الغضب يعزز الأداء والإنتاجية
تاريخ النشر: 2nd, November 2023 GMT
تكساس ــ وكالات
كشفت دراسة جديدة عن فائدة غير متوقعة لمشاعر الغضب، التي دائماً ما كان مصاحباً لها مفهوم شائع، وهو أنها تتتسبب بنتائج سلبية وخسائر كبيرة على صاحبها.ووجدت أن الغضب من الممكن يشكل حافزاً قوياً، وهذا ما أثبتته تجاربها، التي توصلت إلى أن الأشخاص الغاضبين يؤدون أداء أفضل في مجموعة من المهام الصعبة، مقارنة بأولئك الذين يتمتعون بالحيادية العاطفية.
وتوضح الدراسة، التي نشرت في مجلة الشخصية وعلم النفس الاجتماعي، كيف أجرى الباحثون في جامعة تكساس إيه آند إم تجارب شملت أكثر من 1000 شخص، وقاموا بتحليل بيانات المسح من أكثر من 1400 شخص، لاستكشاف التأثير المحتمل للغضب على الأشخاص في مختلف الظروف.
وفي إحدى التجارب، عُرضت على الطلاب صور من شأنها إثارة مشاعر الغضب، والحزن، والرغبة، وما إلى ذلك، ثم تم تكليفهم بحل ألغاز الكلمات ومستويات في لعبة فيديو صعبة.
وكانت نتائج الدراسة مفاجئة؛ إذ قالت مؤلفتها الرئيسة، البروفيسور هيذر لينش، من جامعة تكساس إيه آند إم: “تظهر نتائج دراستنا أن الغضب يزيد من الجهد المبذول؛ لتحقيق الهدف المنشود، ما يؤدي في كثير من الأحيان إلى نجاح أكبر”.
المصدر: صحيفة البلاد
كلمات دلالية: الغضب
إقرأ أيضاً:
إلياس رودريجز… صوت الغضب الفردي في زمن الصمت العربي
مايو 25, 2025آخر تحديث: مايو 25, 2025
ريم خليل
في عصرٍ بات فيه الدم الفلسطيني مستباحاً على شاشات العالم، خرج صوت من أقاصي الغرب من قلب شيكاغو، لا يحمل جنسية فلسطين، لكنه حمل وجعها وألمها في قلبه. إلياس رودريجز، المواطن الأميركي ذي الثلاثين عاماً ذو الأصول المكسيكية، ارتكب فعلاً صَدَم المؤسسة الصهيونية في عقر دارها – أمام متحف العاصمة اليهودي في واشنطن، مردداً: “من أجل غزة… الحرية لفلسطين”.
إلياس لم يُدرّب في معسكر، ولا تربّى في بيئة مقاومة، لكنه كغيره من أحرار هذا العالم، شاهد صور أشلاء الأطفال، وسقوط الأبراج، والصرخات الخارجة من رحم غزة المحاصرة. وحين ضاقت روحه، اختار أن يفعل شيئاً… أي شيء. وفي لحظة، صار خبراً عالمياً
إلياس رودريجز هو تجلٍّ جديد من تجليات المقاومة غير التقليدية، تلك التي لم تعد محصورة في بنادق المخيمات، بل صارت تسكن في صدور من لم يروا فلسطين قط، لكنها تسكن وجدانهم.
السلطات في الولايات المتحدة اعتقلته فوراً، وقد يحكم عليه، وقد يطمر اسمه تحت عناوين “الإرهاب” و”معادات السامية”. لكن ما لن يستطيعوا طمره هو السبب: غزة.
إنها ليست عملية منظمّة، ولا فعلاً مخططاً من جهة مقاومة، لكنها فعل احتجاجي فردي عنيف، يعكس مدى اتساع دوائر الغضب حول العالم من المجازر اليومية في غزة، من مذبحة الأطفال إلى محارق المستشفيات، إلى أنقاض البيوت فوق رؤوس ساكنيها الى تدمير المُدمر..
ما فعله رودريجز، سلّط الضوء على الحقيقة الأخلاقية التي يحاول العالم التهرب منها: أن فلسطين، لم تعد مجرد قضية عربية أو إسلامية، بل صارت صرخة إنسانية تتردد في صدور الأحرار، ولو كانوا على بعد آلاف الأميال.
الاحتلال، الذي يجيد صناعة الرواية وتضليل الرأي العام، يسارع اليوم لتصوير إلياس كمجرم وحيد، متطرف بلا قضية. لكن كلمات الرجل لحظة اعتقاله، وهتافه “من أجل غزة” و”الحرية لفلسطين”، تكفي لتقول إن القضية باتت ضميراً عالمياً، وإن نار العدوان تحرق القلوب قبل الأجساد.
إنه فعل فردي – نعم. لكنه أيضاً مؤشر عميق: أن الدم الفلسطيني صار عنوانًا للغضب الأممي، وأنه كلما زاد القتل، زادت ارتدادات الرفض، بأشكال قد لا ترضى عنها المؤسسات، لكنها لا تستطيع إنكار أنها بنت اللحظة، وأنها ابنٌ من أبناء الغضب.
إنه مرآة جديدة نُطل بها على عالمٍ بدأ يثور، فرداً فرداً، لأن آلة القتل الصهيونية بحق شعب فلسطين تجاوزت كل حدود الصمت الممكن. في زمنٍ خذلت فيه العواصمُ العربية فلسطين، ها هو الصوت يأتي من شيكاغو، ليذكّرنا: فلسطين ليست وحدها.
وليس بعيداً عن هذه الروح المقاوِمة، نتذكر الشهيد محمد حسن الحسيني، الشاب اللبناني من بلدة شمسطار البقاعية، الذي نفّذ في تموز 2012 عملية استشهادية استهدفت حافلة تقلّ سياحاً إسرائيليين في مطار بورغاس ببلغاريا. وظل جثمانه محتجزاً لأكثر من 13 عاماً قبل أن تسلم السلطات البلغارية رفاته إلى أهله في بيروت
هذه العملية لم تكن الأولى، ولا الأخيرة، بل هي جزء من مسيرة نضال مستمرة، تؤكد أن الدم المقاوم لن يذهب هدراً، وأن شعبنا ماضٍ في دربه مهما طال الزمن .