فـي النموذج النهضوي العماني وأصدائه
تاريخ النشر: 14th, November 2023 GMT
تصعب عمليَّة محاكاة النَّموذج النَّهضوي العُماني نظرًا لاستثنائيَّة التجربة الَّتي شهدت التفافًا قلَّ نظيره بَيْنَ الجمهور العُماني وقائده المؤسِّس الراحل صاحب الجلالة السُّلطان قابوس بن سعيد ـ طيَّب الله ثراه ـ وبَيْنَ ذات الجمهور الَّذي بقِيَ على العهد وهو يحتضن قائده المُجدِّد حضرة صاحب الجلالة السُّلطان هيثم بن طارق المُعظَّم (حفظه الله ورعاه) إذ يواصل مَسيرة النَّهضة المباركة متتبعًا خطاها وخطواتها المباركة مذ انطلقت على أوائل سبعينيَّات القرن الماضي معتمِدةً سجايا بُعد النَّظر والتوازن المُطلق الَّذي لا يسمح بالانزلاق أو الزَّلل.
وإذا كانت أنظار أبناء الأُمَّتيْنِ العربيَّة والإسلاميَّة تحدِّقان على النَّهضة العُمانيَّة بعَيْنِ التفاخر وبناء الآمال، فإنَّ الجمهور العُماني يعاين تجربته الرائدة وهي معكوسة على مرآة بارقة، واعدة بمستقبل زاهر لا تشوبه شوائب الرجوعيَّة والتشرذم الَّتي طالما عانى مِنْها هذا الجمهور العُماني الوفي طوال السَّنوات الظلمة والتراجع، الجهل والفقر المدقع.
لقَدْ أدركَ الشَّعب العُماني الأصيل أبعاد الآفاق الَّتي يحملها له قائد سلطنة عُمان، مستبشرًا بالتقدُّم والمنجزات الفريدة في قِطاعات الصناعة والزراعة، التجارة والتربية والتعليم، ناهيك عن الآفاق الواعدة في مجالات العلاقات الخارجيَّة للسَّلطنة وهي تفرز نموذجًا يستحقُّ المحاكاة لا المجافاة: فقَدْ وجَّه السُّلطان هيثم بن طارق (حفظه الله ورعاه) دفَّة السَّفينة العُمانيَّة العملاقة المُحمَّلة بأعباء آمال العُمانيِّين نَحْوَ بَرِّ الرَّخاء والازدهار حتَّى أخذنا، نحن أشقَّاؤكم العرب، نتفاخر بمسقط وبتجربتها السلميَّة المسالمة الَّتي أبقت أبصارها شاخصةً نَحْوَ الحلم العُماني الَّذي أراده له القائدُ المؤسِّسُ المغفور له السُّلطان قابوس بن سعيد (طيَّب الله ثراه) للبلوغ والتحقُّق كَيْ يكُونَ المنجز التاريخي لأبناء السَّلطنة قابَ قوسَيْنِ أو أدنى، متلألئًا في حدقات أطفال وشبَّان وشابَّات عُمان من أصحاب الزنود السُّمر العاملة لَيْلَ نهار من أجْلِ وصول سفينة سلطنة عُمان إلى ذروة المَجد المُكلَّل بالنَّجاح والإبداع.
أ.د. محمد الدعمي
كاتب وباحث أكاديمي عراقي
المصدر: جريدة الوطن
كلمات دلالية: الجمهور ال الع مانی
إقرأ أيضاً:
انطلاق أعمال منتدى الاتصال الرقمي البريطاني العُماني في لندن
مسقط- الرؤية
انطلقت أعمال منتدى الاتصال الرقمي البريطاني العُماني 2025 في مقر جامعة باكنغهام بلندن، بتنظيم شركة أندرسن بالتعاون مع غرفة تجارة وصناعة عُمان، وبحضور البرفسور جيمس تولي نائب رئيس جامعة باكنغهام، حيث يأتي تنظيم المنتدى تجسيدا لجهود تعزيز التعاون التقني والتجاري بين سلطنة عُمان والمملكة المتحدة، وتسليط الضوء على فرص الشراكة في مجالات الاقتصاد الرقمي، وتطوير البنية الأساسية للاتصال، والابتكار في بيئة الأعمال.
وهدف المنتدى إلى تسليط الضوء على أهمية تعزيز الاتصال الرقمي، وتوسيع آفاق التعاون الاقتصادي، ودعم التطوير التجاري الاستراتيجي بين سلطنة عُمان والمملكة المتحدة، كما شهد المنتدى مشاركة وفد تجاري عُماني يضم أكثر من (25) ممثلًا عن مؤسسات حكومية وخاصة، في إطار السعي نحو تحقيق التكامل وتبادل الخبرات، وبحث سبل تطوير البنية التحتية الرقمية، وتطبيقات الذكاء الاصطناعي، وتعزيز التعاون في مجال استقطاب وتنمية المواهب التقنية.
وافتُتح المنتدى بكلمة للدكتور عبدالله بن مسعود الحارثي عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان، أشار خلالها إلى أن المنتدى يسعى إلى تحقيق جملة من الأهداف بمشاركة المتخصصين والخبراء في مجال الاتصال والتقنية، وتعزيز مبدأ الشراكة والتعاون وتبادل الخبرات بين البلدين الصديقين في عالم أصبحت التقنية فيه محركا أساسيا لكثير من القطاعات التجارية ويعول عليها في تحقيق نموا اقتصاديًا مستدام.
وأضاف الحارثي: "أصبح الابتكار المؤسسي مرتبط ارتباطا وثيقًا بما تقدمه المؤسسات من توفير بيئة اتصالية فعالة وبنية رقمية تساهم في ربط المجتمعات بها من خلال وسائل التقنية المختلفة والتي تشهد تغيرا بوتيرة متسارعة".
وحول السوق العُماني والفرص الاستثمارية الواعدة، استعرضت فاطمة آل إبراهيم من غرفة تجارة وصناعة عُمان الممكنات والحوافز التي توفرها سلطنة عُمان للمستثمرين منها ملكية الاستثمار الأجنبي بنسبة 100%، والإعفاء من الضرائب لمدة تصل لـ30 عامًا، مع وجود اتفاقيات التجارة الحرة مع عدد من البلدان، إضافة إلى وجود قطاعات تجارية واعدة تتمثل في قطاعات السياحة، التعدين والطاقة، الزراعة والثروة السمكية والصناعة، والنقل والقطاع اللوجستي، أما القطاعات الداعمة تتمثل أبرزها في الطاقة المتجددة، والتمويل المبتكر، فضلا عن وجود بنية أساسية تشمل المطارات والموانئ والمناطق الصناعية، والمناطق الحرة والمناطق الاقتصادية.
وفي الجلسة الحوارية حول التحول الرقمي والذكاء الاصطناعي في إطار التعاون العُماني - البريطاني أوضح المهندس مقبول بن سالم الوهيبي الرئيس التنفيذي لشركة عُمان داتا بارك بأن سلطنة عُمان تمتلك العديد من المزايا التنافسية لاسيما في القطاع الرقمي الذي أصبح قطاعا واعدا، حيث يتم العمل على توسيع نطاق البنية الأساسية الرقمية لمواكبة التقدم في هذا القطاع والذي أصبح مرتبطا ارتباطًا وثيقًا بأغلب القطاعات التجارية.
وأشار المهندس إبراهيم بن عبدالله الحوسني عضو مجلس إدارة غرفة تجارة وصناعة عُمان ورئيس لجنة الاقتصاد الرقمي والذكاء الاصطناعي بالغرفة، بأن سلطنة عُمان تمتلك العديد من المزايا التنافسية التي تهم المستثمرين الدوليين في القطاع الرقمي، لاسيما موقعها الاستراتيجي إذ تقع عند مفترق طرق التجارة العالمية، وتوفر وصولًا مباشرًا إلى أسواق آسيا وأفريقيا ودول مجلس التعاون، إلى جانب الدعم الحكومي الذي يوفر حزمة من الحوافز تشمل الإعفاءات الضريبية، ودعم الأجور والتدريب، وتقاسم الاستثمارات.
وأضاف الحوسني: "تساهم الحكومة في تطوير المهارات الوطنية من خلال الاستراتيجية الوطنية لتدريب 50000 مختص في تقنيات المعلومات والاتصالات بحلول 2030. هذا إلى جانب الربط الدولي الذي تسعى إليه سلطنة عُمان، ويضم (6) مراكز بيانات (من الفئة الثالثة) و(8) محطات إنزال للكابلات البحرية التي تخدم 21 كابلًا دوليًا".
وقام وفد غرفة تجارة وصناعة عُمان بزيارة إلى مقر شركة Dell في العاصمة البريطانية لندن وذلك في إطار جهود تعزيز الخبرات التقنية والاطلاع على تجارب شركة Dell الرائدة في توظيف تقنيات الذكاء الاصطناعي، والابتكار وتحليل البيانات الضخمة.
وناقش الجانبان فرص نقل هذه الخبرات إلى سلطنة عُمان، بما يعزز من جهود التحول الرقمي ويدعم المؤسسات في اتخاذ قرارات استراتيجية قائمة على البيانات، مما يساهم في رفع مستوى التنافسية في مختلف القطاعات.