اتفق ضيوف برنامج "ما وراء الخبر" على أن الأزمة التي أثارها تمرد قائد قوات فاغنر العسكرية يفغيني بريغوجين، قبل التوصل لاتفاق ينهيه برعاية بيلاروسيا، ستؤثر على صورة القيادة السياسية في روسيا، وستكون لها تداعيات على مستقبل الأوضاع في البلاد.

وفي حديثه لحلقة البرنامج (2023/6/25)، قال الدكتور زياد ماجد أستاذ العلوم السياسية بالجامعة الأميركية في باريس، إن ما جرى كان تصعيدا كبيرا يُظهر ضعفا في إدارة البلاد، وعدم قدرة الدولة المركزية على فرض سطوتها وسيادتها الكاملة في البلد الشاسع جغرافيا والكبير ديمغرافيا.

يأتي ذلك على خلفية مواصلة قوات فاغنر انسحابها من مقاطعات روسية والعودة إلى قواعدها بموجب وساطة قام بها الرئيس البيلاروسي، ألكسندر لوكاشينكو، أوقفت التصعيد بين قائد المجموعة والسلطات في موسكو، في حين نصت التفاهمات على عدم ملاحقة بريغوجين ومقاتليه بتهم الخيانة والتمرد، بينما أبقت القيادة الروسية مع ذلك على إجراءات مكافحة الإرهاب بالعاصمة الروسية.

وتساءلت حلقة برنامج "ما وراء الخبر" عن المدى الذي أثرت به الأحداث الأخيرة على صورة روسيا، وما إذا عكست صراعا داخليا على السلطة والنفوذ، وعن احتمالات تكرار هذا المشهد.

أحداث مفاجئة

ويرى ماجد -في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"- أن الأحداث كانت مفاجئة في سرعتها، وفي منحى التمرد العسكري الذي أخذته وإن ظل محدودا، حيث أظهر قدرة مليشيا نشأت وترعرعت في كنف السلطة وكان لها أدوار داخلية وخارجية، على اتخاذ مواقف مربكة.

ويذهب أستاذ العلوم السياسية إلى أن ما حدث أثّر على صورة الزعيم الأوحد، الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، وهز صورته كحاكم مطلق للبلاد، وإن كان ذلك لا يعني إضعافا جذريا له، كما يمكن أيضا أن يزيد ما حدث فرص تكرار هذا المشهد في المستقبل.

وفي هذا السياق، أشار إلى وجود مليشيات أخرى في روسيا غير فاغنر، تمتلك سلاحا وعتادا عسكريا وتضم سجناء سابقين ومرتزقة، كما أن هناك فئات ضمن المؤسسة العسكرية ستزداد شكوكها في قدرة بوتين على الخروج من حرب أوكرانيا منتصرا.

ويرى ماجد كذلك أن هذه الأحداث من شأنها أن تشجع أطرافا خارجية لمحاولة التواصل مع قوى في الداخل والتأثير من خلالها على الأوضاع في روسيا، لافتا إلى أن هناك خشية عالمية من دخول روسيا حالة عدم الاستقرار، كونها بلدا نوويا وفيها الكثير من المنشآت العسكرية الخطيرة.

قصير المدى

أما أستاذ السياسة الدولية في جامعة بيرمنغهام، البروفيسور سكوت لوكاس، فيرى أن ما جرى أظهر ضعف وعدم استعداد القيادة الروسية في الكرملين، كما يرى أن الاتفاق الذي تم التوصل إليه "قصير المدى"، وهدفه احتواء "بريغوجين"، لكن الأخير له علاقات قوية، وهناك استفهامات حول جديته في تطبيق جميع بنود الاتفاق.

وأضاف في حديثه لبرنامج "ما وراء الخبر"، أن هذا الاتفاق، سيعطي مجالا محدودا لأن يتنفس "بوتين" ويأخذ بعض الراحة، لافتا إلى أن أهالي المدينة التي أعلن قائد "فاغنر" السيطرة عليها رحبوا بقواته، وهو ما يعد تحديا للكرملين.

لكنه مع ذلك يرى أن ما حدث يأتي في إطار صراع على السلطة والنفوذ في الدائرة المحيطة ببوتين، وليس صراعا معه، حيث يذهب إلى أن ما قام به "بريغوجين" كان يهدف من خلاله لأن يكون الشخص الأكثر حظوة لدى بوتين، ومستشاره الأكثر أهمية.

صراعات وتصدعات

أما المحللة السياسية الروسية، إيلينا سوبونينا، فأبدت اتفاقا مع ضيفي "ما وراء الخبر" الآخرين، في وجود صراعات وتصدعات في المشهد الروسي، أثرت على استقرار الأوضاع فيها، لكنها ترى أن هذا الأثر ليس قويا، وأن الخلاف في حقيقية الأمر على من سيحل خلفا لبوتين، وليس الخلاف معه.

ولفتت في هذا السياق إلى أن وزير الدفاع الروسي، سيرغي شويغو، سياسي مخضرم، وكان يُنظر إليه على أنه خليفة لبوتين، وهو الأمر الذي ربما لا يرضى به البعض في روسيا، معتبرة أن حالة التمرد الأخيرة جاءت في هذا السياق.

وترى المحللة الروسية أن ما حدث لم يكن جيدا لصورة روسيا، وما نتج عنه من اتفاقات كان غريبا على المشهد الروسي، وربما يخفض من شعبية بوتين لكن قليلا، مشيرة إلى أن أغلب الروس يريدون الاستقرار والوحدة لبلادهم، ويتخوفون من تكرار أحداث التسعينيات وتفكك الاتحاد السوفياتي.

المصدر: الجزيرة

كلمات دلالية: فی روسیا إلى أن

إقرأ أيضاً:

بوتين: التبادل التجاري بين روسيا والهند بلغ مستوى قياسي وسجّل 64 مليار دولار في 2024

الثورة نت /..

أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، اليوم الجمعة، أن التجارة بين روسيا والهند وصلت إلى مستوى قياسي، وأشار إلى أن روسيا والهند تمتلكان إمكانات تكنولوجية وموارد هائلة.

وقال بوتين خلال الجلسة العامة لمنتدى المستوردين الروس – الهنود: “تتمتع روسيا والهند بأسواق استهلاكية واسعة وإمكانات اقتصادية وتكنولوجية وموارد هائلة”.

وذكرت قناة الخارجية الروسية على “تليجرام” في بيان اطلعت عليه وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) ، أن بوتين ، أشاد بقيادة رئيس الوزراء ناريندرا مودي للهند التي تنتهج سياسة مستقلة وذات سيادة.

وقال بوتين: “أود أن أؤكد مجددًا أن الهند، تحت قيادة السيد مودي، تنتهج سياسة مستقلة تمامًا وذات سيادة”.

وأكد أن حجم التبادل التجاري بين روسيا والهند بلغ مستوى قياسي خلال السنوات الثلاث الماضية ليسجل 64 مليار دولار في 2024.

وقال بوتين، “تربط روسيا والهند شراكة تجارية وثيقة وطويلة الأمد”، مضيفا أن ” حجم التبادل التجاري يواصل نموه بوتيرة ثابتة، حيث شهدت السنوات الثلاث الماضية نموا قياسيا وصل إلى 80%”، موضحا أنه “نتيجة لذلك، بلغ حجم التجارة الروسية الهندية 64 مليار دولار أميركي بنهاية العام الماضي”.

وأشار الرئيس الروسي إلى أن عمليات تحديث البنية التحتية للطريق البحري الشمالي جارية على قدم وساق، بهدف تعزيز دوره، بما في ذلك استخدامه مستقبلًا في توريد المنتجات الهندية إلى الأسواق العالمية.

ودعا بوتين إلى إزالة العوائق أمام تدفق الخدمات ورأس المال بين روسيا والهند.

وقال “لا شك أن اللجنة الحكومية الدولية تلعب دورًا محوريًا في تهيئة مناخ من التجارة الحرة الحقيقية بين بلدينا، ومن المهم العمل معًا بتعاون وثيق، لإزالة العوائق الجمركية والإدارية المتبقية أمام التدفق المتبادل للسلع والخدمات ورأس المال”.

ووصل الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، أمس الخميس، إلى الهند في زيارة رسمية تستغرق يومين.

مقالات مشابهة

  • محافظ القاهرة يؤكد اهتمام القيادة السياسية بالبرمجة والذكاء الاصطناعي
  • أزمة نفسية وراء محاولة عامل إنهاء حياته في الجيزة
  • لو باريزيان: ماذا وراء تصريحات بوتين ضد أوروبا؟
  • ما وراء الخبر يتناول تحديات دخول المرحلة الثانية من اتفاق غزة
  • المصري: القيادة السياسية تقود البلاد بمبدأ ربان السفينة وسط أمواج عاتية
  • روسيا تُحذر من أي إجراءات أوروبية ضد الأصول الروسية المجمدة
  • بوتين: التبادل التجاري بين روسيا والهند بلغ مستوى قياسي وسجّل 64 مليار دولار في 2024
  • بوتين: التجارة بين روسيا والهند وصلت إلى مستوى قياسي
  • بوتين: حجم التسويات المالية بين روسيا والهند بلغ 96%
  • روسيا: قد يتم عقد لقاء بين بوتين وترامب في المستقبل القريب