الحرية لم تعد قابلة للتفاوض.. ليبراسيون: شباب الضفة الغربية يغلي
تاريخ النشر: 12th, November 2023 GMT
قالت صحيفة ليبراسيون الفرنسية إن الأراضي التي تديرها السلطة الفلسطينية في الضفة الغربية، تهزها منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول الماضي، عاصفة من الغضب ضد وحشية الاحتلال الإسرائيلي، يغذيها انفجار البطالة والتضخم وصور القصف على غزة التي أعادت إلى الأذهان صدمة النكبة عام 1948، حتى إن الذين لم يؤمنوا بالمقاومة من قبل، لم تعد الحرية قابلة للتفاوض لديهم.
وأوضحت الصحيفة -في تقرير بقلم مبعوثتها الخاصة إلى الضفة الغربية لورانس ديفرانو- أن الجدار الخرساني الذي يحيط بالضفة الغربية أطبق بشدة، منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، على الشباب الفلسطيني، بسبب حواجز الطرق، حيث يستهدف الجنود الإسرائيليون العصبيون أي شخص يجرؤ على طلب المعلومات، ويدوم الانتظار لساعات قبل إعادة فتح الطريق.
ورغم أن هجوم السابع من أكتوبر/تشرين الأول نفذته حركة المقاومة الإسلامية (حماس)، فإن له تداعيات كبيرة على الضفة الغربية التي تديرها فتح، حيث يقيم 3 ملايين نسمة ثلثاهم تحت سن الـ30، وبلغ معدل البطالة بين هذه الفئة 44% في عام 2019، خاصة أن الصراع في غزة تسبب خلال شهر واحد -وفق تقديرات منظمة العمل الدولية- بخسارة ربع الوظائف في الضفة الغربية، أي 208 آلاف عاطل إضافي، مع ارتفاع تكاليف المعيشة إلى مستويات هائلة.
غزة صغيرة
في مركز للحلاقة بجنين، يمازح رامي (30 عاما)، الذي يعمل سائق شاحنة، مبعوثةَ الصحيفة قائلا إنه يرغب في العيش في بلجيكا وزيارة سويسرا، وغير بعيد منه تقول آية (19 عاما) التي تدير منصة لمنتجات التجميل في جنين، "كان هدفي أن أبدأ عملي الخاص في مجال العطور، لكن لم يعد هناك شيء يعمل في فلسطين. نحن نتعرض دائما لخطر الهجمات والقصف"، مضيفة "منذ السابع من أكتوبر/تشرين الأول، لم يعد هناك شيء ممكن هنا إلا الحرب".
ويضرب الجيش الإسرائيلي كل ليلة تقريبا مخيم جنين للاجئين، مركز المقاومة المسلحة في الضفة الغربية، حيث قُتل حوالي 30 شخصا في أسبوعين، وحيث السلطة الفلسطينية عاجزة عن حماية السكان من انتهاكات المستوطنين الذين حفزتهم الحرب على التصرف، يقول إسماعيل (25 عاما) الذي يعمل في الحكومة الفلسطينية "أنا حزين على كل الأرواح التي فقدت. لكن كل أصدقائي ابتهجوا بالهجوم واحتجاز الأسرى في السابع من أكتوبر/تشرين الأول. إنها كرّة عادلة بعد كل الاغتيالات التي ارتكبها المستوطنون والجيش خلال العامين الماضيين".
وتقول نجاة، معلمة الرياضيات، التي تتأهب لحضور جنازة ابن صديقتها المفضلة "ما يحدث هنا فظيع، جنين أصبحت مثل غزة صغيرة"، وتسرد أسماء المراهقين الذين ماتوا في الأيام السابقة، مبدية قلقها بشأن الصحة العقلية لطلابها في المدرسة الابتدائية، ومع ذلك يقال إن غولدا مائير رئيسة الوزراء الإسرائيلية السابقة كانت مخطئة، عندما قالت إن "الفلسطينيين الكبار سيموتون وسينسى الشباب".
لا شيء يرجى من الخارج
وفي نابلس ثاني مدن الضفة الغربية، لم يعد هناك سائح في الشوارع المحصنة ولا بين الآثار الرومانية، ويستمر انقطاع الماء والكهرباء، يقول أحمد (26 عاما) الذي يبيع اللبن ويعيش مع والديه و5 من إخوته في شقة من 3 غرف في مخيم عسكر للاجئين، الذي تعرض لاقتحام الجيش الإسرائيلي في الصباح نفسه، "كان والدي يحتفظ بمفتاح المنزل في يافا. ولم يتخل أبدا عن فكرة العودة. وأود أن يكون لدي عملي الخاص وأن تكون لدي عائلة"، مضيفا أنه يرغب في زيارة القدس، لكن ذلك مستحيل بدون تصريح خاص.
كما هو الحال في كل يوم تقريبا، تنظم مظاهرة في نابلس دعما للفلسطينيين الذين يتعرضون للقصف في غزة، تقول جلاء أبو عرب (29 عاما)، رئيسة تحرير مجلة دوز الإلكترونية التي يتابعها مليون قارئ على شبكات التواصل الاجتماعي، إن الفلسطينيين صُدموا بمدى سهولة اختراق حماس لإسرائيل، التي يفترض أنها تمتلك أحد أفضل الجيوش في العالم، ولكن "عنف الرد الإسرائيلي دفعنا من بعد إلى آخر"، موضحة "عندما تلقينا الصور الأولى لهجوم حماس لم ننشرها على الفور، اعتقدنا أن ذلك مستحيل".
المصدر: الجزيرة
كلمات دلالية: الضفة الغربیة
إقرأ أيضاً:
الخليج يغلي | إيران ترد على أمريكا في قطر واستنفار في عدة دول
تشهد منطقة الخليج العربي توترا غير مسبوق، بعد بدء إيران باستهداف القواعد الأمريكية، ردا على الضربة التي وجهتها الولايات المتحدة لمنشآتها النووية.
وبعد إعلان إيران استهداف قاعدة العديد الأمريكية، أغلقت كل من الكويت، والإمارات، والعراق، أجواءها تحسبا لاستهدافات مماثلة.
وأعلنت وزارة الدفاع القطرية أن الدفاعات الجوية تصدت بنجاح لعدة "صواريخ معادية" استهدفت مواقع حساسة داخل البلاد.
فيما نددت وزارة الخارجية بالقصف الذي نفذه "الحرس الثوري الإيراني"، وقالت إن الدوحة تحتفظ بحق الرد بعد "الاستهداف السافر" لأراضيها.
إلا أن مجلس الأمن القومي الإيراني، قال إنه وبرغم الضربة التي استهدفت "العديد" في قطر، إلا أن طهران ترى في الدوحة صديقا وشريكا، وأن الاستهداف كان بعيدا عن أماكن تواجد المدنيين.
وبعيد استهداف قطر، دوّت صافرات الإنذار في البحرين التي تشهد تواجدا لقوات أمريكية على أراضيها، كما تسود حالة من التأهب في العراق وسوريا، ترقبا لأي ضربة إيرانية محتملة.
View this post on Instagram A post shared by Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)
وبحسب وسائل إعلام إيرانية، فإن الحرس الثوري قد يستهدف خلال الساعات المقبلة، قاعدة عين الأسد في العراق.
في حين قال مصدر أمني سوري لرويترز الاثنين إن القاعدة الرئيسية المتبقية في شمال شرق سوريا التي تستضيف قوات أمريكية في حالة تأهب قصوى لهجمات محتملة من إيران أو جماعات متحالفة معها.
والقاعدة هي إحدى قاعدتين في محافظة الحسكة بشمال شرق سوريا تتمركز فيهما القوات الأمريكية.
قطر تحتفظ بحق الرد
من جانبها، أعربت قطر إدانتها الشديدة للهجوم، واعتبرته انتهاكا صارخا لسيادة قطر ومجالها الجوي والقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة.
وقال ماجد بن محمد الأنصاري، مستشار رئيس مجلس الوزراء المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية، إن قطر تحتفظ بحق الرد المباشر بما يتناسب مع شكل وحجم هذا الاعتداء السافر وبما يتوافق والقانون الدولي.
وأوضح المتحدث الرسمي لوزارة الخارجية أن القاعدة كانت قد أخليت في وقت سابق وفقا للإجراءات الأمنية والاحترازية المعتمدة، وذلك في ظل التوترات التي تشهدها المنطقة.
السعودية تدين
من جانبها، أدانت السعودية و"تستنكر بأشد العبارات العدوان الذي شنته إيران على دولة قطر الشقيقة، الذي يعد انتهاكًا صارخًا للقانون الدولي ومبادئ حسن الجوار، وهو أمر مرفوض ولا يمكن تبريره بأي حال من الأحوال".
وبحسب وكالة الأنباء الرسمية، أكدت المملكة على "تضامنها ووقوفها التام إلى جانب دولة قطر الشقيقة، وتضع كافة إمكاناتها لمساندة دولة قطر الشقيقة في كل ما تتخذه من إجراءات".
الإمارات تعلق
وأدانت الإمارات "بأشد العبارات استهداف الحرس الثوري الإيراني لقاعدة العديد الجوية في دولة قطر الشقيقة معتبرةً ذلك انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر ومجالها الجوي".
وقالت إن القصف الإيراني "مخالفة واضحة للقانون الدولي وميثاق الأمم المتحدة".
مجلس التعاون يستنكر
وأدان الأمين العام لمجلس التعاون لدول الخليج العربية جاسم محمد البديوي، "بأشد عبارات الإدانة والاستنكار الهجوم الصاروخي الذي قامت به إيران ضد أراضي دولة قطر".
وأكد البديوي "أن هذا الاعتداء يُعد انتهاكًا صارخًا لسيادة دولة قطر، ومساسًا مباشرًا بأمن دول المجلس كافة، مجددًا التأكيد على أن أمن دول مجلس التعاون كلٌ لا يتجزأ، وأن المجلس يقف صفًا واحدًا مع دولة قطر في مواجهة أي تهديد لأمنها وسلامة أراضيها".
وتابع بأن "الهجوم الصاروخي الإيراني يعد خرقًا لجميع الأعراف والمعاهدات والقوانين الدولية والأممية".
ودعا "المجتمع الدولي، ومجلس الأمن، إلى تحمّل مسؤولياته في إدانة هذا العمل العدواني، واتخاذ خطوات فاعلة لردع التصرفات الإيرانية غير المسؤولة".
الاحتلال الإسرائيلي بدوره علق على تطورات الأحداث، وقال عبر مسؤول أمني لهيئة البث الرسمية، إن "الأيام المقبلة ستكون الأعنف لإجبار إيران على التوقف وإن لم ينجح ذلك سنواصل بكل قوة".
عرض هذا المنشور على Instagram
تمت مشاركة منشور بواسطة Arabi21 - عربي21 (@arabi21news)