تجلياتُ عاشِقٍ برسمِ الانتظار(قصيدة)
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
(عدن الغد)خاص.
قصيدة/شير هفال
سرى الليل بي لبحرٍ عتيق،
فيهِ تعرضتُ لِدُوُاَرِ فِتنَتُكِ، ترمقُني، فَأَشهَقْ، شَهقةَ مُغرمٍ لائبْ،
نَهضَ مِثلَ الرَّيحِ يُدغدِغُ عنُقَ الأحلام، ك أميرِ موجٍ، يُسكتُ صوتَ الشَواطِئ، لِيسترِقَ بِسمعهِ هَسِيسَ حلمٍ كان يأتي عبرَ، موجةٍ تِلوَ موجة،حلمٌ شَفِيف،
كان وهمًا فَبَدا يقينًا،!
كأنما تَجليًا لِذاتِكِ تدلى،!
من رجفةِ سماءٍ إقشَعرَّ لها البحر
كما بدأت النجوم ترتعش،
أصغَيتُ ما إنْ بِأنغامٍ تَعزِفُهَا أهدابك،
تحبو نحوي، وَ تَقتَرب، رفةً رفة
أدنيتُ قلبي، مُسَّ، وإذ بدقاتهِ
تَخلَعُ نَعلَها، أتتكِ حافية، خاشعة،
لِتُقم بدهشةٍ قَابَ قَوسَينِ منكِ،
صلواتُ النَوارِسِ، تتلو فيها
آيَاتَ المطر على أذرعِ الغيم،
وتَتَسَاقَطُ، ركعةً ركعة،
على بُردِ ناسكٍ، إفّتُتِنَ بعِينيكِ
فأنستهُ وِردَه، اتَبَعَ هَواه،
شُقَ عصا الطاعة،
لِتبدأَ #بإسمِكِ رحلتي.
لسحرِ مملكةٍ مُشَيدةٍ على
قِمةِ قَمرٍ ، يصدح غناءُ السماءِ فيها،
نُسافِر في غَيهبِ التَكوين،
#لِعالمٍ نغفو فيهِ على ضوءِ شمعة
جهراً، لا تسُولاً، ولا عطشا،
#عالمٌ تُصغي نجومهُ لشجوِنا،
حين نتعانقُ، شوقُا لِشوق،
روحاً لِروح، نَلتَحفُ الليل رِداءً،
عالمٌ نسير إليهِ بِلا خطوٍ،
نَرشُفُ مِن شِفَةِ النَحل طَعمَ قُبلِنا، دفقةً دفقة، #عالمٌ، أشي فيهِ
بين يديكِ، بحديثِ الزهرِ و جنائِنِ روحي، بعيني وهي تَبتَكِر كلماتٍ
لم تبتكِرها لُغَةٌ مِن قبل، لِتوشي عن بُكائي،حين كَانت يَديّ تُمَهِدُّ لكِ
سريرا من لآلئ حروفي، وترسلها في سماءٍ مِن العِطر، لِينثالَ عليها حِبر روحكِ، وينهمر على صفحاتِ قلبي، فأفيضُ بكِ ولها ولوعة،
وَ أُدخُلُ فيكِ بحالاتٍ لِعصفِ
قصيدتي_المجنونة
فيها أسمِعكِ..
قوافِل النبضِ وهي
تعبُر صحراء قلبي..
في زمنٍ بلا نهاية
كُنتُ أنتظِر فيهِ شروقَ
وجهكِ ك برقٍ في سماءِ
صمتٍ عارية..
علّكِ تأتينَ مطرا يغسِلُ جسديَّ
المُعتقِ بِغُبارِ الفِتنةِ والخطايا..
حينها كان لإنتظاركِ في دمي طعمُ أبخرةِ النبيذِ فوقَ مدارِ ملتهب..
طعمٌ ك غموضِ التوهجِ في حقولِ شفتيكِ وهي تَهمِسً بإسمي..فأزهِر..
كما الورودُ في الهواءِ راقِصة..
ونلتقي في صلاةِ السنابل..
نخلع عن السماءِ زرقتِها..
ونُلبِسُها حِلَةَ نومِها الأُرجوانية..
نَعصِر مِن قوسِ قُزحٍ
جواري بُرتقالية.. وَ قمرٌ
بنفسجي.. قبلَ أن يتسللَ
وَ يختبئ في حجرةِ غيمة..
فتلدعهُ أشعةُ الشفقِ
بقرونها القُرمُذِية
تُصيبُهُ بحروقٍ
عميقةٍ.. وحارة..
ك أولِ قُبلة..
نسقي بها جرار شوقنا
رحيقا وعسل..
قُبلةٌ غجرية تُسرحُ
شعر القمر
قُبلةٌ بلهفةٍ غائمةٌ
تُصلي على
فاتحةِ المطر
تعتصر العناقيد
التي نضجت
على شفاهكِ
نبيذا يُسكِرني
فلا تسألي ولا تعجبي
من قُبلةٍ شاعِرٍ
تُنجِبُ أنجمًا
شاعِرٌ خَبِرَ أنَّ الليلَ
منذ البِدءِ كانَ ولم يزلْ
رحما خصيبًا
لِأجِنةِ القُبَلْ.
المصدر: عدن الغد
إقرأ أيضاً:
ثُمَّ شَقَّتْ هَدأةَ الليلِ رُصَاصة !!
حاول الكثيرون أن يثنونني عن قرار العودة إلیٰ السودان، وجاءوا بكل ما يرون أنه يقوِّی منطقهم، ولكن عبثاً يحاولون، فقد قرَّ قراري بعد أن استخِرت الله وتوكلت عليه.
غادرت مصر بمساكنها الضيِّقة ومن مطاراتها الواسعة المريحة، إلی السودان بمساكنه الواسعة وأرضه الشاسعة ومطاراته المتواضعة الضيِّقة بتجهيزاتها الشحيحة بالرغم من أراضيها الفسيحة، وعلی متن طاٸرة شركة تاركو، بإدارتها الشابَّة وإرادتها الصلبة، وهبطنا مطار بورتسودان بسلام والشمس فی كبدِ السماء والجو مُلَبَّدٌِ بسحب دخانٍ أسودٍ كنوايا دويلة mbz وأزلامه من بغايا العملاء والمرتزقة، ومن بقايا مليشيا آل دقلو الإرهابية التی عجزت عن تحقيق أی نصر علی قوات الجيش المسلحةُ بشعبها قبل أسلحتها، الواثقة من نصر الله قبل إعتمادها علی خططها المدروسة، التی غدت تُدَرَّس في المعاهد العسكرية، فعمدت مليشيا آل دقلو الإرهابية إلیٰ سلاح المسيرات بدلاً عن تجنيد المسيرية، تلك القبيلة الشامخة التی ضَلَّت إدارتها الأهلية عن طريق الحكمة، وحار حليمها وخار عزمها واختارت الذل والمسكنة وخنعت فی إنكسار.
سجدتُ شكراً لله علی أسفلت المطار، ومن هناك تلقفتني اْيدي الأحبة، ومن فوري زرتُ مقبرة أخي الشقيق الوحيد فی هذه الفانية وسكبت دمعة حرَّیٰ علی شاهد قبره، ودعوت له واستغفرت ربی وأنبت.
في الطريق من المطار إلیٰ المدينة رأيت بورتسودان كما رأيتها للمرة الأولی عام 1963م مدينة تضجُّ بالحركة والناس، بيوتها، إنسانها، لهجة كلامهم، طريقتهم فی الملبس والمأكل والمشرب، هی ذاتها وكأنَّ شيٸاً لم يكن، ألِفُوا حتی دخان حريق مستودعات الغاز وكأنه صادر من مدخنة مصنع !!
الملاحظة الوحيدة هی إزدياد عدد السيارات فی الطريق وهذا مٶشر إيجابی، خلدت إلیٰ النوم بعد أن انصرف ضيوفي الذين لم يشعرونني بأنني أنا الضيف وليس العكس!!
و قبيل الفجر شقَٰت هدأة الليل رصاصة، قدرت إنها صادرة من دوشكا، وتوالت أصوات المضادات كما أعرفها وما إن تهدأ حتی تعود، ولاحظت إن الضارب يستمتع بالصوت الصادر من مدفعه، كأنه ذلك الإيقاع الذی يبعث علی الحماسة والطرب، فقلت فی نفسي يا لهٶلاء الرجال يسهرون لينام الناس آمنين ويبذلون أرواحهم فداءً للعقيدة وليكون الوطن حراً أبيَّاً .
هي المرة الوحيدة التي أستيقظ فيها لصلاة الفجر علی أصوات الدوشكا والمضادات الأرضية وليس علی صوت الآذان، لكن لم يطل انتظاري فقد صدحت المآذن بأن حیّ علی الصلاة حیَّ علی الفلاح الصلاة خيرٌ من النوم، وهی تخالط أصوات المدافع، وهرعت إلیٰ الصلاة فوجدت صف صلاة الفجر اْطول من ما اعتاده الناس، الله أكبر الله اكبر.
بورتسودان بلد الأمان ولامكان لأی جنجويدي جبان، ولا موطٸ قدم فيها لmbz آل نهيان الخيبان فقد ركله شعب السودان بعد العدوان علی مدينة بورتسودان.
ثمَّ شقت غَبَشَةَ الفجرِ رصاصة لم يجفل منها أحد، ولن يحفل بها شعب كشعب السودان الأبِي الذی لا يرضی الضيم، والمكضِب خَلِيه يجرِب.
هلموا إلیٰ وطنكم وطن الجمال.. علوه.. وخلوه.. في عين المحال.
أبنوه.. و مدوه.. بالمال و العيال.
زيديوه.. و أبنوه.. بعزم الرجال.
بأملنا وبعملنا و بالمحنة نبني جنة.
-النصر لجيشنا الباسل.
-العزة والمنعة لشعبنا المقاتل.
-الخزی والعار لأعداٸنا وللعملاء
محجوب فضل بدري
إنضم لقناة النيلين على واتساب