عاجل إلى النظام العربي : وقفة للتاريخ والإنسانية
تاريخ النشر: 8th, November 2023 GMT
بعد مُضي شهر على أبشع مجزرة في التَّاريخ نفَّذها الكيان الإرهابي العنصري الصهيوني ضدَّ الأبرياء من المَدنيِّين العُزَّل وغالبيَّتهم من الأطفال والنِّساء بغطاءٍ ودعمٍ سياسي وعسكري ومعنوي أميركي أوروبي لاستمرار تنفيذ حرب الإبادة على قِطاع غزَّة، وتجاوزًا لكُلِّ الأعراف والقوانين الدوليَّة قابله فشَلٌ دولي في محاولات وقف هذه المجازر والجرائم الصهيونيَّة؛ ما يعني فشلًا ذريعًا للمنظَّمة الدوليَّة من القيام بواجباتها في حماية المَدنيِّين والحفاظ على السِّلم والأمن الدوليَّيْنِ، وفشل المُجتمع الدولي عَبْرَ الجمعيَّة العامَّة للأُمم المُتَّحدة.
قَبل الولوج في هذه الرسالة المختصرة لجامعة الدوَل العربيَّة والَّتي يراها قِطاع كبير من العرب أنَّها في حالة موت سريري منذ (50) عامًا، وأيُّ محاولةٍ لإفاقتها قَدْ تكُونُ غير واقعيَّة، ولكنَّ الخِطاب هنا موَجَّه للنِّظام الرَّسمي العربي لتحمُّل مسؤوليَّاته التاريخيَّة في ظلِّ استمرار هذا العدوان على قِطاع غزَّة الَّذي لَمْ يستثنِ أيَّ مؤسَّسةٍ مَدنيَّة بعد الإصرار على استهداف الإنسانيَّة في مختلف قِطاعاتها من مستشفيات ومدارس ومُخيَّمات اللاجئين ومساجد وكنائس ومحطَّات تحلية المياه وكُلَ مظاهر الحياة لسكَّان غزَّة في جريمة ممنهجة وبغطاءٍ أميركي أوروبي يُعدُّ شريكًا في الجريمة. وهنا فالأُمَّة العربيَّة الَّتي تقع في هذه الجغرافيا العربيَّة وبتاريخها المشترك وكُلِّ قِيَمها وهُوِيَّتها ومصيرها المشترك تُطْلقُ نداءها الأخير لهذا الكيان العربي والَّذي جاء في مادَّته الثالثة من ميثاق الجامعة ما يلي: اتِّخاذ التدابير اللازمة لدفع العدوان الفعلي أو المحتمل الَّذي قَدْ يقع على إحدى الدوَل الأعضاء. فماذا فعلت جامعة الدوَل العربيَّة من تدابير لدفعِ العدوان الصهيوني عن أبناء الشَّعب الفلسطيني والجريمة الصهيونيَّة في قِطاع غزَّة بعد مُضي شهرٍ من هذا العدوان؟! نعم هناك جرائم سابقة ولَمْ تتحرك الجامعة ولَمْ يقُمِ النِّظام الرَّسمي العربي الجماعي بأيِّ فعل يبرِّئه من مسؤوليَّاته العروبيَّة والإنسانيَّة والأخلاقيَّة، وفي هذه الجريمة المُروِّعة لَمْ تقُمِ الجامعةُ حتَّى هذا التَّاريخ بأيِّ فعل حقيقي سوى تلك التصريحات الَّتي يطلقها أمينُها العامُّ، ولَمْ تقُمِ الدوَل العربيَّة المحوريَّة بِدَوْرها الشرعي المسؤول والمأمول تجاه هذه الكارثة الإنسانيَّة الَّتي حلَّت على الأشقَّاء في قِطاع غزَّة فماذا يعني ذلك؟!
هناك دوَل عربيَّة أبدت مواقف جيِّدة رغم أنَّ هذه الدوَل لا تمتلك محوريَّة بالقرار العربي، بَيْنَما هناك دوَل أخرى محوريَّة لَمْ تُبْدِ الأفعال المأمولة كالدَّفع نَحْوَ إبراز موقف جماعي دولي بمنع النفط والغاز عن الدوَل الدَّاعمة للعدوان حتَّى تتوقفَ «إسرائيل» عن جريمتها الهمجيَّة، وهناك موقف آخر ينبغي الدَّفع باتِّجاهه وهو سحْبُ السُّفراء العرب من الدوَل الدَّاعمة للعدوان للاحتجاج على مواقف هذه الدوَل الَّتي ترفض وقف إطلاق النَّار، وتُفشل أيَّ مشروع قرار يهدف إلى إيقاف هذه الجريمة الصهيونيَّة، وبالتَّالي فَهُمْ شركاء في الجريمة، كما يجِبُ تشكيل تكتُّل دولي مع الدوَل الرافضة للعدوان على غزَّة من خلال تبنِّي مؤتمر دولي لِتصويبِ مسار المنظَّمة الدوليَّة للحفاظ على ما تبقَّى من السِّلم والأمن الدوليَّيْنِ وحماية الشعوب من هذا الإجرام الفاشي الصهيوني الَّذي لَمْ يكترثْ بالقوانين المشرِّعة لعمل المنظَّمات الدوليَّة.
وختامًا نقول لأولئك الأبطال الَّذين يدافعون عن شرَف هذه الأُمَّة إنَّكم تقَدِّمون للعالَم الدروس البليغة، وما النَّصر إلَّا من عِنْد الله وما تحقَّق يعزُّ الله به أمْرَكم، ويقرِّب تحقيق مشروعكم العظيم، وما زلتُمْ ظاهرين رغم قلَّة عددِكم وعتادكم، ولكنَّ الله معَكم يؤيِّدكم، ولَنْ تكسرَ هذه الفئة بعونِ الله الَّذي وعَدَ وهو لا يخلف الميعاد. اللَّهُمَّ أنتَ الحقُّ ووعْدُك الحقُّ سبحانك لا إله إلَّا أنتَ العظيم القوي القهَّار الجبَّار المُنتقِم، أنتَ رجاؤنا وقَدْ فاقَ الظلم والطغيان على أهلِنا في قِطاع غزَّة، اللَّهُمَّ ألطف بهم وارحمهم وخُذ بأيديهم، واربط على قلوبهم واجبر كسرهم، وثبِّتهم بالنَّصر والتأييد والتمكين يا ربَّ العالَمين، اللَّهُمَّ أرِنَا في الصهاينة عجائب قُدرتك، اللَّهُمَّ سلِّط عَلَيْهم بأسَك الشديد الَّذي لا يُردُّ عن القوم المُجرِمين، وأرِنَا فيهم ما يسرُّ قلوبَ قومٍ مؤمنين، الله أكبر ولله العزَّة ولرسوله وللمؤمنين ولكنَّ المثبِّطين والخائرين والمُرجِفين لا يعلمون، وسيَعلَمُ الَّذين ظلموا أيَّ منقلبٍ ينقلبون.
خميس بن عبيد القطيطي
[email protected]
المصدر: جريدة الوطن
إقرأ أيضاً:
لم تسقط أبدا بيد النظام السابق.. أحمد الشرع يجري اتصالا بأهالي مدينة بنش في إدلب خلال حملة دعم
دبي، الإمارات العربية المتحدة (CNN)-- انطلقت في مدينة بنش بريف إدلب، مساء الجمعة، فعاليات الحملة الشعبية "بنش كرمى لعيونك"، بهدف دعم وتطوير البنى التحتية في المدينة وتحسين الواقع الخدمي الذي تضرر جراء سنوات الحرب، بحسب ما أفادت وكالة "سانا" السورية للأنباء.
وأجرى رئيس الإدارة السورية الحالية، أحمد الشرع اتصالاً هاتفياً مع الأهالي المشاركين في حملة "بنش كرمى لعيونك"، أكد خلاله أن الدولة ستكون دائماً عوناً لهم فيما يسعون إليه، وأنه كان يتمنى أن يكون بينهم اليوم لكن كثرة المشاغل حالت دون ذلك.
وأكد الشرع في اتصاله على أن "أبناء بنش بما لديهم من تجار وقيادات وكوادر كانوا علماً في الثورة ومتصدرين لها، وأن مدينتهم لم تسقط في يد النظام السابق أبداً".
وقال الشرع: "بنش كانت رائدة في الثورة، وإن شاء الله تكون رائدة أيضاً في إعادة بناء سوريا الجديدة، وسنبقى دائماً إلى جانبكم وفداءً لكم، أنتم ضحيتم كثيراً وقدمتم الشهداء، وفيكم قيادات أبطال منهم الأخ أبو جميل قطب والأخ أبو يوسف، تضحياتكم كانت كبيرة في الثورة ولم تقصروا أبداً في حقها، ونأمل أيضاً بأن يكون لكم دور كبير جداً في إعادة بناء سوريا من جديد"، حسبما نقلت عنه وكالة "سانا".
وأضاف الشرع: "إدلب كانت معتمدة بشكل كبير في بنائها على أهل بنش، وعلى التجار، وعلى كوادرها، وإن شاء الله يمتد هذا العمل العظيم إلى كل سوريا، وأعتذر عن عدم حضوري معكم، وإن شاء الله في المرات القادمة نكون إلى جانبكم".
وقال مسؤول حملة "بنش كرمى لعيونك" ساري السيد إن "الحملة تهدف إلى القيام بأعمال تأهيل المدينة التي قدمت التضحيات في سنوات الثورة، وتعرضت للقصف والتدمير من نظام الرئيس المخلوع بشار الأسد"، مشيراً إلى أن الحملة تقوم على جمع التبرعات من أصحاب الأيادي البيضاء لإعادة الحياة إلى مختلف القطاعات، طبقا لـ"سانا".
وجاء انطلاق الحملة تزامنا مع بدء الذكرى السنوية الأولى لحملة "ردع العدوان" في 28 نوفمبر/تشرين الثاني 2024، والتي أسفرت عن سقوط نظام بشار الأسد في 8 ديسمبر/كانون الأول الماضي.