تستعد الحوامل للولادة بطرق مختلفة، رغبة في التخفيف -قدر الإمكان- من آلام المخاض وما يحيط به من خوف وارتباك.

وتعد "الولادة بالتنويم المغناطيسي" إحدى الطرق الشهيرة للإعداد الذهني، والتي تعتمد على الاسترخاء والدخول في حالة تركيز عميق، بهدف تخفيف القلق والتعاطي مع الألم بصورة أفضل.

دورات الولادة السليمة

وشهدت السنوات الأخيرة انتشار العديد من الدورات على شبكة الإنترنت حول الولادة بالتنويم المغناطيسي الذاتي، ومن بينها ما تسمى "ذا بيسفول بيرث" (الولادة السلمية) للمدربة كريستين غراف.

وبصفتها أم 3 أبناء، فقد مرت بتجربة الولادة، وتعرف جيداً مدى الإرهاق البدني والنفسي الذي تعيشه المرأة خلال العملية. وتقول غراف "الولادة دون الاستعداد الذهني مثل صعود جبل شاهق دون المعدات الملائمة".

الخبراء لا يمانعون من تأجيل التدريب على الولادة بالتنويم المغناطيسي حتى الأشهر الثلاثة الأخيرة من الحمل (شترستوك) الولادة بالتنويم المغناطيسي

وتوضح ماندي مانغلير كبيرة أطباء أمراض النساء والولادة بمستشفى فيفانتس أوغوست فيكتوريا بالعاصمة الألمانية "الولادة بالتنويم المغناطيسي والأشكال الأخرى من الإعداد الذهني تعد طرقا فعالة للتخفيف من الإحساس بالألم خلال المخاض".

وأضافت أن اتباع أساليب معينة يمكن أن يساعد المرأة على إقناع نفسها بأن الولادة لا تهدد حياتها، وأن بإمكانها التحكم بمستوى الألم "إذا أرادت ذلك" مشيرةً إلى أن التفكير في أن انقباضات الرحم (الطلق) تمثل موجات يمكن أن تساعد في التخفيف من الشعور بالألم.

وأضافت "لتبسيط الأمر، فإنه يتعلق بالاستمرار في تركيز المرأة وقت الولادة على نفسها، وقبول أن آلام المخاض عملية فسيولوجية".

في المقابل، شددت مانغلير على ضرورة عدم إضفاء صبغة رومانسية ولا مرضية على الولادة، وأن يتم النظر إليها على أنها حالة طبية فقط.


الكثير من الاستعداد والممارسة

وبالعودة إلى غراف، فهي تدرّب المشاركات في دوراتها على الوصول إلى حالة "التخدر" والتي تتمثل في التركيز على أمرٍ أساسي وتجاهل كل ما يحيط به.

وتشير إلى أن الوصول إلى هذه الحالة يتطلب الكثير من الاستعداد والممارسة "فكلما بكرّت المرأة في ممارسة هذا الأسلوب وأصبحت أكثر انتظاما في اتباعه خلال الحمل كان ذلك أفضل".

كما شددت مدربة الولادة بالتنويم المغناطيسي على ضرورة "أخذ قسط من الراحة لعدة أيام (خلال التدريبات) ولا مشكلة في تأجيل البدء في التدريبات حتى آخر 3 أشهر من الحمل".

يعد التدريب الذهني وسيلة لتقوية النساء وتسهيل تجربة الولادة الطبيعية (شترستوك) التنويم المغناطيسي ليس مثل إبرة الظهر

من جانبها، تحذر الدكتورة مانغلير من الإفراط في التوقعات، إذ "يتعين أن تمارس الحامل جميع الأساليب التي تتطلب طاقة، فالولادة بالتنويم المغناطيسي ليست فعالة في تخفيف الألم خلال الولادة مثل إبرة الظهر (حقنة إيبدريورال)".

وتعتبر مانغلير التدريب الذهني في الأساس وسيلة لإعداد النساء لولادة طبيعية، مشيرة إلى أن الولادة تعد حدثا بارزا في حياة المرأة مرتبطا بصورة وثيقة بالإحساس بالكفاءة الذاتية والتمكين. ولذلك استكمالا لدور القابلة قبل الولادة، يمكن أن يعد التنويم المغناطيسي أداة مفيدة.


الإعداد الذهني للولادة

ومن أجل الاستعداد للولادة، تقول مانغلير "التواصل مع القابلة للحصول على أكبر قدر من المعلومات بشأن عميلة الولادة يساعد كثيرا. ومن خلال هذه الحوارات، يمكن أن تعرف القابلة نوع شخصية الأم، وما المهم بالنسبة لها، وكيف ترى الولادة وكيفية تهدئة مخاوفها وتحقيق أمنياتها".

ووفقا لغراف، فإن الكثير من العيادات ومراكز الولادة على دراية بالأساليب المتعلقة بالإعداد الذهني للولادة.

على الحامل الدخول في حالة "التخدر" عندما تبدأ الانقباضات (شترستوك) متى تبدأ الحامل حالة "التخدر"؟

ويعتمد الموعد الذي يجب أن تبدأ فيه الحامل الدخول في حالة "التخدر" على الأم، بالإضافة إلى عدة عوامل خلال عملية الولادة.

وتنصح غراف بإعداد الحامل نفسها "فعندما تبدأ الانقباضات (الطلق) يبدأ الجسد في العمل. حينها، يمكن أن تدخل في حالة التخدر".

وأوضحت غراف أنه من غير المنطقي توقع أن تبقى حالة "التخدر" دون انقطاع خلال الولادة "لأن هناك أمرا دائما ما يعطل هذه العملية. فهذا طبيعي للغاية. والمهم أن تتعلم الأم أن تركز سريعا مجددا بعد التوقف".

يُشار إلى أن الجمعية الألمانية لأمراض النساء والتوليد تؤكد على محدودية الأدلة حول فعالية الولادة بالتنويم المغناطيسي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی حالة یمکن أن إلى أن

إقرأ أيضاً:

قومي البحوث يدعم المبادرة الرئاسية للكشف عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة

ينظم المركز القومي للبحوث يوم الثلاثاء المقبل الصالون العلمي الخامس، في إطار المبادرة الرئاسية للكشف عن الأمراض الوراثية للأطفال حديثي الولادة، وهي مبادرة صحية وطنية تهدف إلى الكشف المبكر عن 19 مرضا وراثيا للأطفال منذ الأيام الأولى للولادة، بما يسهم في تحسين جودة حياتهم وتوفير الرعاية الصحية اللازمة لهم في التوقيت المناسب.

ويعقد الصالون العلمي تحت رعاية وحضور الدكتور ممدوح معوض، رئيس المركز، وبإشراف الإدارة المركزية لشئون الرئاسة ومركز المعلومات بالمركز، وينظمه فريق من إدارة النشر، ليكون بمثابة لقاء علمي وإعلامي يجمع نخبة من كبار علماء الوراثة البشرية بالمركز، إلى جانب حضور عدد من الإعلاميين والمهتمين بالشأن الصحي والبحثي.

ويهدف الصالون إلى مناقشة أهم الأمراض الوراثية التي تصيب الأطفال، وسبل الوقاية منها، إلى جانب استعراض أحدث وسائل التشخيص والعلاج، ومشاركة الخبرات البحثية الوطنية والدولية التي تسهم في دعم المبادرة الرئاسية وتعزيز جهود الدولة في تحسين الصحة العامة للأطفال.

ويستضيف الصالون مجموعة من رموز البحث العلمي في مجال الوراثة، في مقدمتهم الدكتورة مها سعد زكي، الحاصلة على جائزة الدولة التقديرية، والتي تمكنت من اكتشاف متلازمة وراثية جينية جديدة بالتعاون مع فريق بحثي من جامعة كاليفورنيا، أُطلق عليها اسم "متلازمة زكي"، وقد نشرت أكثر من 195 بحثًا علميًا دوليًا في هذا المجال.

كما يشارك في الصالون الدكتورة نجوى عبد المجيد، وهي من أوائل الباحثين الذين أثبتوا العلاقة بين الخلل الجيني وزواج الأقارب، وتعد أول عالمة عربية تفوز بجائزة لوريال واليونسكو عام 2002، وقد أسست قاعدة بيانات جينية لمرضى التوحد والصمم الوراثي وساهمت في اكتشاف طفرات جينية في مرضى الإعاقة الذهنية، ولها أكثر من 100 بحث علمي دولي.

وتشارك أيضا الدكتورة غادة القماح، أستاذ الوراثة الإكلينيكية بمعهد بحوث الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم بالمركز القومي للبحوث، والتي تترأس مجالات أمراض الدم الوراثية والأمراض الوراثية الجلدية، وتعد من الشخصيات البارزة في عدد من الهيئات العلمية المحلية والدولية. وتمثل القماح مصر في عدة شبكات علمية دولية، منها شبكة أمراض الهيموجلوبين العالمية، ولها رصيد بحثي غني يشمل أكثر من 30 منحة بحثية محلية ودولية تناولت الجوانب التشخيصية والإكلينيكية والأخلاقية لعلم الوراثة البشرية، وستتناول في كلمتها بالصالون موضوع أمراض الدم الوراثية.

كما تشارك الدكتورة إكرام فطين، أستاذ الوراثة البيوكيميائية، وأول من شغل هذا التخصص في المركز، وهي عميدة معهد الوراثة البشرية وأبحاث الجينوم الأسبق ونائب رئيس المركز القومي للبحوث للشؤون البحثية الأسبق، ومؤسسة وحدة العلاج بالإنزيمات ومكتب التايكو بالمركز. وتشغل حاليًا منصب رئيس اللجنة الوطنية للعلوم الوراثية، وستتناول خلال الصالون الحديث عن أمراض التمثيل الغذائي الوراثية.

ويشارك أيضا في الصالون الدكتورة غادة الحسيني، التي ساهمت في أكثر من 140 بحثا علميا في مجال الوراثة البشرية، وشاركت في إعداد كتاب عن صغر حجم الرأس، بالإضافة إلى دورها في تحديث الأعراض لعدد من الأمراض الوراثية ضمن قواعد بيانات عالمية. كما أسست أول عيادة متخصصة لصغر حجم الرأس والعيوب الخلقية في المخ، لمتابعة المرضى وتقديم المشورة الوراثية لهم.
 

طباعة شارك المركز القومي للبحوث المبادرة الرئاسية للكشف عن الأمراض الوراثية للأطفال حديثي الولادة مبادرة صحية

مقالات مشابهة

  • انطلاق المرحلة الثانية من «الحساب الذهني»
  • بتوجيهات ولي عهد الفجيرة.. انطلاق المرحلة الثانية من مُبادرة تحدّي الحساب الذهني
  • وداعاً لآلام المفاصل.. السر في هذه الأطعمة الطبيعية!
  • واشنطن تخفف القيود على الصادرات الصينية
  • أعراض بسيطة قد تكون جلطة قاتلة… وفاة أحمد عامر تثير تحذيرات طبيب القلب
  • متى تكون المرأة أكثر عرضة لانهيار نفسي؟
  • النرويج تخفف العقوبات على سوريا وتُبقي القيود على شخصيات بارزة بالنظام البائد
  • تصدر الترند.. أهمية تحليل الهوموسيستين
  • مجلس الوزراء يعتمد نظام جديد لرصد الولادات والوفيات في الأردن 2025
  • قومي البحوث يدعم المبادرة الرئاسية للكشف عن الأمراض الوراثية لحديثي الولادة