أوكسفام لـعربي21: نسعى لتدشين حملة لوقف إطلاق النار في غزة
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
قالت الناطقة الرسمية باسم مؤسسة أوكسفام العالمية هديل القزاز، إن "أوكسفام تقوم حاليا بالضغط ومحاولة تدشين حملة كبيرة لوقف إطلاق النار في قطاع غزة، وإيقاف التصعيد المتبادل بين كل أطراف النزاع، لوقف شلالات الدماء، وحتى تستطيع المنظمات الإنسانية تقديم خدماتها الممكنة المنقذة للحياة، من أجل إنقاذ ما يمكن إنقاذه".
وأضافت، في مقابلة خاصة مع "عربي21": "نحاول بكل طاقتنا مساعدة المنكوبين في غزة، ونسعى لجمع الأموال اللازمة، وإيصال المساعدات الإنسانية لغزة، لكن لا تتوفر لدينا الإمكانيات حتى الآن لتوصيل تلك المساعدات إلى مستحقيها".
وأشارت القزاز إلى أنهم يسعون لتوفير "بعض المساعدات النقدية لأهالي غزة من خلال شركائنا المتواجدين داخل غزة، ونقوم بمحاولة إثارة الرأي العام والضغط والمناصرة والتوعية بكارثية ما يحدث، ونضغط من أجل الوقف الفوري لإطلاق النار".
شعور بالعجز
وواصلت حديثها بالقول: "نحن نشعر بدرجة كبير من العجز وبعدم القدرة على العمل، بل إن المؤسسات الإنسانية الدولية باتت أياديها مُكبلة ومقيدة أكثر من أهالي غزة أنفسهم، خاصة أن أغلبية موظفينا بغزة هم أنفسهم يحاولون النجاة بحياتهم".
ولفتت إلى أنه "حتى بعد مرور أكثر من شهر كامل على الحرب، لم يصل من الغذاء والماء إلا أقل من 6% من حجم المساعدات التي كانت تدخل باليوم الواحد. وحتى الآن يتم منع إدخال المساعدات في ظل أوضاع إنسانية في غاية السوء والفظاعة. يقول لنا موظفينا إن الأمهات تشرب أطفالها الماء المالح، ويعيش الناس على آخر ما تبقي من الأكل المُعلّب، ولا تستطيع الأمهات إيجاد الحليب لأطفالهن".
وشدّدت القزاز على أن "الوضع الحالي في غزة كارثي بكل معنى الكلمة، وهو وضع إنساني لم يسبق له مثيل من حيث عدد النازحين خلال الأيام المعدودة، ومن حيث نقص الاحتياجات الإنسانية الحاد، والتناقص المتواصل في الغذاء والدواء ومياه الشرب".
وأردفت: "في اليومين الماضيين، لوحظ تسارع في عدد النازحين مع القصف المتواصل لشمال غزة؛ حتى أثناء النزوح وللذين قرّروا البقاء في مدينة غزة وشمالها".
وأوضحت أن "هناك العديد من المؤسسات ووكالات الأمم المتحدة تقف على أهبّة الاستعداد، ولكن لا يمكن تقديم الاستجابة المطلوبة بدون وقف فوري ونهائي لإطلاق النار وتوفير الأمن لمقدمي الخدمات، ولا بد من فتح المجال أمام المساعدات الإنسانية للتدفق بالحد المطلوب، والإعادة الفورية للكهرباء والمياه والنفط حتى يتسنى للمستشفيات والمخابز العمل".
سلاح المجاعة
وهاجمت بشدة استخدام إسرائيل "سلاح التجويع" ضد أهل غزة، قائلة: "استخدام التجويع كسلاح في الحرب هو انتهاك للقانون الدولي وقرار مجلس الأمن 2417 والصادر عام 2018، ويتوجب علي إسرائيل، طبقا للقانون الإنساني الدولي كونها قوة محتلة، توفير الأمن الغذائي والدواء للشعب الفلسطيني".
وأكدت الناطقة الرسمية باسم أوكسفام، أن "سلاح التجويع له آثار قصيرة المدى قد تؤدي للوفاة، وخصوصا بالنسبة للأطفال والمسنين، كما أن له تأثير متوسط وطويل الأمد من خلال تأثيره السلبي والقاسي على الصحة الجسدية والعقلية والنفسية لشعب بأكمله".
وبسؤالها عن طبيعة الوضع الحالي في معبر كرم أبو سالم، وهو المعبر التجاري الوحيد لقطاع غزة، أجابت القزاز: "لا أعلم حيث لا تتوفر لدينا معلومات حول الوضع هناك".
وشدّدت القزاز على أن "عدد قليل جدا من شاحنات المساعدات دخلت إلى غزة خلال الأيام السابقة، ونحن نعيد التأكيد على أن تلك المساعدات لا ترقى بأي صورة من الصور لمستوى الاحتياجات الضخم".
كارثة إنسانية غير مسبوقة
وحذّرت من وقوع كارثة إنسانية غير مسبوقة في قطاع غزة، قائلة: "فرص زيادة حدوث هذه الكارثة الإنسانية تتزايد مع كل دقيقة إضافية؛ فتدمير ما تبقى من مظاهر الحياة في غزة من بنى تحتية ومستشفيات ومدارس أمر في غاية الخطورة، وستكون له تداعيات وخيمة العواقب".
ولفتت إلى أن "فاتورة التهجير القسري لأهالي شمال غزة مرتفعة للغاية، ولا يمكن للمجتمع الدولي تحمّل نتائج تلك الفاتورة، خاصة أن التهجير القسري انتهاك صارخ للقانون الدولي الإنساني، ولا يمكن إزاحة هذا العدد الكبير من الناس وبهذه الطريقة اللاإنسانية إلى أي مكان آخر".
وزادت: "المطالبة بالهجرة القسرية أمر في غاية اللاإنسانية، ولا يمكن تقبله على الإطلاق؛ فلا يمكن إجلاء مليون شخص عن بيوتهم خلال أيام قلائل".
واستطردت قائلة: "حتى لو توقف إطلاق النار حاليا، وحاولت العائلات العودة إلى منازلهم فلن يجدوا بيوتهم؛ فالتقديرات الأولية تشير إلى دمار أكثر من 80 ألف وحدة سكنية حتى اللحظة".
ونوّهت القزاز إلى أن "إطلاق النار بشكل عشوائي على المدنيين في مستشفيات غزة هو جريمة حرب"، مشدّدة على أن "هذه الفظائع يجب أن تتوقف على الفور".
نفاد أكياس الجثث
وأشارت إلى أن "كل الإمدادات الغذائية والطبية بدأت تنفد من قطاع غزة، ووصل الأمر إلى أن أكياس الجثث بدأت في النفاد هي الأخرى بسبب الحصار المُطبق على القطاع".
وأوضحت أن "طواقم مؤسسة أوكسفام لا تعمل الآن في قطاع غزة؛ حث أننا لا يمكننا المخاطرة بحياتهم في ظل القصف المتواصل، والجميع يحاول الاحتماء والابتعاد عن الخطر للحفاظ على حياته وحياة أطفالهم، وبالتالي فجميع عملياتنا متوقفة في الوقت الراهن بغزة منذ 7 تشرين الأول/ أكتوبر، وهذا هو نفس حال باقي المنظمات والمؤسسات الإنسانية".
وتابعت: "الجميع حاليا تحت النار، ولا أحد بمأمن على الإطلاق، ونحن في حالة شلل وعجز كامل، وعلى الرغم من وجود طواقم عمل مستعدة للعمل فورا وتقديم المساعدات؛ فنحن على أهبّة الاستعداد للتحرك فور وقف إطلاق النار وتوفر التحرك بأمان لطواقمنا وشركائنا على الأرض".
وواصلت القزاز حديثها بالقول: "هناك ضرورة ملحة جدا لوقف إطلاق النار في أقرب وقت ممكن دون أي تأخير، حتى تتوفر أدنى درجات الأمن والأمان للجميع، وكي نحاول جميعا العمل والعودة إلى الحياة من جديد، وغير ذلك فلا يمكننا العمل".
وحول كمّ المساعدات التي يحتاجها قطاع غزة مستقبلا من أجل إعادة إعماره مرة أخرى، قالت: "لا أعلم تحديدا، والإجابة على هذا السؤال تتطلب وجودا على الأرض وتقدير أكثر دقة للاحتياجات الإنسانية غير المسبوقة".
وحثّت مجلس الأمن الدولي، والأمم المتحدة، وجميع زعماء العالم ذوي النفوذ، على "اتخاذ إجراءات فورية لضمان وقف إطلاق النار، لأن هذا هو الخيار الوحيد لتجنب المزيد من الخسائر في الأرواح، وأي شيء أقل من ذلك سيكون وصمة عار على جبين الإنسانية إلى الأبد، ولم يعد بإمكان العالم الانتظار أكثر من ذلك للتحرك".
واختتمت الناطقة الرسمية باسم أوكسفام، بقوله: "آلاف العائلات في غزة بحاجة إلى فرصة -على الأقل- لدفن موتاها والحداد عليهم".
المصدر: عربي21
كلمات دلالية: سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة اقتصاد رياضة مقالات صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة تفاعلي سياسة مقابلات سياسة دولية مقابلات غزة الفلسطيني احتلال فلسطين حماس غزة طوفان الاقصي مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات مقابلات سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة سياسة اقتصاد رياضة صحافة أفكار عالم الفن تكنولوجيا صحة إطلاق النار أکثر من لا یمکن إلى أن على أن فی غزة
إقرأ أيضاً:
10 شهداء في قصف مراكز المساعدات بغزة.. وحماس تدعو لوقف الإبادة
دعت حركة المقاومة الإسلامية حماس، مساء الاثنين، إلى تحرك عاجل من مجلس الأمن والمجتمع الدولي لوقف جرائم الإبادة ورفع الحصار عن أهالي قطاع غزة، منوهة إلى أن الاحتلال يواصل ارتكاب المجازر بحق المدنيين الأبرياء.
وأوضحت حركة حماس في بيان وصل "عربي21" نسخة منه، أنه "استشهد خلال الساعات الماضية عشرات الشهداء، بينهم نساء وأطفال، في قصف مكثف استهدف الأحياء السكنية والمنازل المأهولة".
10 شهداء
وأضافت أنه "في سياق سياسة التجويع والإبادة، استهدفت قوات الاحتلال صباح اليوم مدنيين جائعين قرب مركزي توزيع للمساعدات في غرب رفح وجنوب مدينة غزة، ما أدى إلى استشهاد عشرة مواطنين وإصابة العشرات، في تكرار لجريمة قتل منظم تحت غطاء إنساني زائف".
وتابعت: "لقد تحوّلت ما يُسمى بـ”مراكز المساعدات الأمريكية-الإسرائيلية” إلى مصائد موت ممنهجة، تُدار من قبل جيش الاحتلال وشركات أمنية أمريكية، تستدرج الجوعى إلى مناطق عازلة خاضعة للسيطرة العسكرية الكاملة، ليُستهدفوا بالرصاص، في جريمة حرب مكتملة الأركان".
وأكدت أن "سياسات حكومة نتنياهو، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية، من تجويع وقتل واستغلال المساعدات، تُشكّل جرائم حرب وإبادة جماعية، تُرتكب على مرأى ومسمع من العالم".
وصمة عار على جبين الإنسانية
وشددت على أن "استمرار حرب الإبادة وجرائم الحرب على شعبنا لأكثر من عشرين شهرًا، سيبقى وصمة عار على جبين الإنسانية، وعلى دول العالم كافة أن تواجه اليوم استحقاقًا سياسيًا وقانونيًا وأخلاقيًا يتمثّل في عزل هذا الكيان المارق، وملاحقة قادته ومحاكمتهم على جرائمهم بحق الإنسانية".
ودعت إلى إجراء تحقيق دولي مستقل في هذه الجرائم، وتقديم نتنياهو وقادة الاحتلال للمحاكمة، مطالبة بوقف العمل بالمراكز العسكرية المشبوهة لتوزيع المساعدات، واعتماد الأمم المتحدة ووكالاتها فقط كجهة شرعية ومحايدة لإدخال المساعدات.
ويرتكب جيش الاحتلال الإسرائيلي بدعم أمريكي مطلق منذ 7 أكتوبر 2023، إبادة جماعية في قطاع غزة، تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير، وسط تجاهل لكافة النداءات الدولية وأوامر محكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت حرب الإبادة الجماعية أكثر من 181 ألف فلسطيني بين شهيد وجريح معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 11 ألف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين بينهم أطفال، فضلا عن دمار واسع.