الفقر سيرتفع 34% في فلسطين حال استمرت الحرب شهرا ثانيا
تاريخ النشر: 10th, November 2023 GMT
حذرت الأمم المتحدة، من أن معدل الفقر لدولة فلسطين سيرتفع بنسبة 34%، وسيرزح نصف مليون شخص إضافي تحت وطأته في حال استمر العدوان الإسرائيلي على قطاع غزة لشهر ثان.
جاء ذلك وفق تقديرات أولية لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي ولجنة الأمم المتحدة الاقتصادية والاجتماعية لغربي آسيا (إسكوا)، رأتا فيها أن إجمالي الناتج المحلي لفلسطين سيهوي بمعدل 8.
وفي دراسة تقييمية سريعة صدرت -اليوم الجمعة- تحت عنوان "حرب غزة: الآثار الاجتماعية والاقتصادية المتوقعة على دولة فلسطين"، قدّر المعدّون أن الفقر قد ارتفع بمعدل 20% مع مرور شهر على الحرب.
وأضافت أن الناتج المحلي الإجمالي انخفض في الشهر الأول بمعدل 4.2%. وتشير الدراسة -أيضا- إلى تقديرات منظمة العمل الدولية بفقدان 390 ألف وظيفة إلى الآن.
وحسب توقعات الدراسة، في حال استمرت الحرب شهرا ثالثا، سيرتفع معدل الفقر بنحو 45%، ما سيزيد عدد الفقراء بأكثر من 660 ألف، بينما سيبلغ انخفاض إجمالي الناتج المحلي 12.2%، مسجلا خسائر إجمالية تصل إلى 2.5 مليار دولار.
وحذرت الدراسة من التدني الكبير في دليل التنمية البشرية، الصادر عن برنامج الأمم المتحدة الإنمائي لقياس الرفاه، الذي يقدر أن التنمية ستتراجع في دولة فلسطين بما يتراوح بين 11 و16 سنة، وفي غزة بين 16 و19 سنة، وفق حدة النزاع.
وأشارت إلى أنه في ظل الدمار الهائل للمنازل المهدمة أو المتضررة، من المتوقع أن يفاقم الانكماش الاقتصادي الوضع الإنساني الكارثي أكثر وسيصعّب احتمالات التعافي ويبطِئها.
بدوره، قال مدير برنامج الأمم المتحدة الإنمائي أخيم شتاينر، إن "الخسائر المتواصلة في الأرواح بشكل غير مسبوق والمعاناة الإنسانية والدمار في قطاع غزة، كلها أمور غير مقبولة".
وأضاف "تنذرنا هذه الدراسة بأن آثار هذه الحرب ستكون طويلة الأمد، ولن تقتصر على غزة وحدها".
وقبل عملية "طوفان الأقصى" التي نفذتها المقاومة الفلسطينية ضد إسرائيل في السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، والرد الإسرائيلي بالعدوان على غزة، كان الوضع الاقتصادي الفلسطيني مقلقا للغاية.
فكانت جميع المؤشرات في غزة تنذر بالخطر، مع معدل بطالة بنسبة 45%، ويصل إلى 60% بين الشباب. بالإضافة إلى ذلك، يتلقى 83% من العمال في غزة أجرا أقل من الحد الأدنى. ونتيجة لذلك، يعيش أكثر من نصف السكان (البالغ تعدادهم نحو 2.3 مليون نسمة) تحت خط الفقر. وكان أكثر من ثلثي الأسر في هذا الشريط الساحلي يعاني بالفعل انعدام الأمن الغذائي.
أما الضفة الغربية التي تديرها السلطة الفلسطينية، فوضعها أفضل نوعا ما، فالبطالة هناك كانت نسبتها 13%، وانعدام الأمن الغذائي عند مستوى 23%. ولكن اقتصادها، الذي يختنق بسبب نقاط التفتيش والقوانين المتعددة، لا يزال يعتمد تماما على إسرائيل التي تستأثر بـ70% إلى 80% من وارداتها وصادراتها.
ولم يتمكن الفلسطينيون خلال العقود الثلاثة الأخيرة من تسيير أمورهم إلا بفضل المساعدات الدولية، بدءا بالاتحاد الأوروبي، الذي خصص 1.2 مليار يورو في الفترة الممتدة من 2021 إلى 2024. ومع ذلك، تراجعت المساعدات الخارجية خلال السنوات الثلاث الأخيرة، وذلك بسبب غياب بعض الدول الخليجية.
في 7 أكتوبر/تشرين الأول الماضي، شنت المقاومة الفلسطينية -بقيادة كتائب عز الدين القسام -الجناح العسكرية لحركة (حماس)- عملية "طوفان الأقصى" ضد الاحتلال، وأعقبتها إسرائيل بحرب على غزة دخلت يومها الـ36. وأدت إلى استشهاد نحو 11 ألفا معظمهم نساء وأطفال، ونحو 27 ألف مصاب، إضافة لدمار هائل بالأحياء السكنية والمرافق الحيوية والمستشفيات.
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الأمم المتحدة
إقرأ أيضاً:
الأمم المتحدة: اسرائيل تتعمد ارتكاب جرائم قتل الفلسطينيين
غزة.جنيف.لندن"وكالات": اعتبر منسّق الشؤون الانسانية في الأمم المتحدة توم فليتشر اليوم أن "المشاهد المروّعة" لمقتل فلسطينيين أثناء سعيهم للحصول على مساعدات في غزة سببها "خيارات متعمدة" لحرمانهم وسائل البقاء على قيد الحياة في القطاع الذي تحاصره إسرائيل.
وكان الدفاع المدني في القطاع أعلن الثلاثاء مقتل 27 شخصا "عندما أطلقت قوات الاحتلال الإسرائيلي النار من دبابات وطائرات مسيرة على آلاف المواطنين الذين تجمعوا قرب دوار العلم..وكانوا في طريقهم إلى مركز المساعدات الأميركي في رفح (جنوب) للحصول على مساعدات غذائية".
وقال فليتشر في بيان "يشاهد العالم، يوما تلو الآخر، المشاهد المروّعة لفلسطينيين يتعرضون لإطلاق النار أو الاصابة أو القتل في غزة، وهم يحاولون ببساطة الحصول على الطعام".
وأضاف " (الثلاثاء)، وصل عشرات القتلى الى المستشفيات بعدما أعلنت القوات الإسرائيلية أنها فتحت النار. هذه هي نتيجة سلسلة من الخيارات المتعمدة التي حرمت بشكل منهجي، مليوني شخص من الأساسيات التي يحتاجون إليها للبقاء على قيد الحياة"
وكرر فليتشر الدعوة التي أطلقها الأمين العام للمنظمة الدولية أنطونيو غوتيريش لفتح تحقيق مستقل في الحوادث قرب مراكز المساعدات، موضحا "هذه ليست حوادث معزولة، ويجب محاسبة الجناة"، مشددا على أنه لا ينبغي لأحد أن "يخاطر بحياته لإطعام أطفاله".
وأكد فليتشر ضرورة السماح للعاملين في المجال الانساني بأداء مهماتهم في القطاع المحاصر.
وقال "لدينا الفرق، والخطة، والإمدادات، والخبرة. افتحوا المعابر، جميعها. اسمحوا بدخول المساعدات المنقذة للحياة على نطاق واسع، من جميع الاتجاهات. ارفعوا القيود المفروضة على نوعية وكمية المساعدات التي يمكننا إدخالها. اضمنوا عدم توقف قوافلنا جراء التأخيرات والرفض. أطلقوا سراح الرهائن. نفذوا وقف إطلاق النار".
ودعت الحكومة البريطانية اليوم إلى إجراء "تحقيق فوري ومستقل" في سلسلة من الحوادث القاتلة قرب مواقع توزيع المساعدات في قطاع غزة هذا الأسبوع.
وقال وزير شؤون الشرق الأوسط هاميش فالكونر إن سقوط فلسطينيين قتلى أثناء سعيهم للحصول على الطعام "أمرٌ مقلق للغاية"، ووصف الإجراءات الإسرائيلية الجديدة لتوزيع المساعدات بأنها "لا تراعي أبسط المبادئ الإنسانية".
وأطبقت إسرائيل حصارها على قطاع غزة اعتبارا من الثاني من مارس ومنعت إدخال أي مساعدات، قبل أن ترفعه بشكل جزئي بعد نحو شهرين. الا أن الأمم المتحدة والمنظمات الدولية تعتبر أن كميات المساعدات التي تسمح الدولة العبرية بدخولها هي مجرد "قطرة في محيط" حاجات سكان القطاع الذين يتجاوز عددهم المليوني نسمة.
وتوقفت مؤسسة غزة الإنسانية المدعومة من الولايات المتحدة عن توزيع المساعدات اليوم في وقت تضغط فيه على إسرائيل لتعزيز تدابير سلامة المدنيين خارج محيط مواقع التوزيع، وذلك بعد مقتل عشرات الفلسطينيين الذين كانوا يسعون للحصول على المساعدات هذا الأسبوع.
وقالت مؤسسة غزة الإنسانية إنها طلبت من الجيش الإسرائيلي "توجيه حركة المشاة بطريقة تقلل من احتمالات الفوضى أو التصعيد" بالقرب من الأماكن العسكرية، ووضع إرشادات أكثر وضوحا للمدنيين، وتعزيز التدريب لدعم سلامة المدنيين.
وقالت مصادر طبية إن أكثر من 80 شخصا قتلوا جراء إطلاق النار عليهم وأصيب المئات بالقرب من نقاط توزيع بداية من يوم الأحد وعلى مدار ثلاثة أيام، بينهم 27 على الأقل قتلوا الثلاثاء.
وذكر سكان أن جنودا إسرائيليين فتحوا النار على الحشود التي تجمعت قبل الفجر أملا في الحصول على طعام. ونفى الجيش ذلك لكنه أقر أمس الثلاثاء بأن جنوده أطلقوا النار على "مشتبه بهم" تجاهلوا الطلقات التحذيرية وكانوا يقتربون من أفراده. وقال متحدث باسم المؤسسة "أولويتنا القصوى هي الحفاظ على سلامة المدنيين المتلقين للمساعدات وكرامتهم". وحذر متحدث عسكري إسرائيلي المدنيين من التحرك في المناطق المؤدية إلى مواقع المؤسسة اليوم، معتبرا إياها "مناطق قتال".
وقالت وزارة الصحة في غزة إن الضربات الإسرائيلية قتلت 95 فلسطينيا على الأقل خلال الساعات الأربع والعشرين الماضية، بينهم نساء وأطفال في مدرسة تؤوي عائلات نازحة تعرضت للقصف قرب مدينة خان يونس بالجنوب.
وأعلنت إسرائيل مقتل أحد جنودها في المواجهات، بعد الإعلان عن مقتل ثلاثة في اليوم السابق.
ومن المقرر أن يصوت مجلس الأمن الدولي على مشروع قرار يطالب بوقف إطلاق النار بين إسرائيل وحركة المقاومة الإسلامية الفلسطينية (حماس) والسماح بتوفير المساعدات الإنسانية في أنحاء القطاع.
وقال المتحدث باسم الأمم المتحدة ستيفان دوجاريك الثلاثاء "هذا أمر غير مقبول.. يخاطر المدنيون بحياتهم، ويفقدونها في حالات كثيرة، وهم يحاولون فقط الحصول على الطعام". وأضاف أن نظام توزيع المساعدات الذي تدعمه الولايات المتحدة وإسرائيل "كارثة محققة، وهذا بالضبط ما يحدث".