دراسة عن واقع استخدام المعلومات في السوق الإعلانية بسلطنة عمان
تاريخ النشر: 1st, November 2023 GMT
"عمان": كشفت دراسة بحثية بجامعة السلطان قابوس أجرتها الدكتورة فاطمه بنت محمد الكلبانية ضمن متطلبات الحصول على درجة الدكتوراة الواقع المحلي لاستخدام المعلومات في السوق الإعلانية بسلطنة عمان، وممارسات المعلنين المحليين مشيرة إلى تداخل الإعلانات في روتين المستخدم اليومي بحيث أصبحت محتوىً لا مفر منه، ويستخدم المُعلن كافة الوسائل الممكنة ليشد انتباه المستخدمين.
وتطرقت الدراسة التي استغرقت 4 سنوات من البحث والتحليل والتشخيص في التجربة المحلية العمانية وتحليل المحتويات الإعلانية والمقابلات النوعية لعدد من مديري التسويق بسلطنة عمان إلى استكشاف العوامل والتحديات التي يواجهها المعلن خلال توظيف المعلومات لفعالية الحملات الإعلانية في سلطنة عمان.
وكشفت نتائج البحث أهم المعلومات التي تؤثر في فعالية القرارات الإعلانية هي البيانات الديموغرافية للجمهور المستهدف ومعلومات الوضع السوقي للمؤسسة المُعلنة، وخلصت الدراسة إلى مجموعة من النتائج أبرزها تداخل الإعلانات في الروتين المستخدم يوميا بحيث أصبحت محتوىً لا مفر منه، وأن المُعلن يستخدم كافة الوسائل الممكنة ليشد انتباه المستخدمين.
ويتعرض المستخدم إلى 4,000 إلى 10,000 إعلان خلال اليوم في ظل هذا الزخم الإعلاني، والتغييرات التي تواجه قطاع الإعلام، والذي يقود للتغير المستمر بسلوك المستخدم، وأكدت الباحثة في نتائجها "أن العوامل البشرية والمتمثلة بالمعرفة الضمنية التي يمتلكها المعلن في تحديد الوسائل الإعلامية التي تتناسب مع أهداف حملاته الإعلانية، ومعارف الاستراتيجيات الإعلانية، والتي تحققها المؤسسات من خلال منح صلاحية القرار للمعلن، والثقافة المؤسسية التي تسهل تشارك المعلومات بين فرق العمل، ومدى وجود حوافز محددة للأداء هي من أهم العوامل التي تسهم في توظيف المعلومات بشكل فعال".
وأوضحت أن الإعلانات القصيرة التي يتم فيها توظيف الحس الكوميدي والثقافة المحلية توصل الرسالة الإعلانية بفعالية أكثر من غيرها، كما أن المعلومات تؤدي دورًا حاسمًا في قرارات المعلن المتعلقة باختيار الرسائل الإعلانية ووسائل الإعلام والاستراتيجيات الإعلانية وتحديد الميزانية وتحديد مؤشرات قياس أداء الحملات الإعلانية.
وعرجت النتائج البحثية إلى مجموعة من التحديات أهمها تحديات معلوماتية تتعلق بخصائص المعلومات نفسها والتي تتضمن منهجيتها، وموثوقيتها، ومدى توافرها وحداثتها ومصداقيتها وسريتها، وتحديات قانونية متعلقة بغياب القوانين والسياسات التي تسهل من توظيف الإعلانات بين مكونات السوق الإعلانية مثل وسائل الإعلام والعملاء والوكالات الإعلانية، وتحديات ثقافية متمثلة باختلاف الثقافة التي يعتنقها كل من المستخدم والمعلن وأصحاب القرار.
بالإضافة إلى تحديات تنظيمية تتضمن مدى دعم الأنظمة الداخلية للمؤسسات لتشارك المعلومات وآليات توزيع الاختصاصات واتخاذ القرارات المختصة بالإعلان، فضلا عن التحديات المالية التي تضمنت النسبة الأعلى من بين بقية التحديات، ويمثل هذا التحدي مدى توفر الموارد المالية لدعم توظيف المعلومات في جميع مراحل القرارات ابتداءً من قرار إجراء البحوث السوقية، و تكلفة إنتاج الإعلانات وكذلك تكلفة البث والنشر.
وأوصت الدراسة بأهمية تركيز المعلن على معلومات البيانات الديموغرافية للجمهور المستهدف لما لها من أهمية في اختيار الرسائل التي تجذب انتباه المستخدم و تحدد نوعية استراتيجيات الإعلان التي تتناسب مع الجمهور وتحدد كذلك الوسائل الإعلامية التي يستهلكها كل فئة من الجمهور. وتوصي الدراسة بضرورة مراجعة الوحدات الحكومية للقوانين والسياسات المختصة بالإعلان وضرورة توافر البحوث الإعلامية الرسمية بشكل دوري. كما توصي الدراسة أصحاب القرار بأهمية تفويض المعلن لصلاحية القرارات الإعلانية، وأهمية دعم توفير الثقافة المؤسسية التي تسهل تشارك المعلومات داخل المؤسسات.
المصدر: لجريدة عمان
إقرأ أيضاً:
توقعات صادمة: دراسة تحذر من امتداد الصيف في أوروبا 42 يوماً إضافياً
تؤكد الدراسة أن التسارع الحالي في تغيّر المناخ—الناجم عن النشاط البشري—يتفوق بمراتٍ عديدة على وتيرة التقلّبات المناخية الطبيعية التي كانت تستغرق آلاف السنين.
كشفت دراسة علمية حديثة نُشرت في مجلة نيتشر كوميونيكيشنز أن فصل الصيف في أوروبا قد يمتد بنحو 42 يوماً إضافياً بحلول نهاية القرن الحالي، نتيجة تغيّرات مناخية متسارعة ترتبط بانحسار التدرّج الحراري بين القطب الشمالي والمناطق الاستوائية.
واعتمد فريق البحث، بقيادة الباحثة سيليا مارتن-بويرتاس من جامعة رويال هولواي في لندن، على تحليل طبقات طينية استُخرجت من قيعان بحيرات أوروبية، يعود تاريخ تشكّلها إلى أكثر من 10,000 سنة. ويعمل هذا الطين كـ"تقويم مناخي" طبيعي، يمكّن العلماء من استنتاج تقلّبات درجات الحرارة عبر الزمن.
العُظم المناخي للهولوسين يشبه الظروف الحاليةوتشير البيانات المستخلصة من هذه الطبقات إلى وجود علاقة مباشرة بين تقلّص ما يُعرف بـ"التدرّج الحراري وفق العرض الجغرافي" (LTG)—وهو الفارق في درجات الحرارة بين القطب الشمالي وخط الاستواء—وطول فصل الصيف. وخلال فترة العُظم المناخي للهولوسين (9500–5500 سنة مضت)، شهدت الأرض—وخاصة القطب الشمالي وأوروبا الشمالية—ارتفاعاً ملحوظاً في درجات الحرارة نتيجة ظواهر طبيعية.
ووفقاً للدراسة، فإن كل درجة يفقدها التدرّج الحراري تضيف نحو 6 أيام إلى مدة الصيف في أوروبا. ومع توقع انخفاضه بـ7 درجات بحلول عام 2100، يُرجّح أن يمتد الصيف 42 يوماً إضافياً مقارنةً بالفترات التاريخية.
Related لماذا تقل شهيتنا في فصل الصيف؟مع درجات حرارة غير مسبوقة.. دليلك إلى أفضل المشروبات المثلجة خلال فصل الصيفبعد قرن من اعتماده.. العلماء يدقون ناقوس الخطر بشأن التوقيت الصيفي سرعة التغيّر المناخي اليوم تفوق التقلّبات الطبيعيةوقالت مارتن-بويرتاس في بيان صحفي: "لقد علِمنا منذ سنوات أن الصيف يزداد طولاً وحرارة في أوروبا، لكننا كنا نفتقر إلى فهم دقيق لكيفية حدوث ذلك".
وأضافت: "نتائجنا تُظهر مدى ارتباط أنماط الطقس الأوروبية بديناميكيات المناخ العالمي، وأن دراسة الماضي تمنحنا أدوات أفضل لمواجهة التحديات الحالية".
من جهتها، أشارت لورا بويال، الباحثة المشاركة في الدراسة، إلى أن تمدّد فصول الصيف ليس ظاهرة جديدة، بل سمة متكررة في نظام مناخ الأرض. لكنها شدّدت على أن "ما يختلف اليوم هو السرعة غير المسبوقة، والسبب البشري، وشدة التغيّر".
آثار صحية وبيئية متزايدةوتؤكد الدراسة أن التسارع الحالي في تغيّر المناخ—الناجم عن النشاط البشري—يتفوق بمراتٍ عديدة على وتيرة التقلّبات المناخية الطبيعية التي كانت تستغرق آلاف السنين. ويؤدي هذا التغيّر السريع إلى صعوبات في التكيّف لدى الكائنات الحية، بما في ذلك البشر.
وتشير الأبحاث المصاحبة إلى أن الارتفاع في درجات الحرارة ساهم في انقراضات جماعية، واضطرابات في تكاثر الأنواع، وتزايد خطر حرائق الغابات. كما أن امتداد فصل الصيف يرفع من احتمالات الإصابة بأمراض مرتبطة بالحرّ، ويُفاقم مشكلات صحية نفسية متعددة.
ودعا الباحثون إلى اتخاذ إجراءات استباقية تشمل التخطيط الحضري، وتعزيز نُظم الرعاية الصحية، وتنفيذ سياسات صارمة للحد من انبعاثات الغازات الدفيئة.
وحذّرت الدراسة من أن غياب هذه الإجراءات قد يجعل فصول الصيف المستقبلية تهديداً وجودياً أكثر مما هي فترة من الراحة أو الترفيه.
وخلصت إلى أن التصدي لآثار تغيّر المناخ يتطلّب جهداً عالمياً مستمراً، لا يقتصر على تخفيف الانبعاثات فحسب، بل يشمل أيضاً إصلاح الأضرار البيئية القائمة، لضمان قدرة الأجيال القادمة على التكيّف مع واقع مناخي جديد.
انتقل إلى اختصارات الوصول شارك محادثة