في ندوة ثقافية نقدية ..وزير الثقافة: الأعمال الإبداعية للشاعر الشرفي تصدرت المشهد الثقافي لنصف قرن
تاريخ النشر: 29th, June 2025 GMT
الثورة / خليل المعلمي
اعتبر الدكتور علي قاسم اليافعي وزير الثقافة والسياحة، الشاعر الكبير حسن عبد الله الشرفي إحدى الهامات الكبيرة في الأدب اليمني، وقال في الندوة الثقافية النقدية التي أقامتها الهيئة العامة للكتاب للأعمال الشعرية «تجليات النفس الطويل وقصائد البركان» الصادر عن الهيئة للشاعر الكبير حسن عبد الله الشرفي، وذلك تقديراً وعرفاناً لموقفه الوطني والمشرف في مواجهة العدوان: نحن نفتخر بالأعمال والإبداعات التي قدمها الشاعر الشرفي على مدى أكثر من نصف قرن وتصدره للمشهد الثقافي خلال العقود السابقة.
وأوضح اليافعي أن بلادنا تزخر بالكثير من الأدباء والشعراء الذين اشتهروا على مستوى الوطن العربي، وقلما نجد منافسين لهم في بقية الأقطار العربية وذلك بسبب التنوع الحاصل في الثقافة اليمنية وانتشار المدارس الفكرية المختلفة، مؤكداً حرصه ودعمه لإقامة مثل هذه الفعاليات التي تحتفي بأعمال المبدعين اليمنيين.
وثمن وزير الثقافة والسياحة جهود الهيئة العامة للكتاب لإقامتها مثل هذه الفعاليات والأنشطة الثقافية التي تعمل على تنشيط المشهد الثقافي والتعريف بالهامات الإبداعية والوطنية، وكذا بدعم صندوق التراث والتنمية الثقافية لهذه الفعاليات.
من جهته أكد الأديب عبد الرحمن مراد رئيس الهيئة العامة للكتاب أن الشاعر الكبير حسن الشرفي حاضر في أذهاننا من خلال مواقفه الوطنية ومن خلال هذه الفعالية التي نقرأ نتاجه الفكري الذي أنتجه خلال خمس سنوات.
وأكد مراد، أن الشاعر الشرفي يعتبر آخر عمالقة الأدب اليمني الكبير الذين شكلوا ظاهرة من حيث غزارة الإنتاج وجودته، يكتب القصيدة العامية والفصحى، متعددة الأغراض والسمات والأشكال، مشيراً إلى أن نتاجاته الإبداعية من مجموعات شعرية خلال خمس السنوات من الفترة ٢٠١٥م وحتى وفاته تصل إلى أكثر من ۳۰۰ قصيدة، وهي تضاهي نتاجات الكثير من رموز الأدب الحديث، وقد أصدرت له الهيئة ثلاثة مجلدات وهي «تجليات النفس الطويل ج ۱ ، تجليات النفس الطويل ج ۲، قصائد البركان».
المصدر: الثورة نت
إقرأ أيضاً:
الحزن يُخيّم على اليمنيين عقب وفاة الشاعر فؤاد الحميري.. قدر الكبير أن يرحل قبل الأوان
خيم حزين شديد على الساحة اليمنية، عقب وفاة الشاعر والحقوقي البارز فؤاد الحميري، الذي وافته المنية اليوم الجمعة، في أحد مستشفيات إسطنبول التركية بعد صراع طويل مع المرض.
وتحولت مواقع التواصل الاجتماعي في اليمن إلى صالة عزاء تنعي الشاعر الذي كرس حياته للكفاح والبذل والعطاء وكتب عن الحرية والثورة، كما وصف اليمنيون رحيله باليوم الأسود والحزين على البلاد.
الشاعر الحميري في سطور
الراحل، من مواليد عام 1978 في مديرية شرعب الرونة بمحافظة تعز، كان أحد أبرز وجوه ثورة فبراير 2011، وواحداً من أهم الأصوات الإعلامية والخطابية التي واجهت نظام الرئيس السابق علي عبد الله صالح، وظل منذ ذلك الحين رمزًا للثورة وأحد أعلامها المخلصين.
عانى الحميري لسنوات من الفشل الكلوي، وأجرى عملية زراعة كلى ناجحة عام 2017، لكن مناعته الضعيفة وتبعات المرض تسببت في تدهور صحته مجددًا، حيث دخل في غيبوبة استمرت أسبوعين قبل أن يفارق الحياة اليوم في إسطنبول.
تنقّل الراحل بين عدة أدوار بارزة؛ فقد شغل منصب نائب وزير الإعلام في الحكومة اليمنية عام 2014، وعمل مدرباً في مجال حقوق الإنسان، وخطيبًا لجامع الرحمن بصنعاء، كما كان الناطق الرسمي باسم شباب الثورة، وعضوًا في اللجنة التحضيرية للمؤتمر الوطني للشباب.
إلى جانب نشاطه السياسي، عُرف الحميري بإسهاماته الأدبية والثقافية، وترك خلفه ديوانين شعريين هما: شمس النضال ومقاوم مع سبق الإصرار، ومسرحية شعرية بعنوان الأبالسة، كما كتب لسنوات عمودًا صحفيًا بعنوان المقامات الحميرية في صحيفة “اليقين”.
قاد الحميري واحدة من أبرز فعاليات الثورة اليمنية، مسيرة السيارات الشهيرة عام 2011، كما أُصيب خلال مشاركته في جمعة الكرامة، وكان صاحب أول برنامج تلفزيوني ثوري حمل عنوان صدى التغيير على قناة سهيل.
وقد رحل الحميري عن عمر ناهز 47 عامًا، مخلفًا خمسة من الأبناء وإرثًا نضاليًا وثقافيًا سيظل محفورًا في ذاكرة اليمنيين وكل من حملوا حلم التغيير.
ونعت وزارة الاعلام اليمنية، نائب وزير الاعلام السابق الشاعر فؤاد الحميري، مشيدة بمناقب الفقيد وجهوده في مجال الإعلام والثقافة ودوره التنويري. مشيرة في الوقت ذاته إلى جهود الفقيد في التصدي لانقلاب جماعة الحوثي ومشروعها الكهنوتي، ناسفاً خرافتها بالكلمة والحجة القاطعة.
وقالت الوزارة في بيان النعي إن "الرحيل المبكر للفقيد يشكل خسارة فادحة على الوطن في ظل الظروف الاستثنائية التي تمر بها بلادنا وهي بأمس الحاجة للمخلصين من أبنائها الذين يحملون على عاتقهم مشاعل التنوير، وعزاؤنا الرصيد الحافل للفقيد في المجال الإعلامي والثقافي اثناء توليه منصب نائب وزير الإعلام ومن خلال حضوره البارز في المنابر الإعلامية".
وأوضح البيان، أن الفقيد كان من رجال الثقافة والأدب، وشاعر وطني لا يشق له غبار، يعبر عن قضايا وطنه وشعبه شعراً ونثراً، وقد أحبه الجميع لأخلاقه الرفيعة وتواضعه الجم، ونقاء سريرته، وظل مخلصاً لمبادئه الوطنية حيث فارق الحياة وهو يناضل من موقعه في سياق معركة دحر الانقلاب واستعادة الدولة والحفاظ على الهوية.
وفي السياق كتب وزير الثقافة السابق خالد الرويشان "خفقة الطائر الأخيرة، تغريدة الجيل .. وداعاً رحيل فؤاد الحِمْيَري الشاعر".
وقال "كان مجرد طفل في السادسة عشرة حين رأيته في مقيل الدكتور عبدالعزيز المقالح وسمعتهُ في مطلع تسعينيات القرن الماضي مراراً في أربعاء مركز الدراسات والبحوث. كل أربعاء".
وأضاف "في العادة كان يجلس بين محمد جميح والحارث بن الفضل مثل عصفور! فقد كان أصغر الجميع في المجلس الذي يزدان بأكثر من أربعين شاعراً وقاصاً، وحين يأتي دوره ليقول كان يصدح عالياً حاداً منهمراً واثقاً، وكنا نعجب للفتى الصغير المشتعل شديد الذكاء والتنبّه".
وتابع الرويشان "كنا ننصت للفتى فؤاد في مقيل الأربعاء معجبين بصوته الطفولي الهادر، بينما يهز سليمان العيسى رأسه والجميع يبحث عن العصفور المغرّد، كمال أبو ديب ووهب رومية وزيد مطيع دماج وعلي جعفر العلاّق وأحمد قاسم دماج وعبدالكريم الرازحي".
وختم الرويشان منشوره بالقول "اليوم غادرنا العصفور المغرّد في رحلته الأخيرة إلى حدائق الرحمن، رحمة الله تغشاه شاعراً ثائراً وحالماً كبيراً، كانت رحلة الطائر قصيرةً سريعةً مثل حلم".
من جانبها نعت الناشطة الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، الشاعر والحقوقي البارز فؤاد الحميري، الذي وافته المنية اليوم الجمعة في مدينة إسطنبول، بعد صراع طويل مع المرض.
وقالت كرمان -في منشور لها على فيسبوك- "ببالغ الحزن والأسى، تلقيت نبأ وفاة الشاعر والحقوقي الكبير فؤاد الحميري، المعروف بانحيازه لقضايا اليمنيين العادلة".
واضافت "لقد خسر اليمن برحيله شخصية وطنية جديرة بالاحترام، كرّست قلمها وصوتها للمطالبة باستعادة الدولة وإنهاء هيمنة المليشيات على مقدرات الشعب اليمني".
الكاتب والشاعر أحمد الشلفي علق بالقول "وداعا يافؤاد وإن لم يحن الوداع بعد، وداعا مليون مرة بحجم الحزن بحجم الفؤاد الذي لن ينطفئ، وداعا أيها الشاعر الجميل، أيها الثائر الكبير، لكأنك تهتف، قدر الكبير أن يرحل قبل الأوان".