دبلوماسي صيني لـ"الرؤية": أمريكا تصب الزيت على النار لإشعال منطقة الشرق الأوسط
تاريخ النشر: 7th, November 2023 GMT
بكين- ناصر العبري
أكد السفير بوزارة الخارجية الصينية جييان ليو، أن الحكومة الصينية ستبذل قصارى جهدها خلال ترؤسها مجلس الأمن، لإيجاد حل عادل للقضية الفلسطينية عبر الحوار والمفاوضات السياسية.
وأعرب في تصريح لـ"الرؤية" عن رفض بلاده مبدأ العنف مقابل العنف، ومواصلة بلاده دعوة جميع الأطراف إلى تسوية خلافاتهم عن طريق الحوار والتشاور".
وتابع: "كان البعض يطرح علينا مطالب غير عقلانية لمصلحة إسرائيل للتنديد بحركة حماس وتحميلها مسؤولية قتل المدنيين، لكننا أكدنا أن الصين ترفض جميع الأعمال التي تستهدف المدنيين، وقد طلبت إسرائيل ودول غربية منَّا إدانة حماس، ولكن وكما قال الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش فإن ما قامت به حماس كان نتيجة للظلم التاريخي الذي يتعرض له الفلسطينيون، وإسرائيل قامت بقصف واسع النطاق أدى إلى كارثة إنسانية، وبالتالي فإننا نرفض التنديد بحماس بشكل خاص، ونحن مع إدانة جميع الأعمال التي تستهدف المدنيين وذلك يمثل العدالة والإنصاف، ولابد من الحوار لتحقيق حل الدولتين".
وذكر الدبلوماسي الصيني أن: "أمريكا والغرب قدما الدعم العسكري الشامل لإسرائيل، وواشنطن لم تسعَ لوقف التصعيد في المنطقة وإنما عمدت إلى صب الزيت على النار، ونحن من جهتنا لن نقدّم بالمقابل الدعم العسكري لحماس لأن ذلك سيؤدي إلى زيادة حدة الأزمة والصراع في المنطقة".
وحول العلاقات العمانية الصينية قال جييان ليون: "إن العلاقات العمانية الصينية متجذرة عبر التاريخ، ونحن ننظر إلى سلطنة عمان على أنها دولة نموذجية ومستقرة، ولدينا قناعة بأن جلالة السلطان هيثم بن طارق المعظم- حفظه الله ورعاه- وفخامة الرئيس الصيني، يعملان على ترسيخ العلاقات الثنائية بين البلدين الصديقين".
جاء ذلك على هامش لقاء عقدته وزارة الخارجية الصينية في بكين، مع عدد من الإعلاميين وموظفي وزارات الأوقاف يمثلون 14 دولة عربية، بهدف تقديم صورة واضحة حول حياة المسلمين في الصين.
وقال السفير ليو إن بكين وقعت على وثائق في إطار مبادرة "الحزام والطريق" مع 21 دولة عربية، لتحتل بذلك المجموعة العربية المركز المتقدم على باقي الدول ضمن المبادرة، الأمر الذي انعكس إيجابا على حجم التبادل التجاري المشترك ليصل إلى 430 مليار دولار العام الماضي.
وأشار إلى أن ما يميز العلاقات الصينية العربية هو ارتكازها على مبدأ التشاور والتعاون والمصلحة المتبادلة، دون فرض أي طرف شروط سياسية على الطرف الآخر، مضيفًا: "لدى الصين والدول العربية حضارة عريقة ولابد من عقد ندوات منتظمة لتكريس روح الاستفادة المتبادلة ورفض نظرية صراع الحضارات أو الإسلامفوبيا".
وحول الأوضاع في مقاطعة شين جيانغ قال: "هذه المقاطعة تشكل تقريباً ثلث مساحة الصين وتصل إلى 1.66 مليون كيلومتر مربع، وتبعد عن العاصمة الصينية بكين نحو 1400 كيلو متر، وفيها اليوم 24 مطارا إضافة إلى 7 مطارات قيد الإنشاء، وتعيش فيها 56 قومية مختلفة، الرئيسية منها 13 قومية، ويشكل الإيغور 45 بالمئة من سكان المقاطعة وهم يديرونها يتبوأون المناصب الرئيسة فيها، ولقد زاد عدد سكان المقاطعة في العقود الأربعة الأخيرة بالمقاطعة بعد أن تم استثناء المسلمين من قرار تحديد النسل، فباتت الأسرة قادرة على إنجاب طفلين على خلاف القرار المطبق على باقي مقاطعات الصين الأخرى ولا يعطي الأسر إلا حق إنجاب طفل واحد".
وبين ليو أن الإسلام وصل إلى إقليم شين جيانغ قبل 1100 سنة ويوجد فيها حاليا 24 ألف مسجد يستفيد منها 12 مليون مسلم".
وفي إطار الزيارة التي نظمتها الخارجية الصينية، زار الإعلاميون وموظفو الأوقاف مسجد "نيوجياه" في بكين الذي يعود تاريخ بنائه إلى نحو ألف سنة، وهو واحد من المساجد السبعين المبنية في بكين حيث يعيش في أحد أحيائها نحو 200 ألف مسلم.
كما زار الوفد شركة الذكاء الصناعي "باي دو" التي تشغل في بكين سيارات الأجرة الكهربائية من غير سائق وتحمل اسم "أبولو".
المصدر: جريدة الرؤية العمانية
إقرأ أيضاً:
اجتماع للجنة السعودية الصينية الإيرانية لمتابعة اتفاق بكين
عُقد في طهران الثلاثاء، الاجتماع الثالث للجنة الثلاثية السعودية الصينية الإيرانية المشتركة لمتابعة اتفاق بكين.
وأكد الجانبان السعودي والإيراني التزامهما بتنفيذ اتفاق بكين ببنوده كافة، واستمرار سعيهما لتعزيز علاقات حسن الجوار بين بلديهما من خلال الالتزام بميثاق الأمم المتحدة وميثاق منظمة التعاون الإسلامي والقانون الدولي، بما في ذلك احترام سيادة الدولتين ووحدة أراضيهما واستقلالهما وأمنهما.
كما رحّبت المملكة العربية السعودية وإيران بالدور الإيجابي المستمر للصين وأهمية دعمها ومتابعتها لتنفيذ اتفاق بكين، التي أكدت من جانبها استعدادها للاستمرار في دعم وتشجيع الخطوات التي اتخذتها المملكة وإيران نحو تطوير علاقاتهما في مختلف المجالات.
ورحّبت الدول الثلاث بالتقدم المستمر في العلاقات السعودية الإيرانية وما يُتيحه من فرص للتواصل المباشر بين البلدين على جميع المستويات والأصعدة، مُشيرةً إلى الأهمية الكبرى لهذه الاتصالات والاجتماعات والزيارات المتبادلة بين كبار المسؤولين في البلدين، خاصة في ظلّ التوترات والتصعيد الراهن في المنطقة الذي يُهدّد أمنها وأمن العالم.
كما رحّب المشاركون بالتقدم الذي شهدته الخدمات القنصلية بين البلدين، التي مكنت أكثر من 85 ألف حاج إيراني من أداء فريضة الحج وأكثر من 210 آلاف إيراني من أداء مناسك العمرة بكل يسر وأمن خلال عام 2025.
ورحبوا أيضًا بالتقدم المُحرز في الحوارات البحثية والتعليمية والإعلامية والثقافية والفكرية بين المراكز والأفراد السعوديين والإيرانيين، مُعربين عن ارتياحهم لتبادل الوفود بين المملكة وإيران والمشاركة في فعاليات كلٍّ منهما في المجالات المذكورة.
وتتطلع الدول الثلاث إلى توسيع نطاق التعاون فيما بينها في مُختلف المجالات بما في ذلك المجالات الاقتصادية والسياسية.
وأكدت أهمية الحوار والتعاون الإقليمي بين دول المنطقة بهدف تعزيز الأمن والاستقرار والسلام والازدهار الاقتصادي.
وتدعو الدول الثلاث إلى وقف فوري للعدوان الإسرائيلي في كل من فلسطين ولبنان وسوريا، مُدينةً أعمال العدوان والانتهاك لسلامة أراضي إيران.
وأكدت الدول الثلاث من جديد دعمها للحل السياسي الشامل في اليمن بما يتوافق مع المبادئ المعترف بها دوليًا تحت رعاية الأمم المتحدة.