضغط الدم السويد مرض ألزهايمر دراسة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني الحرب في أوكرانيا إسرائيل الصحة روسيا دونالد ترامب تكنولوجيا حزب الله حركة حماس الاحتباس الحراري غزة أوروبا وظائف الکلى
إقرأ أيضاً:
باحثون يكتشفون علاقة مقلقة بين السمنة وزيادة خطر ألزهايمر
كشفت دراسة حديثة عن أن السمنة ليست فقط عامل خطر للإصابة بمرض ألزهايمر، بل تسهم أيضًا في تسريع تطور المرض، ووفقًا للدراسة، ينخفض أداء الأشخاص الذين يعانون من السمنة مع ظهور علامات المرض المبكرة، حيث ترتفع لديهم معدلات بروتينات مرتبطة بألزهايمر بنسبة تصل إلى 95% أسرع مقارنة بالأفراد ذوي الوزن الصحي.
الأبحاث السابقة ربطت سابقًا زيادة الوزن في منتصف العمر بتغيرات كبيرة في مناطق الدماغ المرتبطة بالخرف، بناءً على نتائج الفحوصات الدماغية. واليوم، يشير العلماء إلى أن فحوصات الدم أكثر دقة في التنبؤ بتأثير السمنة على تطور المرض مقارنة بالتقنيات التقليدية مثل التصوير المقطعي.
الدراسة الأخيرة اعتمدت على تحليل البيانات الطبية لـ407 أشخاص ضمن مبادرة التصوير العصبي لمرض ألزهايمر، واستمرت لمدة خمس سنوات. قام العلماء بفحص أدمغة المشاركين باستخدام التصوير المقطعي بالإصدار البوزيتروني (PET) إلى جانب اختبارات دم متقدمة للبحث عن مؤشرات حيوية مثل سلاسل الخيوط العصبية الخفيفة، التي تشير إلى تلف الخلايا العصبية.
وأظهرت النتائج علاقة وطيدة بين السمنة وزيادة تركيز بروتين pTau217 في الدم بنسبة تتراوح بين 29% و95% لدى المصابين بالسمنة مقارنة بغيرهم، وهو مؤشر حيوي يستخدم لتشخيص ومراقبة مرض ألزهايمر. إضافة إلى ذلك، تبين أن السمنة تساهم في تسارع إطلاق الشظايا البروتينية الناتجة عن الخلايا العصبية التالفة بمعدل 24%، فضلًا عن زيادة تراكم لويحات الأميلويد في الدماغ بنحو 4%.
أوصى الباحثون بالحفاظ على وزن صحي كإجراء وقائي ضد خطر الإصابة بمرض ألزهايمر، مستشهدين بتقرير أصدرته لجنة "لانسيت" لعام 2024، الذي حدد 14 عامل خطر قابلًا للتعديل تمثل نحو 45% من عوامل خطر الإصابة.
وفي هذا السياق، أشار الدكتور سايروس راجي، خبير الأشعة والأعصاب بكلية الطب في جامعة واشنطن، إلى أن هذه الدراسة لأول مرة توضح العلاقة بين السمنة وألزهايمر من خلال اختبار المؤشرات الحيوية للدم. وشدد على أهمية النتائج في فتح الباب أمام دراسة أثر الأدوية المخصصة لإنقاص الوزن على مسار المرض مستقبلاً.
وتزامن ذلك مع دراسات أجريت في بريطانيا أظهرت أن أدوية مثل "ليراغلوتيد" (ساكسيندا) يمكن أن تخفض معدل التدهور المعرفي وفقدان خلايا الدماغ لدى مرضى ألزهايمر بنسبة تصل إلى 50%. ومع ذلك، فإن بعض التجارب لأدوية أخرى مماثلة لم تظهر نفس التأثير الإيجابي، مما يبرز الحاجة إلى مزيد من البحث لاستكشاف الروابط بين السمنة والخرف بشكل أعمق.