بوابة الوفد:
2025-05-13@17:11:22 GMT

هل يجوز الاعتداء على الزوجة والأولاد 

تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT

لا يجوز الاعتداء على الزوجة والأولاد وتهديدهم وترويعهم فلا علاقة لهذا بالشريعة الإسلامية السمحاء، بل إن الإسلام قد حث على خلاف ذلك. 

حكم إعطاء الزكاة لأبناء الزوجة حكم انفراد الزوجة بقرار منع الإنجاب بسبب إدمان الزوج

وجعل الإسلام حسن معاملة الأزواج لزوجاتهم وأهليهم معيارًا للخيرية؛ فقال صلى الله عليه وآله وسلم: «خيرُكُم خيرُكُم لأهْلِهِ، وأنا خيرُكُم لأهْلِي» رواه الترمذي.

ولم يرد عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم أنه ضرب نسائه قط؛ فعن عائشة رضي الله عنها قالت: "مَا ضَرَبَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ شَيْئًا قَطُّ بِيَدِهِ، وَلَا امْرَأَةً، وَلَا خَادِمًا، إِلَّا أَنْ يُجَاهِدَ فِي سَبِيلِ اللهِ" رواه مسلم. وأما قوله تعالى عن ضرب النساء: ﴿وَاللَّاتِي تَخَافُونَ نُشُوزَهُنَّ فَعِظُوهُنَّ وَاهْجُرُوهُنَّ فِي الْمَضَاجِعِ وَاضْرِبُوهُنَّ فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلَا تَبْغُوا عَلَيْهِنَّ سَبِيلًا﴾ فلا يقصد بالضرب هنا إهانة الزوجة وإيذاؤها، بل هو لبيئة وثقافة معينةٍ تستحسن الضرب وسيلةً لعتاب الزوجة وإظهار عدم الرضا بسلوكها، ويكون تربية باليد أو السواك أو فرشة الأسنان ونحوها، فالغرض منه التنبيه لا الإيلام.

 إن حل المشكلات بالضرب وإبراز السلبيات هو مسلك الضعفاء وغير المنصفين الذين لا يديرون الأسرة إدارة حسنة، فضلًا عن تعارضه مع الميثاق الغليظ. و العنف الأسري يتعارض مع مقاصد هذه الحياة الخاصة في طبيعتها حيث مبناها على السكن والمودة والرحمة، بل يُهدِّد نسق الأسرة بإعاقة مسيرتها وحركتها نحو الاستقرار والأمان والشعور بالمودة والسكينة ومن ثَمَّ تحويلها لتكون موطنًا للخوف والقلق والشجار المستمر ونشر الروح العدوانية، فضلًا عن مخالفة هذا العنف لتعاليم الإسلام؛ فقد حث الشرع الشريف على اتِّباع الرفق ووسائل اليسر في معالجة الأخطاء. وفي واقعنا الأسري القائم في مجتمعاتنا وأعرافنا التقليدية تتحكم بعض الأساليب التي أصبحت واقعاً حياتياً معيشاً يحكم أسلوب التعامل بين الرجل والمرأة، أو بين الأبوين والأبناء، ويطبع العلاقة بينهما بطابعه..

. فنلاحظ مثلاً تحكّم أسلوب العنف الذي تطّبع به المجتمع العائلي فغدا يمثّل عُرفاً حتى غدا طبيعياً نحاول إعطاءه تبريراً منطقياً حين نمارسه بدعوى كونه نهجاً تربوياً يعمل على تطبيع المرأة وأسلوبها بما يتناسب مع تطلّعاتنا للبيت الزوجي، أو تطبيع الأبناء بطابع حياتي معين لتحقيق حالة الاستقرار داخل إطار الأسرة من خلال الالتزام بمنهج تعاملي مطلوب، والتناهي عن ممارسة أساليب حياتية اجتماعية أو فردية مخصوصة. فنلجأ - مثلاً - من أجل فرض واقع انضباط المرأة - تجاه زوجها - لتنضبط عملياً بشكل حاسم في تحقيق رغباته ومختلف حاجاته ومطالبه، إلى التعامل معها بأسلوب العنف المتمثّل بالسب والشتم والإعراض والطرد والضرب وما إلى ذلك من وسائل الضغط التي يملكها الرجل. كما نلجأ لمثل هذا الأسلوب في التعامل مع الأبناء في مثل هذه الحالات؛ بل أصبحنا نلحظ تحكّم هذا الأسلوب في واقع هذه العلاقة لدى بعض من يدّعي الالتزام بالإسلام كمنهج وخطّ، وهذا يعطي الموضوع بُعداً سلبياً آخر. ولو حاولنا استكشاف المنهج الإسلامي في هذا الواقع لرأينا أنّ الإسلام حين قوَّم الواقع العائلي وشرّع له، نظر إليه من جانبين: 1- إنسانية كلّ واحد من أفراد الأسرة دون استثناء. 2- أخلاقية التعامل بين هؤلاء الأفراد، سواءً في إطار نظرة ربّ البيت لمن يعول، أو في إطار نظرة هؤلاء نحوه، وطريقة تعاملهم معه، فحاول أن يرسم خطوطاً للتعامل تراعي إنسانية الإنسان فيهم وأخلاقية العلاقة التي تقوم بينهم عاطفياً وسلوكياً، من جهة أخرى. وقد شجّع الإسلام كلّ واحد من أفراد الأسرة أن يشعر بالمسؤولية تجاه الأفراد الآخرين داخل الإطار المنزلي، من خلال إمكاناته وطاقاته، ليمارس دور الرعاية التي افترضها الإسلام في كلّ شخص تجاه غيره من الناس ، كما جاء عن سيدنا رسول الله (صلى الله عليه وسلم): "ألا كلّكم راعٍ وكلّكم مسؤول عن رعيته، فالأمير الذي على الناس راعٍ وهو مسؤول عن رعيته، والرجل راعٍ على أهل بيته، وهو مسؤول عنهم، والمرأة راعية على بيت بعلها وولده وهي مسؤولة عنهم" في الوقت ذاته رسم الإسلام حدوداً للتعامل وإطاراً للتعايش بالمعروف - ولا سيما في العلاقة الزوجية - (وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ) (النساء/ 19)، (فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ سَرِّحُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَلا تُمْسِكُوهُنَّ ضِرَارًا لِتَعْتَدُوا) (البقرة/ 231). إنّ هذا يعطي صورة العلاقة التي يرسمها الله سبحانه ويريد لها أن تتحرّك داخل البيت، وتحدّد منهج الرجل الذي يمسك بحقّ القوامة على المرأة والولاية على الأبناء، في مجال التحرّك لحفظ الواقع ضمن إطار الرعاية (الأخلاقية) المتوازنة البعيدة عن كلّ افتئات على حقّ هؤلاء في العيش بحرّية وكرامة وسلامة، في ذات الوقت الذي يبادلونه فيه ذلك برعاية حقّه واحترام وجوده وقراراته التي يحدّد من خلال إطار التحرّك لهذا التجمع الإنساني الصغير. ولابدّ لتحقيق هذا التعايش بالمعروف من التزام منهج العمل باحترام إنسانية كلّ واحد من هؤلاء واعتماد أسلوب التراحم ورعاية المشاعر والأحاسيس، وبناء روح المحبّة والتعاطف، وحمل ما تفرضه المسؤولية الخلقية والشرعية من التزامات مادّية ومعنوية وروحية؛ مضافاً إلى الشعور بالمسؤولية التربوية تجاههم بتصحيح مسيرتهم في الحياة بمختلف جوانبها من خلال أسلوب الحكمة والموعظة الحسنة.


 

المصدر: بوابة الوفد

كلمات دلالية: الاعتداء على الزوجة الإسلام من خلال الله ع

إقرأ أيضاً:

لماذا شرعت الأضحية في الإسلام؟.. تعرّف على 3 أسباب لهذه السُنة

شُرعت الأضحية في الإسلام شكرًا لله على نعمهِ، وتقرّبًا إليه تعالى، واستجابةً لأمره.

الأزهر العالمي للفتوى يكشف عن حالة تجب فيها الأضحية على المسلمحُكم الأضحية وحِكمة تشريعها .. الأزهر للفتوي يوضحهالماذا شرعت الأضحية؟

كما أن في مشروعية الأضحية توسعة على النّفس والأهل والمساكين، وصلةٌ للرحم، وإكرامٌ للضَّيف، وتودُّدٌ للجار، وصدقةٌ للفقير، وفيها تحدُّثٌ بنعمة الله تعالى على العبد.

وفيأُضْحِية إحياءٌ لسنَّة سيدنا إبراهيم الخليل عليه الصّلاة والسّلام حين أمره الله عز وجل بذبح الفداء عن ولده إسماعيل عليه الصّلاة والسّلام في يوم النّحر.

حكم الأضحية

وأكد مركز الأزهر العالمي للفتوى الإلكترونية، أنه قد ذهب جمهور الفقهاء إلى أن الأضحية سُنَّةٌ مُؤكدة، وهو الرَّاجح، واستدلوا بحديث سيدنا رسول الله: «إِذَا دَخَلَتِ الْعَشْرُ، وَأَرَادَ أَحَدُكُمْ أَنْ يُضَحِّيَ، فَلَا يَمَسَّ مِنْ شَعَرِهِ وَبَشَرِهِ شَيْئًا» أخرجه مسلم، فقوله: «وأراد أحدكم» دليل على سنية الأُضْحِية وعدمِ وجوبها، وذهب الإمامُ أبو حنيفة رحمه الله إلى أنها واجبة على المقيمين الموسرين.

أما إن كانت الأضحية منذورة، فقد اتَّفَقَ الفقهاء على أن من نذر أن يضحيَ فإنه يجب عليه الوفاء بنذره، سواءٌ أكان النَّذر لأضحيةٍ معيَّنة، أم غير معيَّنة.

شراء الأضحية بالتقسيط

وتلقت دار الإفتاء المصرية ، سؤالًا من أحد المتابعين يسأل فيه عن حكم شراء الأضحية بالتقسيط، موضحًا أن هناك من يرغب في أداء هذه الشعيرة، لكنه لا يمتلك ثمن الأضحية كاملًا نقدًا، ويتساءل عن مدى مشروعية شرائها بالتقسيط من أحد التجار أو عن طريق الصكوك، وهل يشترط أن يسدد آخر قسط منها حتى تكون مملوكة له شرعًا قبل الذبح؟.

وأجابت دار الإفتاء، عبر موقعها الرسمي، مؤكدة أن شراء الأضحية بالتقسيط جائز شرعًا سواء تم ذلك من التاجر مباشرة أو عن طريق الصك، بشرط أن يكون الثمن والأجل المتفق عليهما معلومين عند إتمام العقد، وهو ما يحقق الشفافية ويمنع الغرر.

وأضافت أن هذا النوع من الشراء لا يتعارض مع اشتراط تملك المضحي للأضحية قبل ذبحها، حيث تعتبر الأضحية داخلة في ملك المشتري بمجرد استلامها من التاجر أو من الجهة التي تصدر الصك، ولا يُشترط سداد كامل الأقساط قبل الذبح.

وأوضحت دار الإفتاء، أن الأضحية هي ما يُذبح من بهيمة الأنعام – من الإبل أو البقر أو الغنم – في أوقات معينة من أيام عيد الأضحى، تقربًا إلى الله، وتُعد من أعظم الشعائر في الإسلام وأحب الأعمال إلى الله في يوم النحر.

واستدلت دار الإفتاء ، بما روي عن السيدة عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال: «ما عمل آدمي من عمل يوم النحر أحب إلى الله من إهراق الدم، إنها لتأتي يوم القيامة بقرونها وأشعارها، وإن الدم ليقع من الله بمكان قبل أن يقع من الأرض، فطيبوا بها نفسًا»، والحديث رواه الترمذي وابن ماجه والبيهقي والحاكم وصححه.

وأشارت أيضًا إلى أن أصل مشروعية الأضحية ثابت في القرآن الكريم بقوله تعالى: ﴿إنا أعطيناك الكوثر ۝ فصل لربك وانحر﴾ [الكوثر: 1-2]، ومن السنة ما رواه الإمامان البخاري ومسلم عن أنس بن مالك رضي الله عنه: «ضحى النبي صلى الله عليه وآله وسلم بكبشين أملحين أقرنين، ذبحهما بيده، وسمى، وكبر، ووضع رجله على صفاحهما».
 

طباعة شارك لماذا شرعت الأضحية الأضحية مشروعية الأضحية حكم الأضحية شراء الأضحية بالتقسيط شراء الأضحية

مقالات مشابهة

  • كيف نظم الإسلام سلوك المسلم في مجلسه مع الآخرين؟.. علي جمعة يوضح
  • نهى الجندي: نشوز الزوج يمثل خطرًا كبيرًا على تماسك الأسرة
  • عائشة يوسف: دخل الزوجة يحتسب ضمن دخل الأسرة لأنها شريك أساسي (فيديو)
  • ما هي أنواع الحج في الإسلام؟ اعرف كيفية أداء مناسكه
  • دينا أبو الخير: الرسول وضع أسسًا واضحة لحقوق الزوجة على زوجها
  • ميشيل حليم: قانون تعديل القيمة الإيجارية يمثل تحولا حتميا في إطار تنظيم العلاقة بين الملاك والمستأجرين
  • محامية: نشوز الزوج يمثل خطرًا كبيرًا على تماسك الأسرة
  • ثواب حسن معاملة الخادم في الإسلام.. علي جمعة يكشف عنها
  • لماذا شرعت الأضحية في الإسلام؟.. تعرّف على 3 أسباب لهذه السُنة
  • قيمة السماحة في الإسلام .. على جمعة يعدد فوائدها