بعد شهر من اندلاع الحرب.. لماذا تستهدف إسرائيل المستشفيات في غزة؟
تاريخ النشر: 11th, November 2023 GMT
يومًا تلو الآخر، منذ أكثر من شهر لم تصمت أصوات الرشقات الصاروخية، بل تذداد عن سابقها، شهر كامل من القصف على قطاع غزة، تستغل فيه قوات الاحتلال الإسرائيلي كل قواتها العسكرية في مخطط منها للقضاء على جميع سكان غزة، تاركين خلفهم كل القوانين والمواثيق الدولية، مرتكبين أبشع جرائم الحرب وما زالت الحرب مستمرة.
منذ بدء الحرب، تحاول إسرائيل تصفية أهل غزة، من خلال استغلال تمركز المدنيين في المناطق التي ادّعوا أنها آمنة، ومن ثم قصفها والقضاء على جميع من احتموا بها، وتأتي أبرز الأمثلة على ذلك ما قام به تجاه المستشفيات في غزة أمثال مستشفى المعمدانى والقدس والشفاء ومستشفى الصحة النفسية وغيرها.
قصف مستشفى المعمدانيتأتي حادثة قصف مستشفى المعمداني أبرز الأمثلة على جرائم الحرب التي يرتكبها الاحتلال الإسرائيلي ضد المدنيين في قطاع غزة، وأطلق عليها مجزرة المستشفى الأهلي العربي، قام بها سلاح الجو الإسرائيلي يوم 17 من أكتوبر الماضي، واستطاع خلالها القضاء على كافة الموجودين بها من الجرحى فضلًا عن مئات النازحين المدنيين وأغلبهم من النساء والأطفال، ونتج عنها خروج أجساد الضحايا ممزقة، وتحولت فيها المستفى إلى بحر من الدماء.
الهدف من قصف محيط مستشفى الشفاءاستهدف الاحتلال الإسرائيلي، مدخل مستشفى الشفاء في غزةوالعيادات الخارجية، ما نتج عنه مقتل عدد كبير من المواطنين، وإصابة العشرات بجروح بالغة، وذلك وفقًا لتصريحات أدلى بها رائد النمس، مدير إعلام الهلال الأحمر الفلسطينى لـ "القاهرة الإخبارية".
ترى الدكتورة نجلاء مرعي الخبيرة في الشئون الأفريقية وأستاذ العلوم السياسية، أن الهدف من قصف المستشفيات في غزة هو جعل أمر العيش في القطاع مستحيل، مؤكدة أن السبب وراء قصف المستشفيات في غزة هو عدم تحقيق لإسرائيل لأهدافها التكتيكية للقضاء على حماس قبل التورط في الاجتياح البري، ومن ثم الفشل الشديد الذي تعرض له الهجوم البري، والذي جاءت نتائجه مخيبة للآمال الإسرائيلية.
وقالت الدكتورة نجلاء خلال حديثها مع "الفجر" إن عدم تأييد الشعب الإسرائيلي لعملية الاجتياح البري أحد أسباب لجوء إسرائيل إلى قصف المستشفيات في قطاع غزة، حيث أن حكومة نتنياهو تحاول تهدئة الإسرائيليين خاصةً بعد الإضطراب الداخلي والأزمة السياسية التي حلت على حكومة نتنياهو بعد المطالبة بإقالته بعد انهيار الثقة به وحكومته، ما يؤكد أنه في حالة توتر وقلق ما يدفعه إلى ارتكاب تلك الجرائم، مشيرة إلى أن إسرائيل خلال حربها مع غزة ارتكبت 3 أنواع من الجرائم وهي جريمة الإبادة، وجريمة التطهير العرقي، وجريمة العقاب الجماعي.
وتابعت "مرعي": الرأي العام الغربي أحد أسباب لجوء اسرائيل لقصف المستشفيات في غزة، وذلك بسبب انحيازه الشديد للاحتلال الإسرائيلي وهو ما يمثل تناقض شديد في آراء تلك الدول، فنجد مظاهرات تجوب شوارع المدن الاوروبية والامركية دعمًا لأهل غزة، ونجد الإعلام الغربي منحاز بشكل واضح وصريح لإسرائيل.
مطالب القمة العربيةوعن القمة العربية الإسلماية التي عقدت في الرياض، قالت الدكتورة نجلاء مرعي:"نأمل أن تركز القمة على المطالبة بوقف إطلاق النار في غزة دون شروط أو تقييد، والمطالبة بتحقيق دولي في االجرائم المرتكبة، والرفض القاطع لمخطط تصفية القضية الفلسطينية، وإحياء السلام مرة أخرى عن طريق حل الدولتين.
المصدر: بوابة الفجر
كلمات دلالية: فلسطين الاحتلال الاسرائيلي قوات الاحتلال قوات الاحتلال الإسرائيلي قصف المستشفيات في غزة قصف مستشفى المعمدان مستشفى المعمداني قصف مستشفى المعمداني المستشفيات في غزة المستشفیات فی غزة قصف المستشفیات فی
إقرأ أيضاً:
كم وردة أحرقتها إسرائيل في غزة!
منذ أكثر من عام ونصف ونحن نُتابع كيف أن مئات الصحفيين حَمَلوا على عاتقهم شرف الدفاع عن فلسطين وأهلها ومقاومتها دون تحزب، أو تعصب إلا للقضية، والعدالة، والإنسانية، والحقوق المكفولة بموجب القوانين الدولية!
ومن المتوقع أن تجد خلالها مرحلة «الدفاع المبارك» بعض الأعداء الذين يحاولون الطعن بك وسبك وشتمك، والتقليل من شأن قلمك ومواقفك، وهذا أمر طبيعي لأنها مواجهة بين الخير والشر، والإنسانية والوحشية، والسلام والحرب، والنور والظلام، والحياة والموت، ومن المؤكد أنها مليئة بالأشواك، والألغام، والقنابل القاتلة والمدمرة، ومَن يسير في ميادين الحرب يتوقع الموت، والجرح والاعاقة، والطعن بكل الجوانب النبيلة.
والمرهق أن تَجد مَن يطعنك وهو يتصور نفسه من الداعمين للإنسانية والخير، والبناء والنور والحياة بحجة أن المقاومة يجب ألا تصارع «إسرائيل» وهي التي تسببت بمقتل عشرات آلاف المواطنين الفلسطينيين.
والحقيقة فإن الرد على هؤلاء مرهق ومزعج، وربما، عبثي، ولهذا يمكن الرد عليهم برد ذلك الشيخ الغزي الذي ظهر قبل أيام في عدة قنوات فضائية وهو يصرخ: «نحن غير نادمين على طوفان الأقصى».
فهل يحق لنا بعد ذلك أن نتكلم؟
ثم لماذا لا يتحدثون بنفس الروحية والحماس عن الوحشية والطغيان والهمجية والقسوة «الإسرائيلية»، أم أن كرهكم لهذا الطرف أو ذاك من المعادلة الفلسطينية أعْماكم وجعلكم لا تُميزون بين الحق والباطل، والصح والخطأ، والهمجية والمدنية؟
ولماذا لا يتكلمون عن موجة الغضب في الداخل «الإسرائيلي» التي تصرخ ليلا ونهارا، وتؤكد أن الجيش الإسرائيلي فشل في هزيمة المقاومة الفلسطينية؟
والواقع فإن إسرائيل سواء أُوقفت الحرب، أم لم توقف، وسواء نجحت في حربها الهمجية على أهل غزة، أم فشلت، وسواء وسواء فإنها ستدفع الثمن باهظا، وسيكون لهذه الحرب آثار قاتلة على مستقبل الكيان الصهيوني.
ولا نريد أن نُجري سردا لمظاهر الرفض والمشكلات السياسية والاجتماعية والاقتصادية الضاربة للداخل الإسرائيلي ولكننا سنكتفي بتصريح يائير غولان زعيم حزب الديمقراطيين الإسرائيلي المعارض، يوم 5/6/2025، وقوله: «يجب إبعاد نتنياهو فورا عن دائرة صنع القرار».
فهل هنالك أزمة أوضح من هذه الأزمة التي تُظْهِر تَخبط قادة الاحتلال في الحرب ضد غزة والنقمة على الحكومة، وآخرها الإنذار الإرهابي الذي أصدره الجيش الإسرائيلي يوم 26/5/2025 بالإخلاء الفوري لسكان مناطق بني سهيلا، والقرارة، وعبسان بخان يونس جنوبي غزة.
فهل هذه التحركات الإسرائيلية دليل على القوة، أم الربكة العسكرية؟
جميع المعطيات الداخلية والخارجية تؤكد أن إسرائيل في ورطة كبيرة، وأنها آيلة إلى الهزيمة ولو بعد حين.
استهداف إسرائيل للمدنيين هو بداية انهيارها، ومنها الصور الاجرامية التي نُقِلت على الهواء مباشرة حيث كادت النيران أن تلتهم الطفلة «وردة الشيخ خليل» بعد أن التهمت أسرتها في خيمتهم بقطاع غزة.
وقد تابع العالم «المتحضر» المشهد المروع لوردة وهي تحاول النجاة بجسدها الغض من النيران التي تُحيط بها من كل جانب، بعد استشهاد عائلتها.
فكم «وردة» أحرقتها إسرائيل في غزة؟
منظمة الطفولة العالمية «اليونيسيف» أكدت منتصف نيسان/ أبريل 2025 أن 16 ألف طفل قتلوا في غزة منذ بداية الحرب، أي بمعدل 27 طفلا يوميا، وأن الحرب خلفت 39 ألف طفل يتيم بين ركام القطاع.
فأين القوانين الإنسانية، وأخلاقيات الحروب؟
حقيقة لا أدري كيف أُعلق على ركام غزة لأنه ليس حجارة وحديدا بل هو حجارة مزجت برماد أجساد الشهداء، وأشلائهم ودمائهم، فهل هنالك جرائم في الكون أبشع من هذه المناظر المخيفة!
وأخيرا ننقل كلمة «ديفيد هيرست»، رئيس تحرير موقع «ميدل ايست آي:
«هناك عاملان أساسيان سيُسرعان بإنهاء المذبحة الجارية، على غرار ما حدث في حرب فيتنام: تصميم الفلسطينيين على الصمود في أرضهم، والغضب العالمي المتصاعد ضد إسرائيل. إسرائيل قد تنتصر في المعارك العسكرية، لكنها، مثل الولايات المتحدة في فيتنام، ستخسر الحرب سياسياً وأخلاقياً في النهاية».
وهذا ما سيتحقق ولو بعد حين.
الشرق القطرية