لم يصدّق موت صغيرته، قال لأخته يجب أن نبحث عنها، قد تكون مختبئة لدى بيت جدتها كما كانت تفعل دائمًا وتعمل لنا مفاجأة.. وحين ردت عليه بصوتها الشجى بأن ابنته «راحت عند اللي خلقها» وسائق الميكروباص دهسها وتطلب منه أن يتمالك أعصابه ليمرر خبر وفاتها لأمها التي تصارع الموت بالمستشفى، يجهش بالبكاء: «اللى شوفته كان كابوس لا أنساه طول حياتى، السواق موت بنتى وأصاب مراتى بشكل كارثى».

أخبار متعلقة

فتاة تسلم نفسها وترشد عن المتهمين فى «مقتل تاجر مواشى»

والدة ضحية «التوك توك»: «قتلوه بملابس العيد» (فيديو)

مريض نفسي يثير الرعب في الهرم.. أنهى حياته رابع أيام العيد من شرفة منزله

أنا كمان هاجى معاكم

موت «جورى»، 8 سنوات، جعل والدها يخشى الذهاب إلى منزله يبيت مرات لدى والدته وأخرى في بيت أخته، لا يستطيع أن يكون بمكان كانت حياتهما فيه وأضحت «فلذة كبدة» مجرد ذكرى.. يغرق في تفاصيل أحزانه.. يبدو متألمًا.. يحكى أن ابنته اتصلت عليه قبل منتصف الليل ثالث أيام العيد، تطلب منه «عايزة أشم هوا يا بابا».. كانت نزهتها الأخيرة مع والديها وشقيقيها «مروان»، و«مكة»، كأنه الوداع.. ارتدت فستانها الأبيض بدت ملامحها مثل ملاك برئ «زادت حلاوة اليوم ده»، الأب يصفها ويقول إنها «عروس الجنة»، جميعهم توجهوا لمحل عصائر واستديو تصوير بجوار منزلهم في شبرا الخيمة بالقليوبية، كان آخر ضحكات الطفلة وحضن لأفراد أسرتها.

شربت «جورى» عصيرها بهدوء مستعيدة حكايات قديمة مع والديها وشقيقيها، بلهجتها التي تحبها أسرتها طلبت منهم «عايزين نروح ناخد صور تذاكر مع بعض»، وأشارت إلى استديو قريب قبل أن تضم أمها إلى أحضانها «بحبك قوى»، وتدعو لأبيها «ربنا يخليك لينا يا حبيبى»، وقالت لشقيقها «عايزة أكون دكتورة أسنان مشهورة لما أكبر، إنتوا كمان هتبقوا دكاترة!».

قادت «جورى» الأسرة إلى الاستديو، جميعهم ابتسم مازحوا بعضهم قالوا إن ضحكاتهم هتخلى الصورة تطلع حلوة، في الشارع توقف «مروان»، 6 سنوات، يطلب من أبيه شراء «حاجة حلوة» من السوبر ماركت، تشبست شقيقته الصغرى «مكة»، 4 سنوات، بأبيها وقالت «أنا كمان هاجاى معاكم»، لتتوقف الأم وابنتها الكبرى بجوار سيارة تاكسى مركونة على جنب، وفى لمح البصر شاهد رب الأسرة سيارة ميكروباص «طائشة» يقودها شاب دون الـ17 عامًا بسرعة جنونية ويسير عكس الاتجاه ويبدو عليه فاقدًا للوعى، حذر زوجته: «خدى بالك.. حاسبى»، تراجعت خُطوتين وهى تحتضن طفلتها ذا الـ8 أعوام، لتدهستهما السيارة الأجرة التي لا تحمل لوحات معدنية «دخل فيهم زنقهم بين التاكسي والحيطة والرصيف».

ضحية «الميكروباص الطائش» في شبرا الخيمة

سواق الميكروباص هرب من المكان

استقبل الرجل الأربيعنى، منظر خروج أمعاء بطن وكبد «جورى» بصراخ ولطم على الخد، طلب الإسعاف وحين تأخرت حملها بسيارة لأقرب مستشفى لكنها ماتت، وزوجته دخلت بالعناية المركزة لتجرى جراحة تركيب شرائح ومسامير بقدميها وإحداهما ظهرت منها العظام، فكانت إصابتها من عند منتصف الجسد السفلى «ربنا سترها معاها»، يرددها رب الأسرة، ولم يعد قادرًا على سماع سؤالها خلال زيارتها: «البنتُ فين وعاملة إيه؟!».

لا يستطيع أن يزف لزوجته كارثة وفاة ابنتهما ودفنها، كما فعل مع جدتها وعرف كيف يجعلها تتبلع الصدمة، حين قال لها: «تعالى عايزك نخرج مع بعض»، ويقول: «لكنها لما جت لى على أساس إننا خارجين، كان طريقنا هو الوصول إلى جنازة جورى، وحينها انهارت»، يحتار في أمر «أم العيال» التي لا تفيق من غيوبتها سوى بسؤالها عن ابنتهما «بأحاول أمهد لها، بقول لها: (دى لسة في المستشفى، حالتها صعبة، ادعى لها تقوم بالسلامة!، على أساس إنها تستوعب خطورة حالتها وبالنهاية أعرفها إنها ماتت».

حزين ينظر إلى صورة ابنته، يطالع برأتها يستذكر أحلامها، يشيح بيده ويسيل الدمع من عينيه: «كان نفسها تبقى دكتورة، مش هتطلع ولا حاجة، مطلعتش حاجة خالص، كنت فرحان بيها وبقول عليها ذكية وجايبة الدرجات النهائية في تانية ابتدائى»، حمل فستانها الذي ارتدته يوم وفاتها، تذكر «كابوسه» هكذا يسمى لحظات دهسها وأمها، يروى والألم يعتصره «سواق الميكروباص هرب من المكان، وساب العربية، ومن شدة سرعته حطم التاكسى المركون على جنب، ولما اتقبض عليه أخلى سبيله وأطالب بإعادة التحقيقات».

والد ضحية «الميكروباص الطائش» في شبرا الخيمة

والد ضحية «الميكروباص الطائش» في شبرا الخيمة

منزل الأسرة يتحول لسرادق عزاء

تحول منزل عائلة الضحية إلى سرادق عزاء، الجميع يرتدى الأسود، لا طعام ولا شراب أصبح له مذاق، الأب يتمنى أن يلحق بصغيرته التي يرثيها: «عيدك في الجنة يا ضنايا، ملحقتش تفرحى»، يصبر نفسه «عايزة حقها وراضى بقضاء الله، عيالى لما طلبوا منى أجيب لهم حاجات تسببوا في إنقاذنا، السواق كان هيموتنا كلنا، وبنتى فديتنا بروحها الطاهرة»، يحتار «هينفع أجيب صور بنتى معانا من الاستديو، دى كانت بتودعنا».

عمة الطفلة «جورى»، لا تكف عن حكى أن الصغيرة أعدت مفاجأة لابنتها الكبرى وجمعت أطفال العائلة كلهم بأول أيام العيد وأحضروا «تورتة» احتفالًا بعيد ميلادها، تصفها بأنها كانت «فاكهة البيت كله، والكبير والصغير بيعشقها».

قبل وقت قصير من وقوع الحادث، كان رجل بالمنطقة يشير إلى أن سائق الميكروباص قد يدهس أحد لسيره برعونة وقد جرى.

والد ضحية «الميكروباص الطائش» في شبرا الخيمة

حادث حوادث الطرق في مصر حوادث اليوم حادث شبرا الخيمة حادث الشارع الجديد الطفلة جوري الميكروباص الطائش ضحية الميكروباص الطائش أخبار الحوادث أخبار الحوادث اليوم أخبار الحوادث في مصر اليوم الميكروباص الطائش يدهس طفلة ووالدتها دهس طفلة دهس طفلة شبرا الشارع الجديد بشبرا الخيمة

المصدر: المصري اليوم

كلمات دلالية: حادث

إقرأ أيضاً:

القليوبية .. انهيار جزئي بعقار قديم في شبرا الخيمة

شهدت مدينة شبرا الخيمة انهيار عقار قديم جزئيا في منطقة مدينة السلام بحي شرق شبرا الخيمة دون أي إصابات بشرية.

رفع سيارة ربع نقل بعد اصطدامها بقطار أبو زعبل في القليوبيةالسيطرة على حريق بمخزن مصنع حلويات في القليوبيةانقطاع مياه عن مدينة الخانكة في القليوبية لمدة 7 ساعات.. اعرف السببالتصريح بدفن طفلة سقطت من الطابق الرابع بمنزلها فى القليوبية


وعلى الفور انتقلت فرق الطوارئ من الحماية المدنية، وإدارة التنظيم، وطوارئ الغاز فور تلقي البلاغ، وتم تأمين الموقع ومنع تفاقم الأضرار.

وتجرى حاليا معاينة فنية لتحديد مدى سلامة المبنى وأسباب السقوط، وسط متابعة ميدانية لحماية السكان وضمان سلامتهم.

حريق بمخزن حلويات 

نجحت قوات الحماية المدنية القليوبية في إخماد حريق اندلع داخل مخزن تابع لأحد مصانع الحلويات بمنطقة عزبة عبدالكريم نصر بحي شرق شبرا الخيمة القليوبية دون وقوع أي خسائر بشرية.

وكانت غرفة عمليات حي شرق شبرا الخيمة  القليوبية  تلقت بلاغًا من غرفة النجدة، بنشوب حريق بمخزن في شارع 25. 

وعلى الفور، انتقل المهندس محمد البسيوني، رئيس الحي، يرافقه مسؤولو الإدارة الهندسية وإدارة الأزمات إلى موقع الحريق، كما تم الدفع بعدد 2 سيارة إطفاء.

وتمكنت قوات الإطفاء من السيطرة على النيران وإخمادها قبل امتدادها إلى المناطق المجاورة، وسط متابعة ميدانية من مسؤولي الحي. ولم يسفر الحادث عن أي إصابات أو خسائر بشرية.

وتجري الجهات المختصة حاليًا أعمال المعاينة للوقوف على أسباب الحريق واتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة.

طباعة شارك القليوبية بنها محافظ القليوبية

مقالات مشابهة

  • جد يتعدى على حفيده في شبرا الخيمة
  • المؤبد والمشدد 15 عامًا للمتهمين بقتل طفل شبرا الخيمة
  • التحفظ على جد هتك عرض حفيده الطفل بشبرا الخيمة
  • المؤبد والمشدد 15 عام للمتهمين بقتل طفل طعنا بشبرا الخيمة
  • المؤبد لسائق والسجن 15 سنة لعامل لاتهامهما بقتل طفل فى شبرا الخيمة
  • القليوبية .. انهيار جزئي بعقار قديم في شبرا الخيمة
  • أجلسه شيخ الأزهر على كرسيه.. قصة النابغة الصغير الطفل أنس مصطفى ربيع|فيديو وصور
  • مشاجرة بسبب أولوية المرور تُنهي حياة شاب طعناً في شبرا الخيمة
  • مصرع شخص وإصابة آخر في مشاجرة بشبرا الخيمة
  • مرافعة نارية للنيابة بقضية مقتل شاب على يد عامل وعمه بشبرا الخيمة.. فيديو