عوده: أمَلنا أن يتوقف القتال ويَعلو صوت الضميرِ عند قادةِ العالم
تاريخ النشر: 31st, October 2023 GMT
ترأس متروبوليت بيروت وتوابعها للروم الارثوذكس المطران الياس عوده، خدمة القداس الإلهي في كاتدرائية القديس جاورجيوس، بحضور حشد من المؤمنين. وبعد الإنجيل المقدس ألقى المطران عوده عظة قال فيها: نَسْمَعُ في إِنْجيلِ اليَوم قِصَّتَيْنِ مُتَداخِلَتَيْن، الأُولى تَتَعَلَّقُ بِاْبْنَةِ رَئيسِ المَجْمَعِ ذاتِ الإثْنَتَيْ عَشْرَةَ سنة، المريضة، والثَّانِيَةُ تَتَعَلَّقُ بامْرَأَةٍ تَنزِفُ دَمًا مُنْذُ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ سَنَةً أَيضًا.
اسمُ «يايْرُس» مُهِمٌّ في الذَّاكِرَة اليَهودِيَّة لأَنَّهُ يُذَكِّرُ الشَّعْبَ بِشَخْصِيَّةٍ أَدَّتْ دَوْرًا مُهِمًّا في تاريخِهِ، أَي «يائير الجَلعادِيّ» الَّذي كانَ قاضِيًا على بَني إِسرائيلَ لِفَتْرَةٍ زَمَنِيَّةٍ طَويلَة. آنذاك كانَ يائيرُ مَسؤولًا عَنْ إِنارَةِ الشَّعْبِ بِالعَدْلِ والحَقّ، وهُنا يايرُس مَسؤولٌ عَن إِنارَتِهِ بِالرَّحْمَةِ والسَّلامِ، ما يُذَكِّرُنا بِقَوْلِ المَزامير: «الرَّحْمَةُ والحَقُّ تَلاقَيا، العَدْلُ والسَّلامُ تَلاثَما» (85: 10). طلبَ يايرُس مَعونةَ المَسيحِ وكَأَنَّنا بِهِ يَقولُ لِليَهودِ إِنَّ النَّاموسَ الَّذي يُمَثِّلُهُ هو «المُستَنيرُ» لَنْ يُحَقِّقَ قِيامَتَهُم ما لَمْ يُشَكِّلْ طَريقًا يوصِلُهُم إلى الرَّبّ. وكَيْفَ لِشَعْبٍ أَنْ يَصِلَ إلى الرَّبِّ إِنْ كانَ إيمانُ رَئيسِ مَجْمَعِهِم، المَسؤولِ عَن استِنارَتِهِم، ضَعيف؟! لذلك نرى في إِنجيلِ اليَوم طَلَبَ يايرس إلى الرَّبِّ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ ليَشْفِي ابْنَتَهُ، فقالَ له المسيح: «آمِنْ فقط فَتَبْرأُ هي». وقد لبّى المَسيحُ الطَّلَبَ ومضى بِاتِّجاهِ بَيْتِ يايرُس. وفي الطَّريقِ نُعايِنُ ما حَدَثَ مَعَ نازِفَةِ الدَّم.
أضاف: المَسيحُ كانَ نُقْطَةَ لِقاءٍ بَيْنَ الفَتاةِ اليَهودِيَّةِ المُشْرِفَةِ على الموتِ والمَرْأَةِ الأُمَمِيَّةِ النَّازِفَة، أَيْ بَيْنَ الشَّعْبِ المُخْتارِ والأُمَمِ الوَثَنِيَّة، ما يَدُلُّ بِوُضوحٍ أَنَّ المَسيحَ لَمْ يَأتِ لِخَلاصِ شَعْبٍ مُعَيَّنٍ، بَلْ هو «يَشاءُ أَنَّ جَميعَ النَّاسِ يَخْلُصونَ وإلى مَعْرِفَةِ الحَقِّ يُقْبِلون» (1تي 2: 4). هُنا شاءَ الرَّبُّ يَسوعُ أَنْ يُذَكِّرَ اليَهودَ بِما نَقَلَهُ اللهُ لَهُم بواسطةِ الأَنْبِياء، أَنَّهُ إِلَهُ الجميع، ولا يُمْكِنُ أَنْ يُحَدَّ في زَمانٍ أو مَكانٍ أَو أَنْ يَحْتَكِرَهُ شَعْبٌ واحِدٌ فَقَط. في الفِكْرِ اليَهودِيّ، المَرأَةُ النَّازِفَةُ نَجِسَةٌ، ومُلامَسَةُ المَيْتِ تُنَجِّس، لَكِنَّ المَسيحَ أَوْضَحَ لِلجَميعِ أَنَّ النَّجاسَةَ تَزولُ مَتى لَمَسَتْهُ أَوْ لَمَسَها، وهَذا ما حَدَثَ في كِلا المَشْهَدَيْن.
وتابع عوده: الرِّسالَةُ الَّتي أَرادَ الرَّبُّ يَسوعُ نَقْلَها لِلجَميعِ هِيَ أَنَّ الإِيمانَ بِهِ يُخَلِّصُ الكُلّ، لَكِنَّهُ شاءَ أَيْضًا أَنْ يُعَلِّمَهُم أَنَّ «الإِيمانَ مِنْ دونِ أَعْمالٍ مَيْتٌ» (يع 2: 26)، كَما أَنَّ الأَعْمالَ الصَّالِحَةَ مِنْ دونِ إِيمانٍ هِيَ باطِلَة، وهَذِهِ كانَتْ حالَةُ الشَّعْبَيْن. فَاليَهودُ حازوا الَّناموسَ لَكِنَّ تَعَلُّقَهم بحَرْفِيَّتِه قَتَلَهُم، والأُمَمُ لَمْ يُؤمِنوا لَكِنَّهُمْ قَدْ يَكونونَ مِنْ ذَوِي الأَعْمالِ الحَسَنَة، عَلى مِثالِ بَعْضِ الأَشْخاصِ في أَيَّامِنا، القائِلينَ بِأَنَّهُم غَيْرُ مُجْبَرينَ على الإِيمانِ بِالله، لكنّهُمْ سَيَخْلُصونَ لأَنَّهُم يَقومونَ بِأَعْمالٍ صالِحَةٍ تُجاهَ البَشَرِ والبيئَةِ والحَيَوانات.
وأردف: لَقَدْ أَقْرَنَ يايْرُسُ إِيمانَهُ بِعَمَلٍ صالِحٍ، أَيْ إِنَّهُ تَوَجَّهَ نَحْوَ المَسيحِ وأَعْلَنَ ضُعْفَ إِيمانِهِ أَمامَ الرَّبِّ طالِبًا مَعونَتَه، فَنالَ الخَلاصَ وقِيامَةَ ابْنَتِه. مِنْ جِهَةٍ أُخْرى، أَقْرَنَتْ النَّازِفَةُ الدَّمِ عَمَلَها الصَّالِحَ، أَيْ لَحاقَها بِالرَّبِّ يَسوعَ، بِإِعْلانِ إِيمانِها عَلَنًا، فَشُفِيَتْ مِنْ ساعَتِها. شِفاءُ ابْنَةِ يايرُس اليَهودِيَّةِ بَعْدَ نازِفَةِ الدَّمِ الأُمَمِيَّةِ هُوَ دَرْسٌ لِلشَّعْبِ اليَهودِيِّ الَّذي رَفَضَ الأَنْبِياءَ وقَتَلَهُم، ثُمَّ رَفَضَ تَعْليمَ ابْنِ اللهِ وسَعى إلى صَلْبِهِ لِلتَّخَلُّصِ مِنْهُ، مَفادُه أَنَّ الخَلاصَ لنْ يَحْصَلَ مَع شَعْبٍ لأنّه دُعِيَ على اسمِ اللهِ فَقَط، أَو اعْتَبَرَ أَنَّ اللهَ يَخُصُّهُ وَحْدَهُ فَقَط، لأَنَّ «العشَّارينَ والزَّواني» سيكونونَ السَّبَّاقينَ إلى مَلَكوتِ السَّماوات (مت 21: 31)، كما أَنَّ كَثيرينَ أَوَّلينَ يَكونونَ آخِرين، وآخِرينَ يُصبِحونَ أَوَّلين (مت 19: 30). عِنْدَ وُصولِ الرَّبِّ إلى بَيْتِ يايرُس كانتْ الفتاةُ قد ماتتْ وكانَ المَنْزِلُ يَضُجُّ بالبُكاءِ والنَوْحِ، بلا رجاء، الأَمْرُ الَّذي يُعيدُنا إلى العَهْدِ القَديمِ، عندما كانَ الشَّعْبُ يَتْرُكُ الرَّبَّ المُحيِي ويَتْبَعُ الآلِهَةَ الوَثَنِيَّةَ ظَنًّا بِأَنَّ الخَلاصَ عِنْدَها. اليَهودُ الَّذينَ لا يَعرفونَ طريقَ خَلاصِهم ضَحِكوا عندما قالَ يسوعُ أَنَّ الفَتاةَ لم تمُتْ ولكنَّها نائمة، وسَخِروا مِنَ الرَّبِّ الَّذي ما لَبِثَ أَنْ حَوَّلَ سُخْرِيَتَهُم إلى ذُهولٍ عندما أقامَ الفتاةَ، إِذْ «حَيْثُ يَشاءُ اللهُ يُغْلَبُ نِظامُ الطَّبيعَة»، وهَذا أَمْرٌ بَديهِيُّ عِنْدَ المُؤمِنينَ الحَقيقيِّين.
وقال: وفي حديثِنا عن الإيمانِ لا بدَّ مِنَ التذكيرِ أنَّ كنيستَنا الأنطاكيةَ الحيّةَ الإيمانِ قد فَرِحَتْ خِلال المجمعِ المقَدَسِ الأخيرِ بإعلانِ قِدِّيسَيْنِ جَديدَيْنِ هُما الشَّهيدَانِ في الكَهَنَةِ نقولا خَشِّة ونَجْلُهُ حبيب، اللَّذانِ بَذَلا حَياتَهُما في الخِدْمَةِ النَّقِيَّةِ، وسَكَبا دِماءَهُما حُبًّا بِالمَسيحِ السَّيِّدِ القُدُّوس. إِعْلانُ القَداسَةِ هُوَ دَليلٌ حِسِّيٌّ على عَمَلِ الرُّوحِ القُدُسِ الَّذي لا يَتَوَقَّفُ مَدى الحَياة. إِنَّ كُلَّ مُؤمِنٍ مَدْعُوٌّ إِلى القَداسَةِ على حَسَبِ مشيئةِ اللهِ القائِل: «إِنِّي أَنا الرَّبُّ إِلَهُكُم فَتَتَقَدَّسونَ وتَكونونَ قِدِّيسينَ، لأَنِّي أَنا قُدُّوس» (لا 11: 44؛ 1بط 1: 16). قد يُحاوِلُ الشَّيْطانُ أَنْ يُدْخِلَ اليَأْسَ إلى حَياتِنا، وأَنْ يُقْنِعَنا بِأَنَّ التَّوبَةَ غَيْرُ نافِعَةٍ ولَنْ يَقْبَلَها الله، وما ذَلِكَ إِلَّا في سَبيلِ إِبْعادِنا عَنْ إِلَهِنا، مَصْدَرِ الحَياةِ الحَقيقيَّةِ، الَّذي «يُريدُ أَنَّ جَميعَ النَّاسِ يَخْلُصونَ، وإلى مَعْرِفَةِ الحَقِّ يُقْبِلون» (1تي 2: 4). لِذا، علينا أنْ نَسْعى إلى خَلاصِ نُفوسِنا وقَداسَتِها، بِالتَّوْبَةِ الدَّائِمَةِ والإلتِصاقِ بِالرَّبِّ الَّذي يُتْحِدُنا بِهِ عَبْرَ جَسَدِهِ ودَمِهِ الكَريمَيْنِ في القُدَّاسِ الإِلَهِيّ، لكي نَسْتَحِقَّ الخَلاصَ المُعَدَّ لِمَنْ يُؤمِنونَ به حَقًّا.
وأضاف: وفيما يعيشُ عالَمُنا بعيدًا منَ القداسةِ بَشاعةَ الحروبِ وقِلّةَ الإيمانِ، وانعِدامَ الإنسانيّةِ، وفي ظِلِّ صَمْتِ العالَمِ عَنْ كلِّ ما يَجري في هذه المنطقةِ من تَنكيلٍ بالمَدَنيين الأبرياء، أمَلُنا أنْ يَتَوَقَّفَ القِتالُ ويَعلو صوتُ الضميرِ عند قادةِ العالم، وأنْ تَتَغَلَّبَ الحِكمةُ عند مَنْ في يَدِهِم الأمرُ عندَنا، وأنْ يَتَوافَقَ جميعُ المَعْنيّين مِنْ مسؤولين وسياسيين وقادةٍ وزعماءَ على رفضِ الحربِ وإبعادِ لبنانَ عَنْ هذا الصراع، وعلى تَحْصينِه بالإسراعِ بانتخابِ رئيسٍ وتشكيلِ حكومةٍ يتولَّيان قيادةَ البلدِ إلى ما فيه خيرُه وسلامَةُ شعبِه. كما نُناشِدُ حُكّامَ العالَمِ، وخصوصًا مَنْ يَحمِلُ منهم لواءَ الدفاعِ عَنْ حقوقِ الإنسان، أنْ يَعمَلوا على وَقْفِ الحربِ وإسعافِ الجرحى وإيواءِ المُشرَّدين وإيجادِ حَلٍّ عادلٍ لقضيةٍ طالَ الاستهتارُ بها.
وختم عوده: صَلاتُنا أَنْ يَعُمَّ سلامُ اللهِ عالمَنا المحكومَ بالعُنفِ والخطايا، وأنْ يُشَدِّدَ الربُّ الإلهُ إِيمانَنا، وأَنْ نَستَطيعَ إِقْرانَ هَذا الإيمانِ بِأَعْمالٍ تَستَحِقُّ الأَكاليلَ السَّماوِيَّة، آمين.
المصدر: بوابة الفجر
إقرأ أيضاً:
معاريف: عملية خان يونس تكشف انهيار الجيش الإسرائيلي واستنزاف جنوده
قال آفي أشكنازي المراسل العسكري لصحيفة معاريف إن الجيش الإسرائيلي وصل إلى حافة الانهيار في غزة، وإن استمرار الحرب لم يعد يحتمل، ووجه دعوة واضحة لإنهاء ما أسماها الحرب العبثية وتفادي ثمن أكبر قد تدفعه إسرائيل قريبا.
جاء ذلك في مقال كتبه تعليقا على الفيديو الذي بثته قناة الجزيرة للعملية المركبة التي نفذتها كتائب القسام الذراع المسلحة لحركة حماس في خان يونس وأدت إلى مقتل 7 من الجنود حسب اعتراف جيش الاحتلال.
يصف المراسل العسكري الحادثة بأنها تشكّل علامة بارزة على حالة الانهيار المنهجي التي يعاني منها الجيش الإسرائيلي بعد نحو عامين من الحرب، مقابل قيادة سياسية تبدو منفصلة تمامًا عن الواقع وتفتقر إلى أي تصور حقيقي لنهاية هذه الحرب.
تقشعر لها الأبدانويذكر أشكنازي، في مقاله، أن الحادثة تمثل "إغفالا خطيرًا يؤثر على أعلى مستوى في الدولة"، من رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو إلى وزير الدفاع يسرائيل كاتس، مرورًا برئيس الأركان الجديد الجنرال إيال زمير ونائبه اللواء تامير ياداي وقائد المنطقة الجنوبية اللواء يانيف أسور.
ويضيف أن مشاهد الفيديو الذي بثته الجزيرة للهجوم الذي تسلق فيه مقاتل فلسطيني مدرعة عسكرية من طراز "بوما" -وهي مركبة عسكرية قديمة كان يُفترض إخراجها من الخدمة منذ عقود- وألقى داخلها عبوة ناسفة، "تقشعر لها الأبدان". ويضيف "هذا دليل على فشل فاضح في إعداد القوة البرية وتجهيزها بالوسائل التي تتلاءم مع ساحات القتال المعاصرة، بدءًا من أنظمة الحماية والمراقبة وانتهاءً بالبنية التحتية التشغيلية".
ويشير أشكنازي إلى أن الإخفاق في خان يونس ليس حادثًا معزولا، بل نتيجة سلسلة طويلة من الإهمال، وأن المأساة تجسّد فشلًا مركبًا "في إعداد القوة، وفي تزويدها بالمعدات، وفي الاستخدام التكتيكي لها، إلى جانب الإرهاق غير المسبوق الذي يعاني منه الجنود بعد نحو عامين من القتال".
إعلانويؤكد أشكنازي أن الجيش الإسرائيلي "في ورطة عميقة" في قطاع غزة، ويواجه "فشلًا عسكريا وسياسيا مستمرًا بعد 629 يومًا من القتال".
كما يرى أن الجيش الإسرائيلي "استُنفد بالكامل"، ويضيف "لقد دخلنا جباليا عدة مرات، وسوّينا بيت حانون، وغزونا رفح أكثر من مرة، ودمرنا معظم أحياء خان يونس. نعمل اليوم بأربع فرق عسكرية، تستخدم أغلب الوحدات النظامية".
وبحسب المراسل العسكري، فإن الفرقتين 143 و162 توجدان في قطاع غزة منذ 7 أكتوبر/تشرين الأول 2023، ومعهما لواء جفعاتي ولواء 401 وعشرات الوحدات الأخرى، كلهم يعانون من تآكل جسدي ونفسي واضح، ينعكس في أخطاء تشغيلية وانخفاض الحدة القتالية وتراجع الانضباط وتدهور مستوى الاحتراف العسكري.
كما يشير إلى تآكل المعدات القتالية، من دبابات ومدرعات وطائرات، إلى حد لم يعد الجيش قادرًا فيه على الحفاظ على جودة القتال المطلوبة.
إخفاق "عربات جدعون"
يرى أشكنازي أن "المشكلة الكبرى هي أن القيادة السياسية لا تعرف إلى أين تريد الذهاب في غزة". فالعملية المسماة "عربات جدعون" لم تحقق أهدافها، والجيش عالق في مستنقع استنزاف مستمر. في حين أن الجنود، الاحتياطيون منهم والنظاميون، يعيشون حالة إنهاك شديد، ويحلم كثير منهم بالتقاعد والالتحاق بوظائف خارج البلاد.
ويسخر أشكنازي من نتنياهو وكاتس بأنهما "منفصلان عن الواقع" بالقول "يتصرفان كما لو أنهما في حملة انتخابية على منشطات، ولا يتعاملان بمسؤولية وطنية حقيقية. إنهما لا يريان حالة الجيش، ولا يدركان عبثية استمرار الحرب."
ويضيف "نرسل الجنود للقتال في المواقع نفسه مرة بعد أخرى، فقط من أجل الحفاظ على استقرار التحالف السياسي ولإرضاء بن غفير وسموتريتش، اللذين يرفضان دفع ثمن الإفراج عن الرهائن. بل إن بن غفير تفاخر بأنه أحبط عدة صفقات لتبادل الأسرى".
ويختتم أشكنازي بأن على رئيس الأركان إيال زمير أن يعرض أمام القيادة السياسية "صورة واقعية لحالة الجيش ولتكاليف الاستمرار في حرب بلا هدف". ويؤكد أن النصر على إيران، إن حصل، لا يغيّر من حقيقة أن إسرائيل "تعيش أزمة عميقة في قطاع غزة، عسكرية وأخلاقية وإستراتيجية، لا ترى القيادة أنها تنهار أمام عيوننا".