قال الدكتور علي جمعة، مفتي الجمهورية السابق وعضو هيئة كبار العلماء، إن من يقرأ التاريخ ويلاحظ انتشار الإسلام على مر العصور يعلم أن الإسلام لم ينتشر بالسيف، بل انتشر بطريقة طبيعية لا دخل للسيف ولا القهر فيها، وإنما بإقامة العائلات بين المسلمين وغيرهم وعن طريق الهجرة المنتظمة من داخل الحجاز إلى أنحاء الأرض.

وهناك حقائق حول هذا الانتشار حيث يتبين الآتي : في المائة العام الأولى من الهجرة : كانت نسبة انتشار الإسلام في غير الجزيرة كالآتي  ففي فارس (إيران) كانت نسبة المسلمين فيها هي 5%، وفي العراق 3%، وفي سورية 2%، وفي مصر 2%، وفي الأندلس أقل من 1%.
أما السنوات التي وصلت النسبة المسلمين فيها إلى 25% من السكان فهي كالآتي:ـ إيران سنة 185 هـ، والعراق سنة 225 هـ، وسورية 275 هـ،

ومصر 275 هـ، والأندلس سنة 295هـ.
والسنوات التي وصلت نسبتهم فيها إلى 50% من السكان كانت كالآتي : بلاد فارس 235 هـ، والعراق 280 هـ، وسورية 330 هـ، ومصر 330هـ، والأندلس 355 هـ. 

أما السنوات التي وصلت نسبة المسلمين فيها إلى 75% من السكان كانت كالآتي :بلاد فارس 280 هـ، والعراق 320 هـ، وسورية 385 هـ، ومصر 385 هـ، والأندلس سنة 400 هـ.

من يعلم هذه الحقائق ويعلم أن من خصائص انتشار الإسلام :
(أ) عدم إبادة الشعوب. 
(ب) الإبقاء على التعددية الدينية من يهود ونصارى ومجوس؛ حيث نجد الهندوكية على ما هي عليه وأديان جنوب شرق آسيا كذلك.
(ج) إقرار الحرية الفكرية، فلم يعهد أنهم نصبوا محاكم تفتيش لأي من أصحاب الآراء المخالفة.
(د) ظل إقليم الحجاز مصدر الدعوة الإسلامية فقيرًا حتى اكتشاف البترول في العصر الحديث.

كل هذه الحقائق وغيرها، تجعلنا نتأكد أن النبي ﷺ هو الإنسان الكامل، وهو الرسول الخاتم الذي علم البشرية بأسرها فضائل الأخلاق، والتسامح، والنبل، والشجاعة، وعلى دربه سار أصحابه، والتابعون من بعدهم، وضرب المسلمون أروع الأمثلة للأخلاق وانبهر العالم من حولهم بهذه الأخلاق النبوية التي توارثوا جيلاً بعد جيل.

هذه لمحة من سمات الرسول المعلم، وكيف كان حاله وهو يجاهد باللسان والسنان في سبيل إعلاء كلمة الله، ولإتمام رسالة رب العالمين، ولم تكن حضارة المسلمين تراثاً مكتوباً فحسب، بل كانت واقعاً عاشه المسلمون وعاشه معهم أنصارهم وأعدائهم وسجلته كتب التاريخ.

وينبغي علينا أن نتعلم من رسولنا كل الأخلاق الفاضلة، والسلوك القويم؛ حتى نواجه العالم بحضارتنا المتجددة دائما، ولا نتبع أذناب الحضارات التي نحت الأخلاق بعيدا عن واقعها المعيش؛ فأمة الإسلام هي الأمة الشاهدة، وهي الأمة التي تحملت تكاليف الإصلاح والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، فإذا فسد المسلمون وتركوا ما كلفهم الله به من مهام لإصلاح الأرض فسدت الأرض، فلننظر كيف عرف المسلمون وظيفتهم في الصدر الأول للإسلام، حيث قال ربعي بن عامر رضى الله عنه لرستم قائد الفرس عندما سأله : ما أنتم ؟ فأجابه  بقوله : (نحن قوم ابتعثنا الله لنخرج من شاء من عبادة العباد إلى عبادة الله وحده، ومن ضيق الدنيا إلى سعة الدنيا والآخرة ، ومن جور الأديان إلى عدل الإسلام) [تاريخ الطبري].

فهذه هي رسالة المسلمين، ورسالة كل مسلم أن يكون كذلك الصحابي الجليل، رزقنا الله، اقتفاء أثر نبينا رسولنا المعلم ﷺ.

المصدر: صدى البلد

كلمات دلالية: هل انتشر الإسلام بالسيف

إقرأ أيضاً:

ادعى أنه المهدي والبابا الشرعي للكاثوليكية.. من هو عبد الله هاشم؟

في واقعة فريدة من نوعها، أعلن رجل يُدعى عبد الله هاشم أبا الصادق، نفسه "المهدي المنتظر" في الإسلام و"البابا الشرعي الحقيقي" للكنيسة الكاثوليكية، في خطاب مصور نشره عبر قناته الرسمية على يوتيوب مطلع نيسان /أبريل الماضي، وهو ما أثار حالة من الجدل والذهول عبر منصات التواصل الاجتماعي.

من هو عبد الله هاشم؟
ولد عبدالله هاشم، البالغ من العمر 41 عامًا، في الولايات المتحدة لأب مصري وأم أمريكية، وتلقى تعليمه الأولي في أمريكا، قبل أن ينتقل للإقامة في مصر عام 2008.

وبعد العودة إلى مصر بدأ في تطوير خطابه الديني، متأثرًا بعدد من الرموز المثيرة للجدل مثل أحمد الحسن اليماني، الذي كان قد ادعى هو الآخر أنه "اليماني الموعود" عند الشيعة.

وبمرور الوقت، تطور خطاب هاشم ليعلن نفسه في 2015 "القائم الموعود من آل محمد"، ثم أسس في 2019 جماعة دينية مسجلة في أمريكا تحت اسم "الإسلام والنور الأحمد - "Islam and the Light of Ahmed ، قبل أن ينقل أنشطته لاحقًا إلى بريطانيا حيث يقيم حاليًا.




البابا الشرعي الحقيقي
وقال هاشم إن الله أوحى له بمهام إلهية تشمل خلافة البابا الراحل فرنسيس، وإنه "المهدي المنتظر للمسلمين، والبابا الحق للمسيحيين، والكاهن الشرعي لليهود".

وأضاف في خطابه أن المؤسسات الدينية التقليدية، سواء في الفاتيكان أو في الأزهر أو النجف أو الكنائس الإنجيلية، "قد فقدت شرعيتها"، داعيًا إلى "ثورة إيمانية عالمية" توحّد أتباع الديانات الثلاث تحت قيادته.


أتباع من بلدان متعددة
وقال هاشم أن رؤيته تقوم على ما يسميه بـ"الإسلام الإبراهيمي"، في إطار فكري جديد، يزعم أنه وحي من عند الله.

وأشار في منشوراته إلى أنه يعتبر الولايات المتحدة "المسيح الدجال"، ويرى أن الغرب يمثّل نظامًا عالميًا شيطانيًا يسعى إلى تحريف الأديان من الداخل.

وبحسب جماعته، فإن لها أتباعًا في دول عدة من بينها العراق، مصر، نيجيريا، باكستان، وأمريكا، وغالبيتهم يتابعون نشاطه عبر الإنترنت، دون وجود تنظيم رسمي معلن على الأرض.



ردود غاضبة... وصمت رسمي
قوبلت هذه الإعلانات بانتقادات حادة من مؤسسات دينية بارزة، فقد وصف شيخ شيعي بارز في لبنان هاشم بأنه "مهرطق"، بينما قال أحد مشايخ الأزهر – دون ذكر اسمه – إن "الادعاء بتلقي وحي بعد النبي محمد يعد خروجًا صريحًا عن الإسلام".



وفي الفاتيكان لم يصدر حتى الآن أي رد رسمي، بينما اعتبر كهنة كاثوليك محليون أن ما يطرحه هاشم "اضطراب ديني لا يمكن التعاطي معه بجدية".

وفي رده على انتقاده أكد عبد الله هاشم في عدة خطابات له، أن رفض رجال الدين له نابع من "خوفهم على سلطاتهم ومناصبهم"، مؤكدًا أن ما جاء به هو "دعوة إلهية لا يُمكن ردّها"، ويستخدم هاشم خطابًا تصعيديًا ضد الغرب، مؤكدًا أن "أمريكا هي المسيح الدجال الحقيقي"، وأن الهيمنة الغربية على الدين "باطلة ويجب إنهاؤها".

مقالات مشابهة

  • نصائح نبوية لنشر السلام والمحبة بين المسلمين.. تعرف عليها
  • قيمة السماحة في الإسلام .. على جمعة يعدد فوائدها
  • الأزهر العالمي للفتوى يكشف عن حالة تجب فيها الأضحية على المسلم
  • فوائد حسن معاملة الآخرين في الإسلام.. علي جمعة يكشف عنها
  • ماذا يحب الله تعالى ؟.. علي جمعة يجيب
  • علي جمعة: الإسلام يدعو دائما لحسن معاملة الآخرين
  • شجرة الخيزران وحبل الله وزوال الظالمين
  • ادعى أنه المهدي والبابا الشرعي للكاثوليكية.. من هو عبد الله هاشم؟
  • علي جمعة يكشف عن آداب إفشاء السلام وسلوكياته
  • ملتقى السيرة النبوية بالجامع الأزهر: غزوة بدر كانت تطبيقا عمليا لقوة إيمان المسلمين