سواليف:
2025-06-27@14:36:17 GMT

غزة تعيد تشكيل هوية وعقيدة الشرق الأوسط

تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT

غزة تعيد تشكيل هوية وعقيدة الشرق الأوسط

في ظلال #طوفان_الأقصى “14”

#غزة تعيد تشكيل هوية وعقيدة #الشرق_الأوسط

بقلم د. مصطفى يوسف #اللداوي

كذب رئيس حكومة العدو بنيامين نتنياهو عندما قال أن كيانه سيعيد رسم خارطة الشرق الأوسط، وأن جيشه سينتصر في هذه الحرب، وسيزيل حركة حماس من الوجود، وسيستأصل جذورها، وسينهي مقاومتها، وسيقضي على قوتها، وسيقتل أفرادها وقادتها وسيلاحقهم في كل مكان، وسيفكك سلطتها وسينهي حكمها إلى الأبد، وسيبني تحالفاً دولياً للقضاء عليها، مثل التحالف الدولي الذي حارب داعش وقضى عليها، ونسي أن حركة حماس التي هي جزءٌ أصيلٌ من الشعب الفلسطيني، وأنها في مقدمة مقاومته، التي أضحت فكراً ونهجاً ووعياً وعقيدة وسلوكاً وممارسة، وثقافةً تسري وإيماناً يورث، الأمر الذي يجعل من المستحيل عليه تحقيق أهدافه.

مقالات ذات صلة من التخبط الى الابادة ونهايات مرعبة ؟! 2023/11/01

وكذب عندما ادعى أن جيشه المهزوم المردوع، المتردد المرتعش، الذي لم يستفق بعد من صدمة يوم السابع من أكتوبر، قادر على تحقيق هذه الأهداف التي أعلن عنها، وسيتمكن وهو العاجز عن إحراز صورة نصرٍ بعد أكثر من ثلاثة أسابيع من القصف والتدمير والقتل المتواصل، التي يستهدف فيها الأطفال والنساء والشيوخ، من تحقيق الأهداف التي وضعها، سيغير الواقع الموجود على الأرض إلى الأبد، وستغيب وجوه وتتبدل شخصيات، وستقوض السلطة القائمة وستحل مكانها غيرها، وحينها ستكون المنطقة والعالم أمام شرق أوسطٍ جديد مزدهرٍ وآمنٍ، لا وجود فيه لحركة حماس، التي وصفها بـــ “الإرهابية” وبأنها “داعش”.

يعلم هذا الدعيُ وأركان حربه وحلفاؤه الكبار والصغار، أن هذه الأهداف، القديمة الجديدة، مستحيلة، وأن تحقيقها ضربٌ من الخيال، فلا قدرة له ولا لجيشه على تحقيق شيءٍ منها مما ادَّعَى، وأياً كان من معه وأيده، ومهما ساعدته الولايات المتحدة الأمريكية التي وعدت مراتٍ عديدة بتشكيل شرق أوسطٍ جديد، ولكنها فشلت وعجزت وانكفأت، وقد كان ذلك في ذروة قوتها العسكرية وصلف قيادتها وغطرستها، عندما كان الجمهوريون يحكمون، ويصنفون العالم إلى محاور شرٍ وخيرٍ، ويهددون أن من لا يقف معهم فهو ضدهم، وفي النهاية ذهبوا وبقيت قوى الشرق الأوسط الدولتية والشعبية.

لكن المقاومة الفلسطينية ومحورها، تعد بكل ثقةٍ ويقينٍ، نتنياهو والكيان الصهيوني إن بقي ولم يسقط، أن تُغيرَ بنفسها منطقة الشرق الأوسط، وأن تهدم الأسس التي كان يقوم عليها، وأن تغير القواعد التي فرضها المستعمرون على دوله وشعوبه، وأن تشطب منها الوافدين الغرباء، والمستوطنين اللقطاء، وتعد بألا يسكن فيها غير أهلها، وألا يطبق فيها غير قانونهم، وألا يسود فيها غير حكمهم، وألا يكون فيها مكانٌ لقواعد استعمارية، ولا لدولٍ وظيفيةٍ، ولا لشرطة مرتزقة أو قوى أمنية عميلة، ولا لوكلاء الاستعمار، ولن يكون فيها نفوذ لغير شعوب المنطقة، الذين عمروها منذ آلاف السنين، وصنعوا فيها حضاراتٍ باقية، وثقافاتٍ سائدةٍ، ولن يكون هذا الهدف مستحيلاً أو غايةً بعيدة المنال.

قررت المقاومة الفلسطينية فعلاً إعادة تشكيل خارطة المنطقة، وفرض قواعدها، وبدأت فعلاً في رسم حدودها، وتحديد معالمها، وبيان هويتها، وتشكيل عقيدتها، وتوضيح أسبابها، وإعلان أهدافها، ولن تتردد أبداً في المضي قدماً ومواصلة ما بدأته، وها هي توكلاً على الله، واعتماداً على قدرات أبنائها ووعي أجيالها، بالصمود والثبات، والدم والنار، والعطاءات والتضحيات، تثبت نفسها، وتحدد مسارها، وتقول كلمتها الحاسمة، وتنفذ بسلاحها وعدها.

إعادة تغيير قواعد النظام في الشرق الأوسط، الذي فرضته الدول الغربية المنتصرة بعد الحربين العالميتين، والانعتقاق من ربقة العبودية لهم، والاستقلال عن قرارهم، هو حلمٌ كان بعيد المنال، ولكنه اليوم غدا أقرب إلى النوال، فعلى كل قادرٍ في المنطقة، ومؤمنٍ بهذه المهمة، دولاً وحكوماتٍ، وشعوباً وجماعاتٍ، وقوى ومنظمات، وأحزاباً وهيئات، أن يشارك في هذه المعركة، وأن يساهم في هذا التحدي، وأن يدخل المعركة شريكاً أصيلاً، وطرفاً رئيساً، فهذه الأيام حاسمة والمعركة فيها فاصلة.

بيروت في 1/11/2023

moustafa.leddawi@gmail.com

المصدر: سواليف

كلمات دلالية: طوفان الأقصى الشرق الأوسط الشرق الأوسط

إقرأ أيضاً:

من الدول الجديدة في اتفاقية ابراهام؟

وأشار ويتكوف إلى أن الإعلانات بشأن تطبيع دول إضافية مع إسرائيل ستأتي قريبًا، في حين لم يذكر أسماء الدول المتوقع انضمامها إلى الاتفاقيات.

وكانت اتفاقيات إبراهيم قد شهدت تطوراً في الشرق الأوسط خلال الولاية الأولى للرئيس الأمريكي دونالد ترامب في عام 2020، عندما وافقت الإمارات والبحرين والمغرب والسودان على تطبيع العلاقات مع إسرائيل.

الى ذلك نشرت مصادر عبرية لافتة إعلانية يقال انها  في أحد شوارع تل أبيب أمس تحمل صورة ترمب ونتنياهو وعدد آخر من زعماء دول عربية.

وبحسب اللوحة كتب عليها ( تحالف ابراهام  الشرق الأوسط الجديد )..وفي الصورة لاعبين جدد مثل بن سلمان والشرع والرئيس اللبناني.

 وأثارت اللوحة التي تناقلتها وسائل اعلام  موجة غضب في الشارع العربي خاصة انها نشرت بعد حديث ويتكوف عن تطبيع جديد بين إسرائيل وعدد من الدول في الشرق الأوسط.ش

مقالات مشابهة

  • حديث أمريكي عن انضمام دول جديدة لاتفاقيات التطبيع.. وموجة غضب عربي عقب لوحة استفزازية في تل أبيب
  • محلل سياسي: مصر نادت بإقامة منطقة خالية من أسلحة الدمار الشامل في الشرق الأوسط
  • قطاع السلع الفاخرة يعلق آمالا كبيرة على الشرق الأوسط رغم غيوم الصراعات
  • من الدول الجديدة في اتفاقية ابراهام؟
  • ضياء رشوان: الحرب الإيرانية الإسرائيلية أفشلت مخطط نتنياهو للشرق الأوسط
  • ضياء رشوان: الشرق الأوسط لا يُدار بالخوف.. وإيران ومصر دول كبرى لا يمكن تهميشها
  • ماذا يريد نتنياهو من «مشروع تغيير الشرق الأوسط» ؟
  • الحرب تصيب السياحة والنفط والاستثمار في المنطقة.. ولبنان يدفع أثمانًا باهظة
  • بعد إعلان ترامب نهاية الحرب.. كيف يمكن أن تُغير 14 قنبلة الشرق الأوسط؟
  • لميس الحديدي: إسرائيل لم تستطع رغم قوتها الجامحة تحقيق كامل النصر ولا توفير الحماية لشعبها