فشل فريق الوداد المغربي في التتويج بلقب بطولة “أفريكان ليغ” لعام 2023، وهي النسخة الأولى للبطولة الأفريقية التي تُشارك فيها أفضل الأندية في القارة، وذلك إثر خسارة مواجهة الإياب خارج الأرض بهدفين نظيفين أمام منافسه فريق ماميلودي صن داونز، الأحد، وبالتالي فقدان التفوق في مواجهة الذهاب (2 –1).

ولم يُقدم نادي الوداد المغربي مستوى جيدا طوال 90 دقيقة من المباراة، وظهر بشكل سيئ جداً على أرض الملعب، في وقت استغل فريق ماميلودي صن داونز عدة عوامل ساهمت في منحه التفوق وبالتالي التتويج باللقب الأفريقي، وتبرز إلى الواجهة 4 عوامل مهمة.

دفاع مبالغ فيه في الشوط الأول

ظهر فريق الوداد في الشوط الأول بمستوى سيئ جداً، إذ اعتمد على الدفاع فقط والذي كان مبالغاً فيه طوال 45 دقيقة، لأن الجري خلف الكرة أرهق اللاعبين وجعل فريق ماميلودي صن داونز يلعب براحة كبيرة، بسبب امتلاك الكرة أكثر، وهاجم الفريق الجنوب أفريقي مرمى الفريق المغربي أكثر، ليُثمر ذلك عن تسجيل الهدف الأول في الشوط الأول، وهو الهدف الذي فتح الطريق لتتويج صن داونز.

سوء تركيز على أرض الملعب

برز في الهدف الأول والهدف الثاني لماميلودي صن داونز في المباراة، سوء تركيز كبير من اللاعبين على أرض الملعب، إذ كثُرت الأخطاء الدفاعية في التشتيت وفي عملية الخروج بالكرة، وخصوصاً في لقطة الهدف الثاني، إثر تمريرة خاطئة في منطقة خطيرة، ليسرقها لاعب صن داونز، أوبري موديبا، الذي انطلق بسرعة وانفرد بالمرمى وسجل الهدف الثاني القاتل في المواجهة.

غياب دور خط الوسط تماماً

تسبب غياب خط وسط فريق الوداد في المباراة بإحكام فريق صن داونز سيطرته الكاملة في الملعب، إذ لم يظهر لاعبو خط الوسط بالفعالية المطلوبة، وفشلوا في استرجاع الكرة والاستحواذ عليها للمساهمة في بناء اللعب، وبالتالي تسبب الأمر بغياب التمويل لخط الهجوم، وبالتالي الفشل في خلق فرص خطيرة على مرمى الفريق الجنوب أفريقي.

فشل ذريع هجومياً

بعيداً عن سوء حالة خط دفاع فريق الوداد، لم يكن خط الهجوم في يومه أبداً، فهو لم يستلم الكرة أصلاً بالشكل الصحيح لخلق محاولات هجومية، وحتى في الشوط الثاني مع بعض التغييرات والتحركات الهجومية، كانت معظم المحاولات بدون خطورة، وسط عدم قدرة على اختراق دفاع ماميلودي الذي كان قوياً في المواجهة.

المصدر: مراكش الان

كلمات دلالية: مامیلودی صن داونز فریق الوداد فی الشوط

إقرأ أيضاً:

سباق المسافات الطويلة: الشوط الثاني

يذكر المغرمون بالأدب رواية "سباق المسافات الطويلة" لعبد الرحمن منيف حين وصف روائيا بعقل العلوم السياسية خروج منطقة الشرق الأوسط من تحت النفوذ الإنجليزي إلى النفوذ الأمريكي، حيث حل استعمار غير مباشر محل الاستعمار المباشر دون أن تتحرر المنطقة. نرى هذه الأيام أن سباق المسافات يدخل شوطا ثانيا يفتح على مستقبل جديد للمنطقة تتوزع فيه المقاعد والنفوذ على شكل يناقض ما وصلت إليه سباقات المسافات الأولى، فكأن المنطقة تعود إلى نقطة الانطلاق لتصعد ربوة تاريخها بنفس جديد.

ستؤرَخ المنطقة بزيارة ترامب إلى الخليج ربيع 2025، وسيبنى على الزيارة ما لم يُبن على غيرها من زيارات المسؤولين الأمريكيين للمنطقة، وقد تصنع بها بداية جديدة نتوقع بعضها ولا يمكننا الجزم بخلاصات سريعة. فالتحليل واقع حتى الآن تحت تأثير الصور الجميلة والرغبات الطيبة في التغيير، ولا يجب أن يغفل أي تحليل عقلاني أن الكيان الصهيوني لا يزال إسفينا مغروسا في قلب المنطقة لم يفقد دوره وإن توفرت بشارات طوفانية.

يجري كسر الصور النمطية للعرب

العرب الذين استقبلوا ترامب في 2025 مختلفون عن عرب الثورة العربية الكبرى. لقد بنى إنجليز لورانس العرب صورة عن العرب ونمطوها فصارت صورة وحيدة لهم؛ "قوم أغبياء في الأصل طيبون أحيانا"، وفي الحالتين هم قوم يمكن الاحتيال عليهم والضحك على لحاهم واستعمالهم في معارك ليست لهم.

قوة الصناديق الاستثمارية حولت مركز الثقل العربي من مصر والشام (البعثي) إلى منطقة الخليج، فأنهت أثر الخطاب القومي الناصري والبعثي وهي تؤسس لرؤية جديدة لموقع العرب في العالم. هي رؤية العربي التاجر والمستثمر في سوق عالمية منزوعة السلاح ومنزوعة الأيديولوجيا. يبدو ترامب هنا هو التاجر الذي يأتي لعقد الصفقات ويهدئ السوق لتنجح التجارة، وهذه قيادة مختلفة عن ترامب الأول وعن جورج بوش وأسلافهما
لقد ترسخت صورة نمطية عن عربي سمين وغبي يملك المال و"يبعزقه" في اللهو والمجون ولا يبني به تنمية ولا حضارة، ورث الأمريكي القادم إلى المنطقة منتصرا في حرب كونية الصورة واستعملها بإتقان. والجميع يتذكر جورج بوش يدخل المنطقة غازيا ويقول "العرب يملكون ثروة لا يستحقونها فهي لنا"، وقد وجد من العرب من ناصره على عرب آخرين وبخطاب قومي، ومارس ترامب الأول سلوكا مشابها لبوش.

ترامب الثاني تكلم بحديث مختلف مع عرب أظهروا له وجه الشريك الند أكثر من وجه التابع الذليل، فوضعوا حديث الشراكات الاقتصادية والسياسية على الطاولة. وبدا الرجل مجاملا ومتفهما لطموحات القيادات الجديدة، وقد يكون فعلا متعاونا في بناء علاقات ندية أساسها الاحترام. طبعا علينا انتظار زمن طويل لفرز الصدق من النفاق، فقد كان خطاب لورنس العرب جميلا أيضا قبل انكشاف سايكس بيكو الكارثية. ما الذي تغير في المنطقة ليتغير ترامب وسياسات الكاوبوي الأمريكي ويفسح لتاجر الصفقات المحترف؟ ولا نخال ترامب إلا وقع تحت تأثير الإبهار الحضري فنسي صورة الخيمة والجمل والعربي الحافي القدمين.

تغيرات كبيرة جاءت متأنية

الصورة النمطية التي صنعها الإنجليز والفرنسيون عن "عرب النفط" ورثته أيضا مصر الناصرية وبقية الأنظمة القومية في الشام والعراق وعاش به القذافي، وعاملت عرب الخليج كما عاملهم الأمريكي؛ "أكداس من الرز" موضوعة بغير أيدي مستحقيها. فمصر أم الدنيا جملة خرجت من إذاعة صوت العرب وظلت فعّالة إلى انقلاب السيسي الذي كرّس لفظ الرز الخليجي.

مشاهد التنمية الاقتصادية في بلدان الخليج كشفت تحول هذه البلدان إلى مجالات استثمار مغرية لرئيس الشركات الأمريكية المتحدة، والصناديق الاستثمارية الخليجية (السعودية والكويت وقطر والإمارات) صارت فاعلا قويا في اقتصادات العالم يحتاج اقتصاد أمريكا والعالم الراكد إلى مراودتها وبسط الزرابي الحمراء لها. ولأن الطاقة الأحفورية لم تفقد قيمتها أمام الطاقات النظيفة البديلة بعد، فإن أمام هذه الصناديق مستقبل مفتوح.

كانت جملة نفط العرب للعرب تخفى خطابا قوميا عربيا يضع عينه على أموال الخليج ليستثمرها في غير موضعها باسم تحرير فلسطين (معركة العرب جميعهم)، لكن أصحابها وضعوها الآن في مكانها متجاوزين الدعاية القومية التي تبنت بعلم أو بدونه خطاب الاحتقار الاستعماري لبدو الخليج. لقد تحرر عرب النفط من عقد الناصرية والبعث التي طعنت في عروبتهم.

قوة الصناديق الاستثمارية حولت مركز الثقل العربي من مصر والشام (البعثي) إلى منطقة الخليج، فأنهت أثر الخطاب القومي الناصري والبعثي وهي تؤسس لرؤية جديدة لموقع العرب في العالم. هي رؤية العربي التاجر والمستثمر في سوق عالمية منزوعة السلاح ومنزوعة الأيديولوجيا. يبدو ترامب هنا هو التاجر الذي يأتي لعقد الصفقات ويهدئ السوق لتنجح التجارة، وهذه قيادة مختلفة عن ترامب الأول وعن جورج بوش وأسلافهما.

كما يبدو العربي الغني هنا هو الشريك الذي يعالج بالصفقة ما لا يعالج بالثورجية القومية، خصوصا وأن الثورجية القومية أسفرت عن جرائم في حق العربي ولم تحرر شبرا من فلسطين الذريعة. وهذه بوابة تستدعي سوريا ما بعد البعث الثورجي إلى السوق الجديدة، ويبدو أن الشامي التاجر بالسليقة قد استيقظ من نومته القومية.

زيارة الصفقات مرت فوق مصر وريثة الناصرية التي تحسب أكداس الرز الخليجي مقابل تلويح بحماية عسكرية (جيش مصر يحمي الخليج) ونراها تخرجها من كل دور وتعيدها إلى موقعها الثانوي، فحصارها لغزة الذي قدمته كعربون ولاء لم يجدها لتكون محطة تتلقى الشكر والدعم. ويمكننا بناء التوقع التالي بشيء من يقين: إن توسل الشرعية السياسية بخدمة الكيان لم تعد مجدية للنظام المصري ولغيره، وهذا مؤشر على نهاية هذا الدور ومؤشر أكبر على أن المخدوم وأعني الكيان لم يعد مفيدا أو يفقد موقعه. هنا نتحسس تغييرا كبيرا في إعادة هندسة المنطقة بإعادة ترتيب الشركاء على قاعدة جديدة.

التطبيع لا يزال فوق الرؤوس

الاختبار الحقيقي لقوة عرب الصفقات الجدد هو فلسطين، فالسلام في المنطقة مؤجل حتى التحرير، سواء قيل ذلك علنا أو أخفي في ثنايا حديث الصفقات.

عندما يقول ترامب إن السعودية يمكنها أن تطبع متى شاءت فهذا يعني النأي عن حديث صفقة القرن لترامب الأول وفتح باب لعلاقات لا تمر بالكيان، كما أننا نلتقط مؤشرا ذا دلالة وهو إلقاء نعت الإرهاب بعيدا عنهم ورميه على إيران. لقد انتهى الوصم
وسواء عندنا تسليم عرب الصفقات بنتيجة حرب الطوفان أو إنكارها فإننا نبني على أن حرب غزة خلخلت المنطقة وفرضت إعادة ترتيب أوضاعها دون الكيان. الثمن المدفوع في غزة كان عظيما وقد فرض إعادة النظر في موقع الكيان ودوره. هذا الكيان قابل للهزيمة وأسطورة منَعَته الأبدية تهشمت.

هناك احتمال على طاولة الاقتصاد العالمي؛ تأمين مصادر الطاقة وحركة الصناديق الاستثمارية وممرات التجارة العالمية يمر بالحديث الندّي مع أصحابها دون حفظ عروشهم بخدمة الكيان. فعندما يقول ترامب إن السعودية يمكنها أن تطبع متى شاءت فهذا يعني النأي عن حديث صفقة القرن لترامب الأول وفتح باب لعلاقات لا تمر بالكيان، كما أننا نلتقط مؤشرا ذا دلالة وهو إلقاء نعت الإرهاب بعيدا عنهم ورميه على إيران. لقد انتهى الوصم.

نتوقع أن نقاشات كثيرة ستتجه الآن في منابر خليجية إلى النظر في ما يلي: شرعية الأنظمة في المنطقة يمكن بناؤها ليس على خدمة الكيان بل على قدراتها المالية أولا، والتي كانت مركونة بفعل الكيان نفسه.

هل بدأ المسار الذي يؤدي إلى ترك الكيان يموت بأزماته الداخلية التي زرعها فيه الطوفان؟ غير مهم أن يعترف من خذل غزة بأثر الطوفان، فهو يستفيد الآن من نتائجه وإن أدانه. نظن أن مخابر السياسة عند ترامب أعلم بأثر الطوفان في التاريخ، وما التحول إلى الصفقات إلا يأسا من تحصيل غنيمة بحرب انتصر فيها الفلسطيني رغم فارق القوة. فأول من يدرك أن حماس كانت تحارب الترسانة الأمريكية والغربية هو ترامب.

لكن لنحذر الأماني التي تتحول إلى يقين رغبوي. الكيان لا يزال في مكانه واللوبي الصهيوني لا يزال يملك أوراق قوته التي خلقت الكيان ودعمته، والانتقال من صورة الشرق تحت هيمنة الكيان إلى صورته دون الكيان ليست نقلة بيادق على رقعة إنها كش مات.

ننبه لأمر كامن وسيطل برأسه في زمن قريب يتجاوز عقل الصفقات؛ إن الشعوب إذا شبعت واطمأنت وانتهى خداعها بفلسطين ستطلب الحرية والديمقراطية، وحينها ستكون الجولة الثانية من الربيع العربي.

مقالات مشابهة

  • صعود المقاولون العرب ووادي دجلة للدوري الممتاز وهبوط منتخب السويس وسبورتيج
  • “أطباء بلا حدود”: إسرائيل تسببت في كارثة إنسانية متعمدة في قطاع غزة
  • قضية “إسكوبار الصحراء”.. الناصري يتهم مقربين بـ”دفع الثمن” للشهود
  • قبيل النهائي.. “كاف” يعلن عن تصميم جديد لكأس دوري أبطال إفريقيا
  • سباق المسافات الطويلة: الشوط الثاني
  • رسمياً برشلونة بطلاً للدوري الإسباني للمرة الثامنة والعشرين في تاريخه
  • الاتحاد يتوج رسميا بلقب دوري روشن السعودي بعد الفوز على الرائد بثلاثية
  • “السياسي” يطيح بالوفاق ويحقق فوزه الثاني هذه السنة في الرابطة المحترفة
  • فوز الإنتاج الحربي وجمهورية شبين وتعادل العبور بترقي القاهرة للصعود للمحترفين
  • فريق يد الزمالك يضرب فاب الكاميروني بنتيجة 27 - 18 في كأس الكؤوس الأفريقية