الفلول والانقلابيين و(البدروميين): وقفة على جسر شمبات !!
تاريخ النشر: 13th, November 2023 GMT
عساكر الانقلاب والفلول الكذوبين (صدقوا في تعهدهم بتدمير الوطن) ونشر الدماء والخراب..وكان يوم أمس يوماً من أيام ابتهاجهم الكبير بتدمير كبري شمبات...يا لهذا النصر المؤزر..!
احد الصحفيين (أو المتصيحفين) التابعين لهم من (المرتشين المخضرمين) وخدام جناب أمن الإنقاذ القدامى ظهر في لعبة توزيع الأدوار في حملة التضليل الحالية (بعد غيبة).
هؤلاء الفلول الذين يهللون بتدمير جسر شمبات ويتوعدون بتدمير بقية الجسور إذا كانوا حقاً منتصرين كما يقولون وإنهم أوشكوا على دحر التمرد ولم يتبق من الميليشيات المتمردة غير (جيوب صغيرة) هاربة..لماذا لا يقومون بتنظيف مدخل الجسر ومخرجه من المتمردين..ويكون الجسر كله خالصاً لهم يستخدمونه لمصلحتهم بدلاً من تدميره..! لما لا يقوم الجيش الذي يتحدث الفلول وعساكر البرهان وياسر العطا باسمه باحتلال كبري شمبات بدلا من تدميره..؟! ألا يقولون إن العاصمة كلها أصبحت خالية من التمرد.؟ لماذا إذاً قاموا بتدمير الجسر..؟!
(صائد الرندير) في القطب الجنوبي وقارة انتاركتيكا يعلم ما قاله وما يقوله عساكر البرهان وما أعلنه الفلول و(نقرو طاره ودلوكته) صباح مساء..وهم يحرّضون الانقلابيين وكتائبهم للإسراع بتدمير كبري شمبات حتى يقطعوا الطريق على المليشيا التي صنعوها بأيديهم..فلماذا الآن يكذبون بأنهم لم يقصفوا الكبرى وان المليشيا هي التي قصفته...؟! ولماذا تقصفه المليشيات وهي تحتل مداخله ومخارجه..وفي وقت يتصايح فيه الفلول بأن مليشيا الدعم السريع تستجلب الدعم وخطوط الإمداد عبره من غرب السودان ومن خارج البلاد..؟! وكم مرّة دعا كبار الفلول إلى تدميره..؟ وكم مرّة توعدوا بتدمير (بقية الجسو)...؟!
ماذا تتوقع من الكيزان والبرهان غير الكذب الذي يتعممون به ويتجلببون منذ أن عرفهم الناس إلى درجة أن أصبح الكذب (مسوحهم وكركارهم) الذي يخرجون به على الناس في كل منعطف وطريق..وعند كل نازلة وواقعة...؟!
إنهم يريدون تدمير السودان وكل ما تبقى من بنيته التحتية من أجل تعويق مسار أي حكومة مدنية قادمة..وقد قالوا ذلك بمختلف اللهجات والتعبيرات وبكل أنواع (الزفارة) التي ينطقون بها..أما أن نكون في السلطة أو فليحترق السودان بما فيه ومَنْ فيه...فما هو الجديد عليهم..!
أيها الفلول وانتم معشر الانقلابيين: هل قمتم بتدمير الجسر لضرورة عسكرية..؟ آم أن مليشيات الدعم السريع هي التي دمّرته حتى تقطع على نفسها قوافل الإمداد..؟!
هل نزف إليكم التهاني بنجاحكم في تدمير الجسر..؟! لا بد إن هذا من انجازاتكم الكبرى (لإصلاح مسار القترة الانتقالية)..! إنه (انتصاركم الوحيد) طوال هذه الحرب أمام المليشيات التي صنعتموها بأيديكم ولم تحققوا عليها انتصاراً يتيماً واحداً ولو في جزء محدود من شارع مهجور..! لقد ظللتم طوال هذه الحرب اللعينة العبثية محاصرين محجورين و(مجحورين) و(بدروميين- نسبة إلى البدروم) ومدافعين غير مبادرين (طول الخط)..ولم تقوموا بهجمة واحدة.. وبعد أن اشتركتم مع خصمكم في القتل والفظائع والتدمير.. ذهبتم إلى "منبر جدة" صاغرين.. فقام الفلول بتحريضكم على قصف جسر شمبات باعتبار أن تدميره يمكن أن يكون (ورقة رابحة) تساومون بها في المفاوضات..!!
.بالله هل مرّ عليك أو سمعت بمثل هذا الغباء في كل ما كتبته وصاغته وجسّدته العبقرية الروائية وعوالم الأدب العالمي والحكاوي الشعبية التي تصوّر الأغبياء في أسوأ حالات البلادة والبلاهة وانسداد الدماغ..من هبنقة القيسى إلى باقل الإيادي..إلى غباوات أوليفر هاردي..إلى صورة "العبيط" النمطية في الأفلام الهندية.. إلى اغنياطوس الذي كان يصر على أن يطحن الماء..؟!
من إخبار الحمقى والمغفلين التي رواها الإمام الجوزي أن احد البلهاء الأغبياء نظر في بئر ضحلة فرأى وجهه..ومضى إلى أمه وقال لها: في الجُب لص.. فجاءت الأم واطلعت على البئر وقالت: (أي والله..ومعه فاجرة).. الله لا كسّبكم..!
murtadamore@yahoo.com
المصدر: سودانايل
كلمات دلالية: کبری شمبات جسر شمبات
إقرأ أيضاً:
(فؤادنا) الذي رحل
حينما كنت طالبا في الثانوية العامة بمدينة تعز، كان هناك شاب يكتب الشعر ويلقيه في المناسبات الوطنية او المساندة لقضيتنا العربية فلسطين، وكان الكثيرين يتحدثون عن فؤاد مطر الذي شعره لا يختلف كثيرا عن شعر الغاضب العربي احمد مطر..
لم اعرفه بشكل مباشر، حتى انتهيت من دراستي في إعلام جامعة صنعاء وبدأت العمل الصحفي، عرفته على المنابر في صنعاء شاعرا في الفعاليات وسمعت عنه خطيبا مفوها في جامع بجنوب العاصمة صنعاء، وتعرفت عليه أكثر في مؤتمرات الإصلاح العامة حيث كان يلقي أشعارا تحظى بتصفيق من قبل الحاضرين في الجلسات الافتتاحية لتلك المؤتمرات الإصلاحية.
لم يقف الأمر عند ذلك، لكن سمعت عن ذات الشاب الشاعر والخطيب المفوه انه ناشط مجتمعي ويقدم الخدمات لشباب وناس الحي الذي يسكن فيه، الي ان تعرفت عليه في صحيفة الصحوة بعدما تعرض له من اعتقال من قبل السلطات الأمنية بسبب خطبه الغاضبة من الأوضاع المتردية، وكان الكثير من الأصدقاء يحدثونني عن خطبه التي يتوافدون لحضورها في جامعه من مختلف مناطق العاصمة صنعاء.
كان الجميع قد تعودوا على قصائده الجميلة التي يلقيها في افتتاح مؤتمرات الإصلاح العامة، وحتى كان حضوره وطنيا في خطبه وشعره في ٢٠١١ من على منبر ساحة التغيير في الستين، كان الكثيرين يحرصوا على الحضور لسببين حماسهم لثورة ١١ فبراير وتأييدها وأيضا للاستماع لعدد من الخطباء الذين يعبرون عن مطالبهم وفي مقدمتهم فؤادنا الجميل ذو الجسم النحيل والكلام العذب واستخدام فنون اللغة الجميلة الفارس في محرابها.
خلالها ألتقينا لقاءات معدودة في أماكن عدة حتى كان آخر لقاء لي به في مدرسة نعمة رسام عام ٢٠١٥ حينما كنت ناطقا للمقاومة الشعبية بمدينة تعز، لم يزد الأمر على المشاركة في الحديث للصحفيين برفقة الشيخ حمود المخلافي والشهيد ضياء الحق الاهدل، وانقطعنا عن بعض باستثناء تواصل محدود عبر الفيسبوك وحينها وصلتني اخباره عن مرضه وخضوعه لعملية زراعة كلى، حتى كان تواصلي الأخير به تلفونيا وهو في تعز لأجل خدمة لصديق ولم يخذلني فيها بالتواصل معه والسعي لخدمته، وحينما زرت تركيا مؤخرا كنت عازم على التواصل معه واللقاء به فإذا بي اسمع بالصدفة انه تم نقله إلى القاهرة وحالته خطيرة.
كان فؤاد نموذجا للشاب الثائر والإصلاحي المنفتح على مختلف شركاء العمل السياسي كانت بوصلته موجهة نحو الظلم والفساد والفشل ايا كان نوعه ويخاصم سياسيا بأخلاق وقيم قل ان تجدها لدى فرقاء العمل السياسي، لم يقل كلاما جارحا في حق أيا من خصومه ولكنه انتقد وعارض وفق قواعد الديمقراطية المتعارف عليها.
كان فؤاد الحميري مربيا فاضلا وعرفت ذلك من خلال الشباب الذين تعلقوا به وتعلموا على يديه وداعية وسطي وخطيبا غير تقليدي يطوع اللغة الجميلة لإيصال رسالته الوعظية ومقارعة الظلم الجبروت وثائرا يعبر عن ملايين اليمنيين وخاصة شريحة الشباب وشاعرا مفوها كتب قصائده القصيرة والطويلة لأجل القضية التي حملها في وطنه اليمني وامته العربية والإسلامية.
حالة الحزن التي طفت علي سطح الوسائط الاجتماعية تؤكد ان فؤاد الحميري لم يكن صوت معبر عن نفسه وحتى حزبه ولكنه يعبر عن اوجاع وآلام وطموحات واحلام اليمنيين، رحمة الله تغشاه واسكنه فسيح جناته وتعازينا لكافة أسرته واحبائه ومحبيه داخل الوطن اليمني وخارجه.