قطر تهدد بقطع إمدادات الغاز إذا أصر الاتحاد الأوروبي على تطبيق قرار مثير
تاريخ النشر: 26th, July 2025 GMT
في تطوّر يُنذر بتوتر متصاعد بين الدوحة وبروكسل، حذّرت قطر الاتحاد الأوروبي من أنها قد تعيد النظر في صادراتها من الغاز الطبيعي المسال إلى القارة العجوز، احتجاجاً على توجيه جديد أقره التكتل الأوروبي بشأن "العناية الواجبة" في سلاسل التوريد، والذي يُلزم الشركات الكبرى بمراقبة الأثر البيئي والاجتماعي لعملياتها العالمية.
وكشفت وكالة "رويترز"، الجمعة، عن رسالة رسمية بعث بها وزير الطاقة القطري، سعد بن شريدة الكعبي، إلى الحكومة البلجيكية بتاريخ 21 أيار/ مايو الماضي، أكّد فيها أن بلاده "قد تضطر للتفكير بجدية في توجيه صادراتها من الغاز الطبيعي المسال نحو أسواق بديلة خارج الاتحاد الأوروبي"، إذا لم يتم تعديل التوجيه الأوروبي الذي تعتبره قطر مفرطاً في اشتراطاته ومساساً بسيادتها.
ويهدف توجيه "العناية الواجبة لاستدامة الشركات"، الذي صوّت عليه الاتحاد الأوروبي مؤخراً، إلى إلزام الشركات الكبرى العاملة في دول التكتل بمراقبة ومعالجة قضايا حقوق الإنسان والتغير المناخي في سلاسل التوريد الخاصة بها، بما يشمل العمالة القسرية والانبعاثات الكربونية، تحت طائلة فرض غرامات تصل إلى 5% من العائدات العالمية لتلك الشركات في حال عدم الالتزام.
لكن الدوحة عبّرت عن رفضها لهذا المسار، واعتبرته تدخلاً مباشراً في شؤونها الوطنية، و"تقويضاً لحق الدول في تحديد مساهماتها المناخية وفق اتفاق باريس"، وفقاً لنص الرسالة.
وقال الكعبي، الذي يشغل أيضاً منصب الرئيس التنفيذي لشركة "قطر للطاقة"، إن بلاده "لا تملك خططاً للوصول إلى صافي انبعاثات صفرية في المستقبل القريب"، ورفض أن تُلزم الشركات القطرية بخطط انتقالية تتماشى مع الحد من ارتفاع درجات الحرارة بأقل من 1.5 درجة مئوية، وهو الهدف المناخي الطموح الذي تضعه بروكسل ضمن أولوياتها الاستراتيجية.
بروكسل تسعى لتعديل التوجيه.. والدوحة غير راضية
في مواجهة الاعتراضات المتصاعدة، قدمت المفوضية الأوروبية في وقت سابق من العام الجاري سلسلة تعديلات على مشروع التوجيه الأوروبي، تهدف إلى تقليص العبء المفروض على الشركات، شملت تأجيل التطبيق إلى منتصف عام 2028، وتقليل عمليات التحقق المطلوبة.
ورغم ذلك، فإن الرسالة القطرية أكدت أن التعديلات المقترحة "غير كافية"، وطالبت بشكل مباشر بحذف جزء من التشريع يشترط وجود خطط مناخية ملزمة ضمن نماذج الحوكمة الخاصة بالشركات.
وأفاد ناطق باسم المفوضية الأوروبية بأن "المفاوضات ما زالت جارية بين مؤسسات الاتحاد لاعتماد صيغة مبسطة للتوجيه"، مشيراً إلى أن المفوضية تلقت بالفعل رسالة مماثلة من الحكومة القطرية بتاريخ 13 أيار/ مايو الماضي، في مؤشر على حجم الضغوط التي تمارسها الدوحة في الكواليس الدبلوماسية.
وتأتي التحذيرات القطرية في لحظة حرجة لأوروبا التي تعاني من اضطراب مستمر في إمدادات الطاقة منذ الغزو الروسي لأوكرانيا عام 2022، حيث لعب الغاز القطري دوراً محورياً في سدّ الفجوة التي خلّفها تقليص الاعتماد على الغاز الروسي.
وتعد قطر ثالث أكبر مصدّر للغاز الطبيعي المسال في العالم بعد الولايات المتحدة وأستراليا، وقد وفّرت بين 12% و14% من احتياجات أوروبا من هذا المورد الحيوي خلال العامين الماضيين، بموجب عقود طويلة الأمد أبرمتها مع شركات أوروبية كبرى مثل "شل"، "توتال إنرجي"، و"إيني".
وفي حال قررت الدوحة إعادة توجيه صادراتها إلى أسواق أخرى أكثر "مرونة وتشجيعاً"، كما ورد في الرسالة، فإن ذلك قد يعيد خلط أوراق سوق الطاقة الأوروبي، ويفتح الباب أمام منافسين جدد مثل الصين والهند لاقتناص الفرص.
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد عربي اقتصاد دولي قطر الاتحاد الأوروبي الغاز قطر الاتحاد الأوروبي الغاز المزيد في اقتصاد اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي اقتصاد دولي سياسة اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد اقتصاد سياسة اقتصاد رياضة صحافة قضايا وآراء أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة الاتحاد الأوروبی
إقرأ أيضاً:
اتحاد الشركات: تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة التأمين خطوة استراتيجية لتطوير السوق
أكد اتحاد شركات التأمين المصرية أن تبنّي تقنيات الذكاء الاصطناعي في صناعة التأمين يمثل خطوة استراتيجية نحو تطوير السوق، وتعزيز قدرته التنافسية، ورفع كفاءة العمليات التشغيلية في مختلف فروع التأمين.
وقال الاتحاد في نشرة أصدرها اليوم، إن هذا التطور يتطلب التزاماً راسخاً بأعلى معايير الأخلاقيات والحوكمة لضمان حماية حقوق العملاء، والحفاظ على استقرار وسمعة السوق التأميني المصري.
وشدد اتحاد التأمين على ضرورة أن تلتزم شركات التأمين بمعايير أخلاقية واضحة في كافة مراحل تطوير وتشغيل نماذج الذكاء الاصطناعي، بداية من جمع البيانات، مروراً بمرحلة التدريب والاختبار، ووصولاً إلى التطبيق الفعلي، حيث يُعد دمج مبادئ العدالة، والشفافية، وقابلية الشرح جزءاً أساسياً من مسؤوليات الشركات تجاه العملاء.
ويرى الاتحاد أن معالجة مشكلة التحيّز في البيانات ونتائج النماذج تُعدّ أولوية قصوى، خاصة في المنتجات التي تؤثر بشكل مباشر على الأفراد مثل تأمينات الحياة والتأمين الطبي.
ويوصي اتحاد التأمين بضرورة إجراء اختبارات دورية لاكتشاف أي ممارسات قد تؤدي إلى تمييز غير مبرر، وضمان أن تكون القرارات التأمينية مبنية على أسس مهنية وموضوعية فقط.
وأشار إلى ضرورة التزام الشركات بالقوانين المنظمة لحماية البيانات الشخصية، واعتماد أفضل الممارسات المتعلقة بحوكمة البيانات، واستخدامها وفق شروط واضحة ومعلنة.
ويؤكد الاتحاد أن حماية بيانات العملاء ليست مجرد التزام قانوني، بل عنصر رئيسي في بناء الثقة وتعزيز العلاقة بين شركات التأمين والمؤمَّنين.
ودعا الاتحاد شركات التأمين لتبني آليات واضحة لتفسير القرارات الصادرة عن الأنظمة الآلية، خصوصاً تلك المتعلقة بقبول التأمين أو تسعير المنتجات أو تسوية المطالبات، وضرورة تمكين العملاء من الاعتراض وطلب مراجعة بشرية لأي قرار آلي يؤثر على حقوقهم المالية.
ونبه الاتحاد إلى أهمية الاستثمار في تدريب وتأهيل العاملين في القطاع لاكتساب المهارات الرقمية الجديدة، وفهم آليات عمل الذكاء الاصطناعي، والقدرة على إدارة مخاطره، وأن التحول الرقمي الناجح يقوم على تكامل التكنولوجيا مع العنصر البشري وليس استبداله.
ويدعو اتحاد التأمين إلى استمرار التعاون بين شركات التأمين والهيئة العامة للرقابة المالية لضمان وضع إطار تنظيمي واضح لاستخدام الذكاء الاصطناعي في القطاع، مشدداً على أهمية إعداد أدلة تنظيمية وإرشادات فنية تضمن الاستخدام المسؤول لتقنيات AI، بما يتوافق مع أفضل الممارسات الدولية.
وقال اتحاد التأمين، إن تطبيقات الذكاء الاصطناعي تشهد توسعًا متزايدًا عبر سلسلة قيمة التأمين، مدفوعةً بالحاجة إلى الأتمتة، وخفض التكاليف، وتحسين تجربة العملاء.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي في قطاع التأمين- الاكتتاب الآلي: يختص بتحليل نماذج تعلم الآلة مجموعات البيانات الضخمة لتسعير المخاطر بدقة أكبر، مما يُقلل من العمل اليدوي ويُحسّن الاتساق.
- تقييم وتسوية المطالبات: تسرّع أدوات الذكاء الاصطناعي عملية معالجة المطالبات من خلال التعرّف على الصور، والتحليلات التنبؤية، واتخاذ القرارات تلقائيًا.
- كشف الاحتيال: حيث تكشف نماذج الذكاء الاصطناعي عن السلوكيات والأنماط المشبوهة التي قد تُشير إلى نشاط احتيالي.
- إدارة علاقات العملاء: تقدّم روبوتات الدردشة والمساعدون الافتراضيون دعمًا على مدار الساعة، وتوصيات مُخصّصة، وتفاعلات سلسة.
- منع المخاطر والنمذجة التنبؤية: يساعد الذكاء الاصطناعي على التنبؤ بأحداث مثل الحوادث، وتدهور الصحة، أو أضرار الممتلكات، مما يُتيح تقديم المشورة الوقائية والتدخل في الوقت المناسب.
اقرأ أيضاًرئيس اقتصادية قناة السويس يلتقي عملاقة التكنولوجيا والطاقة الأمريكية لجذب استثمارات متقدمة
مدبولي: اهتمام بالغ بضمان توافر الأدوية بالسوق المحلية وسداد مستحقات الشركات العاملة بالقطاع
مذكرة تفاهم بين قناة السويس ووزارة البترول لإنشاء محطة إسالة وتموين بالغاز الطبيعي