منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول شهدت ألمانيا حالات لمعاداة اليهود، وخرجت مظاهرات ضد معاداة السامية

أعرب الرئيس الألماني فرانك-فالتر شتاينماير مجددا عن قلقه حيال التطورات المعادية للسامية في البلاد. جاء ذلك في تصريحات أدلى بها الرئيس الألماني خلال زيارة لإحدى الشركات في مدينة إرلانغن في جنوب شرق ألمانيا، الثلاثاء (7 نوفمبر/ تشرين الثاني 2023).

مختارات وزيرة داخلية ألمانيا تدعو إلى التضافر ضد معاداة السامية شولتس: من يهاجم يهودا في ألمانيا، يهاجمنا جميعا ألمانيا - الممنوع والمسموح في المظاهرات المؤيدة للفلسطينيين الرئيس الألماني يدعو لحماية الحياة اليهودية في ألمانيا وجهة نظر: 80 عاما على "ليلة العنف" ضد اليهود.. حين صمتت عائلتي هابيك: لا ينبغي التسامح مع معاداة السامية بأي شكل من الأشكال

وقال شتاينماير إنه لوحظ في الشوارع الألمانية منذ الهجوم الذي شنته حماس على إسرائيل حدوث مظاهرات تجاوزت في بعض الحالات الحدود التي يعطيها الحق في التجمهر. وأعرب شتاينماير عن اعتقاده بأنه  لا يجوز التسامح  في حال جرت الدعوة في التجمعات إلى التحريض أو في حال ممارسة هذا التحريض في التجمعات نفسها، وقال الرئيس الألماني: "هذا ليس ممارسة للحرية بل إنه نشاط يتجاوز الحرية".

ازدياد حالات معاداة السامية

وقال رئيس مركز أبحاث ألماني مناهض للتمييز إن  معاداة السامية زادت في ألمانيا، منذ هجوم حركة حماس الإرهابي على إسرائيل في السابع من أكتوبر/ تشرين الأول، موضحا أن الألمان أصبحوا مستعدين جدا لتجاهل جرائمهم الماضية بحق اليهود وانتقاد إسرائيل.

وكشف نيكولاس ليل أحدث ما رصدته مؤسسته (أنطونيو أماديو) عن معاداة السامية. وجاء في الرصد أن اليمين المتطرف في ألمانيا حقق بعض النجاح في الدفع برواية جديدة عن التاريخ تسعى إلى تحرير ألمانيا من العبء التاريخي المتمثل في كونها الدولة التي قتلت ستة ملايين يهودي في  المحرقة (الهولوكوست).

وقالت عالمة الاجتماع بيت كويبر إن 5.7 بالمئة من السكان أظهروا مواقف معادية للسامية، بما يعادل ثلاثة أضعاف المستوى الذي كان قبل عامين. وأضافت أنه رغم أن الأشخاص من ذوي الأصول التركية أو الروسية هم الأكثر احتمالا أن يكون لديهم معتقدات معادية للسامية، يمثل الشباب معظم الزيادة.

وشهدت ألمانيا موجة من الاحتجاجات على القصف الإسرائيلي المستمر في غزة منذ شهر، والذي بدأ بعد هجوم مقاتلي حماس على جنوب إسرائيل، الذي أسفر عن مقتل 1400 إسرائيلي واحتجاز 240 رهينة.

ويشار إلى أن  حركة حماس ، وهي مجموعة فلسطينية إسلاموية مسلحة، تصنفها ألمانيا والاتحاد الأوروبي والولايات المتحدة ودول أخرى على أنها منظمة إرهابية.

وركزت السياسة الخارجية والثقافية التي انتهجتها ألمانيا في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، بشكل كبير، على استعادة الاحترام الدولي الذي دمره النازيون بقيادة أدولف هتلر، من خلال عدة طرق من بينها السعي إلى إقامة علاقات وثيقة مع إسرائيل والقيام بمبادرات للتكفير عن الذنب.

وقال ليل للصحفيين: "اليمين المتطرف يحدث تصدعات في ثقافة ذاكرتنا"، مضيفا أن المؤرخين التقدميين لعبوا أيضا دورا حين قالوا إن ألمانيا يمكن أن يكون لها نفس علاقات الدول الغربية الأخرى مع إسرائيل. وأضاف: "في هذه المناقشات، تضاءل دور معاداة السامية المرتبطة بإسرائيل... وقالوا إن انتقاد إسرائيل من بلد المحرقة أمر جيد".

ومنذ السابع من أكتوبر/ تشرين الأول  شهدت ألمانيا حالات لمعاداة اليهود، منها رسم نجمة داود على المباني وإلقاء زجاجات حارقة على المعابد اليهودية وتدنيس القبور اليهودية. وقال فيليكس كلاين، مفوض الحكومة لمعالجة مسألة معاداة السامية، في إشارة إلى واقعة بداية اضطهاد اليهود عام 1938: "يؤلمني أن أقول هذا قبل يومين فقط من ذكرى ليلة الكريستال  ... سم معاداة السامية لا يزال موجودا".

وأضاف كلاين أن برلين لطالما اعتبرت نفسها "بطلة للعالم" في التصالح مع ماضيها والتكفير عما اقترفته. وتابع: "كان ثمة انطباع بأننا محصنون ضد معاداة السامية لدى فئات كثيرة من السكان"، مشيرا الى أن الموجة الحالية مصدرها اليسار المتطرف واليمين المتطرف على السواء.

وأعلنت الشرطة الألمانية أنها تلقت نحو  ألفي بلاغ على صلة بالحرب  بين إسرائيل وحماس. كما عززت السلطات الاجراءات الأمنية في محيط المؤسسات اليهودية. ورغم ذلك، ألقيت زجاجتان حارقتان على كنيس في برلين الشهر الماضي. وأثار الحادث الذي لم يؤد الى أضرار، قلقا من تزايد أعمال كهذه.

تدمير النازيين مصالح ومحال ومعالم يهودية وإحراق كنس وقتل عشرات اليهود ليل 9-10 تشرين الثاني/نوفمبر 1938.

ويثير ذلك مخاوف مضاعفة في ألمانيا التي لا تزال تعاني من تبعات المحرقة، التي راح ضحيتها ملايين اليهود إبان الحقبة النازية.

ويعد إنكار المحرقة جريمة يعاقب عليها القانون في ألمانيا التي أكدت مرارا التزامها الوقوف الى جانب إسرائيل ودعمها.

ودعا روبرت هابيك، نائب المستشار الألماني، في نداء عبر منصات التواصل إلى مكافحة معاداة السامية ، وحضّ الحركات اليسارية المتطرفة والمجموعات الإسلامية على بذل جهود في هذا المجال.

وتستعد ألمانيا، بحضور كبار المسؤولين، لإحياء ذكرى "ليلة الزجاج المكسور"  أو ما تعرف أيضا بـ"ليلة الكريستال"، التي قام فيها النازيون بتدمير محال ومصالح يهودية وإحراق كنس وقتل عشرات اليهود ليل 9-10 تشرين الثاني/نوفمبر 1938.

ونددت المفوضية الأوروبية قبل أيام بتزايد معاداة السامية في أنحاء التكتل القاري منذ اندلاع الحرب بين إسرائيل وحماس، قائلة إن "يهود أوروبا يعيشون مجددا في الخوف".

ف.ي/ع.ج.م/ص.ش (د ب ا، رويترز، ا ف ب)

المصدر: DW عربية

كلمات دلالية: معاداة السامية في ألمانيا الاعتداءات على اليهود اليهود في ألمانيا حماس وإسرائيل دويتشه فيله معاداة السامية في ألمانيا الاعتداءات على اليهود اليهود في ألمانيا حماس وإسرائيل دويتشه فيله الرئیس الألمانی معاداة السامیة فی ألمانیا

إقرأ أيضاً:

المستشار الألماني: هجوم سيدني هو اعتداء على قيمنا المشتركة

أدان المستشار الألماني فريدريك ميرز حادث إطلاق النار الذي وقع في حفل عيد الأنوار (حانوكا) في سيدني، قائلاً: "هذا هجوم على قيمنا المشتركة، يجب أن نضع حداً لمعاداة السامية هنا  و في ألمانيا وفي جميع أنحاء العالم".

الولايات المتحدة تدين هجوم سيدني: لا مكان لمعاداة السامية في العالمخارجية الاحتلال: مقتل إسرائيلي وإصابة آخر في هجوم سيدنيالشرطة الأسترالية تكشف المعلومات الأولية عن مرتكبي حادث سيدنيعضو التجمع اليساري الأسترالي: هجوم سيدني الأول من نوعه

كما أدان وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو بشدة الهجوم الذي وقع على شاطئ بوندي في سيدني، أستراليا، خلال فعالية لإحياء ذكرى عيد الأنوار (حانوكا)، الذي أسفر عن مقتل 11 شخصًا.

وقال روبيو: "لا مكان لمعاداة السامية في العالم. صلواتنا مع ضحايا هذا الهجوم المروع، ومع الجالية اليهودية، ومع الشعب الأسترالي".

وفي وقت سابق، قال رئيس الوزراء  الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في حفل توقيع الاتفاقية الشاملة في ديمونا: "قبل بضعة أشهر، أرسلتُ رسالة إلى رئيس وزراء أستراليا، أخبرته فيها أن سياستهم تُؤجّج نار معاداة السامية في الشوارع، وأنها تُشجّع على كراهية اليهود.. معاداة السامية سرطان ينتشر عندما يصمت القادة".

وأضاف: "للأسف، يتزايد عدد القتلى دقيقةً بعد دقيقة،  لقد شهدنا الشر في أدنى مستوياته، وشهدنا أيضا البطولة اليهودية في أوجها".

كما تحدث الرئيس  الإسرائيلي إسحاق هرتسوج عن حادث إطلاق النار الجماعي خلال احتفال بعيد الأنوار (حانوكا) في أستراليا، قائلاً: "لقد حذرنا الحكومة الأسترالية مراراً وتكراراً من ضرورة استئصال معاداة السامية الإجرامية والمتفشية في بلادهم".

وأضاف: "في هذه اللحظة بالذات، يتعرض إخواننا وأخواتنا في سيدني، أستراليا، لهجوم إرهابي أثناء إضاءة شمعة عيد الأنوار، ندعو الله أن يمن على المصابين بالشفاء العاجل، ونعرب عن خالص تعازينا لأسر الضحايا، ونأمل أن نسمع أخباراً أفضل".

وفي وقت سابق، قُتل ما لا يقل عن عشرة أشخاص وأُصيب العشرات، صباح الأحد، في هجوم مسلح استهدف احتفالًا يهوديا بعيد الأنوار  (حانوكا) أُقيم على شاطئ بوندي في مدينة سيدني الأسترالية، وفق ما أفادت به وسائل إعلام محلية.

وذكرت التقارير أن مسلحين اثنين، كانا يرتديان ملابس سوداء، أطلقا النار من جسر مجاور على مئات المشاركين في فعالية «حانوكا على البحر»، التي نظمتها حركة «حباد»، ما أدى إلى حالة من الذعر والفوضى في المكان.

طباعة شارك المستشار الألماني فريدريك ميرز عيد الأنوار سيدني معاداة السامية ألمانيا

مقالات مشابهة

  • "كان هجوما مروعا".. أول تعليق من ترامب على هجوم سيدني
  • المستشار الألماني: هجوم سيدني هو اعتداء على قيمنا المشتركة
  • مسؤولون إسرائيليون يهاجمون السلطات الأسترالية بسبب هجوم سيدني
  • الولايات المتحدة تدين هجوم سيدني: لا مكان لمعاداة السامية في العالم
  • مجـ.ـزرة على شاطئ بوندي.. 12 قتـ.ـيـلًا وإصابة 29 في هجوم استهدف اليهود الأستراليين
  • حادثة سيدني : إسرائيل تهاجم استراليا وتلميحات بمسؤولية إيران أو حزب الله
  • نتنياهو يعلق على هجوم سيدني.. ويهاجم أستراليا
  • أول رد من نتنياهو عن هجوم سيدني: معاداة السامية سرطان ينتشر عندما يصمت القادة
  • هيرتسوج: لقد حذرنا أستراليا من ضرورة استئصال معاداة السامية
  • سوريا تمنح ترخيصا لأول منظمة تُعنى بإعادة ممتلكات وتراث اليهود