قال وزير الخارجية الأردني، أيمن الصفدي، الاثنين، إنّ إسرائيل لم تترك خطاً أحمر إنسانياً أو قانونياً إلا وتجاوزته وترفض أن تستمع للعالم، حيث إنّ الأردن مستمر في جهده المستهدف تعرية الرواية الإسرائيلية.

 

وأضاف الصفدي، في حديث لقناة "المملكة، أن "أي محاولة لتهجير الفلسطينيين باتجاه الأردن هي إعلان حرب سنرد عليه ونتعامل معه بكل حزم"، موضحاً أن "الأردن يشرح للعالم أن ما تقوم به إسرائيل ليس دفاعاً عن النفس بل جرائم حرب".

 

وأشار الصفدي إلى أن الأردن مستمر في تعرية السردية الإسرائيلية وكشف النتائج التدميرية إزاء الحرب على قطاع غزة، مؤكداً "لن نذهب إلى حرب مع إسرائيل ولا أحد يتوقع منا ذلك"، ولفت إلى أن الأردن يتعرض لضغوط لكن هناك خطوطاً حمراء لا نقبل تجاوزها.

 

وبيّن أن الموقف الدولي تغير بشكل كبير، مؤكدا أن "ما غيّر الموقف الدولي أساساً هو قبح وبشاعة الجريمة الإسرائيلية"، حيث بدأت الناس ترى ما تقوم به إسرائيل ونتائج ما تفعله، محذراً من أن ما يقوم به الاحتلال من جرائم في الضفة الغربية سيدفع إلى تفجّر الأوضاع هناك.

 

وشدد الصفدي على أن "فصل الضفة الغربية عن غزة يعني تقسيم الوطن الفلسطيني الذي لن تستقر المنطقة إلا إذا اكتمل وحصل على سيادته واستقلاله"، مضيفاً أن حركة حماس "فكرة لا تستطيع قتلها بالقنابل"، وهي "لم توجد الصراع بل الصراع هو الذي أوجد حماس".

 

وعن فتح قنوات اتصال مع قادة حماس أو عدمه، أوضح الصفدي أن الأردن يعمل "وفق سياسة هدفها حماية فلسطين وتسنده وتسهم في تلبية حقوقه، ونحن دولة نتعامل مع دول، ونقوم بكل إمكانياتنا من أجل هدفنا، ونحن دولة نعرف كيف نبقي على اتصالاتنا ونعرف كيف ندق جميع الأبواب لتحقيق هدفنا".

 

وفي السياق ذاته، دانت وزارة الخارجية الأردنية استمرار الاحتلال الإسرائيلي بانتهاك القانون الدولي، وارتكاب الجرائم ضد المدنيين والاعتداء المتكرر على المستشفيات والأعيان المدنية، والتي كان آخرها قصف مقر اللجنة القطرية لإعادة إعمار غزة.


المصدر: الموقع بوست

إقرأ أيضاً:

قمة بغداد.. دعم لسوريا ورفض لتهجير الفلسطينيين وتحذير من عسكرة النزاعات

تنعقد القمة العربية الـ34 في العاصمة العراقية بغداد، اليوم السبت، بحضور قادة وزعماء عرب أو من ينوب عنهم، في ظل زخم سياسي لافت تصدّره الملف السوري، وحرب الإبادة الجارية في الأراضي الفلسطينية، إلى جانب أزمات اليمن والسودان وليبيا.

وطرحت بغداد على طاولة القمة مسودة إعلان من ثلاث مراحل، شملت مواقف سياسية وتنموية، إضافة إلى 15 مبادرة عربية أطلقها العراق، في محاولة للتموضع كمركز توافقي عربي بعد سنوات من الانكفاء الداخلي.

دعم للحوار السوري ورفض للتهجير الفلسطيني

في الملف السوري، أجمعت مسودة "إعلان بغداد" على دعم حوار وطني شامل يضم كافة أطياف الشعب السوري، مع تأكيد على ضرورة الانتقال إلى عملية سياسية تحفظ وحدة البلاد وسلامها الأهلي. كما رحب العراق باستضافة هذا المؤتمر المرتقب، في خطوة وصفها مراقبون بأنها تحاول إحياء الدور العربي في المسألة السورية بعد سنوات من الغياب.

أما فلسطين، فقد حضرت بقوة في مسودة البيان الختامي، حيث شدد القادة العرب على "الرفض القاطع" لتهجير الفلسطينيين سواء داخل الأراضي المحتلة أو خارجها، في رسالة واضحة للرفض العربي لأية ترتيبات قسرية تهدف لتفريغ غزة من سكانها.

وأكد الإعلان العربي مجدداً على مركزية القضية الفلسطينية، مطالباً بوقف فوري للحرب على غزة، وبدعم غير مشروط للخطة العربية ـ الإسلامية لإعادة إعمار القطاع. كما أيد دعوة الرئيس الفلسطيني محمود عباس لعقد مؤتمر دولي للسلام، وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات "لا رجعة فيها" لتنفيذ حل الدولتين، وصولاً إلى نشر قوات أممية لحماية الشعب الفلسطيني.




تحذيرات من عسكرة الخلافات

القمة، التي تنعقد في ظل تصاعد العنف في السودان وتدهور الأوضاع في ليبيا، وجهت تحذيراً صريحاً من اللجوء إلى القوة لحل الخلافات السياسية، داعية إلى العودة إلى طاولات الحوار، وتفعيل المبادرات السلمية مثل "مسار جدة" لحل الأزمة السودانية.

وشددت مسودة "إعلان بغداد" على ضرورة التزام الحلول السياسية والدبلوماسية في المنطقة، محذراً من تنامي استخدام العنف، وسط دعوات لتفعيل آليات عربية لمنع النزاعات ومكافحة التطرف.

المبادرات العراقية.. عودة إلى الدور المحوري

في موازاة البيان السياسي، أطلقت بغداد 15 مبادرة جديدة، بينها "العهد العربي لدعم الشعب السوري" و"المركز العربي لمكافحة الإرهاب"، بالإضافة إلى مشاريع في الذكاء الاصطناعي، والأمن الغذائي، وحماية البيئة من مخلفات الحروب.

كما أعلنت بغداد نيتها إنشاء "غرفة تنسيق أمني عربي مشترك"، وأطلقت مبادرة اقتصادية للعقد العربي المقبل، في محاولة لرسم خارطة طريق عربية جديدة، تعزز العمل المشترك خارج الإطار التقليدي.

هل تنجح بغداد في ملء الفراغ العربي؟

تأتي القمة وسط حالة من إعادة الترتيب في العلاقات العربية، وتراجع الثقة الشعبية بدور الجامعة العربية، ما يجعل من قمة بغداد اختباراً سياسياً لمستقبل العمل العربي المشترك. فرغم الزخم السياسي، تبقى قدرة الدول العربية على تنفيذ تعهداتها، خصوصاً في ملفات كبرى كفلسطين وسوريا والسودان، مرهونة بمدى جدية الالتزام بالقرارات، والتغلب على الانقسامات البينية.

لكن اللافت في قمة اليوم هو محاولة العراق تقديم نفسه كوسيط توافقي، ومستضيف محتمل لمؤتمرات الحوار، سواء في الشأن السوري أو العربي الأوسع، وسط ما يراه مراقبون عودةً تدريجية لبغداد إلى مربع التأثير الإقليمي.

بخطاب مزدوج يراوح بين المبادئ والسياسات، وبين الخطط الاقتصادية والتنموية، تؤكد قمة بغداد أن العالم العربي لا يزال يبحث عن صيغ بديلة لتفادي مزيد من الانهيار. لكن يبقى التحدي الأكبر: كيف يمكن ترجمة هذا الزخم السياسي إلى خطوات ملموسة على الأرض؟ وهل يمكن للبيانات الختامية وحدها أن توقف حرباً، أو تعيد إعمار بلد؟


مقالات مشابهة

  • سقوط 50 شهيدا في غزة غداة إعلان جيش إسرائيل بدء هجوم بري واسع على القطاع
  • الصفدي يلتقي مطران البطريركية اللاتينية في الأردن
  • "قمة بغداد": رفض قاطع لتهجير الفلسطينيين وإدانة اعتداءات إسرائيل على سوريا ودعوة لحل سياسي في السودان
  • إعلان بغداد.. القمة العربية تؤكد الرفض القاطع لتهجير الفلسطينيين وضرورة إدخال المساعدات الإنسانية إلى غزة
  • الصفدي: القيادة الهاشمية في صدارة المدافعين عن حقوق الإنسان
  • القمة العربية الـ34 في بغداد.. تجديد الرفض العربي لتهجير الفلسطينيين ودعم حل الدولتين
  • قمة بغداد.. دعم لسوريا ورفض لتهجير الفلسطينيين وتحذير من عسكرة النزاعات
  • شبكة أمريكية: إدارة ترامب تعمل على خطة لتهجير الفلسطينيين إلى ليبيا
  • الصفدي: اتفاق أردني مصري عراقي على سد الثغرات في آلية التعاون المشترك
  • مصطفى بكري: إسرائيل تخطط لتهجير الفلسطينيين.. ومصر لن تسمح بذلك